نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

حُباً بالسوريين.. وأملاً بسوريا

17/02/2025 - هوشيار زيباري

الشرع والموعد السعودي

13/02/2025 - غسان شربل

ترامب يرسم خارطة جديدة للعالم

08/02/2025 - ‎علاء الخطيب

معنى المعارضة في سورية الجديدة

08/02/2025 - مضر رياض الدبس

( لا يمكن الاستخفاف بأحمد الشرع )

08/02/2025 - خيرالله خيرالله


أحمد داوود أوغلو : «سوريا بعد الأسد.. كيف يمكن إعادة البناء من رماد الحرب؟




نشر السياسي التركي البارز أحمد داوود أوغلو مقالا بالانكليزية في موقع ميدل أيست آي بعنوان: «سوريا بعد الأسد.. كيف يمكن إعادة البناء من رماد الحرب؟ وفي ما يلي اهم ما جاء بالمقال مع تالرابط لقراءته كاملا


احمد داوود اوغلو-سي ان ان
احمد داوود اوغلو-سي ان ان
 
بصفتي صديقاً وداعماً قديماً لسوريا، أقدم رؤيتي وتوصياتي للإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، وكذلك للقادة الإقليميين والدوليين..
نجاح سوريا في تحويل ثورتها إلى إطار سياسي مستقر لن يؤمّن مستقبلها فقط، بل سيجلب الاستقرار للمنطقة بأكملها. وعلى العكس، فإن الفشل في ذلك يهدد بالفوضى الناتجة عن التدخلات الأجنبية، والحروب بالوكالة، وعودة الإرهاب..
إعادة بناء سوريا تتطلب معالجة سبعة ركائز لنظام وطني جديد. وتشمل هذه الركائز:
- مواءمة المواطنة مع الهوية الوطنية.
- معالجة الصدمات وإعادة دمج اللاجئين.
- تحقيق التوازن بين الجغرافيا والاستقرار الوطني.
- معالجة قضايا الإنتاج والتوظيف.
- ضمان الحرية والعدالة بموجب الدستور.
- بناء المؤسسات، وتعزيز العلاقات الدولية.

• المصالحة الوطنية:
الدول التي لا تستطيع التوفيق بين الهويات الثقافية والسياسية لا تستطيع البقاء مهما بلغت قوة جيوشها. وأسرع السبل إلى تعزيز الشعور المشترك بالهوية هو المبادرة إلى المصالحة الوطنية.
لا يمكن أن يكون بديل ديكتاتورية الأقلية هو هيمنة الأغلبية.
تشكيل هيئة مصالحة وطنية قادرة على تمثيل كافة المكونات العرقية والطائفية والدينية وعدم استبعاد العلويين أو إخضاعهم لإجراءات انتقامية بسبب جرائم النظام السابق.

• إعادة التأهيل وإعادة التوطين: لا بد من إنشاء مؤسسة "إعادة التأهيل والتوطين الإنسانية". أهم العناصر في العملية الانتقالية هو ضمان العودة إلى الظروف المعيشية الطبيعية. الأولوية المباشرة هي السيطرة على العمود الفقري من الشمال إلى جنوب "محور حلب - حماة - حمص - دمشق - درعا" وأجنحته في الساحل وشرقي الفرات.

• التعافي الاقتصادي:
المرحلة الأولى من إعادة التأهيل الاقتصادي يجب أن تركز على التعبئة الاقتصادية لمكافحة الفقر المستشري واستعادة الأصول المنهوبة ورفع الحصار وتشجيع المستثمرين في الخارج للعودة وإنشاء صندوق للمساهمات الدولية وإعادة البنية التحتية المنهارة وينبغي لهذه الجهود أن تعطي الأولوية لإحياء الزراعة والصناعة وإنتاج الطاقة.
سوريا تقع على طول ممر لوجستي مثالي يربط شبه الجزيرة العربية والخليج بالبحر المتوسط عبر الطرق البرية وأوروبا عبر تركيا. من خلال تحديث البنية الأساسية للطرق السريعة والسكك الحديدية تستطيع سوريا تسهيل الوصول السريع بين أوروبا والخليج، وحقيقة أن معظم هذا الممر يتألف من تضاريس مسطحة من شأنها تقليل تكاليف النقل مما يوفر ميزة كبيرة.

• كسر الدائرة
تركّز نظام الأسد على أمن الدولة أدى إلى القضاء على الحريات، مما أشعل الحرب الأهلية في سوريا ومكّن الجماعات الإرهابية من تأجيج الفوضى بشكل أكبر. يجب على الإدارة الجديدة كسر هذه الدائرة. يكمن الحل في تبني رؤية للتعددية الثقافية تدمج بين حقوق الإنسان الأساسية والتراث الثقافي المتنوع للمنطقة.
الحكومة الجديدة من المتوقع أن تتشكل في مارس، ولا بد أن تركز على استعادة النظام العام وإرساء الأمن وضمان النظام الدستوري وربما يكون من الضروري تحديد جدول للانتخابات مدته أربع سنوات كما اقترح الشرع ولكن ولابد من استغلال هذه الفترة لخلق النظام العام المدني وإعادة تنشيط العدالة وتعزيز المصالحة الوطنية وصياغة دستور جديد.
التأخير في استعادة النظام العام ولو ليوم واحد قد يؤدي إلى تأجيج التوترات الداخلية وقد يمهد الطريق أمام نظام ديكتاتوري آخر ولا ينبغي لنا أن ننسى الدروس المستفادة من الانقلابات التي أدت إلى صعود حافظ الأسد إلى السلطة.
ولتطبيق النظام العام لا بد أن تتحول الفصائل إلى هياكل شرطة وجيش نظامية. ولا بد من تنشيط الحكومة المركزية بطابع مدني، وأن تتولى اللجان المحلية زمام المبادرة.
العملية القضائية لا بد وأن تتضمن محاكمات عادلة للمسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية وتجنب الانتقام أو العقاب الجماعي.

• الاعتراف العالمي:
على المدى القريب يتعين على سوريا تنشيط اتصالاتها مع الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ويجب أن تشجع الدول على إعادة فتح سفاراتها وأن تتبنى موقفا حازما ضد إسرائيل. نحن نشهد ولادة سوريا جديدة وهي عملية تتشابك فيها التحديات والفرص الهامة.
وأقول للشرع والمقربين منه: هذا النصر ليس لكم وحدكم بل هو لمئات آلاف الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وتم استهدافهم بالبراميل المتفجرة، والأسلحة الكيميائية. وتعرضو للتعذيب في السجون. قاوموا إغراء العزلة في القصور الفاخرة وابقوا بين الناس فهم المالك الحقيقي لهذه الثورة وتجنوا الصراعات الداخلية ولا تحصروا أنفسكم في تحالفات ضيقة.
وأقول للدول الإقليمية: سوريا للسوريين فلا تختلقوا مناطق نفوذ على أسس عرقية وطائفية.
وأقترح عقد قمة "جيران سوريا" لإصدار إعلان قوي لدعم وحدة الأراضي السورية والسلم الأهلي والتنمية الاقتصادية وعودة اللاجئين.

• القوى الخارجية
يتعين على إيران أن تتجنب تفاقم الفوضى في سوريا. مصلحة طهران تكمن في ضمان نجاح الإدارة الجديدة في إرساء حالة من الاستقرار.
بالنسبة لروسيا فإن النأي بنفسها عن الإدارة الجديدة بسبب علاقاتها السابقة سيكون خطأ فادحاً. انخراط روسيا مع الإدارة الجديدة أمر حاسم لمصالحها الخاصة والاستقرار الإقليمي.
الخطأ الأكبر للقادة الغربيين لا سيما ترمب هو النظر إلى سوريا من خلال عدسة أمن إسرائيل.
المجتمع الدولي لا سيما الأمم المتحدة يجب أن تلعب دورا أسياسيا في ضمان سلاسة انتقال السلطة. يجب على الاتحاد الأوروبي رفع المزيد من العقوبات.

يتعين على تركيا أن تتصرف وفقا لخطة استراتيجية واضحة. وهي لم تسع إلى الهيمنة السياسية أو الاقتصادية ولن تسعى إلى ذلك أبدا وفي الوقت نفسه لا ينبغي لتركيا أن تسمح لأي قوة باستغلال معاناة السوريين لتحقيق مصالحها الاستراتيجية..

ــــــــــــــــــــــــــــــ
    أحمد داوود أوغلو - موقع ميدل أيست آي
ـــــــــــــــ
عين الشرق الاوسط Middle East Eye
لقراءة المقال كاملاً: https://www.middleeasteye.net/opinion/syria-after-assad-rebuild-ashes-war-how

أحمد داوود اوغلو - موقع ميدل أيست
الثلاثاء 18 فبراير 2025