ان التهور المسعور لبيبي و غانتس قد حولنا في نظر العالم من ضحية إلى مجرمي حرب ، و من اصحاب حق إلى قتلة الأطفال ، و هو في تقديري تماماً ما كان تحلم به حماس و محور الشر من خلفها.
اليوم و بعد ثمانين يوماً من الاخطاء و التقديرات غير المدروسة تجد دولة إسرائيل لأول مرة منذ ال ٤٨ في صراع الوجود واللاوجود.
نعم يا بني وطني اللاوجود.
أنا سأكون اول من يعلق الجرس و ليسمعني اليوم جميع بني وطني ،إذا استمر هذا الفريق في قيادتنا فنحن عائدون إلى بولندا و روسيا و بريطانيا و امريكا ذلك إذا سمحوا لنا بالعودة.
ان عملية الاغتيال الأخيرة في عاصمة حزب الله كانت آخر مغامرة يأسة لبيبي ، و لن تكون الأخيرة.
انه يغرق ، و يأخذنا معه إلى الهلاك.
لا زال بيبي يراهن على جر أمريكا إلى هذة المعركة ، و هذا رهانه الأخير.
الأمريكيون لن يأتوا. اسمعوني جيداً الاميركيون لن يأتوا. و إذا او بالأحرى حين نصحوا قريباً على خبر ان قوات الرضوان قد أصبحت على ابواب عكا اعرفوا جيداً أننا جميعاً عائدون إلى دول الشتات من حيث اتينا.
لا احد في قيادة الجيش ، ولا في قيادة الأجهزة الامنية لديه البأس الكافي ليطلعكم على مدى هشاشة موقفنا على الجبهات. الوقت لم يمضي على تدارك الموقف فلا زال اصدقاؤنا معنا و لكن على القيادة السياسية ان تضع مصلحة الشعب اليهودي قبل مصالحها ، و ان تأخذ فوراً قرارات صعبة ، و مريرة تبدأ بالوقف الفوري للحرب ، واعادة أبنائنا الأسرى إلى عائلاتهم ، و حتى على حساب افراغ السجون و الدعوة إلى انتخابات سريعة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تستطيع العمل على اخذ العبر و الدروس من ما حصل و اعادة بناء جيش جديد بفكر جديد و اعادة اللحمة الداخلية.
على القيادة السياسية ان تتحمل الثمن اليوم وإلا سوف يتحمل جميع بني اسرائيل الثمن و لن يبقى من حلم الدولة اليهودية إلا احاديث الذكريات و نحن نحتسي القهوة على قارعة الطريق في اوروبا.
----------------
يوسي كوهين رئيس الموساد السابق
مصدر المقال صحيفة "هآرتس"