لم يتمكن الطلاب من استلام غرفهم بالصورة التي كانوا يتوقعونها فقد صدموا بالتدمير الشامل الذي لحق البناء والغرف، فلم تسلم لمبة واحدة ولا زر كهرباء ولا باب غرفة أو حتى الأسرة الحديدية التي انقلبت رأساً على عقب، كذلك المجاري المغلقة والمياه التي طفت فور تشغيلها دون وجود صنبور ماء سليم.. الفوضى كانت عارمة وتسيطر على المكان برمته لدرجة أن بعض الطلبة أصابهم الإحباط فقرروا عدم السكن في المدينة واللجوء إلى شقق الأجار رغم أنهم دفعوا الأقساط الجامعية كاملة لكنهم استغنوا عنها في سبيل حياة كريمة.
- تقول الطالبة سميرة " أنا من الطالبات القدامى وصدرت أسماؤنا لكننا تفاجأنا بازدحام كبير، يعني شباك واحد لخدمة الطلاب وهو لا يستوعب كل الطلاب والطالب يأتيه الدور بعد أربع ساعات فضلاً عن التعب الموجود فور استلام الغرف في الوحدات السكنية، وأنا غرفتي في الطابق الرابع ولا يوجد أسانسير وهناك وحدات بدون ماء مثل الوحدة الرابعة".
- ويقول الطالب محمد ( طب بشري سنة رابعة ) " المدينة غير مخدمة بشكل جيد، لا ماء ولا توجد نظافة في المطبخ وقد تغيرت إلى الأسوأ منذ السنة الماضية ونحن طلاب الطب البشري كل ستة طلاب في غرفة واحدة!"
- بينما أضاف زميله الطالب حسام " هناك ازدحام شديد في الغرف ولا يوجد تطبيق للنظام، فمثلاً أثناء شطف الغرف كل غرفة تغسل فينزل الماء من الطابق الأعلى إلى الأسفل فتتوسخ الوحدة وتعم الفوضى"
- كما قال الطالب سوار ( أدب فرنسي- سنة ثانية ) " لقد كان طلاب الآداب في وحدات الطبالة وكانوا يعانون كثيراً مع وسائل النقل ثم تم نقله إلى المزة، ولكن وضعوا ثمانية طلاب في غرفة واحدة والآن هل هذا حل، لا يوجد مكان حتى للنوم!"
وكانت الصدمة كبيرة بالفعل حينما دخلنا بكاميراتنا إلى المدينة الجامعية وتفقدنا وحداتها لنفاجئ بالصورة المأساوية التي سيطرت على المشهد الطلابي الجامعي والحياة الصعبة جداً بل الانتحارية التي يعيشها الطلاب، فحتى الآن هناك حمامات كثيرة جداً بدون أبواب وتنقطع المياه بينما تغمر سطحَ الأبنية السكنية بصورة تدعو إلى الخشية من سقوطها وكل ذلك بسبب الفوضى التي يخلقها المهندسون والمتعهدون في إصلاح الأبنية إذ غالباً ما تعطى التعهدات لأناس معروفين من قبل رئاسة المدينة الجامعية نفسها، لذلك تكون الطريق أمامهم معبدة وسالكة إلى السرقة والاختلاس.
من جانبه أكد مدير المدينة الجامعية بحلب على أن الخدمات في مدينته ممتازة جداً وأنهم أنهوا عمليات التصليح والترميم والتنظيف وطالب ببناء وحدات سكنية جديدة لاستيعاب جميع الطلاب، وطبعاً هو طلب صعب ومتأخر إذ بدأ الدوام الدراسي وبناء الوحدة السكنية في سورية يحتاج إلى ثلاث سنوات كحد أدنى، بينما تشابهت شكاوى الطلاب في حلب مع مثيلاتها في دمشق، وفي الوقت نفسه أكد مدير المدينة الجامعية في حمص في اتصال هاتفي مع القناة السورية على أن مدينته هي الأفضل بين المدن الجامعية في سورية من حيث الخدمات والنظافة، وكذلك أكد الدكتور محمد حسان الكردي مدير المدينة الجامعية في لقاء تلفزيوني على أن كل الخدمات كاملة ومجهزة في مدينة باسل الأسد الجامعية في دمشق وهذا ما اضطرب المذيع لأجله واستفزه ليصرخ بتهكم قائلاً " كل شيء في مدينتك مجهز ولا يوجد أي تقصير؟!" ليرد الدكتور الكردي معترفاً أنه هناك أخطاء وتقصير لكنه ألصقها بظهر الطلبة وقال إن الأخطاء ناجمة عن مخالفتهم للقوانين!
وأكد الدكتور الكردي أن الكلام حول سكن ستة طلاب في غرفة واحدة في وحدة الطب (الوحدة الأولى ) غير صحيح وأن غرف الوحدة الأولى لا تتسع سوى لثلاثة طلاب وفي الوحدة عشرين لا تتسع الغرفة سوى لطالبتين فقط، ويشير هذا الكلام إلى أن هناك تزويراً من قبل المحاسب حيث يزيد عدد الطلاب في الغرفة الواحدة حتى يزيد عنده عدد من الغرف ويقوم ببيعها للطلاب الراسبين وأحياناً لأناس من خارج الكليات ومن خارج جامعة دمشق بأكملها!!!
وقال الدكتور الكردي إنهم أجروا صيانة لجميع الوحدات السكنية وطالب التلفزيون السوري بالدخول إلى الوحدات السكنية وتصويرها، وتحدث عن رقي النظافة والخدمات، لكن التلفزيون السوري لم يصور مشاهد من الداخل وأخذ كلام الكردي على محمل الجد فآثرنا أن ندخل لنرى الصورة الواقعية فكانت هذه الصور التي تعبر عن مدى الاستهتار بقيمة الطالب الأخلاقية والثقافية والتعليمية وقبل كل هذا وذاك الإنسانية، فكيف يمكن للدكتور الكردي وهو مدير المدينة الجامعية أن يرد على الصور التي أخذناها في الوحدات السكنية؟!.
مدير المدينة الجامعية عبر في النهاية عن رغبته بتسليم المدينة الجامعية إلى هيئات مستقلة للخلاص من الروتين والفساد واعترف أن أي قرار يتطلب إحالته إلى رئاسة الجامعة ورئاسة الجامعة تحيله إلى مديرية الشؤون الهندسية التي تقدمه بدورها إلى الدراسة ليعاد بعد ذلك الرد بعد مرور القضية على شعب الحزب، ويدل هذا الاعتراف على أن مدير المدينة الجامعية ليس سوى إطار للصورة الأساسية والتي تصور القطاع التعليمي في سورية بعيون أمنية خالصة، وهذا يشير إلى أن الطالب الجامعي لا يشكل أولوية لدى القطاع التربوي في ظل السيطرة الأمنية والقوانين الرديئة التي تجعل الطالب الجامعي صورة هلامية وببغاء يقلد المنهاج وإسفنجة يبتلع القرارات دون أن يكون له أي قرار.
----------------------------
كلنا شركاء الاليكترونية
- تقول الطالبة سميرة " أنا من الطالبات القدامى وصدرت أسماؤنا لكننا تفاجأنا بازدحام كبير، يعني شباك واحد لخدمة الطلاب وهو لا يستوعب كل الطلاب والطالب يأتيه الدور بعد أربع ساعات فضلاً عن التعب الموجود فور استلام الغرف في الوحدات السكنية، وأنا غرفتي في الطابق الرابع ولا يوجد أسانسير وهناك وحدات بدون ماء مثل الوحدة الرابعة".
- ويقول الطالب محمد ( طب بشري سنة رابعة ) " المدينة غير مخدمة بشكل جيد، لا ماء ولا توجد نظافة في المطبخ وقد تغيرت إلى الأسوأ منذ السنة الماضية ونحن طلاب الطب البشري كل ستة طلاب في غرفة واحدة!"
- بينما أضاف زميله الطالب حسام " هناك ازدحام شديد في الغرف ولا يوجد تطبيق للنظام، فمثلاً أثناء شطف الغرف كل غرفة تغسل فينزل الماء من الطابق الأعلى إلى الأسفل فتتوسخ الوحدة وتعم الفوضى"
- كما قال الطالب سوار ( أدب فرنسي- سنة ثانية ) " لقد كان طلاب الآداب في وحدات الطبالة وكانوا يعانون كثيراً مع وسائل النقل ثم تم نقله إلى المزة، ولكن وضعوا ثمانية طلاب في غرفة واحدة والآن هل هذا حل، لا يوجد مكان حتى للنوم!"
وكانت الصدمة كبيرة بالفعل حينما دخلنا بكاميراتنا إلى المدينة الجامعية وتفقدنا وحداتها لنفاجئ بالصورة المأساوية التي سيطرت على المشهد الطلابي الجامعي والحياة الصعبة جداً بل الانتحارية التي يعيشها الطلاب، فحتى الآن هناك حمامات كثيرة جداً بدون أبواب وتنقطع المياه بينما تغمر سطحَ الأبنية السكنية بصورة تدعو إلى الخشية من سقوطها وكل ذلك بسبب الفوضى التي يخلقها المهندسون والمتعهدون في إصلاح الأبنية إذ غالباً ما تعطى التعهدات لأناس معروفين من قبل رئاسة المدينة الجامعية نفسها، لذلك تكون الطريق أمامهم معبدة وسالكة إلى السرقة والاختلاس.
من جانبه أكد مدير المدينة الجامعية بحلب على أن الخدمات في مدينته ممتازة جداً وأنهم أنهوا عمليات التصليح والترميم والتنظيف وطالب ببناء وحدات سكنية جديدة لاستيعاب جميع الطلاب، وطبعاً هو طلب صعب ومتأخر إذ بدأ الدوام الدراسي وبناء الوحدة السكنية في سورية يحتاج إلى ثلاث سنوات كحد أدنى، بينما تشابهت شكاوى الطلاب في حلب مع مثيلاتها في دمشق، وفي الوقت نفسه أكد مدير المدينة الجامعية في حمص في اتصال هاتفي مع القناة السورية على أن مدينته هي الأفضل بين المدن الجامعية في سورية من حيث الخدمات والنظافة، وكذلك أكد الدكتور محمد حسان الكردي مدير المدينة الجامعية في لقاء تلفزيوني على أن كل الخدمات كاملة ومجهزة في مدينة باسل الأسد الجامعية في دمشق وهذا ما اضطرب المذيع لأجله واستفزه ليصرخ بتهكم قائلاً " كل شيء في مدينتك مجهز ولا يوجد أي تقصير؟!" ليرد الدكتور الكردي معترفاً أنه هناك أخطاء وتقصير لكنه ألصقها بظهر الطلبة وقال إن الأخطاء ناجمة عن مخالفتهم للقوانين!
وأكد الدكتور الكردي أن الكلام حول سكن ستة طلاب في غرفة واحدة في وحدة الطب (الوحدة الأولى ) غير صحيح وأن غرف الوحدة الأولى لا تتسع سوى لثلاثة طلاب وفي الوحدة عشرين لا تتسع الغرفة سوى لطالبتين فقط، ويشير هذا الكلام إلى أن هناك تزويراً من قبل المحاسب حيث يزيد عدد الطلاب في الغرفة الواحدة حتى يزيد عنده عدد من الغرف ويقوم ببيعها للطلاب الراسبين وأحياناً لأناس من خارج الكليات ومن خارج جامعة دمشق بأكملها!!!
وقال الدكتور الكردي إنهم أجروا صيانة لجميع الوحدات السكنية وطالب التلفزيون السوري بالدخول إلى الوحدات السكنية وتصويرها، وتحدث عن رقي النظافة والخدمات، لكن التلفزيون السوري لم يصور مشاهد من الداخل وأخذ كلام الكردي على محمل الجد فآثرنا أن ندخل لنرى الصورة الواقعية فكانت هذه الصور التي تعبر عن مدى الاستهتار بقيمة الطالب الأخلاقية والثقافية والتعليمية وقبل كل هذا وذاك الإنسانية، فكيف يمكن للدكتور الكردي وهو مدير المدينة الجامعية أن يرد على الصور التي أخذناها في الوحدات السكنية؟!.
مدير المدينة الجامعية عبر في النهاية عن رغبته بتسليم المدينة الجامعية إلى هيئات مستقلة للخلاص من الروتين والفساد واعترف أن أي قرار يتطلب إحالته إلى رئاسة الجامعة ورئاسة الجامعة تحيله إلى مديرية الشؤون الهندسية التي تقدمه بدورها إلى الدراسة ليعاد بعد ذلك الرد بعد مرور القضية على شعب الحزب، ويدل هذا الاعتراف على أن مدير المدينة الجامعية ليس سوى إطار للصورة الأساسية والتي تصور القطاع التعليمي في سورية بعيون أمنية خالصة، وهذا يشير إلى أن الطالب الجامعي لا يشكل أولوية لدى القطاع التربوي في ظل السيطرة الأمنية والقوانين الرديئة التي تجعل الطالب الجامعي صورة هلامية وببغاء يقلد المنهاج وإسفنجة يبتلع القرارات دون أن يكون له أي قرار.
----------------------------
كلنا شركاء الاليكترونية