نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


هآرتس ..إسرائيل: لماذا يكتفي نصر الله برد محدود رغم خسائره الفادحة؟





تبادل اللكمات بين إسرائيل و”حزب الله” على الحدود مع لبنان يجري في معظمه بقطاع جغرافي محدد (قطاع مساحته 15 كم تقريباً على جانبي الحدود). حتى الآن، هذه الضربات موجهة بالأساس لأهداف عسكرية. ولكن لا يمكن تجاهل توجه التصعيد الظاهر لنوعية الأهداف للطرفين وقوة الهجمات.
أمس، قتلت شخصية رفيعة أخرى في “حزب الله” في عملية اغتيال ثانية خلال 24 ساعة. من جهة أخرى، أطلق “حزب الله” مسيرة انتحارية على قيادة المنطقة الشمالية في صفد. وحسب الأفلام التي نشرت للحادثة (التي وثقها الجنود) وقعت في موقف سيارات. خلال اليوم سمعت صفارات الإنذار في الجليل بسبب إطلاق المسيرات والصواريخ.


  في ساعات الظهر وحين أقيمت جنازة وسام طويل، قائد “قوة الرضوان”، في قرية خربة سلم في جنوب لبنان. قبل فترة قصيرة من بدء مراسم الجنازة، اغتالت إسرائيل في القرية نفسها علي حسين برجي، الذي يعدّ رئيس الوحدة الجوية في “حزب الله” في جنوب لبنان. يختص برجي بهجوم المسيرات كان متورطاً بالهجوم على وحدة رقابة جوية للجيش الإسرائيلي في جبل جرمق (هار ميرون) السبت الماضي. تضاف هذه العمليات إلى تصفيات سابقة نسبت لإسرائيل في الأسبوعين الأخيرين: الجنرال رضي موسوي، من حرس الثورة الإيراني في دمشق، والشخصية الرفيعة في حماس صالح العاروري في بيروت، وعضو محلي رفيع في حماس قتل في هضبة الجولان السورية.
هذه العمليات تعكس محاولة واضحة لإسرائيل لتدفيع “حزب الله” وشركائه في الجبهة الشمالية ثمناً باهظاً. خلال الأشهر الثلاثة للحرب، يبدو أن إسرائيل تريد أن يسجل “حزب الله” أمامها تداعيات قرار انضمامه لنشاطات حماس، حتى لو تم ذلك من البداية كعملية محدودة بدون شن حرب شاملة. حتى هذا الوقت، تكبد “حزب الله” نحو 160 قتيلاً، إضافة إلى 20 مخرباً فلسطينياً قتلوا في هجمات إسرائيل في لبنان. إضافة إلى ذلك، تم تدمير مواقع “قوة الرضوان” على طول خط التماس، وإصابة مواقع عسكرية لـ”حزب الله” بعيدة عن الحدود. النتيجة العملياتية لهذه العمليات هي أن قسماً كبيراً من قوات “حزب الله”، وضمن ذلك رجال “قوة الرضوان”، انسحبوا من منطقة الحدود، ويديرون العمليات الآن من خط أبعد؛ خوفاً من تكبد مزيد من الخسائر.
لكن إسرائيل لا تنجح في هذه المرحلة في ترجمة هذه الإنجازات التكتيكية إلى نتيجة استراتيجية. بالعكس، يصمم “حزب الله” على شن هجمات يومية وهو راض عن الثمن الذي حققه – مغادرة نحو 60 ألف مواطن إسرائيلي من البلدات القريبة من الحدود. يصعب التقدير أيضاً إذا كانت الخسائر التي يتكبدها “حزب الله” ثمناً باهظاً لرئيس الحزب، حسن نصر الله. حساسية خسائر “حزب الله” أعلى مما هي لدى حماس. ولكنها طريقة حسن نصر الله ليثبت انضمامه للجهود الحربية الفلسطينية، حتى لو لم يدخل إلى حرب شاملة كما توقع منه كبار قادة حماس بعد الهجوم الإرهابي في 7 تشرين الأول.
يقول جهاز الأمن الإسرائيلي إن إيران و”حزب الله” يهتمان بالبقاء تحت مستوى الحرب الإقليمية. ولكن تواتر الأحداث وخطورتها تقلل هامش مناورة جميع الأطراف. عندما تكون المنطقة متوترة جداً، وتحدث كل بضع ساعات حادثة شديدة نسبياً فلا يقين بألا تنتهي بمواجهة شاملة. الأحداث الخطيرة في الشمال تحدث أثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكي في المنطقة. التقى بلينكن أمس رئيس الحكومة ووزير الدفاع ووزير الخارجية وجهات رفيعة في جهاز الأمن. تحاول الولايات المتحدة وقف التصعيد بين إسرائيل و”حزب الله” لمنع التدهور إلى حرب شاملة. لا دلائل حتى الآن على نجاح المبادرة التي يدفعها قدماً مبعوث الإدارة الأمريكية في المنطقة، عاموس هوكشتاين، من أجل ترتيب وقف لإطلاق النار بواسطة الاتفاق حول نقاشات جديدة بشأن ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان.
الحصاد الدموي
سمح الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أمس، بنشر أسماء تسعة جنود من الجيش الإسرائيلي، ثمانية في الاحتياط وواحد في الخدمة الإلزامية، الذين قتلوا أول أمس في القتال بقطاع غزة. هذا هو الحصاد الدموي اليومي الأشد في القطاع بعد شهر تقريباً، منذ الحادثة التي قتل فيها عشرة من الجنود، معظمهم من لواء “غولاني”، في قتال بالشجاعية في 12 كانون الأول.
أصيب معظم القتلى هذه المرة بسبب خلل عملياتي، انفجار شاحنة عسكرية فيها مواد متفجرة قرب مخيم البريج وسط القطاع. استناداً إلى التحقيق الأولي، يقدر الجيش بأن سبب الانفجار إصابة بالخطأ لقذيفة دبابة تسببت بتشغيل الصاعق، وليس نتيجة عملية لحماس. القتلى الستة في هذه الحادثة هم جنود احتياط في وحدة يهلوم التابعة لسلاح الهندسة وفي كتيبة هندسة عسكرية.
تؤكد الحرب في غزة اعتماد الجيش الإسرائيلي الكبير على سلاح الهندسة في مهماته. كل عملية تفجير للأنفاق تتركز في يد هذا السلاح، بالإضافة إلى عمليات حاسمة أخرى مثل الإخلاء وشق محاور جديدة وتدمير بيوت. لسلاح الهندسة -باستثناء الوحدة المختارة “يهلوم”- صورة رمادية جداً، لكن أهميتها في القتال والثمن الدموي الذي تدفعه بحياة رجالها مرتفع جداً.
وقتل في خان يونس جراء حادثة أخرى أول أمس، جنديان آخران من الاحتياط في سلاح الهندسة بنيران قذائف “آر.بي.جي”. وفي حادثة ثالثة في خانيونس أيضاً، قتل جندي من لواء “كفير” في مواجهة من مسافة صفر مع خلية للمخربين.
عدد القتلى الاستثنائي جاء بعد أسبوع هادئ نسبياً، سجله الجيش في القطاع منذ انهيار صفقة تبادل المخطوفين ووقف إطلاق النار في 1 كانون الأول الماضي. حدث هذا على خلفية تخفيف حجم القوات في شمال القطاع ونقل مركز العمليات إلى المخيمات في الوسط، وبالأساس خان يونس. الحجم الأكبر للقوات التي تعمل في المدينة يخلق احتكاكاً عسكرياً مع حماس، لكن الأخيرة امتنعت عن المواجهة المباشرة مع الألوية هناك، وركزت على تشغيل الخلايا الصغيرة لحرب العصابات.
يقد تستمر النشاطات في مخيمات الوسط حتى منتصف هذا الشهر أو بعد ذلك بقليل. وتجري الجهود المتزايدة في خانيونس ببطء نسبي، وستحتاج لمدة أطول. بعض الألوية تنشغل الآن في العثور على قيادة حماس، حيث تقديرات بأنها ما زالت في الأنفاق تحت المدينة، وتنشغل ألوية أخرى بالسيطرة على مناطق أخرى غربي خانيونس. ما زال الجيش يظهر تفاؤلاً بخصوص احتمالية أن يضرب كبار قادة حماس في المستقبل، لكنه يعترف أن هذا الأمر قد يستغرق وقتاً ليس مؤكداً أنه سيعطى له. في هذه المرحلة، لا نعرف عن أي تقدم بشأن إجراء صفقة تبادل أخرى. ولن يعارض الجيش الإسرائيلي هدنة في القتال لهذا الغرض إذا تم التوصل إلى اتفاق، ولكنه أمر يبدو بعيداً في هذه الأثناء.
لا يعمل الجيش الإسرائيلي في منطقة رفح، حيث 80 في المئة من سكان القطاع مكتظون في منطقة صغيرة جداً- 20 في المئة من مساحة القطاع. يبدو أن إسرائيل لم تقرر بعد كيفية مواجهة هذه المدينة، بالأساس كيفية مواجهة أنفاق التهريب التي تعمل هناك والتي هي تحت الحدود بين القطاع ومصر.

 

عاموس هرئيل - هآرتس- القدس العربي
الاربعاء 7 فبراير 2024