نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


منصة أستانا تبحث عن مأوى




اعللت كازاخستان قرارها بوقف إستضافة إجتماعات منصة أستانا، بأن المنصة إستنفدت المهام التي أُنشئت من أجلها بشأن الأزمة السورية. وردت روسيا على هذا القرار بالتأكيد على إستمرار عمل المنصة، وبأن إجتماعاتها القادمة قد تعقد في أي من عواصم أعضائها الثلاثة بالإضافة إلى دمشق. وبعد أن شكرت موسكو كازاخستان على حسن ضيافتها لإجتماعات المنصة على مدى ست سنوات، ذكرتها بأن دورها في عمل المنصة إقتصر على هذه الإستضافة. فقد نقل موقع islaword.ru في 21 الجاري عن الممثل الخاص للرئيس الروسي في سوريا ألكسندر لافرنتيف قوله بأن المنصة تحمل إسم أستانة فقط لأن كازاخستان وافقت على إستضافة أول إجتماع للمنصة لديها. وكان يمكن تسمية المنصة "منصة موسكو" أو "منصة بيروت" لو أن الإجتماع الأول كان عقد هناك. وأضاف لافرنتيف بأنه فوجيء والمشاركين الآخرين بالقرار الكازاخي، لكن المنصة ستواصل عملها، وسيعقد اللقاء القادم في النصف الثاني من العام الحالي.


وحسب الموقع قال لافرنتيف بأن المنصة تعمل حالياً على إنجاز خريطة طريق لتسوية الأزمة السورية، وسيعلن عنها ما أن ينتهي العمل عليها. وأضاف بأنه سيتم إطلاع "رؤسائنا" على نتائج العمل بهذه الخريطة بمجرد أن ينجز، وذلك من أجل مواصلة بذل الجهود للقاء الرئيسين التركي والسوري. وأكد الممثل الخاص أن عملية التطبيع التركي السوري تتقدم شهراً تلو الآخر. 

صحيفة  Kommersantالروسية نشرت في 21 الجاري نصاً بعنوان "منصة أستانا أصبحت بلا مأوى". وقالت الصحيفة في تقديم نصها بأن التسوية السورية فقدت منصة أساسية، وأن الدبلوماسيين الروس أكدوا أن هذه التسوية لا تزال بعيدة عن النهاية، والعمل عليها "لا يزال أكثر من كاف". 

وبشأن الإرتباك والإشكال الذي خلقه تصريح نائب وزير الخارجية الكازاخي كانات توميش وأعلنه خلال الجلسة العامة التي تعقد عادة في نهاية اللقاء، أشارت الصحيفة إلى الوقع المفاجيء للقرار على المشاركين. ورأت أن الممثل الروسي ألكسندر لافرنتيف أراد التخفيف من وطأة المفاجأة، وتفادي التصعيد في الإشكال الذي خلقه قرار الكازاخيين، حين اعتبر أن أسبابه "تقنية". واعتبرت الصحيفة أنه لا يزال لغزاً لماذا تأخر الكازاخيون يومين (فترة إنعقاد اللقاء) قبل أن يعلنوا بأنهم لن يتمكنوا من توفير مكان لإجتماعات المنصة التي استنفدت أهدافها برأيهم. 

وعلى عكس رأي لافرنتيف بأن المنصة يمكن أن تعقد إجتماعاتها في دمشق أو أي من عواصم الدول الثلاث، رأت الصحيفة أن كازاخستان كانت منصة محايدة ملائمة للغاية، ولم تتدخل يوماً في المفاوضات. واعتبرت أنه لن يكون من السهل العثور على مكان مماثل يمكن أن يتواجد فيه معاً ممثلو المعارضة ودمشق. فمنذ أكثر من سنة لم يتم العثور على بديل لمدينة جنيف، حيث كانت تجتمع مجموعة العمل في لجنة الدستور السوري. فبعد أن تعذر حضور المراقبين الروس في إجتماعات لجنة الدستور بسبب الحرب الأوكرانية، لم يتم العثور حتى الآن على مكان لإنعقاد لجنة الدستور، مع أن لافرنتيف عبر عن أمله في أن يلتئم الإجتماع التاسع للجنة في غضون الشهرين المقبلين. 

غالبية مواقع الإعلام الروسية فسّرت رفض كازاخستان إستضافة منصة أستانا بالضغوط الغربية. لكن الصحيفة، واستناداً إلى مصادرها الإعلامية، قالت بأن كازاخستان حصلت على مكافأتها كوسيط، ولا ترى ما تحصل عليه بعد. ورأت أن السنوات الأخيرة لم تسجل تقدماً في المواجهة بين دمشق والمعارضة المسلحة، وجميع المسائل تُحل عبر الدول الضامنة، أو عبر الدول العربية. وتحدثت عن "مخاطر كبيرة" تحدق بكازاخستان، لا سيما بالنظر إلى احتمال أن تصبح أستانا منصة دائمة، ليس فقط للاجتماعات بين المعارضة ووفد دمشق، بل وللمفاوضات بين سوريا وتركيا أيضاً. وهذا بالضبط ما حدث هذه المرة، حيث كان هناك مساران للتفاوض يجريان في وقت واحد.

موقع  baignews.kz الكازاخي نشر في 22 الجاري نصاً بعنوان "الأهداف تحققت ـــ الخارجية عن المرحلة النهائية في عملية أستانا بشأن سوريا". يقول الموقع بأن قرار كازاخستان بوقف إستضافة إجتماعات منصة أستانا يستند إلى أن المنصة أنشئت كإضافة إلى عملية مفاوضات جنيف، وكانت مخصصة لحل مهام محددة وعملية في وقف الصراع السوري. وفي الوقت الراهن تحققت أهدافها الأولية: إقامة مناطق خفض التوتر، وقف إراقة الدماء بين الأطراف المتصارعة وتجنب وقوع أزمة إنسانية كبرى. 

ينقل الموقع عن بيان وزارة الخارجية الكازاخية قوله بأن الوضع السياسي في منطقة الشرق الأوسط يتغير بشكل كبير. وثمة توجه لإستعادة العلاقات بين دمشق والدول العربية، واستعادت سوريا مكانها في جامعة الدول العربية. و"شقيقتنا جمهورية تركيا" عازمة على تطبيع العلاقات مع "سوريا الصديقة". وخروج سوريا التدريجي من عزلتها في المنطقة يمكن النظر إليه، وبثقة أكيدة، كنتيجة ناجحة لجهود عملية أستانا بشأن سوريا.

ويضيف الموقع أنه في حال أعرب المشاركون في منصة أستانا بشكل جماعي عن الرغبة في مواصلة المفاوضات في أستانا، فإن كازاخستان مستعدة للنظر في إمكانية استئناف العملية كبادرة حسن نية، مع الأخذ بالإعتبار التقدم المحرز في المفاوضات في أماكن أخرى والوضع في سوريا ككل. 

صحيفة الأعمال الروسية  Vedomosty نشرت في 21 الجاري نصاً بعنوان "منصة أستانا للتسوية في سوريا تغادر كازاخستان"، وأردفته بآخر ثانوي "قد لا تكون كازاخستان صمدت أمام الضغوط الغربية". 

نقلت الصحيفة عن الباحث في مركز دراسات الشؤون ما بعد السوفياتية ستانيسلاف بريتشين قوله بأن منصة أستانا كانت مهمة من حيث مكانتها الدولية، لكنها لم تعد الآن أولوية بالنسبة لكازاخستان. وقرارها "إنتهازي" ليس في مصلحة المنصة على المدى الطويل. ويرى أنه لم يعد مريحاً للسلطات الكازاخية تقديم منصة لمصالحة أردوغان والأسد غير المرغوب بهما في الغرب، وإن بدرجات متفاوتة. 

كما نقلت الصحيفة عن خبير المجلس الروسي للعلاقات الدولية كيريل سيميونوف ترجيحه بأن يكون سبب قرار كازاخستان هو إنزعاج الغرب من منصة أستانا. وقد تكون كازاخستان إصطدمت بضغط الغرب، أو أنها قررت إستباقه. وإفترض أن الحوار بين أطراف منصة أستانا الثلاثة سوف يتواصل في روسيا أو في بلدان أخرى. 

تعرج الصحيفة على عملية التطبيع التركي السوري وتعدد اللقاءات التي تمت حتى الآن بين مسؤولي الطرفين وممثليهم، وتقول بأن هذا التطبيع يعرقله المطلب السوري بسحب الجيش التركي من شمال البلاد، حيث يتواجد بحجة محاربة الأكراد السوريين. 

تقول الصحيفة أن المشاركين في إجتماع أستانا بحثوا مسألة إدلب بشكل منفصل، وعبروا في بيانهم عن رغبتهم في توفير تطبيع مستقر للوضع. ويرى سيميونوف أن الوجود التركي هو المشكلة الرئيسة هناك. ومن المستبعد برايه أن توافق تركيا على نزع سلاح الجيش الوطني السوري التابع لها، وأن تتخلى عن وجودها العسكري والبنية التحتية التي أقامتها هناك. ويتوقع "مساومة قاسية" تفضي، في أحسن الأحوال، إلى دمج المتمردين السابقين في الجيش السوري. 

وتنهي الصحيفة نص مندوبيها الإثنين إلى إجتماع منصة أستانا بالإشارة إلى تصريح ألكسندر لافرنتيف بأن المشاركين في إجتماع المنصة تثير إنزعاجهم الشديد ردة فعل الولايات المتحدة وأوروبا على عملية تطبيع علاقات دمشق مع البلدان العربية وتركيا. وقال بأن أول ما يراه الغرب في هذا التطبيع هو تشريع نظام الأسد، مع العلم أن مستقبل التسوية السياسية في سوريا لا يزال ضبابياً كما في السابق.
-----
المدن


بسام مقداد
الخميس 29 يونيو 2023