حين انفجر الوضع في سوريا، حين بدأ السوريون يتظاهرون، احتاط أنصار الحكم السوري في لبنان لكي لا تخرج في لبنان تظاهرة تضامن مع المتظاهرين السوريين. احتاطوا بل نزلوا إلى الشارع لكي يردوا أي تحرك من هذا النوع، ثم ساروا على المنهاج نفسه ما ان يصل إليهم أن مؤتمراً أو تظاهرة أو لقاء في طريقه إلى الانعقاد دعماً للمعارضة السورية حتى يقفوا بالمقابل. مؤتمر مقابل مؤتمر وتظاهرة مقابل تظاهرة ولقاء مقابل لقاء، ونجحوا بطبيعة الحال في أن يعطلوا كل تحرك قبل أن يبدأ. فثمة دائماً خطر الاحتراب أو العراك على الأقل، والعاقل من لا يجازف بالعراك فهذا يحوله عن غايته وهذا يؤسس لمشاكل من نوع آخر.
ومن الأفضل بطبيعة الحال أن نضحي بالتحرك قبل قيامه لنوفر على أنفسنا أموراً لسنا في واردها، وستخرجنا عن غاياتنا أساساً فما نفع التشبث بها ما دام الخروج عنها سيحصل في كل الأحوال. انه نوع من الصراع الداخلي ولو على خلفية سورية. انه تجاذب داخلي بذريعة أخرى، هذا صحيح لكنه مزر في نفس الوقت. فأن يتظاهر السوريون قبالة النظام وجبروته، ان تحدث التظاهرات في داخل سوريا ولا يجرؤ اللبنانيون على التظاهر مفارقة غريبة. أن لا يخاف المتظاهرون السوريون من النظام بكل قوته ويخاف اللبنانيون من أنصاره في لبنان، أن يكون للنظام السوري عن طريق أنصاره سطوة في لبنان ليست له في سوريا.
أن يكون للنظام السوري في لبنان هيمنة ليست له في سوريا، فهذا من عجيب الأمور. ولبنان إذا كنا لم ننس بعد، الديموقراطية الوحيدة في المنطقة وله تاريخ في العنف والحروب والتنازع السياسي ليس لأحد سواه، فمن المستغرب أن يتم وقف الحياة السياسية فيه بصفارة إنذار. من المستغرب أن يجمد كل شيء لمجرد احتياط من أن يكون للنظام السوري في لبنان هيبة تزيد عن تلك التي له في سوريا، أن يكون لهذا النظام الذي انحسر عن لبنان بذكراه وبحت أنصاره ذات القوة التي كانت له في لبنان، بل أزيد من هذه القوة. من المستغرب أن نزايد في لبنان على السوريين في تأييد نظامهم وأن يكون لهذا النظام في لبنان هيبة أكبر مما له في سوريا. هذا غريب، بل هذا مضحك ومزر في نفس الوقت.
فماذا يفعل مؤيدو النظام السوري في لبنان له إذا كانت هذه حاله في بلده وماذا ينفعه أن لا تقوم تظاهرة ضده في لبنان ما دامت التظاهرات ضده تملأ سوريا، وماذا ينفع أنصاره في لبنان أن يحفظوا له هيبته هنا فيما يتوقف كل شيء على استمرارها في بلده وأرضه. أنا لا أحرّض بالطبع على التظاهر في لبنان، بالضبط لأن المسألة ليست هنا ولا تحسم هنا ولا تستحق رغم أهميتها أن يسقط على طريقها أو في سبيلها قتيل واحد. لا أحرّض لكني أشير إلى مفارقة، أيّ مفارقة!
ومن الأفضل بطبيعة الحال أن نضحي بالتحرك قبل قيامه لنوفر على أنفسنا أموراً لسنا في واردها، وستخرجنا عن غاياتنا أساساً فما نفع التشبث بها ما دام الخروج عنها سيحصل في كل الأحوال. انه نوع من الصراع الداخلي ولو على خلفية سورية. انه تجاذب داخلي بذريعة أخرى، هذا صحيح لكنه مزر في نفس الوقت. فأن يتظاهر السوريون قبالة النظام وجبروته، ان تحدث التظاهرات في داخل سوريا ولا يجرؤ اللبنانيون على التظاهر مفارقة غريبة. أن لا يخاف المتظاهرون السوريون من النظام بكل قوته ويخاف اللبنانيون من أنصاره في لبنان، أن يكون للنظام السوري عن طريق أنصاره سطوة في لبنان ليست له في سوريا.
أن يكون للنظام السوري في لبنان هيمنة ليست له في سوريا، فهذا من عجيب الأمور. ولبنان إذا كنا لم ننس بعد، الديموقراطية الوحيدة في المنطقة وله تاريخ في العنف والحروب والتنازع السياسي ليس لأحد سواه، فمن المستغرب أن يتم وقف الحياة السياسية فيه بصفارة إنذار. من المستغرب أن يجمد كل شيء لمجرد احتياط من أن يكون للنظام السوري في لبنان هيبة تزيد عن تلك التي له في سوريا، أن يكون لهذا النظام الذي انحسر عن لبنان بذكراه وبحت أنصاره ذات القوة التي كانت له في لبنان، بل أزيد من هذه القوة. من المستغرب أن نزايد في لبنان على السوريين في تأييد نظامهم وأن يكون لهذا النظام في لبنان هيبة أكبر مما له في سوريا. هذا غريب، بل هذا مضحك ومزر في نفس الوقت.
فماذا يفعل مؤيدو النظام السوري في لبنان له إذا كانت هذه حاله في بلده وماذا ينفعه أن لا تقوم تظاهرة ضده في لبنان ما دامت التظاهرات ضده تملأ سوريا، وماذا ينفع أنصاره في لبنان أن يحفظوا له هيبته هنا فيما يتوقف كل شيء على استمرارها في بلده وأرضه. أنا لا أحرّض بالطبع على التظاهر في لبنان، بالضبط لأن المسألة ليست هنا ولا تحسم هنا ولا تستحق رغم أهميتها أن يسقط على طريقها أو في سبيلها قتيل واحد. لا أحرّض لكني أشير إلى مفارقة، أيّ مفارقة!