نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران وتجرّع كأس السم

30/10/2024 - هدى الحسيني

كيف صارت إيران الحلقة الأضعف؟

23/10/2024 - مروان قبلان

الأسد والقفز بين القوارب

20/10/2024 - صبا مدور

هل ستطول الحرب الإسرائيلية نظام الأسد؟

20/10/2024 - العقيد عبد الجبار عكيدي


محاولة القذافي الأخيرة للبقاء






أود إبتداءَ أن أشكر الإخوة والأخوات القراء الذين استقبلوا الحلقة الأولى من هذه المقالة بإستحسان أو نبّهوا إلى بعض الملاحظات حول ما جاء فيها. على سبيل المثال ما أشار إليه القارئ (السايس) الذي نبه إلى غفلتي عن ذكر واقعة مهمة وهي عدم دعوة الرئيس الأمريكي أوباما للقذافي لحضور المؤتمر العالمي الذي نظمته الولايات المتحدة الأمريكية في واشنطن في مطلع هذا العام بشأن برامج أسلحة الدمار الشامل..
وسأواصل في هذه الحلقة ما بدأته في الحلقة الماضية، وسيكون تناولي له تحت العناوين التالية:


هل كان نوري وراء تسريب فضيحة علاقة برلسكوني بعائشة القدافي

هل كان نوري وراء تسريب فضيحة علاقة برلسكوني بعائشة القدافي

هروب نوري المسماري.
*
دعوة القذافي للرائد جلود إلى العودة.
*
تداعيات وأحداث أخرى.
*
مسرحية إعلام ليبيا الغد.
*
طرد “الدبلوماسي” الأمريكي.
*
مسلسل “فضائح القايد”.
*
القمة الأفريقية الأوروبية القادمة.
*
خياران ونهاية واحدة امام القذافي.
قبل أن أسترسل في تناول الموضوعات التي أشرت إليها آنفا، أود أن أنبّه القارئ إلى أنه ليس من قبيل المصادفة إطلاقا أن يتحاشى القذافي وللمرة الثانية (الأولى كانت في الذكرى الأربعين) إلقاء خطاب في الذكرى السنوية الواحدة والأربعين لإنقلابه المشؤوم، بل تعمد أن يكون في زيارة لإيطاليا لأسباب باهتة وغامضة وغير معروفة على وجه اليقين حتى الآن. كما أنه ليس من المصادفة أيضا أن يتم الإعلان عن إلغاء الخطاب الذي كان مزمعا أن يلقيه سيف القذافي في العشرين من شهر أغسطس من هذا العام (2010م) مع العلم بأنه قد سبق الإعلان عن هذا الخطاب على نطاق واسع وتمّت دعوة الآلاف من الضيوف لحضور تلك المناسبة.

في إعتقادي أن إلغاء المناسبتين والخطابين له صلة بـ”مشروع النهاية” الذي تناولته في الحلقة الماضية وأوضحت فيها أنه جرى تذكير القذافي من قبل “أصحاب ذلك المشروع” بضرورة تنفيذه بدون المزيد من التسويف والمماطلة والذي يعني فيما يعني ضرورة إعلانه عن تنحيه عن الحكم وفق ترتيبات وإملاءات حُدّدت له من بينها ضرورة صرف النظر عن فكرة توريث إبنه سيف حكم ليبيا.
بعد هذا التذكير، أعود بالقارئ إلى الموضوعات التي وعدت بتناولها:
هروب (أوتهريب)نوري المسماري:


لا أتصور أن من حقي تضييع وقت القارئ في التعريف بالمدعو نوري المسماري و”خصاله” فهو غني عن التعريف، غير أن الذي يعنيني التذكير به في هذا السياق و المكانة الخاصة جداً واللصيقة جدا بالقذافي التي كان يحظى بها هذا المدعو، ولا يوجد خلاف على أنه كان على معرفة تامة ووافية بكل سلوكيات القذافي وخصوصياته وعاداته (مأكله، ومشربه، وأمراضه وأدويته ومنشّطاته، ومواعيد نومه ويقظته، وتنقلاته واتصالاته) وكل الأمور المتعلقة بأمنه وكافة نقاط ضعفه ونزواته وحتى أدوات سحره وشعوذته. ويكفي لمن يريد أن يعرف مكانة هذا المسماري لدى القذافي أن يعيد مشاهدة الأشرطة المرئية الخاصة برحلات واستقبالات ومشاركات القذافي المحلية والعالمية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة على سبيل المثال


كان آخر حضور مرئي على التلفزيون للمسماري خلال المؤتمر العربي الإفريقي الثاني الذي انعقد بسرت يوم 10/10/2010م. وفجأة تسربت الأخبار في 22 أكتوبر 2010 (أنظر موقع ليبيا المستقبل) حول هروب المسماري إلى فرنسا وأنه في حماية السلطات الفرنسية.
هل الخبر صحيح أم أنه لعبة من ألاعيب القذافي التي يحاول من خلالها أن يظهر براعته وذكاءه وقدرته على أن يتلاعب بالآخرين؟

على الرغم من أنه سبق أن راجت خلال العام 1994 إشاعة مفادها هروب هذا المسماري خارج ليبيا (على الرغم من أنه لم يكن بهذه الخصوصية لدى القذافي) ثم ثبت عدم صحتها، إلا أني أميل إلى الإعتقاد بأن لخبر هروب المسماري هذه المرة درجة عالية من المصداقية إذ لا أتصور أن القذافي سوف يكسب أي شيء يذكر من وراء فبركة وتسريب مثل هذا الخبر وبخاصة في ظل الظروف الخطيرة الراهنة التي يمر بها نظامه.

متى وكيف هرب أو هُرِّب المسماري؟
قد يكون المسماري (أو من ساعده على الهرب قد إستغل الزحمة والفوضى التي صاحبت مؤتمري القمة الإستثنائيين الذين أنقعدا في سرت يومي 9 و 10 أكتوبر 2010م، هل جرى تهريبه في الطائرة الخاصة بأحد ضيوف المؤتمر العربي الإفريقي (بعلمه أو بدون علمه) أثناء مغادرتها لطرابلس متجهة إلى باريس؟ أم هل تم هروبه خلال مهمة رسمية أوكلت إليه في إحدى الدول الإفريقة مباشرة بعد المؤتمر (مالي مثلا)؟
اخر لقطة لنوري المسماري جالسا خلف الدجال في إحتفالات عيد الإستقلال في مالي

اخر لقطة لنوري المسماري جالسا خلف الدجال في إحتفالات عيد الإستقلال في مالي

قد لا تكون هذه الأسئلة مهمة هنا بالمقارنة بالسؤال المتعلق بالسبب الذي دعى المسماري إلى الهروب.

إنني أستبعد أن يكون السبب هو ما راج حول خوف المسماري من إتهامه باختلاسات مالية كبيرة، وذلك لأن الإختلاسات المالية هي “شأن معتاد” في الجماهيرية وليست موضع تتريب من أحد فيها وبخاصة إذا كان المتهم هو ممن يحظون لدى قائدها بهذه المكانة الخاصة جدا. فالفساد المالي والتورط فيه هو من “لزوم الشغل” وأحد المؤهلات الضروررية لمن يريد أن “يرتقي” في سلم النفوذ والسلطة فيها.

ومن جهة أخرى، فإنني أستبعد كل الإستبعاد أن يُقدم شخص مثل المسماري على الهروب بدون أن يكون قد حصل على ضمانات “مسبقة” بتأمين إستقباله لدى الدولة التي هرب إليها وضمان عدم إعادته إلى ليبيا وتسليمه إلى القذافي. (يلاحظ تزامن الخبر مع زيارة وزير فرنسي لعقد إتفاقيات تجارية مع ليبيا؟؟؟)

ومن ثم فإني أميل إلى الإعتقاد بأن هروب (أو تهريب) المسماري قد تم باتفاق مسبق بينه وبين “جهة ما”، وأن الهدف من وراء العملية هو توجيه إنذار نهائي للقذافي بأن “كل أسرار أمنه وفضائحه” قد أصبحت في متناول هذه الجهة وتحت يدها، ومن ثَمّ فإنه عليه أن يرحل.

إنها باختصار “عملية تهديد من العيار الثقيل” موجهة للقذافي من اصحاب مشروع النهاية. وإنني لا أستبعد أن يكون ما نشر حول “فضيحة البونجا-بونجا” (والتي تناولتها وسائل إعلام عالمية كالنيوزويك والنيويورك تايمز والسي إن إن العربية والبي بي سي بتغطية غير معتادة) مجرد عيّنة لما يمكن أن يتوقعه القذافي مستقبلاً فيما لو أصرّ على عناده بعدم التنحي، بل إنني أذهب حتى إلى الزعم بأن عملية هروب المسماري هي السبب الحقيقي وراء طلب الجماهيرية يوم 5/11/ 2010 بإبعاد الدبلوماسي الأمريكي لوك رينولدز من البلاد على النحو الذي سأوضحه فيما بعد

اشاعات عن علاقة بين عائشه القذافي وبرلسكوني

يستحسن قبل أن ألج في هذا الموضوع أن أذكّر القارئ ببعض الوقائع “الجديدة” ذات الصلة بعلاقة القذافي والرائد عبدالسلام جلود ومن بقى من أعضاء مجلس قيادة الثورة، وهم أبوبكر يونس جابر، ومصطفى الخروبي، والخويلدي الحميدي، وأعني بـ”الجديدة” هنا منذ عودة “القايد” من “رحلة الهزايب” إلى نيويورك، وتحديدا منذ شهر أكتوبر من العام الماضي (2009).
♦ أول هذه الوقائع ، إختلاق القذافي لمناسبة جديدة من تاريخه النضالي المزعوم أطلق عليها إسم “مرور 50 عاما على تأسيس حركة الضباط الوحدويين الأحرار”، إختار لها يوم 5 أكتوبر 2009 (وهو اليوم ذاته الذي ظل يحتفل به سنويا للتذكير بمظاهرته الوحدوية المزعومة في سبها عام 1961). وأقام لها إحتفالية حشد لها مجموعات كبيرة من أعضاء المؤتمرات الشعبية واللجان الثورية والقيادات الشعبية ومن “الضباط الأحرار” لم يكن من بينهم أي واحد ممن بقى معه من أعضاء “مجلس قيادة الثورة”.

*
والأهم من ذلك والأكثر دلالة هو أنه سبق هذه الإحتفالية المفتعلة صدور بيان يحمل الرقم (1) باسم “اللجنة الوطنية للدفاع عن أعضاء مجلس قيادة الثورة الليبية” ومؤرخ في الأول من أكتوبر 2009، وعلى الرغم من عنوان البيان المضلل وهو الدفاع عن هؤلاء الأعضاء، إلا أن كلماته تضمنت نقدا وتجريحا واضحين لهم، ووفقا لهذا البيان:

o فالفريق بوبكر يونس جابر، هو القائد العام الشكلي للجيش الليبي، وهو ليس سوى رئيس فعلي لعديد من الشركات الإستثمارية التي تملكها عائلته.
o اللواء مصطفى الخروبي، يقوم شكليا باستقبال الملوك والرؤساء في المطار ويرافقهم حتى خيمة معمر القذافي، بينما عمله الفعلي مثله مثل أبوبكر يونس جابر، هو إدارة عديد من الشركات الإستثمارية التي تمتلكها عائلته

o وكذلك اللواء الخويلدي الحميدي ، الذي قال عنه البيان بأن القذافي ترك له الإشراف على أوضاع الزراعة والرعي في البلاد غير أن إشرافه العملي الوحيد كان ولا يزال على مشاريعه الزراعية والحيوانية الخاصة إلى جانب شؤون الشركات الإستثمارية التي تمتلكها عائلته.
o أما الرائد عبدالسلام جلود ،فقد وصفه البيان بأنه ترك العمل عام 1993 واختفى عن الأنظار، وكان آخر ظهور له عام 1997 خلف السرير الطبي الذي رقد عليه القذافي بعدما تعرض لكسر مفاجئ في الركبة، وأفاد البيان بأن اللجنة التي أصدرته لم تجد أي معلومات عن مكان تواجده وحالته الصحية وهل ما زال على قيد الحياة، وهل يُسمح له بالتنقل بكل حرية مثل أي مواطن ليبي آخر؟!

كان ذلك هو البيان اليتيم لتلك اللجنة المجهولة، ومن الواضح، على الرغم من عنوانه المضلل، أنه يهدف إلى الإساءة إلى أولئك الأعضاء.

♦ ثاني هذه الوقائع تمثلت في المقالة التي كتبها المدعو صالح مجاور بتاريخ 16 ديسمبر 2009 بعنوان “لماذا أعربت برقة المحتقنة عن مناصرتها وتأييدها لتوريث سيف الإسلام؟” والذي عزا كاتبه القطيعة القائمة بين القذافي وإقليم برقة إلى دور من أسماهم “العناصر المقربة إلى القذافي الذين يضمرون العداء للشرق”، بل ذهب إلى حد القول صراحة “قاد حملة التشكيك بعدم ولاء الشراقة للقذافي عبدالسلام جلود (المبعد)حاليا”.

♦ الواقعة الثالثة تمثلت في المقالة التي كتبها المدعو الطاهر المتموح على لسان القذافي، ونشرت يوم 17 مارس 2010 بعنوان “هل يطالب القذافي الليبيين تعويضا عما لحقه منهم..؟!!) حيث جاء فيه: “أُشفق عليك من كذب الرفاق وانحدار خلق الأحرار ومجون أولادهم في بارات أوروبا دون زوبعة، وارتباك الأعضاء من نعيق الغربان على (رمة) الخيمة وثراء أنجالهم بنسب عمولات الشركات الأجنبية”

♦ أما الواقعة الرابعة ،فهي تتعلق بما افتُعِل من لغط كبير إثر عودة الخويلدي الحميدي من رحلته العلاجية في المانيا، واستخدامه لسيارة مفتوحة أثناء إنتقاله من مطار طرابلس إلى بيته خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر من هذا العام. المثير للإنتباه حول هذا الموضوع أن صحيفة “ليبيا الوطن” الإلكترونية (والمحسوبة على القذافي) نشرت عدة تعليقات تحت خبر عودة الخويلدي الحميدي تتعمد الإساءة إليه وإهانته.
الخويلدي الحميدي

الخويلدي الحميدي

♦ الواقعة الخامسة ، أشار إليها الأخ الكاتب سليم الرقعي في مقالته التي نشرها بموقع ليبيا المستقبل بتاريخ 4/5/2010 بعنوان “إضافة جديدة في قصص إنقلاب سبتمبر- صدق أو لا تصدق!” وقد جاء فيها:

“… الإضافة الجديدة لهذا العام في “قصص الثورة” حكاها “القايد” في إيطاليا في الحفل المقام بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لمعاهدة الصداقة بينه وبين رئيس وزراء إيطاليا “القذر” حليف الفاشيست، حيث ذكر القذافي في خطابه الذي ألقاه هناك بأن “بعض أعضاء مجلس قيادةالثورة (المتطرفين) بعد الإنقلاب كانوا يريدون القبض على كل الطليان الموجودين في ليبيا واحتجازهم في معسكرات إعتقال في منطقة “العقيلة” حتى يموتوا هناك من شدة الجوع والعطش والمرض! أي بنفس الطريقة التي تعامل بها الطليان مع الليبيين في مرحلة الإحتلال الفاشيستي… ولكنني تمكنت من ضبط هؤلاء (المتطرفين) وأقنعتهم بالعدول عن هذه الفكرة المتطرفة وبالتالي عاد الإيطاليون لبلادهم بسلام” .

وقد علق الأستاذ الرقعي على كلام القذافي بقوله “ومن يدري فلعله في وقت لاحق سيذكر أسماء هؤلاء الرفاق الذين وصفهم بالمتطرفين… ومن المتوقع أن يكون على رأسهم بالطبع الرائد عمر المحيشي والرائد عبدالسلام جلود..”

الذي يجمع بين هذه الوقائع والمقتطفات أنها جميعا تشير إلى محاولة القذافي النيل ممن بقى من أعضاء “مجلس قيادة الثورة” والإساءة لهم وتحقيرهم.. فما هي بواعثه واهدافه من وراء ذالك وفي هذا الوقت بالذات (بعد عودة القذافي من رحلة الهزايب)؟. والذي يزيد من الإستغراب هو أن هؤلاء الأعضاء الباقين (عدا الرائد عبدالسلام جلود) لم يكفوا عن إظهار التعاون مع القذافي ومسايرته. التفسير الوحيد في نظري لسلوك القذافي إزاء هؤلاء الأعضاء وفي هذا الأوان أن اسماءهم وردت بالترتيبات البديلة في “مشروع النهاية”.

أعود الآن إلى مقال صحيفة “أويا” شبه الرسمية الذي نشرته في عددها الصادر يوم 28 أكتوبر 2010 م تحت عنوان “رأي أويا: ليبيا إلى أين هذه المرة؟”. والمقال من أول سطر فيه إلى آخر كلمة منه جدير بالمناقشة والتفنيد بسبب ما ورد فيه من مغالطات ومقدمات خاطئة ونتائج مؤسسة عليها “أكثر خطأ”. غير أن الذي يعنينا من المقال في هذا المقام هو ما ورد فيه من “دعوة” صيغت بعبارات حذرة واختيرت كلماتها بدقة وخبث و حرص معدها على أن يصفها بأنها “من باب الإقتراح”، ومفاد هذه الدعوة


*
أن يقوم “القايد” بطلب من الليبيين باستدعاء “رفاقه الذين تحمّلوا أعباء أربعة آلاف يوم من العمل السري، وانتفضوا في صبيحة الأول من سبتمبر 1969″ ، وهم تحديدا (وبهذا الترتيب):

o الرائد عبدالسلام جلود ليتولى أمانة اللجنة الشعبية العامة.
o اللواء مصطفى الخروبي ليتولى منصب أمين مؤتمر الشعب العام.
o اللواء الخويلدي الحميدي ليتولى الإشراف على الأجهزة الأمنية.
o الفريق أبوبكر يونس جابر ليترأس اللجنة الشعبية للدفاع (أي قائداً للجيش).

*
أن يقوم هؤلاء الرفاق مع القايد وبأسلوب الهجوم الجماعي والمواجهة الجماعية بإنجاز مهمة “الإقتحام النهائي” التي لم تعد تحتمل التأجيل من أجل:

o إستعادة “طهارة الثورة”.
o إجراء عملية جراحية عاجلة لاستئصال ثالوث الرشوة والوساطة والمحسوبية البغيضة.
o مواجهة المؤامرة على سلطة الشعب ، والعبث بقرارات الجماهير، والسطو على المال العام وممارسة الفساد الإداري.

وقد جزمت الصحيفة في دعوتها “البريئة” أن المؤتمرات الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في التصحيح ستدعم القائد بكل قوة في دعوته وستزكي خياراته لانها “تؤمن بأن القائد هو خط المواجهة الأمامي للدفاع عن سلطتها وترسيخها”.

ما لم تقله الصحيفة في مقالها صراحة، ولكنه يفهم ضمنا من عباراتها:

أولا: أن القذافي سيبقى هو القائد للمسيرة وأنه سيبقى وحده مالكا للشرعية الثورية بكل صلاحياتها غير المحدودة، كما يبقى القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية.

ثانيا: أن الكتاب الأخضر بتصوراته العقيمة حول سلطة الشعب والتجربة الشعبية يظل هو المرجع والأساس، وأن النظام السياسي للبلاد يبقى على ما هو عليه بهياكله القائمة.

وقبل أن ننطلق في تحليل هذه “الدعوة” وأهدافها و مراميها، لابد من التنبيه إلى أنه على الرغم من تأكيد الصحيفة بأنها صحيفة خاصة ،وأن لا علاقة لها من قريب أو بعيد بمؤسسات الدولة الرسمية (أي بالقذافي) إلا أننا نستطيع أن نجزم أن دعوة من هذا النوع لا يمكن إلا أن تكون صادرة بعلم القذافي المسبق بل وبإملائه وبصياغته.

وسأحاول في مطلع الحلقة القادمة الإجابة على التساؤلين التاليين:

الأول: لماذا اختار القذافي هذا الأسلوب في توجيه هذه الدعوة إلى رفاقه بالعودة؟.
الثاني: ما الذي إستهدف القذافي تحقيقه من وراء توجيه هذه الدعوة؟

كما سأتناول ايضا بقية الموضوعات الاخرى في حلقة قادمة بعون الله.

علي الفزاني
الاحد 20 فبراير 2011