نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


ماذا يفعل الجيش السورى




ورّط بشار الأسد الجيش السورى فى قمع ثورة شعبه وأطلق أجهزته الأمنية على المتظاهرين لتقتل وتصيب الآلاف، وحاصر مدينة درعا وقطع عنها الماء والكهرباء تحت غطاء من الأكاذيب المفضوحة عن وجود جماعات مسلحة تخرب وتيارات سلفية تقتل، ونسى النظام أن درعا مدينة سورية وليست إسرائيلية، وأن الجيش الذى يقتل أبناء شعبه هو جيش سبق له أن حارب بشرف وكرامة فى 1973 قبل أن يسيطر «آل الأسد» على مفاصله الرئيسية، فيخطف ماهر الأسد، شقيق الرئيس، الفرقة الرابعة ويورطها فى جرائم قتل حقيقية ضد الشعب السورى، خاصة أهالى درعا فى مشهد يُذَكّرنا بجرائم نظام أبيه فى مدينة حماة.


مرعب ما يجرى فى سوريا ومؤسف ما يجرى على يد بعض وحدات الجيش الذى لم يحارب منذ 1973 وغيب النظام كثيراً من القواعد المهنية التى عرفها نظراؤه فى الجيشين المصرى والتونسى، فكلاهما حمى الثورة ودافع عنها ورفض إطلاق الرصاص على المتظاهرين فى حين إن بعض وحدات الجيش السورى تورطت فى قتل همجى للأبرياء، وهى كارثة حقيقية لأن هذا النوع من التورط سيؤدى إلى انقسام الجيش، وسيعنى أن سوريا الحرة سترث جيشاً منقسماً ودولة مفككة وهو ما يجب تلافيه بكل السبل.

مؤلم موقف الجيش فى سوريا، فالمؤكد أنه ضحية نظام قمعى وأمنى مخيف وفى يده أن يرفض قتل المدنيين، وفى يده أن يرفض قمع الثورة، وفى يده أن يطالب النظام بإصلاحات.

لا أحد يطالبه بأن يتحول إلى جيش سياسى أو معارض، إنما فقط جيش مهنى ومحترف، مهمته الدفاع عن الحدود وأمن الوطن لا قتل الناس.

إن سوريا التى زرتها مرة واحدة بلد قريب لأى عربى وأكثر قربا لأى مصرى والوقوف معها واجب لا يجب أن ننساه.

لقد ذكّرنى صديقى اليمنى سمير أبوالمجد فى تعليق أرسله الأحد الماضى بما قلته أثناء دراستنا فى فرنسا عن النظام السورى، وكيف كنت أعتبره نظاماً يدعى الثورية ولا علاقة له بالشعارات التى يرفعها، وذكّرنى بصديقنا الراحل فاروق سبع الليل، الرئيس السابق للمنظمة العربية لحقوق الإنسان فى فرنسا، الذى رحل بعد نجاح الثورة المصرية بأيام قليلة، فالرجل كانت خلفيته السياسية ناصرية ولم ينتم إلى أى تنظيم دخل فى مواجهات مسلحة مع النظام، وظل مدافعا صلبا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ولم يتلون ولم يتلوث رغم غربته الطويلة.

ورفض النظام السماح له بالعودة لوطنه رغم وفاة والديه وبعض أشقائه، وسحب جواز سفره السورى وظل الرجل حتى رحيله يرفض أن يستخرج جواز سفر فرنسياً ويتنقل بوثيقة لاجئ سياسى، أما زوجته التى غامرت منذ 15 عاما وعادت لرؤية أهلها، فقد اعتقلها النظام وأساء معاملتها وهى سيدة فاضلة وأم لأبناء ناجحين.

رحل «فاروق» دون أن يشهد ثورة سوريا، ولكنه فرح بنجاح ثورة مصر، رحل دون أن يتمكن من العودة لوطنه لمدة 35 عاما لأنه آمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان. فهل هذا نظام يستحق الحياة وهل هذا نظام يواجه فعلا إسرائيل؟ وهل يجب أن يستمر الجيش السورى فى حماية نظام يمارس كل هذا القمع والتنكيل بأبناء شعبه؟

رحم الله صديقى فاروق سبع الليل وكل ضحايا النظام السورى.

د. عمرو الشوبكى
الاحد 8 ماي 2011