هذا ما تقوله الأديبة الرائعة "غادة السمان" في حديثها عن معرفة الآخر خاصةً المؤسسة الزوجية فهذه المؤسسة القائمة منذ آلاف السنين آخذة بالانهيار شيئاً فشيئاً، ورغم ان الانسان لا زال مستمراً وفي كل المجتمعات بإنشاء هذه المؤسسة يوماً بعد يوم، بوعي وغير وعي،ارادياً ولاإرادياً، مدركاً للضريبة التي سيدفعها من عمره، وقته،اعصابه وحياته، وغير مدرك، إلا ان حالات الطلاق والخيانات الزوجية آخذة بالارتفاع بشكل ملحوظ في السنوات الاخيرة!
فلماذا اذن يضطر البشر للزواج اصلاً؟ وكيف يقبل الفرد تقييد حريته وربط كل تفاصيل حياته بشخص آخر قد يفهمه ويتقبله كما هو وقد لا يفعل! بحجة ان هذه هي "سُنّة الحياة"، وحتى لو فرضنا ان الشريكين متفقين ومتفاهمين فهل تستحق هذه المؤسسة كل هذا الرهان وهذه المغامرة؟
بعد ان كانت علاقة الرجل بالمرأة مقتصرة على المشاعر والجنس والغذاء ، فقد ظهر مفهوم الزواج عندما فرضت الذكورة سلطتها في المجتمعات مع ظهور الشكل الاول للفردية الزراعية، وبدأ ذكور القبيلة بإبراز مفهوم الزواج كعلاقة طويلة الأمد يجب تقديسها مستخدمين بذلك كل الأساليب والطرق وأهمها الدين ليشكل ذلك حجة قوية لا تردع في وجه كل من يعترض!
أما أنا فأرى بأن الزواج ما هو سوى مؤسسة روتينية فاشلة، بل وهي أسوأ مؤسسة اجتماعية تتزين بالكذب والنفاق والتظاهر الدائم، ولا انفي بهذا الحديث كم من ايجابيات قد تتوفر بين الزوجين،لكنني لو أحصيتها لوجدت ان السلبيات بارزة بشكل ملحوظ جدا، فبينما تكون المرأة ماكنةً لتفريخ الاطفال وتلقى عليها مسؤؤلية الحفاظ على هذه المؤسسة في مجتمعاتنا العربية من تربية، تغذية، ودٍ واخلاص، يكون الزوج في معظم الحالات رجلاً مشغولاً ذا صوت مرتفع،يسرح ويمرح بنظراته قبل تحركاته ويفاخر بين اصدقائه بأنه قادر على تنظيم وقته بين زوجته ومعشوقته او بين زوجته الاولى وزوجاته الاخريات، وفي هذه الحالة يتسم الرجل بنظر الغير بأنه "عنتر زمانه" وأنه " راجل ولا كل الرجالة "!
وهذا كله ايضاً لو غضضنا البصر عن عقود الزواج ومعانيها، ورمي كل مفاتيحها بيد رجل قد يعدل وقد لا يفعل، هذا إن كانت الورقة اصلاً تحفظ للمرأة مكانتها وكرامتها في مجتمعاتنا!
إن الاختلاف في المستوى الفكري، الثقافي والاجتماعي يشكل اكبر تهديد على هذه المؤسسة لأن احد الطرفين سيكون راضياً دوماً والآخر متذمراً ، مكبوتاً وسيكون كل واحد متواجد في عالمٍ آخر كلياً، وهنا سنعتقد بأن عامل المشاعر والأحاسيس سيكون قادراً على الصمود امام تحديات الحياة في هذه المؤسسة،لكنني اتساءل كيف ستستطيع المشاعر حل هذه المعضلة امام التغييرات التي ستطرأ على كل شريك منهما في هذه المؤسسة فالواحد منا يتغير في اليوم مائة مرة وتتبدل مزاجيته وأفكاره وخبرته في الحياة كل يوم، إذن سيجد الزوجين انهما غريبان عن بعضهما في مرحلة ما وهنا تبدأ المشاكل وتبدأ اصواتهما بالوصول الى مسامع الجيران!
وليس هذا فحسب وانما قد تتعرض هذه المؤسسة للانهيار في أي لحظة بسبب الملل والفتور الذي قد يسيطر على العلاقة وقد يحتلها فيبيت الروتين اكبر عدو من الصعب محاربته ، فكيف يراهن الفرد على حياته بزج نفسه ارادياً في هذا السجن وهو معرض للفشل في كل لحظة بين الجرح من خيانة قد تكسر قلبه وبين الملل الذي قد يخنقه او حتى بسبب التغييرات التي ستطرأ عليه بحكم الحياة اليومية والتجارب المستمرة المختلفة!
لقد اظهرت دراسة مثيرة نشرت في موقع " العربية نت" بأن نسبة الطلاق قد ارتفعت في العشرين سنة الاخيرة من 25% الى 60%، هذا اذا ما تجاهلنا ايضا ً حالات الزواج الصامدة فقط بسبب الاولاد او الخوف من لقب مطلق او مطلقة او اولئك الازواج الذين رضوا بالبقاء معاً بسبب عمل مشترك او مصالح مادية ما!! وهذه كلها طبعا تكون ضمن ال40% المتبقية، اذن لماذا نتزوج ؟ لماذا؟
فلماذا اذن يضطر البشر للزواج اصلاً؟ وكيف يقبل الفرد تقييد حريته وربط كل تفاصيل حياته بشخص آخر قد يفهمه ويتقبله كما هو وقد لا يفعل! بحجة ان هذه هي "سُنّة الحياة"، وحتى لو فرضنا ان الشريكين متفقين ومتفاهمين فهل تستحق هذه المؤسسة كل هذا الرهان وهذه المغامرة؟
بعد ان كانت علاقة الرجل بالمرأة مقتصرة على المشاعر والجنس والغذاء ، فقد ظهر مفهوم الزواج عندما فرضت الذكورة سلطتها في المجتمعات مع ظهور الشكل الاول للفردية الزراعية، وبدأ ذكور القبيلة بإبراز مفهوم الزواج كعلاقة طويلة الأمد يجب تقديسها مستخدمين بذلك كل الأساليب والطرق وأهمها الدين ليشكل ذلك حجة قوية لا تردع في وجه كل من يعترض!
أما أنا فأرى بأن الزواج ما هو سوى مؤسسة روتينية فاشلة، بل وهي أسوأ مؤسسة اجتماعية تتزين بالكذب والنفاق والتظاهر الدائم، ولا انفي بهذا الحديث كم من ايجابيات قد تتوفر بين الزوجين،لكنني لو أحصيتها لوجدت ان السلبيات بارزة بشكل ملحوظ جدا، فبينما تكون المرأة ماكنةً لتفريخ الاطفال وتلقى عليها مسؤؤلية الحفاظ على هذه المؤسسة في مجتمعاتنا العربية من تربية، تغذية، ودٍ واخلاص، يكون الزوج في معظم الحالات رجلاً مشغولاً ذا صوت مرتفع،يسرح ويمرح بنظراته قبل تحركاته ويفاخر بين اصدقائه بأنه قادر على تنظيم وقته بين زوجته ومعشوقته او بين زوجته الاولى وزوجاته الاخريات، وفي هذه الحالة يتسم الرجل بنظر الغير بأنه "عنتر زمانه" وأنه " راجل ولا كل الرجالة "!
وهذا كله ايضاً لو غضضنا البصر عن عقود الزواج ومعانيها، ورمي كل مفاتيحها بيد رجل قد يعدل وقد لا يفعل، هذا إن كانت الورقة اصلاً تحفظ للمرأة مكانتها وكرامتها في مجتمعاتنا!
إن الاختلاف في المستوى الفكري، الثقافي والاجتماعي يشكل اكبر تهديد على هذه المؤسسة لأن احد الطرفين سيكون راضياً دوماً والآخر متذمراً ، مكبوتاً وسيكون كل واحد متواجد في عالمٍ آخر كلياً، وهنا سنعتقد بأن عامل المشاعر والأحاسيس سيكون قادراً على الصمود امام تحديات الحياة في هذه المؤسسة،لكنني اتساءل كيف ستستطيع المشاعر حل هذه المعضلة امام التغييرات التي ستطرأ على كل شريك منهما في هذه المؤسسة فالواحد منا يتغير في اليوم مائة مرة وتتبدل مزاجيته وأفكاره وخبرته في الحياة كل يوم، إذن سيجد الزوجين انهما غريبان عن بعضهما في مرحلة ما وهنا تبدأ المشاكل وتبدأ اصواتهما بالوصول الى مسامع الجيران!
وليس هذا فحسب وانما قد تتعرض هذه المؤسسة للانهيار في أي لحظة بسبب الملل والفتور الذي قد يسيطر على العلاقة وقد يحتلها فيبيت الروتين اكبر عدو من الصعب محاربته ، فكيف يراهن الفرد على حياته بزج نفسه ارادياً في هذا السجن وهو معرض للفشل في كل لحظة بين الجرح من خيانة قد تكسر قلبه وبين الملل الذي قد يخنقه او حتى بسبب التغييرات التي ستطرأ عليه بحكم الحياة اليومية والتجارب المستمرة المختلفة!
لقد اظهرت دراسة مثيرة نشرت في موقع " العربية نت" بأن نسبة الطلاق قد ارتفعت في العشرين سنة الاخيرة من 25% الى 60%، هذا اذا ما تجاهلنا ايضا ً حالات الزواج الصامدة فقط بسبب الاولاد او الخوف من لقب مطلق او مطلقة او اولئك الازواج الذين رضوا بالبقاء معاً بسبب عمل مشترك او مصالح مادية ما!! وهذه كلها طبعا تكون ضمن ال40% المتبقية، اذن لماذا نتزوج ؟ لماذا؟