نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران وتجرّع كأس السم

30/10/2024 - هدى الحسيني

كيف صارت إيران الحلقة الأضعف؟

23/10/2024 - مروان قبلان

الأسد والقفز بين القوارب

20/10/2024 - صبا مدور

هل ستطول الحرب الإسرائيلية نظام الأسد؟

20/10/2024 - العقيد عبد الجبار عكيدي


غداء من لحم الأيِّل، ثم أصبحت سوريا حرَّة





للمصادفة، وربما لضرورة التسوُّل الخارجي تدعيماً للنهب الداخلي، أنه في الذكرى الثامنة والأربعين لإعلان حالة الطوارئ في سوريا 2011، أو قبلها بيوم واحد، كان نائب رئيس الوزراء السوري عبدالله الدردري في ستوكهولم ضيفاً على مائدة وزيرة التجارة السويدية السيدة (لستُ متأكداً مما إذا كانت سيدة أم آنسة) إيفا بيورلينج.
هل يعرف الدردري أن ثمانية وأربعين عاماً من حالة الطوارئ في سوريا تعادل أربعة أحكام مؤبَّد في القوانين السويدية؟!


في ذلك اليوم تناول الدردري الغداء على مائدة وزيرة التجارة في قصر "آرف فورستِن"، القصر الشهير في مركز ستوكهولم، والذي كانت الأميرة "صوفيا ألبرتينا" تمتلكه سابقاً، ولكنه سُجِّل منذ عام 1935 كصرح تاريخيّ، لأن بناءه يعود إلى أواخر القرن الثامن عشر.
لا أجادل في أن السويد حقاً تحترم شعبها وتاريخها ورموزها وصروحها ومصالحها، غير أنها للأسف لا تحترم أحياناً مصالح الشعوب الأخرى، أو لا تأخذها بعين الاعتبار في علاقاتها واتفاقاتها الاقتصادية والسياسية مع طغاة تلك الشعوب.
غير أنه يجدر بي القول إن السويد كحكومات متبدِّلة ومتعاقبة شيء، والشعب السويدي بأفراده ومنظماته وأحزابه ومؤسساته المدنية وصحافته شيء آخر.
"أفتون بلاديت" الصحيفة الشهيرة في السويد، ذات الطابع اليساري المعروف، والتي نشرت السنة الماضية فضيحة اتِّجار إسرائيل بأعضاء بشرية لفلسطينيين، وقامت قيامة إسرائيل احتجاجاً ولم تقعد إلا بعد أن صرّحت الحكومة السويدية بحق الصحيفة وحرية الإعلام في السويد، أقول هذه الصحيفة أراحتني من تسليط الضوء على زيارة الدردري لستوكهولم وادّعاءاته، أو في الحقيقة أكاذيبه وتضليلاته فيها (دمشق ليست هنا يا دردري ولكن أليست المسطرة هنا؟).
في التاسع من آذار 2011 نشرت هذه الصحيفة مقالاً للصحفي الشهير " بيتر كادهمَّر" بعنوان:
"غداء من لحم الأيِّل، ثم أصبحت سوريا حرَّة"
لا أريد أن أكتب مقالاً مستقلاً إلى جانب مقال بيتر كادهمَّر. هذا الصحفي قلبي ولساني، ولهذا أكتفي بترجمته من السويدية إلى العربية.
"غداء من لحم الأيِّل، ثم أصبحت سوريا حرَّة" بقلم: بيتر كادهمَّر

الحرية أقرب مما نعتقد.
الإثنين الماضي تناولت "إيفا بيورلينج"، وزيرة التجارة في السويد، الغداء مع نائب رئيس الوزراء السوري عبدالله الدردري، في قصر ""Arvfursten في ستوكهولم.
الدردري أحد ممثّلي الأنظمة الأقسى في الشرق الأوسط.
لا أحتاج هنا أن أذكر شيئاً عن التعذيب في سوريا، والاعتقالات الاعتباطية، والاختفاءات، والإعدامات العلنية في الشوارع والساحات، وقانون الطوارئ المستمر منذ عام 1963.
بدلاً من ذلك أفضِّل الحديث عن أن الصحفيين في سوريا ملزمون بالكتابة عن أهداف حزب البعث الحاكم.
إن تهمة "نشر معلومات كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة" يمكن أن تودي بأي صحفي سوري إلى السجن لسنوات عديدة.
الرئيس السوري الحالي بشار الأسد حصل على نسبة سبع وتسعين فاصلة ست، في الاستفتاء الرئاسي عام 2007.
شيء ممتاز حتى لو كان هو المرشَّح الوحيد!
مع ذلك لم يستطع بشار الأسد في النتيجة تجاوز النسبة التي حقَّقها أبوه حافظ الأسد، وهي في الحقيقة نسبة يصعب تجاوزها، ولاسيما في الاستفتاء الرئاسي لعام 1999، والتي بلغت بالنسبة للأب 99 فاصلة 987.
(تعليق شخصي لي كمترجم: هذه نِسَب تثير الضحك والسخرية في السويد، وهي كذلك من وجهة نظر الصحفي أيضاً، وأستثني الدردري هنا من الضحك لا لشيء، أو ربما لوجه الله تعالى).
وزيرة تجارتنا ونائب رئيس الوزراء السوري تناولا لحم الأيِّل مع البطاطا.
استغرق الغداء ساعة:
الآن يأتي الخبر الواقعي الإيجابي، وأجرؤ أن أقول، الخبر الكبير عالمياً:
السكرتيرة الإعلامية "مونيكا أولسون" سكرتيرة وزيرة التجارة تجيب عن أحد أسئلتي بأن الدردري خلال الغداء تكلَّم عن نمو وتوسُّع هامش الحريات الإعلامية، إذ هناك "قوانين أفضل"، كما أن هناك قانون أحزاب يجري إعداده.
( أنا كمترجم وكسوري أصيل لن أخبر السلطات السويدية منذ متى بدأ الإعداد لقانون الأحزاب.. سأدعهم في غيّهم يعمهون، وأكمل ترجمة مقال صاحبنا).
أخبار السكرتيرة الإعلامية لوزارة تجارتنا رائعة.
الناس في سوريا اهترؤوا في سجون النظام السوري.
الصراخ في غرف تحقيق المخابرات السورية تترامى أصداؤه في كل أنحاء العالم.
صمت المخفيِّين أو المغيَّبين كان وما زال مريعاً.
حسناً.. هكذا تتناول وزيرتنا "إيفا بيورلينج" الغداء مع عبدالله الدردري وتحلّ جميع المشكلات.
لستُ مستغرباً.
سابقاً في 2009 نشرت الوزيرة بيورلينج مقالاً في جريدة "يوتيبوري بوستن".
في تلك المقالة كانت الوزيرة متأكّدة أن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الاتجاه الصحيح، وأن السويد من خلال التصدير يمكن أن تساعد أكثر لمتابعتهما في الاتجاه الصحيح.
دعونا نأمل أن وزيرتنا للتجارة ستدعو معمّر القذافي في الأسبوع القادم إلى وليمة من لحم الرّنّة، وفي الأسبوع الذي يليه ينبغي أن تقدِّم للملك السعودي "بان كاكا" (حلوى سويدية فلكلورية).
الوزيرة بيورلينج يجب أن تدعو أيضاً رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى غداء هامبورجر مع البصل، لعلّنا ننهي الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
أخيراً يتوجب علي القول إن هذه السنة ينبغي أن تُتَوَّجَ حقاً بمنح الوزيرة بيورلينج جائزة نوبل للسلام.
نسيت أن أضيف، أن نائب رئيس الوزراء السوري، خلال الغداء، عبَّر عن اهتمامه بتجربة السويد في تكنيك الاقتصاد الأخضر.
(إشارة الصحفي بيتر كادهمَّر لاهتمام الدردري بالاقتصاد الأخضر إنما جاءت كنوع من السخرية أو المفارقة، إذ إن الصحفي يعرف جيداً اطِّراد حالة التصحير والتصحُّر على أكثر من مستوى في سوريا).
شكراً بيتر كادهمَّر.. شكراً لك ولقلمك. لا زيادة لدي على ما كتبتَ، سوى تذكير الدردري بما يقوله الآن نائب رئيس الوزراء الليبي بعد خطاب سيده الناري المجنون قبل ساعتين، أي قبل قرار مجلس الأمن بحظر الطيران وغيره فوق ليبيا.. لقد خرس معلمه تماماً.. يا إلهي أي ديكتاتور جبان وذليل مع غير شعبه هذا القذافي؟
--------------------
جدار الاليكترونية

فرج بيرقدار
الاثنين 21 مارس 2011