نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


طاح الدور يا إسماعيل






لعل الزائر إلى أوروبا قد لاحظ أن التسول في شوارعها قائم على عزف المقطوعات الموسيقية على آلات مختلفة، يقوم على اثره المارة بقذف القطع النقدية المعدنية للمتسولين المسيقيين، وقرر أخيراً صديقي الهولندي إسماعيل إمتهان التسول في مركز مدينة أمستردام بعد أن أفلس فكرياً، وشخصياً أسفت لحاله وأرسلت له طبل من نوع "الكاسر"، وهو من الطبول التقليدية في الإمارات كي يقرعه في شوارع أمستردام، فلربما يُعجب الهولنديين بهذا الطبل الغريب ويحصد إسماعيل أكبر قدر من هبات المارة.


تظاهر إسماعيل بدور الفنان الخبير في قرع طبل "الكاسر"، وقال للمارة أنه هو من قام بصناعة ذلك الطبل، مستغلاً عدم معرفة الهولنديين بهذا النوع من الطبول! ومن دون أية معرفة بمهارات قرع الطبول، مارس إسماعيل قرع الطبل بكل بلاهة ومن دون التمكن على الأقل من أداء التفعيلة الإيقاعية الأساسية! لكن الغريب أن المارة استمتعوا بالإيقاع الذي يفتقد إلى أبسط المهارات! بل أن إسماعيل كان يحقق النجاحات تلو الأخرى والناس تتبعه من شارع إلى آخر، وأصبح ذائع الصيت ومعروف بـ إسماعيل الطبلاوي، ثم ازدادت شهرته والناس من خلفه غارقة وسط الطبول وتردد "هيا بنا نتسّمعل.. هيا بنا نتسّمعل.."، وقام بتأسيس مجموعة قابضة وعدد كبير من مؤسسات وشركات ومحلات ومصانع معنية بصناعة وبيع الطبول التقليدية الإماراتية من مختلف الأنواع كالكاسر والرحماني والمسندو والرنه والمرواس والمهجر والطار وغيرها، مستغلاً عدم دراية الشعب الهولندي عن أصول تلك الطبول، والأكثر غرابة أن إسماعيل قام بتعيين عدد من الصغار ومعدومي الخبرة الإيقاعية لإدارة شؤون تلك المؤسسات، وتعامل معهم على أنهم قادة وأعطاهم قدراً أكبر من حجمهم الصغير الحقيقي، ووضع في أيديهم أموال ضخمة من خزينة أمستردام ليلعبوا بها مثلما يلعب الطفل بلعبته! ثم خرح لإسماعيل الطبلاوي منافسين آخرين من المتسمعلين، أحدهم يُدعى إسماعيل الطبّال، والثاني يُدعى إسماعيل بن طويبل، وقام الأخير بكسر قواعد التطبيل ببناء مصانع ومحلات الطبول في عرض البحر كون هولندا دولة مشهورة في عمليات ردم مياه البحر، لكن شهرة هولندا في تلك الصنعة لا يعني تركها لمساحات فارغة وشاسعة من البلاد لتصنيع الطبول في عرض البحر! مع العلم أن بن طويبل هذا كان يعمل صياداً للسمك وناجح في مهنته، ولا أعلم لماذا إنجر نحو صناعة الطبول؟! أما إسماعيل "الطبال" فحدث ولا حرج! فقد قام بتصنيع عدد هائل من الطبول في أمستردام، هذا بخلاف أعظم طبل "مسندو" في العالم، والناس من خلفه تردد وسط الطبول "هيا بنا نتسّمعل"، وتبيع وتشتري الطبول بجنون!



على الرغم من سقوط أسعار جميع الطبول إلا أن المتسمعلين الثلاثة وأعوانهم وأتباعهم من مطبليهم ومزمريهم حققوا ثروات هائلة من التربّح غير المشروع من أموال هولندا وعلى حساب المواطن الهولندي المسكين، مستغلين مناصبهم وصلاحياتهم، ولا يزالوا في مناصبهم حتى الآن!



وحده اللبيب من الإشارة يفهم!


الدكتور سالم حميد
الثلاثاء 23 فبراير 2010