نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


"سلام" الشرق الأوسط... على الأجندة مجدداً





فيما نحتفل بمرور عام على تولي أوباما الرئاسة في أميركا، تظهر أمامنا بوضوح الحقائق التالية:


* إن هناك حدودا لما يريد الرئيس الأميركي أن يفعله حاليا: بدأ أوباما فترة ولايته الأولى متعجلا تحقيق تقدم على مسار مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، على أساس أن ذلك يصب في "مصلحة الأمن القومي الأميركي". أما الآن، وبعد عام على مجيئه، فلا يبدو أوباما في عجلة من أمره بشأن تحقيق ذلك التقدم. في المقابلات الأخيرة التي أجراها، بين أوباما الأسباب التي حالت دون تحقيق تقدم، لكنه تجاهل هذا الموضوع في خطابه عن حالة الاتحاد. والشيء المزعج بالطبع، هو أن أوباما وفي معرض تناوله للأولويات الأخرى خلال سنته الأولى في البيت الأبيض، والتي لم تتحقق، وهي برنامج الرعاية الصحية، وإصلاح القطاع المصرفي، وسياسة الطاقة (المناخ)، أوضح بجلاء أنه يعتزم مواجهة "جماعات الضغط وأصحاب المصالح الخاصة" التي تقف في طريق تحقيق التغيير، بينما لا نجد أي مؤشر على أنه ينوي استخدام روح المواجهة هذه في موضوع "سلام" الشرق الأوسط.

ومن المرجح أن يستمر فريق أوباما لمفاوضات السلام الذي يرأسه جورج ميتشيل في العمل أملا في تحقيق شيء. أما الآن، وعلى ضوء الاقتصاد الراكد، ومعدلات البطالة المرتفعة، وانتخابات التجديد النصفي في نوفمبر، فالمرجح أنه "ما لم يتحقق اختراق غير محتمل في الأفق" فإن أوباما سيركز اهتمامه على الموضوعات التي تتصدر قائمة اهتمامات الناخبين الأميركيين.
* إن الأوضاع السياسية للإسرائيليين والفلسطينيين قد وصلت إلى درجة خطيرة من الاختلال الوظيفي: لقد أشار أوباما إلى هذه الحقيقة في مقابلاته الأخيرة، في جلسة عقدت في دار بلدية فلوريدا الأسبوع الماضي. وهذه المشكلة في حقيقتها أكثر جسامة مما أشار إليه الرئيس، لأن المتشددين الإسرائيليين والمستوطنين المتعصبين يمثلون تهديدا خطيرا ليس فقط للفلسطينيين، وإنما لأي حكومة إسرائيلية تحاول إزالة المستوطنات. فهؤلاء المتعصبون يشكلون "حرباً أهلية في طور التشكل" مما يعني أهمية التعرف على الخطر الذي يمثلونه، والعمل على مواجهته بكافة الوسائل قبل أن يتفاقم.
وإن تبنت إسرائيل أحياناً مواقف تظهر أنها تتصدى لهم، حتى وإن على نحو محدود، فإنني لا أزال اعتقد أن أي حكومة ائتلاف إسرائيلية، لن تكون قادرة على القيام بما هو مطلوب لهزيمة هذه العناصر المتعصبة. ومما يفاقم من صعوبة الوضع، أن نتنياهو يعتقد أنه نجح في التغلب على الحكومة الأميركية في المناورة، وأن هذا الاعتقاد قد جعله أكثر جرأة.
على الجانب الفلسطيني لا يمكن وصف الوضع سوى بأنه يدعو للكدر. فالقيادة الفلسطينية التي حل بها الوهن بعد الهزيمة الانتخابية التي تعرضت لها في عام 2006 على أيدي "حماس"، وانقساماتها الداخلية العميقة، أصبحت أكثر ضعفا بسبب الوضع المحرج الذي وضعتها فيه الولايات المتحدة لعجزها عن تنفيذ وعدها بالضغط على إسرائيل من أجل تجميد المستوطنات، ورفضها المبدئي لتقرير جولدستون، قبل أن تتخلى عن تلك القيادة في النهاية. أما بالنسبة لقيادة "حماس" فرغم الكوارث التي ساهمت في جلبها على رؤوس الشعب الفلسطيني، فإنها لا تبدو مستعدة لتغيير اتجاهها قريباً.
* وأخيراً هناك ضعف واضح في قدرة الدول العربية على استخدام قوتها لتدشين أي "مبادرات دبلوماسية" لتغيير اللعبة. لم يكن ينبغي على العرب الانتظار حتى يتولى أوباما الرئاسة الأميركية. فالفترة التي مضت بين انتهاء انتخابات 2008 وتنصيبه رئيسا، وفرت فرصة ممتازة لتقديم مبادرة عربية كان الرئيس الجديد سيضطر لأخذها بالاعتبار. وبدلا من ذلك كانت إسرائيل هي التي حيّت الإدارة القادمة بحرب مدمرة لـ"تغيير اللعبة" في غزة بهدف إقصاء "حماس". وعندما دعا أوباما في بداية ولايته الإسرائيليين والعرب للقيام بمبادرات لـ"بناء الثقة" من أجل خلق بيئة أفضل لصنع السلام، كانت لدى العرب فرصة أخرى لتقديم مقترحاتهم، لكنهم مرة أخرى أيضا لم يفعلوا.
هذا هو الوضع الذي نجد أنفسنا فيه بعد عام على تولي أوباما: إن الرياح التي كانت تدفع شراع سفينة الرئيس قد نفدت، والوضع على الأرض قد أصبح أكثر صعوبة وتعقيداً، والإسرائيليون رغم بعض الضغط الدولي الذي يمارس عليهم، يشعرون أنهم أصبحوا أصحاب اليد العليا في واشنطن. ما الذي يمكن عمله إزاء ذلك؟ هناك خطوات يمكن للعرب اتخاذها خلال هذه الفترة يمكن إيجازها بأن تسعى الدول العربية لتحقيق إجماع عربي يساعد على استعادة الوحدة الفلسطينية، ويضغط على الفلسطينيين ويساعدهم في ذات الوقت على بناء بيتهم من الداخل، ودعم مبادراتهم لبناء المؤسسات. وسوف يكون من المهم أيضا وضع أجندة لمواجهة الاحتلال، وتفعيل، وحشد القاعدة الشعبية في مجال العمل المباشر الذي لا ينتهج العنف. ولا شك أن المظاهرات التي تجري في حي "الشيخ جراح" وعند الجدار، تتطلب اهتماما على أساس أنها يمكن أن توفر قاعدة لعمل فلسطيني إسرائيلي مشترك وموسع.
مثل هذا البرنامج يمكن أن يعيد شحن القاعدة الفلسطينية بالطاقة، ويعيد التلاحم بين القيادة والقواعد الشعبية الفلسطينية، ويوثق علاقات العمل بينها، ويكتسب الدعم العالمي من خلال خلق قوة رافعة جديدة للفلسطينيين يمكن لهم الاستفادة منها في مفاوضات مستقبلية. وإذا ما تم تعزيز ذلك من خلال مبادرة سلام عربية جديدة، تضم مكونا قويا للعلاقات العامة، فإنه قد يوفر "مغيراً بناءً للعبة" يمكن أن يضغط على إسرائيل والولايات المتحدة، ويدفعهما للاستجابة.
-------------------
الاتحاد - أبوظبي

جيمس زغبي
الاثنين 1 فبراير 2010