وكرر زعيم المعارضة يائير لابيد في وقت سابق من يوم السبت تعهده بتوفير شبكة أمان سياسية لنتنياهو، لضمان عدم سقوط حكومته بسبب الاتفاق، لكن حزب لبيد، “يش عتيد”، لن يقدم الدعم للائتلاف في قضايا أخرى. وقال لبيد إن إسرائيل “يجب أن تبرم هذه الصفقة الآن… قبل أن يموت الرهائن هناك [في غزة]”.
وعلى النقيض من رد فعل اليمين المتطرف، دعا رئيس حزب “الوحدة الوطنية” والوزير في كابينت الحرب بيني غانتس إلى عقد جلسة لكابينت الحرب في أقرب وقت ممكن “لصياغة خطوات للمضي قدما”، ويبدو أنه يشير ضمنا إلى أنه تمت الموافقة على الاقتراح بالفعل من قبل كابينت الحرب.
وكان حزب غانتس قد انضم إلى الائتلاف بعد أيام من هجوم حماس في 7 أكتوبر، وهدد بالانسحاب إذا لم يتخذ نتنياهو سلسلة من القرارات الاستراتيجية بشأن الحرب بحلول 8 يونيو. ومع ذلك، لا يشغل حزب غانتس سوى ثمانية مقاعد، وبالتالي يستطيع نتنياهو الاحتفاظ بالسلطة بدونه، لكنه لن يتمكن من القيام بذلك لفترة طويلة من دون حزبي اليمين المتطرف.
في خطاب ألقاه يوم الجمعة، كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه تم تقديم اقتراح إسرائيلي جديد لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن يوم الخميس إلى حماس عبر قطر. وقد عرض الرئيس الأمريكي بعض العناصر الرئيسية للاقتراح بشيء من التفصيل، وحث حماس على قبوله وحث الحكومة الإسرائيلية على “الوقوف وراءه”.
وقال بايدن إن العرض “سيعيد جميع الرهائن إلى الوطن، ويضمن أمن إسرائيل، ويخلق يوما أفضل في غزة دون وجود حماس في السلطة، ويمهد الطريق لتسوية سياسية توفر مستقبلا أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”، ولم يحدد كيف سيتم إزاحة حماس من السلطة.
وقال نتنياهو في وقت سابق يوم السبت إنه لن يكون هناك “وقف دائم لإطلاق النار” في غزة إلا بعد تدمير قدرات حماس العسكرية والحكمية.
وقال مسؤول إسرائيلي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، ل”تايمز أوف إسرائيل” إن “شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير”، وأنها تشمل “تدمير قدرات حماس العسكرية والمدنية، وتحرير الرهائن، وضمان أن غزة لم تعد تمثل تهديدا لإسرائيل”.
ومع ذلك، أصر المسؤول على أن الاقتراح الإسرائيلي سيضمن أن تتمكن إسرائيل من تحقيق كل هذه الشروط قبل سريان وقف دائم لإطلاق النار.
لقد أوضح شركاء رئيس الوزراء القوميون المتطرفون في الائتلاف بعبارات لا لبس فيها أن أي شيء آخر غير “تدمير حماس” لن يكون مقبولا بالنسبة لهم.
وقال وزير المالية “لقد أوضحت له أنني لن أكون جزءا من حكومة توافق على الخطوط العريضة المقترحة وتنهي الحرب دون تدمير حماس وإعادة جميع الرهائن”.
وتابع قائلا “لن نوافق على إنهاء الحرب قبل تدمير حماس، وليس على الضرر الجسيم الذي سيلحقه انسحاب جيش الدفاع [من غزة] بإنجازات الحرب حتى الآن، وليس على عودة سكان غزة إلى شمال غزة، وليس على إطلاق سراح جماعي للإرهابيين الذين سيعودون، لا سمح الله، إلى قتل اليهود”، في إشارة إلى البنود والعواقب المحتملة للصفقة.
وقال الزعيم القومي المتطرف إن حزبه يطالب بدلا من ذلك “بمواصلة القتال” حتى يتم تدمير حماس وإعادة الرهائن، ويصر على “خلق واقع أمني مختلف تماما في غزة ولبنان، وعودة جميع السكان [الإسرائيليين] في الشمال والجنوب إلى منازلهم، واستثمارات ضخمة في التنمية المتسارعة لهذه المناطق من البلاد”.
من جانبه، قال بن غفير إنه رفض أيضا الاقتراح وهدد بـ”حل الحكومة” في حال تبنيه.
وقال الزعيم اليميني المتطرف إن “الصفقة بحسب التفاصيل التي نُشرت اليوم ستعني إنهاء الحرب والتخلي عن تدمير حماس”.
وأضاف “هذه صفقة متهورة ستكون انتصارا للإرهاب وخطرا أمنيا على دولة إسرائيل”، معلنا أنها لن تمثل النصر الكامل الذي وعد به نتنياهو مرارا وتكرارا، بل “هزيمة كاملة”.
وحذر قائلا “إذا وضع رئيس الوزراء هذه الصفقة موضع التنفيذ بموجب الشروط التي تم نشرها اليوم، والتي تعني نهاية الحرب والتخلي عن [الهدف المتمثل في] تدمير حماس، فإن حزب عوتسما يهوديت سوف يقوم بتفكيك الحكومة”.
وعلى عكس سموتريتش، لم يذكر بن غفير إعادة الرهائن كجزء من أهدافه في الحرب.
في وقت سابق، دعا غانتس إلى انعقاد كابينت الحرب بأسرع وقت ممكن للدفع قدما بالاقتراح الجديد، وقال “نحن ملتزمون بمواصلة الدفع بترتيب لإعادة الرهائن كما صاغه فريق التفاوض ووافق عليه كابينت الحرب بالإجماع، كجزء من جهد أوسع لتحقيق جميع أهداف الحرب”.
وأضاف “في ضوء التطورات يجب أن يجتمع كابينت الحرب في أسرع وقت ممكن مع فريق التفاوض لصياغة الخطوات التالية”.
في وقت سابق من اليوم قال لبيد إنه أراد “تذكير” نتنياهو باقتراح قدمه في عدة مناسبات لتمكين صفقة الرهائن من خلال توفير “شبكة أمان” من الدعم السياسي “إذا ترك بن غفير وسموتريش الحكومة”.
وفي أعقاب التهديدات التي وجهها زعيما اليمين المتطرف بالانسحاب من الحكومة، أدانهما لابيد في وقت لاحق من يوم السبت معتبرا أنهما يعرضان البلاد للخطر.
وقال لبيد إن تهديدات بن غفير وسموتريتش “تتخلى عن الأمن القومي والرهائن وسكان الشمال والجنوب”.
وأضاف “هذه الحكومة هي الأسوأ والأكثر تهورا في تاريخ البلاد. بالنسبة لهم، يمكن أن تكون هناك حرب إلى الأبد. صفر مسؤولية، صفر إدارة، فشل كامل”.