- أولاً: ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان لعام 2023
تواصل الجهات الفاعلة المسيطرة على الأرض السورية ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان للعام الثاني عشر على التوالي، وبوتيرة تشبه إلى حد كبير السنوات القليلة السابقة، فقد وثقت اللجنة السورية لحقوق الإنسان في هذا العام مقتل ( 1107) مدنياً مقارنة بـ (1133) شخصاً في عام 2022 و(1237) شخصاً لعام 2021 و(1750) شخصاً لعام 2020.
ترتيب المحافظات حسب عدد الضحايا
وتصدرت محافظة دير الزور للعام الثاني على التوالي بقية المحافظات في عدد الضحايا المدنيين حيث بلغ عددهم (282) شخصاً مقارنة مع العام الماضي بـ (216) شخصاً، تلتها محافظة درعا بـ (228) شخصاً مقارنة مع العام الماضي بـ (233) شخصاً. وحلت محافظة حمص في المرتبة الثالثة بـ (140) شخصاً مقارنة مع العام الماضي بـ(22) شخصاً فقط، ثم محافظة إدلب بـ ( 132) شخصاً فمحافظة حلب بـ ( 131) شخصاً ثم محافظة حماة بـ(70) شخصاً فمحافظة الحسكة بـ(47) شخصاً فمحافظة الرقة بــ(27) شخصاً ثم محافظة السويداء (21) شخصاً فمحافظة اللاذقية بـ (6) شخصاً فمحافظة ريف دمشق ب(4) أشخاص وأخيراً محافظة مدينة دمشق بـ (3) أشخاص. ولم يرد ضحايا كما في العام الماضي في محافظتي طرطوس والقنيطرة.
بؤر الصراع
وتركزت الأعمال القتالية بصورة رئيسية في منطقتين، في الشمال السوري الذي يشهد قصفاً من الأرض والجو بين الحين والآخر من قبل قوات النظام السوري وداعميه الروس والميليشيات الإيرانية من جهة، وقصف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضد المناطق الخارجة على سيطرة النظام من جهة ثانية، والمنطقة الثانية في محافظة درعا في جنوب البلاد بين قوات النظام من جهة والمجموعات سواء التي انخرطت في مصالحات معه أو ظلت على معارضتها له.
مسؤوليات الجهات المسيطرة عن الانتهاكات
وتبين الإحصائيات التي قامت بها اللجنة السورية لحقوق الإنسان مسؤولية النظام عن مقتل (166) شخصاً مقابل ( 208 ) شخصاُ للعام الماضي، ومسؤولية قوات سوريا الديمقراطية -التي ازدادت شراسة انتهاكاتها، والتي تتشكل بصورة رئيسية من المكون الكردي المقرب من حزب العمال الكردستاني مع تحالف بعض القبائل العربية والتي انشق بعضها عنها مؤخراً- عن مقتل (119) شخصاً مقابل (87) شخصاً في العام الماضي، ومسؤولية تنظيم داعش الذي انحسرت فعاليته عن مقتل (8) أشخاص مقارنة بـ (69) شخصاً في العام الماضي، ومسؤولية فصائل المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام عن مقتل (22) شخصاً بالمقارنة مع ( 39 ) شخصاً في العام الماضي، ومسؤولية القوات الروسية عن مقتل (27) شخصاً مقارنةبـ (19) شخصاً في العام الماضي، ومسؤولية التحالف الدولي عن مقتل (6) أشخاص مقارنة بــ ( 13) شخصاُ في العام الماضي، ومسؤولية الجندرما التركية التي تضاعفت انتهاكاتها عن مقتل (14) شخصاً مقارنة بــ ( 7 ) أشخاص في العام الماضي، ومسؤولية الميليشيات الإيرانية عن مقتل (52) شخصاً مقارنة بـ (7) أشخاص في العام الماضي، ومسؤولية طيران الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل (4) أشخاص، وحرس الحدود اللبناني عن مقتل (1) شخص واحد، والحرس الأردني عن مقتل (7) أشخاص.
وبتحليل الأرقام الواردة يتبين أن كل الفاعلين المعروفين على الأرض مسؤولون عن (38.5%) من الضحايا بينما لم تعرف الجهات التي تقف وراء مقتل بقية الضحايا الذين سقطوا بفعل عمليات الاغتيال والتفجيرات والألغام الأرضية .
الانفجارات
لا تزال الانفجارات مجهولة المصدر تضرب الأراضي السورية، مع انخفاض بسيط عن معدلها في الأعوام السابقة، إذ وثقت اللجنة وقوع (60) انفجاراً في عام 2023 مقارنة بــ (77) تفجيراً لعام 2022 . ولا تزال معظم التفجيرات تقع في ريف محافظة حلب وخصوصاً في مناطق عفرين والباب وجرابلس بالإضافة إلى محافظة درعا في جنوب البلاد.
وبتحليل المعطيات يتوضح أن أكثر من جهة تقف خلف التفجيرات التي تهز المنطقة. تأتي في المقدمة قوات سوريا الديمقراطية التي تكشف التحريات بأن العديد من الآليات المنفجرة قادمة من مناطق سيطرتها، يليها النظام السوري الذي يحرص على عدم استقرار المنطقة بكل الطرق والوسائل، بالإضافة للأعمال الثأرية الفردية، ولا يمكن استثناء بعض الفصائل المسلحة وهيئة تحرير الشام من افتعال التفجيرات بعد وقوع بعض الحوادث التي لا يمكن انكار مسؤولياتها عنها.
إن زعزعة الأمن والاستقرار في شمال غرب سورية مصلحة يتقاسمها النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية ولذلك يلاحظ كثرة وتوزع الانفجارات وتنوع الخسائر في الأرواح والممتلكات في المناطق الخارجة عن سيطرتهما.
الاغتيالات
وثقت اللجنة السورية لحقوق الإنسان في هذا العام رتفاعاً طفيفاً عن السنوات السابقة في أعداد الذين لقوا حتفهم اغتيالاً على أيدي مجهولين، فقد بلغ عددهم (400) شخصاً مقارنة باغتيال (389) شخصاً عام 2022 واغتيال (367) شخصاً في عام 2021 و(348) شخصاً في عام 2020 و(337) شخصاً في عام 2019 و(84) شخصاً فقط في عام 2018.
ويعزى سبب استمرار ارتفاع أرقام ضحايا الاغتيالات إلى انكسار حدة الأعمال القتالية من جهة، وإلى تعدد الأطراف الفاعلة، فلا يزال النظام السوري يمتلك خلايا أمنية في المناطق التي خرجت عن سيطرته، وقوات سوريا الديمقراطية الناشطة في المناطق التي أخرجها منها الجيش التركي، والفصائل المسلحة – بما فيها هيئة تحرير الشام، وفي ظل الفلتان الأمني تنشط الأفعال الجرمية والثأرية
الألغام الأرضية
لا تزال الألغام الأرضية تحصد أرواح المدنيين في سورية، فقد وثقت اللجنة السورية لحقوق الإنسان مقتل (126) شخصاً هذا العام بالمقارنة مع مقتل (119) شخصاً لعام 2022 و( 169) شخصاً في عام 2021 و (135) شخصاً في عام 2020 و(290) شخصاً في عام 2019.
وتتصدر محافظة حلب –كما في العام الماضي- الأماكن الأكثر استهدافاً بالألغام الأرضية. ومن الجدير بالذكر أن النظام السوري وتنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية هم الأكثر استخداماً لهذا النوع الذي يفتك بأرواح المدنيين.