الأسطورة تقول ان ملك الملوك نبوخذ نصر أحب اميديا الأميرة الفارسية، وتزوجها واحضرها إلى بابل الخضراء المستوية في كل أراضيها، فاختلفت البيئة على أميديا، بانتقالها من بيئة جبلية شاهقة إلى أرض خضراء مستوية، إلا أنها لم تعلن عن ذلك الحزن، غير أن نبوخذ نصر قد فاجأها يوماً ما وهي تبكي بحرقة معلنة عن حنينها إلى تضاريس بلاد فارس وجبالها الشاهقة، ومن فرط حبه لها، اكتأب نبوخذ نصر، وحزن على حزن أميرته وحبيبته ومعشوقة قلبه.
اجتمع بناؤو بابل.. وابتكروا معجزتهم التي ظلت حتى الآن عاصية على كل المهندسين الذين عجزوا في تفسير استنباط الطرق التي بواسطتها أوصل البناؤون البابليون الماء إلى طبقات الجنائن الشاهقة، فلم يكن الإنسان قد اخترع المضخات، والتي حتى الآن لا يمكنها ضخ الماء عبر كل هذا الارتفاع الشاهق.
ليست المعجزة في جنائن بابل طبيعة البناء، والسر الهندسي الذي لم يكتشفه المهندسون المعاصرون في طريقة إيصال مواد البناء إلى طبقات الجنائن بمختلف ارتفاعاتها، ولا في أساليب ضخ الماء إلى كل طبقات الجنائن المزروعة شجراً وزهوراً، ولا في «الزقورة» التي سكنتها أميديا مع حبيب قلبها نبوخذ نصر فوق ذلك البناء الشاهق في العلو الذي ذكّرها بجبال فارس وعوض حنينها فحسب، إنما في هذا البناء الذي ظل شاهداً منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد.
والحكايات التي تروى حوله مثل رقة قلب نبوخذ نصر ورومانسيته التي تلخصت في هذا العشق لاميديا، إلى جانب قسوته وشدته وجبروته كواحد من أكبر الفاتحين المقاتلين في التاريخ الذي أوصل إمبراطوريته بقوته وأسلحته إلى سيناء(مصر) وإلى دلمون (البحرين)، وهو صاحب أول سبي لليهود في التاريخ.
حيث ربط كل اليهود الذين أسرهم في أورشليم (القدس) بسلاسل حديدية وسباهم مشياً على الأقدام حتى بابل العظيمة، ليس هذا فقط بل عظمة الإنسان البابلي وما توصل إليه من أساليب هندسية يعجز العلم الحديث من تفسير تلك النظريات التي ابتكرها بناؤو وادي الرافدين في بناء هذا الرمز الأعجوبة لا في التخطيط الهندسي، ولا الشكل الجمالي فحسب.
بل في طبيعة مواد البناء وأساليب النقل وعدد العمال، إضافة إلى تلك العلاقة الخاصة التي ربطت أهل بابل بزعيمهم نبوخذ نصر وربطت زعيمهم بحب أميديا، في اعتقادي أن جنائن بابل المعلقة ليست فقط من عجائب الدنيا، إنما هي رمز للحب الذي ينبغي أن يسود، وعلاقة المودة بين الحاكم العدل والمحكوم.
abduleah_q@hotmail.com
اجتمع بناؤو بابل.. وابتكروا معجزتهم التي ظلت حتى الآن عاصية على كل المهندسين الذين عجزوا في تفسير استنباط الطرق التي بواسطتها أوصل البناؤون البابليون الماء إلى طبقات الجنائن الشاهقة، فلم يكن الإنسان قد اخترع المضخات، والتي حتى الآن لا يمكنها ضخ الماء عبر كل هذا الارتفاع الشاهق.
ليست المعجزة في جنائن بابل طبيعة البناء، والسر الهندسي الذي لم يكتشفه المهندسون المعاصرون في طريقة إيصال مواد البناء إلى طبقات الجنائن بمختلف ارتفاعاتها، ولا في أساليب ضخ الماء إلى كل طبقات الجنائن المزروعة شجراً وزهوراً، ولا في «الزقورة» التي سكنتها أميديا مع حبيب قلبها نبوخذ نصر فوق ذلك البناء الشاهق في العلو الذي ذكّرها بجبال فارس وعوض حنينها فحسب، إنما في هذا البناء الذي ظل شاهداً منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد.
والحكايات التي تروى حوله مثل رقة قلب نبوخذ نصر ورومانسيته التي تلخصت في هذا العشق لاميديا، إلى جانب قسوته وشدته وجبروته كواحد من أكبر الفاتحين المقاتلين في التاريخ الذي أوصل إمبراطوريته بقوته وأسلحته إلى سيناء(مصر) وإلى دلمون (البحرين)، وهو صاحب أول سبي لليهود في التاريخ.
حيث ربط كل اليهود الذين أسرهم في أورشليم (القدس) بسلاسل حديدية وسباهم مشياً على الأقدام حتى بابل العظيمة، ليس هذا فقط بل عظمة الإنسان البابلي وما توصل إليه من أساليب هندسية يعجز العلم الحديث من تفسير تلك النظريات التي ابتكرها بناؤو وادي الرافدين في بناء هذا الرمز الأعجوبة لا في التخطيط الهندسي، ولا الشكل الجمالي فحسب.
بل في طبيعة مواد البناء وأساليب النقل وعدد العمال، إضافة إلى تلك العلاقة الخاصة التي ربطت أهل بابل بزعيمهم نبوخذ نصر وربطت زعيمهم بحب أميديا، في اعتقادي أن جنائن بابل المعلقة ليست فقط من عجائب الدنيا، إنما هي رمز للحب الذي ينبغي أن يسود، وعلاقة المودة بين الحاكم العدل والمحكوم.
abduleah_q@hotmail.com