نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


المقابر البريطانية في غزة هي الوحيدة التي لم تدمرها إسرائيل




تحتضن غزة مقبرتين لرفات الجنود البريطانيين الذين فقدوا حياتهم في الحرب العالمية الأولى، وعدد قليل ممن فقدوا حياتهم في الحرب العالمية الثانية. وتتولى إدارةَ المقبرتين هيئةُ مقابر الحرب التابعة للكومنولث ومقرها في المملكة المتحدة، وتُعرفان محليًّا باسم “المقابر البريطانية”، وتُعدان موقعًا ثقافيًّا وأثريًّا بارزًا في القطاع الفلسطيني.
وتتميز المقبرتان بأشجار السرو العالية، وتحيط بهما أزهار تتفتح بجانب سور منخفض، ما يضفي على المكان جوًّا هادئًا يجذب مئات من سكان غزة للاسترخاء


مقابر البريطانيين في غزة - فيسبوك
مقابر البريطانيين في غزة - فيسبوك
 .

المقابر البريطانية في غزة

 
وتقع مقبرة حرب غزة في حي التفاح شمال غزة، وتضم 3,217 قبرًا، منها 781 قبرًا مجهول الهُوية. كما تحتوي على 210 مدافن من الحرب العالمية الثانية، و30 مدفنًا بعد الحرب، إضافة إلى 234 قبرًا لجنود من جنسيات أخرى. أما المقبرة الأخرى، فتقع شمال دير البلح في منطقة الزوايدة، وتحتوي على 724 قبرًا، جميعها لجنود بريطانيين.
وبدأت بعض المدافن في المقبرتين بجهود الجنود البريطانيين الذين شاركوا في معركة غزة ضد الإمبراطورية العثمانية بين عامي 1917 و1918. وخلال الحرب العالمية الثانية، أنشأت قوات الإمبراطورية البريطانية، ومعظمها من الجنود الأستراليين، عدة مستشفيات في غزة.
وقد نجت المقبرتان من الحرب الإسرائيلية على غزة. وفي عام 2006، تضررت مقبرة حرب غزة جزئيًّا جراء صاروخ إسرائيلي، ودُفعت تعويضات بقيمة 90,000 باوند. واحتاج نحو 350 من شواهد القبور إلى إصلاحات بعد الهجوم الإسرائيلي الذي استمر ثلاثة أسابيع على غزة في عام 2009.
هذا ولم تسلم مناطق كثيرة في غزة من الهجوم الإسرائيلي العسكري الأخير، لكن مقارنة بالمقابر الفلسطينية التي دُمرت، تبدو المقابر البريطانية كأنها أقل ضررًا بصفة ملحوظة. وقد تعرضت المقبرتان لأضرار جزئية فقط نتيجة الهجمات القريبة، ولكن لم تُمسّ القبور ولا شواهدها.
وفي هذا السياق يقول أبو جواد بركة، وهو متعهد دفن: “نحفر عشرات الأمتار في الأرض لدفن الناس. واضطررت في بعض الأيام إلى دفن 300 أو 400 شخص”.
 

البحث داخل القبور

وقد منعت القوات الإسرائيلية عشرات السكان والصحفيين من المرور أو تصوير المقبرة في دير البلح. وحاول فاضل كشكو، المهجر من شمال غزة، زيارة المقبرة مؤخرًا، وقال: “القيود المفروضة على الناس لمنعهم من رؤية المقبرة تترك علامة استفهام كبيرة”.
وأضاف كشكو: “لقد زرت جدتي وأردت رؤية المقبرة في طريقي إلى المنزل، وصدمت عندما رأيت أن القبور لم تُمسّ. تسببت الضربات الجوية القريبة فقط بأضرار جزئية للسياج والجدران الخارجية”.
“الأمر نفسه ينطبق على المقبرة الأخرى. إلا أن قبور أهل غزة جُرفت وسرقت جثثهم. هذا يشعرني بتجريدنا من الإنسانية!”.
يشار إلى أن المقابر الفلسطينية في غزة مدمرة ومنهوبة منذ بدء الحرب. وقد تضررت مقابر الشجاعية وبيت حانون وخان يونس، إضافة إلى مقبرة كنيسة القديس بورفيريوس التي يُعتقد أنها ثالث أقدم كنيسة في العالم.
ومع استمرار إسرائيل في توسيع عملياتها العسكرية في غزة، يتصاعد عدد القتلى. وفي دير البلح، حيث يأوي أكثر من مليون شخص بعد غزو رفح، تعمل واحدة فقط من المقبرتين.
ومع نفاد القدرة الاستيعابية منذ يناير واستقبال عشرات الجثث كل يوم، اعتمدت بلدية دير البلح على المقابر الجماعية لاستيعاب التدفق. ويقول أبو جواد بركة: “القصف الإسرائيلي المستمر لا يترك لنا خيارًا. نحفر عشرات الأمتار في الأرض لدفن الناس. واضطررت في بعض الأيام إلى دفن 300 أو 400 شخص”.
وأضاف بركة: “حفرت إسرائيل العديد من القبور بحثًا عن رفات الأسرى الذين أُسِروا في هجوم حماس في الـ7 من أكتوبر، ما جعل العديد من الفلسطينيين غير قادرين على العثور على جثث أقاربهم بعد انسحاب القوات الإسرائيلية. ودفع ذلك العديد من الفلسطينيين إلى دفن أحبائهم القتلى بالقرب من منازلهم ما استطاعوا إحدى ذلك سبيلًا”.
وأردف قائلًا: “مع أن مقابرنا قد تعرضت لأضرار جسيمة وسُرقت، فإننا لا نتلقى أي تعويض. إنها حتى دون حماية”.
“لكن إسرائيل لا تستطيع إحداث فوضى في المقابر البريطانية، وستدفع تعويضات كبيرة لإصلاح ما تضرر بالكاد. إنهم مقدسون بالنسبة لهم، والتفكير في ذلك محزن!”.
 

العرب في بريطانيا-ترجمة رجاء شعباني - ميدل ايست اي
الاحد 30 يونيو 2024