حين تزور دبي أو أي من المدن الكبري في الامارات المتحدة ، تحاول جاهدأ البحث عن عنصر المواطن ، الذي اختفي فجأه من الشارع الاماراتي لتحل محله كل الأطياف و الأجناس من أنحاء العالم ، و ربما لبرهة من الزمن ستعتقد بأنك في احد شوارع الهند أو بلد أسيوي أخر ، وذلك لكثرة العمالة الآسيوية الوافدة ، فقد دأبت دبي على الأخص بجلب العمالة الأسيوية بالألاف بمنذ ثلاث عقود تقريبا ، و هذا التكاثرالأسيوي و النمو الغير محكوم حتي قاربت فاقت نسبة الأجانب الى المواطنين الثلاث أرباع ، هذا بالنسبة الى الاحصاءات الرسمية المعلنة في حيت ان مطلعين على الاحصاءات الحقيقة يؤكدون ان هذة النسبة تقارب 90% أي مواطن اماراتي واحد في مقابل تسع أجانب متعددي الجنسيات ، ربما أكثر من نصقهم من الهند فقط.
أثار هذا الخلل البين في توازن بنية الموارد البشريه في الدولة مما يؤثر على عملية التنمية بأوجه شتي ، كما أن سياسة الدوله نحة استقطاب السياحة عن طريق مهرجانات التسوق و الاغاني و غيرها أدت الى غربة المواطن الاماراتي على أرضة كما أكد عدد من الإمارتيين لصحيفة الهدهد عندما حاولنا استقراء رضى الشارع الامارتي عن تزايد العمالة ، و لم يخفي - حتى المتشددين للجانب الايجابي في التواجد الأجنبي و الاسيوى خاصة - لم يخفي مرارة يستشعرها أثر أختفاء هوية المواطن الإماراتي بلباسه المتميز بالعصا و العمامة للرجل و "الدراعة" و الشيله مع البرقع الخاص للمرأة الإاماراتيه ، هذه المرارة و هذا الحزن أثر تلاشي صورة المواطن في وطنة صارت أنيناً ثم انها صارت صرخات مسموعة ، و لم يتمكن القائمون على الامر من تجاهلها لأكثر من سنوات معدودة ثم بدات محاولات بعضها فردي و بعضها تتبناه مؤسسسات حكومية أو شبه حكومية ، تلك المحاولات تمثلت في إحياء الشخصية الاماراتية القديمة من خلال تشجيع الفنون التي تتناول الصور الشعبية القديمة من ألعاب و ملابس ، إضافة الى تشجيع المطاعم الشعبية التى تقدم المؤكولات الإماراتية الخاصة ، و ما ظهر اهتمام حكام الامارات بهذا السياق لكبح زمام الحزن الذي بدأ يتحول الى غضب صامت ، حتى بدأت المؤسسات الاعلامية وغيرها بتبني أفكار جديدة تخدم الهدف المرجو .
كان من أوئل تلك المحاولات – و التي نجحت في فرض نفسها على الساحة – برنامج الميدان ، و هو برنامج مسابقات في فن "اليوله" وهو فن إماراتي قديم ، حيث يقوم فية اليوًال أو المؤدي بأداء حركات بهلوانية راقصة باستخدام السلاح – البندقية – و يقوم بقذفها في الهواء للارتفاعات كبيرة ثم يتلقفها بتركيز شديد – دون ان تسقط العمامة - ليعاود الرقص داخل حلبتة مؤدياً حركات من إبتكاراته الخاصة ، و قد فوجئ القائمون على البرنامج بنجاح كبير للفكرة و اقبال شديد من الشباب و اليافعين و احيانا أطفال من سن الثامنة و التاسعة يتداخلون للمشاركة و من ثم الفوز ، بل ان شباب من منطقة الخليج أقبلوا على تعلم اللعبة او اليوله من أجل الاشتراك في البرنامج و كان التنافس شديدا بين المشتركين ، و لان التصويت للمرشح من خلال الرسائل النصية القصيرة هي سمة برامج المسابقات فقد حقق البرنامج فوائد مادية دعت القائمين علية بتكراره لعدد من الدورات و ما يزال البرنامج قائماً ، و على الرغم ان فكرة البرنامج شبيه ببرامج مسابقات الرقص على الجليد أو الرقص الفردي أو الجماعي في المحطات الأجنبية إلا ان تحويلها هنا الى رقص شعبي إماراتي كانت ناجحة و نخدم الفكرة الأساس .
تبع ذلك فكرة شاعر المليون ، وهي شيبه الى حد ما بسابقتها حيث انها تعتمد على فكرة المسابقة و التصويت عبر الرسائل القصيرة للمرشح الخاص ، و هي كما يبدو من الاسم تقدم شعراء النبط من الخليج ثم و بعد عدة حلقات و تصفيات يفوز أحدهم بلقب شاعر المليون ، و بالفعل حققت في دورتها الاولى نجاحاً من خلال حماس الناخبين كلا لمرشح بلده ، و قد فاز في دورتين متتاليتين شعراء من قطر ، محمد بن فطيس المري في الدورة الاولى و الشبرمي في الثانية و ما يزل البرنامج يحظى بمشاهدة ة تفاعل جيد .
على صعيد أخر قامت مؤسسة "دو" للاتصالات بتقديم شخصيات كرتونية إماراتية شديدة الانغماس في هويتها الخاصة وذلك في شكل مسلسل تلفزيزني يقدم حلقاته في رمضان فقط ، و قد تقدمت المؤسسة الدورة الرابعة من المسلسل الشهير " أم خماس " في رمضان الماضي ، و المسلسل بإختصار يعرض الي أربع شخصيات نسائيه من عجائز الامارات ، يتحدثن اللهجة الاماراتية القديمة التي لم تداخلها مفردات العصر ، و يتعرضن الى سلبيات المجتمع اليوم باسلوب شيق من وجه نظر العجوز الاماراتية ، و قد عرض المسلسل في دوراته الاربع حتى الان الى عدد كبير من قضايا المجتمع الامارتي و قضايا الشباب و العماله الأجنبية الزائدة و العادات المستحدثة و غيره مما يعاني منه المواطن اليوم ، شخصية أم خماس و جاراتها "أم سعيد" أم سلوم " الرافضات للمظاهر الغريبة و اللآتي في الوقت ذات يعين أن الزمن يفرض اسقتبال المجتمع لثقافات خارجية ، هؤلاء النسوة البسيطات تصدرت صورهن واجهات المحال التجارية قبل أن ينتهي عرض حلقات الدورة الاولى قبل أربع سنوات و صارت الشنط المدرسية و الملابس و لعب الأطفال التي تحمل صورة أم خماس هي الأكثر مبيعاً في الأسواق ليس في دبي فحسب بل في منطقة الخليج كافة و التي تعاني من تعطش لكل ما يمثل الهوية الاولى التي باتت في مهب الريح .
في حضم هذا النحاح الكبير لفريق أم خماس المكون من عدد من الشباب الامارتي المتحمس لقضية الهوية ، في هذا الخضم طهرت في الأفق شخصية كرتونية أخري من المنتظر أن تصل الى المشاهد في مسلسل تلفزيوني خلال العام الحالي 2009 وهي شخصية " حمدون .. مرحبا الساع " و مرحبا الساع هي كلمة ترحيبية في اللهجة الاماراتية تعني مرحبا بالساعة التي هللت بها ، و حمدون شخصية ابتكرها الفنان الاماراتي عبدالله الشرهان منذ أكثر من ثلاث سنوات لاستخدامها كماركة تجارية في الاعلانات التجارية ثم انها حققت نجاحاً و انتشارا واسعين وحظيت بشعبية واسعة بين المواطنين منذ نشرها عام 2005 لكونها تمثل رمزاً جميلاً ومعبراً عن وطنيتهم ويتمثل ذلك في انتشاره الواضح على خلفيات السيارات وفي شبكة الإنترنت مما حدى بمخترع الشخصية لإنشاء موقع خاص به و بشخصياتة الكرتونية على الشبكة العنكبوتية حفاظا على حقوقة الأدبية.
ففي منتصف العام المنصرم 2008 كشفت شركة أجيال للمشروعات الترفيهية ومقرها أبوظبي، عن أولى لقطات أحدث مسلسل كرتوني إماراتي «حمدون: مرحبا الساع!»، وذلك بدعم من صندوق خليفة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة الذي وصل دعمه المادي الى 2.5 مليون درهم، من ضمنها إنشاء شركة أجيال للمشروعات الترفيهية وهي شركة متخصصة في إصدار شخصيات تصبح علامات تجارية لأي مشروع، مستوحاة من الثقافة المحلية للإمارات ثم أن الصندوق عهد الى الشرهان مبتكر الشخصية مهمة إدارة شركة أجيال هذه .
و من المنتظر أن يعرض المسلسل ضمن إحتفالات الدولة بالعيد الوطني القادم ، حيث تدور حول حمدون ، الصبي الإماراتي الذي يناقش في كل حلقة من حلقاته قضية أو قصة تعكس الهوية الوطنية والثقافة المحلية، وقد أخذت هذه القصص من مذكرات حمد سالم الشامسي، أمّا السيناريو والحوار فهما لعبدالعزيز المهيري، وستكون عدد حلقات المسلسل ١٥حلقة، وتستمر كل حلقة ٢٢ دقيقة ، ويأمل هؤلاء أن يعرّف المسلسل الجيل الجديد بمفهوم الهوية الوطنية والتراث الإماراتي ويغرس معاني حب الوطن، وفي نفس الوقت يعالج قضايا واقعية محلية تضمن اهتمام الجميع. إضافة إلى زرع القيم والمفاهيم والأخلاق النبيلة النابعة من التعاليم الإسلامية، وعكس صورة إيجابية عن الإمارات وشعبها، كما سيعرض أسلوب الحياة الإماراتية وتراث الإمارات بطريقة ينسجم ويتفاعل معها المشاهد بهدف حث الأجيال الجديدة على التفكير والتعلم وإثارة الأسئلة و الحث على الفعالية والإنتاج كما التشجيع على تعلم المهارات التي تخدم المجتمع، و غرس معاني الصبر والتطوع والتفاؤل والتوكل في الأبناء ، إضافة الى تأكيد المسلسل على أن الناس سواسية كأسنان المشط، في إشارة واضحة الى قبول الآخر الذي بات جزءً لا يتجزء من الواقع الإماراتي كما إنه يدعو رعاية كبار السن وبر الوالدين بإعتبارهم من مهد للواقع الحالي في الإمارات إضافة إلى الحث على التوجه الرياضي و الذي تشجع عليه الدوله ، وإثراء المعلومات اللغوية والتراثية. هذا على حد قول مجموعة العمل التي تتشارك في مجهوداتها الفنية و الادارية لضمان نجاح العمل القادم .
كل ما تقدم يعبر عن أهداف نبيلة و بديعة و لكنها تيقى في الإطار النظري ليس الى حين عرض المسلسل و رصد ردود الفعل الوقتيه و لكن الى رصد ردود الفعل البعيده و المتمثله في هوية الأجيال الجديده إذا بقي الحال في غربنة الشارع الإماراتي بمئات الآلاف من العماله الأجنبية و انتشار التعليم الأجنبي و الجامعات متنوعة الجنسيات و القادمة من كل اصقاع العالم ، فهل تنجح أم خماس و صويحباتها وهل ينجح حمدون في جذب تلك الأجيال الناشئة الى الأصول و الجذور و الى الإبقاء على التراث الإماراتي حياً في مخيلة الأبناء ، سؤال صعب .. فقط هي السنوات القادمة القادرة على الإجابة .
--------------------------------
الصورة : شخصية حمدون مع فريق العمل
أثار هذا الخلل البين في توازن بنية الموارد البشريه في الدولة مما يؤثر على عملية التنمية بأوجه شتي ، كما أن سياسة الدوله نحة استقطاب السياحة عن طريق مهرجانات التسوق و الاغاني و غيرها أدت الى غربة المواطن الاماراتي على أرضة كما أكد عدد من الإمارتيين لصحيفة الهدهد عندما حاولنا استقراء رضى الشارع الامارتي عن تزايد العمالة ، و لم يخفي - حتى المتشددين للجانب الايجابي في التواجد الأجنبي و الاسيوى خاصة - لم يخفي مرارة يستشعرها أثر أختفاء هوية المواطن الإماراتي بلباسه المتميز بالعصا و العمامة للرجل و "الدراعة" و الشيله مع البرقع الخاص للمرأة الإاماراتيه ، هذه المرارة و هذا الحزن أثر تلاشي صورة المواطن في وطنة صارت أنيناً ثم انها صارت صرخات مسموعة ، و لم يتمكن القائمون على الامر من تجاهلها لأكثر من سنوات معدودة ثم بدات محاولات بعضها فردي و بعضها تتبناه مؤسسسات حكومية أو شبه حكومية ، تلك المحاولات تمثلت في إحياء الشخصية الاماراتية القديمة من خلال تشجيع الفنون التي تتناول الصور الشعبية القديمة من ألعاب و ملابس ، إضافة الى تشجيع المطاعم الشعبية التى تقدم المؤكولات الإماراتية الخاصة ، و ما ظهر اهتمام حكام الامارات بهذا السياق لكبح زمام الحزن الذي بدأ يتحول الى غضب صامت ، حتى بدأت المؤسسات الاعلامية وغيرها بتبني أفكار جديدة تخدم الهدف المرجو .
كان من أوئل تلك المحاولات – و التي نجحت في فرض نفسها على الساحة – برنامج الميدان ، و هو برنامج مسابقات في فن "اليوله" وهو فن إماراتي قديم ، حيث يقوم فية اليوًال أو المؤدي بأداء حركات بهلوانية راقصة باستخدام السلاح – البندقية – و يقوم بقذفها في الهواء للارتفاعات كبيرة ثم يتلقفها بتركيز شديد – دون ان تسقط العمامة - ليعاود الرقص داخل حلبتة مؤدياً حركات من إبتكاراته الخاصة ، و قد فوجئ القائمون على البرنامج بنجاح كبير للفكرة و اقبال شديد من الشباب و اليافعين و احيانا أطفال من سن الثامنة و التاسعة يتداخلون للمشاركة و من ثم الفوز ، بل ان شباب من منطقة الخليج أقبلوا على تعلم اللعبة او اليوله من أجل الاشتراك في البرنامج و كان التنافس شديدا بين المشتركين ، و لان التصويت للمرشح من خلال الرسائل النصية القصيرة هي سمة برامج المسابقات فقد حقق البرنامج فوائد مادية دعت القائمين علية بتكراره لعدد من الدورات و ما يزال البرنامج قائماً ، و على الرغم ان فكرة البرنامج شبيه ببرامج مسابقات الرقص على الجليد أو الرقص الفردي أو الجماعي في المحطات الأجنبية إلا ان تحويلها هنا الى رقص شعبي إماراتي كانت ناجحة و نخدم الفكرة الأساس .
تبع ذلك فكرة شاعر المليون ، وهي شيبه الى حد ما بسابقتها حيث انها تعتمد على فكرة المسابقة و التصويت عبر الرسائل القصيرة للمرشح الخاص ، و هي كما يبدو من الاسم تقدم شعراء النبط من الخليج ثم و بعد عدة حلقات و تصفيات يفوز أحدهم بلقب شاعر المليون ، و بالفعل حققت في دورتها الاولى نجاحاً من خلال حماس الناخبين كلا لمرشح بلده ، و قد فاز في دورتين متتاليتين شعراء من قطر ، محمد بن فطيس المري في الدورة الاولى و الشبرمي في الثانية و ما يزل البرنامج يحظى بمشاهدة ة تفاعل جيد .
على صعيد أخر قامت مؤسسة "دو" للاتصالات بتقديم شخصيات كرتونية إماراتية شديدة الانغماس في هويتها الخاصة وذلك في شكل مسلسل تلفزيزني يقدم حلقاته في رمضان فقط ، و قد تقدمت المؤسسة الدورة الرابعة من المسلسل الشهير " أم خماس " في رمضان الماضي ، و المسلسل بإختصار يعرض الي أربع شخصيات نسائيه من عجائز الامارات ، يتحدثن اللهجة الاماراتية القديمة التي لم تداخلها مفردات العصر ، و يتعرضن الى سلبيات المجتمع اليوم باسلوب شيق من وجه نظر العجوز الاماراتية ، و قد عرض المسلسل في دوراته الاربع حتى الان الى عدد كبير من قضايا المجتمع الامارتي و قضايا الشباب و العماله الأجنبية الزائدة و العادات المستحدثة و غيره مما يعاني منه المواطن اليوم ، شخصية أم خماس و جاراتها "أم سعيد" أم سلوم " الرافضات للمظاهر الغريبة و اللآتي في الوقت ذات يعين أن الزمن يفرض اسقتبال المجتمع لثقافات خارجية ، هؤلاء النسوة البسيطات تصدرت صورهن واجهات المحال التجارية قبل أن ينتهي عرض حلقات الدورة الاولى قبل أربع سنوات و صارت الشنط المدرسية و الملابس و لعب الأطفال التي تحمل صورة أم خماس هي الأكثر مبيعاً في الأسواق ليس في دبي فحسب بل في منطقة الخليج كافة و التي تعاني من تعطش لكل ما يمثل الهوية الاولى التي باتت في مهب الريح .
في حضم هذا النحاح الكبير لفريق أم خماس المكون من عدد من الشباب الامارتي المتحمس لقضية الهوية ، في هذا الخضم طهرت في الأفق شخصية كرتونية أخري من المنتظر أن تصل الى المشاهد في مسلسل تلفزيوني خلال العام الحالي 2009 وهي شخصية " حمدون .. مرحبا الساع " و مرحبا الساع هي كلمة ترحيبية في اللهجة الاماراتية تعني مرحبا بالساعة التي هللت بها ، و حمدون شخصية ابتكرها الفنان الاماراتي عبدالله الشرهان منذ أكثر من ثلاث سنوات لاستخدامها كماركة تجارية في الاعلانات التجارية ثم انها حققت نجاحاً و انتشارا واسعين وحظيت بشعبية واسعة بين المواطنين منذ نشرها عام 2005 لكونها تمثل رمزاً جميلاً ومعبراً عن وطنيتهم ويتمثل ذلك في انتشاره الواضح على خلفيات السيارات وفي شبكة الإنترنت مما حدى بمخترع الشخصية لإنشاء موقع خاص به و بشخصياتة الكرتونية على الشبكة العنكبوتية حفاظا على حقوقة الأدبية.
ففي منتصف العام المنصرم 2008 كشفت شركة أجيال للمشروعات الترفيهية ومقرها أبوظبي، عن أولى لقطات أحدث مسلسل كرتوني إماراتي «حمدون: مرحبا الساع!»، وذلك بدعم من صندوق خليفة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة الذي وصل دعمه المادي الى 2.5 مليون درهم، من ضمنها إنشاء شركة أجيال للمشروعات الترفيهية وهي شركة متخصصة في إصدار شخصيات تصبح علامات تجارية لأي مشروع، مستوحاة من الثقافة المحلية للإمارات ثم أن الصندوق عهد الى الشرهان مبتكر الشخصية مهمة إدارة شركة أجيال هذه .
و من المنتظر أن يعرض المسلسل ضمن إحتفالات الدولة بالعيد الوطني القادم ، حيث تدور حول حمدون ، الصبي الإماراتي الذي يناقش في كل حلقة من حلقاته قضية أو قصة تعكس الهوية الوطنية والثقافة المحلية، وقد أخذت هذه القصص من مذكرات حمد سالم الشامسي، أمّا السيناريو والحوار فهما لعبدالعزيز المهيري، وستكون عدد حلقات المسلسل ١٥حلقة، وتستمر كل حلقة ٢٢ دقيقة ، ويأمل هؤلاء أن يعرّف المسلسل الجيل الجديد بمفهوم الهوية الوطنية والتراث الإماراتي ويغرس معاني حب الوطن، وفي نفس الوقت يعالج قضايا واقعية محلية تضمن اهتمام الجميع. إضافة إلى زرع القيم والمفاهيم والأخلاق النبيلة النابعة من التعاليم الإسلامية، وعكس صورة إيجابية عن الإمارات وشعبها، كما سيعرض أسلوب الحياة الإماراتية وتراث الإمارات بطريقة ينسجم ويتفاعل معها المشاهد بهدف حث الأجيال الجديدة على التفكير والتعلم وإثارة الأسئلة و الحث على الفعالية والإنتاج كما التشجيع على تعلم المهارات التي تخدم المجتمع، و غرس معاني الصبر والتطوع والتفاؤل والتوكل في الأبناء ، إضافة الى تأكيد المسلسل على أن الناس سواسية كأسنان المشط، في إشارة واضحة الى قبول الآخر الذي بات جزءً لا يتجزء من الواقع الإماراتي كما إنه يدعو رعاية كبار السن وبر الوالدين بإعتبارهم من مهد للواقع الحالي في الإمارات إضافة إلى الحث على التوجه الرياضي و الذي تشجع عليه الدوله ، وإثراء المعلومات اللغوية والتراثية. هذا على حد قول مجموعة العمل التي تتشارك في مجهوداتها الفنية و الادارية لضمان نجاح العمل القادم .
كل ما تقدم يعبر عن أهداف نبيلة و بديعة و لكنها تيقى في الإطار النظري ليس الى حين عرض المسلسل و رصد ردود الفعل الوقتيه و لكن الى رصد ردود الفعل البعيده و المتمثله في هوية الأجيال الجديده إذا بقي الحال في غربنة الشارع الإماراتي بمئات الآلاف من العماله الأجنبية و انتشار التعليم الأجنبي و الجامعات متنوعة الجنسيات و القادمة من كل اصقاع العالم ، فهل تنجح أم خماس و صويحباتها وهل ينجح حمدون في جذب تلك الأجيال الناشئة الى الأصول و الجذور و الى الإبقاء على التراث الإماراتي حياً في مخيلة الأبناء ، سؤال صعب .. فقط هي السنوات القادمة القادرة على الإجابة .
--------------------------------
الصورة : شخصية حمدون مع فريق العمل