- بغض النظر عمّا يحمله الفصل المقبل في سوريا فإنه سيشكل قطيعة مع العقود الخمسة الماضية لكن هناك أسباب وجيهة للقلق.
- الحكومة الجديدة تهيمن عليها جماعة تحرير الشام التي تم تعيين زعيمها رئيسا لسوريا وكان قد قضى بعض الوقت في السجن بسبب قتاله القوات الأمريكية في العراق.
- حتى لو كانت نوايا الحكومة الجيدة إلا أن المهمة التي تواجهها هائلة.
- الانقسامات التي سيتعين على السوريين التغلب عليها إذا أرادوا الاتحاد وإعادة بناء مجتمعهم واقتصادهم عميقة للغاية، وتمتد إلى ما وراء حدود البلاد.
- وضع سوريا على مسار أفضل قد يبدو تحديا هائلا وهو أيضا يمثل فرصة.
- ينبغي على الولايات المتحدة من خلال التعامل البراغماتي ولكن الحذر استكشاف ما إذا كان انهيار نظام الأسد يمكن أن يمثل تقليصا فعليا لهذه التهديدات ( التي كان يمثلها نظام الأسديْن).
- هيئة تحرير الشام حالة معقدة بالنسبة لسياسة مكافحة الإرهاب الأمريكية وفي كثير من النواحي حالة جديدة.
- حكومة هيئة تحرير الشام في إدلب كانت ذات طبيعة استبدادية وكان الشرع قائدها بدون منازع.
- في السنوات الأخيرة وحتى قبل سيطرته على دمشق سعى أحمد الشرع وهيئة تحرير الشام إلى إبراز صورة أكثر اعتدالا .. ومع ذلك هناك سبب للقلق من أن هذه التحولات قد تكون مجرد وسائل جديدة لتحقيق أهداف قديمة.
- هناك سبب وجيه للقلق من أن تنظيم داعش قد يستغل الأحداث الجارية ليعود بشكل أوسع.
- التوصل إلى اتفاق بين حكومة أحمد الشرع وقوات سوريا الديمقراطية ليس مؤكدا.
- الشرع أبدى براغماتية معينة مع موسكو وإذا لم يحصل على ما تحتاجه سوريا في مجالات الدفاع والطاقة والصناعة والقطاعات الأخرى من الغرب وبأسعار تنافسية فقد يلجأ إلى روسيا رغم دعمها السابق لبشار الأسد.
- من غير المرجح أن ترغب أي حكومة سورية جديدة في إعادة تكرار علاقة الأسد الوثيقة مع طهران وفي حين دعا الشرع إلى علاقات طبيعية مع طهران فإن ذلك يمثل في حد ذاته توبيخا ضمنيا لترتيبات الماضي التي اعتُبرت أنها لا تحترم السيادة السورية.
- الصين قد تشعر بعدم الارتياح تجاه ارتباط هيئة تحرير الشام بمقاتلين أويغور أجانب في الماضي إلا أنها لن تعتبر أيديولوجية هيئة تحرير الشام عقبة لا يمكن تجاوزها أمام إقامة علاقات جيدة خاصة إذا كان بإمكانها الحد من النفوذ الغربي أثناء تطوير هذه العلاقات.
- لسوء الحظ فإنه ليس من المؤكد أن تكون الحكومة السورية الجديدة صديقة للولايات المتحدة لمجرد أن نظام الأسد كان عدوا لها .
- على الولايات المتحدة أن تتعامل مع هيئة تحرير الشام بصبر وبراغماتية وبناء على المصالح. كان هذا هو النهج الذي اتبعته إدارة ترامب في ولايتها الأولى تجاه هيئة تحرير الشام في إدلب عندما أجرى المبعوث الخاص آنذاك السفير جيم جيفري محادثات غير مباشرة مع أحمد الشرع.
- في تعاملاتنا مع الشرع وحكومته ينبغي على الولايات المتحدة البحث عن مجالات اهتمام مشتركة يمكن من خلالها اختبار نوايا هيئة تحرير الشام وبناء الثقة و تشمل هذه المجالات تبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن أمن الحدود وتهريب المخدرات والإرهاب وشبكة التهديد الإيرانية وهي أمور يقال إن السلطات السورية الجديدة قد بدأت بالفعل في العمل ضدها.
- ما يتعلق بقضايا الحوكمة السورية ينبغي على واشنطن أن تكون صبورة وتترك القيادة للسوريين أنفسهم. في حين أن سوريا التي تُدار بطريقة استبدادية أو طائفية من غير المرجح أن تكون مستقرة أو مزدهرة أو صديقة للغرب إلا أنه يجب على الولايات المتحدة تجنب فرض رؤيتها الخاصة بشأن الشكل الدقيق للحكومة السورية أو كيفية تحقيقها وبالمثل يجب أن يكون للسوريين الكلمة الفصل في كيفية تحقيق التوازن بين المساءلة عن الجرائم المروعة التي ارتُكبت خلال أكثر من عقد من الحرب وبين الحاجة إلى المضي قدمًا كمجتمع موحد.
- ينبغي على واشنطن اعتماد نهج تدريجي قائم على الأداء فيما يتعلق بتخفيف العقوبات.
- سيكون من الحكمة أن تستخدم واشنطن العقوبات لتشجيع الحكومة السورية على الابتعاد عن التطرف ورفض إيران والحكم بشكل شامل
- وضع الكثير من الشروط لتخفيف العقوبات خاصة تلك التي لا ترتبط بوضوح بالمصالح الأمنية الوطنية الأمريكية قد يؤدي إلى نفور الحكومة السورية الجديدة ودفعها نحو المنافسين الأمريكيين.
- دعا الشرع إلى جل قوات سوريا الديمقراطية ونزع سلاحها ودمجها بالجيش السوري الجديد وهذا على الأقل من الناحية الظاهرية قد يتماشى مع المصالح الأمريكية لتوحيد سوريا تحت سلطة واحدة.
- أفضل طريقة لمنع عودة ظهور تنظيم داعش أو إنشاء ملاذات آمنة للإرهاب هي أن تُدار سوريا بشكل جيد وفعال مع تطوير قوات أمن مهنية وفعّالة وتجنب استخدام الإرهاب كأداة سياسية.
- يجب على الولايات المتحدة دعم هذه الخطوات على سبيل المثال من خلال تشجيع قوات سوريا الديمقراطية على التوصل إلى تفاهمات مناسبة مع أي حكومة جديدة في دمشق معترف بشرعيتها دوليا.
- الأولويات الأمريكية:
1 - ضمان أن سوريا لن تكون مرة أخرى قناة لنفوذ إيران في المنطقة والعمل مع الحكومة السورية لتحقيق هذا الهدف إذا لزم الأمر.
2- الحد من العلاقة الأمنية والدفاعية بين دمشق وموسكو وبكين مع الاعتراف بأن هذه العلاقات قد تكون ودية كما هو الحال في أجزاء أخرى من المنطقة.
3 - التنسيق مع الشركاء العرب لتقديم معايير مشتركة لرفع العقوبات وتعزيز الشراكة الاقتصادية والأمنية ودمج سوريا في أطر الأمن الإقليمي.
4 - ضمان احترام تركيا للسيادة السورية وعدم استغلال هذه الفترة الانتقالية بطرق تقوض مستقبل استقرار البلاد أو المصالح الأمريكية.
5 - التوسط لتحقيق تفاهمات عدم اعتداء بين إسرائيل وسوريا يمكن أن تؤدي إلى سلام وتطبيع بالإضافة إلى العمل على تحسين العلاقات بين إسرائيل وتركيا لمنع أي احتكاك متزايد بين الحليفين الأمريكيين.
6 - العمل عن كثب مع شركاء الولايات المتحدة في أوروبا لا سيما فرنسا وفي أماكن أخرى لضمان نهج غربي مشترك تجاه المرحلة الانتقالية في سوريا.
- يمثل سقوط نظام الأسد في سوريا لحظة فارقة في تاريخ الشرق الأوسط ويمكن أن يكون نقطة تحول لمصلحة الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين.
- في السنوات الأخيرة تمزقت السياسة الأمريكية بين التدخل المفرط والإهمال المتعمد في نهجها تجاه الشرق الأوسط و الوضع الحالي في سوريا لا يتطلب أيا من هذين الخيارين بل يستدعي من صانعي السياسات إدراك أن المصالح الأمريكية الحيوية على المحك هناك وأن التقدم بها يتطلب الصبر والبراغماتية وقيادة أمريكية قوية.