الشعب السوري الحر أسقط بشار الأسد

 وفي اول ردود الافعال قال دونالد ترمب، الرئيس الأمريكي المنتخب، إنه وبعد تمكن مقاتلي المعارضة في سوريا، في خطوة غير مسبوقة، من الاستيلاء على العديد من المدن، "تبدو روسيا، بسبب انشغالها الشديد بأوكرانيا، ومع خسارة أكثر من 600 ألف جندي هناك، عاجزة عن وقف هذه الأحداث الفوضوية عبر سوريا، وهي الدولة التي حمتها لسنوات".

ويضيف عبر منصة إكس: "لم تكن هناك فائدة كبيرة في سوريا لروسيا. على أي حال، سوريا في حالة فوضى، وهي ليست صديقتنا، ولا ينبغي للولايات المتحدة أن يكون لها أي علاقة بهذه الأحداث. هذه ليست معركتنا. لا يجب أن نتورط بها!".

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وفريقه يراقبون "الأحداث غير العادية في سوريا" ويتواصلون مع الشركاء الإقليميين.

وجاء البيان الأمريكي بعد إعلان فصائل المعارضة السورية المسلحة "هروب" الرئيس بشار الأسد، و"بدء عهد جديد" لسوريا، بعد دخول قواتها دمشق

وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إنه من المقرر أن تعلن القوات الإسرائيلية عن قيود مشددة على عدد من البلدات القريبة من الحدود السورية في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد على أيدي فصائل المعارضة.

تعني القيود إلغاء المدارس في أربع قرى درزية بالقرب من الحدود، وفقاً للتقرير الذي بثته إذاعة الجيش الإسرائيلي.

سيتم إعلان الأراضي المجاورة للحدود منطقة عسكرية مغلقة، ما يعني أن المدنيين لن يتمكنوا من الوصول إليها، بما في ذلك المزارعون الذين يحاولون العناية بحقولهم.

وفقاً للتقرير، يتم أيضاً إنشاء حواجز طرق حول الجولان المحتل، مع تقييد حركة المرور حسب الحاجة

يقول لي أحد السكان: "للمرة الأولى على الإطلاق، هناك شعور حقيقي بالحرية".

يضيف: "إنه شعور لم نختبره من قبل، وهو أمر مفاجئ لنا".

وقد طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية. انتشرت مقاطع فيديو على الإنترنت تظهر بعض السكان في وسط دمشق يحتفلون بسقوط حكومة بشار الأسد.

ويقول: "الشوارع في الخارج مليئة بالاحتفالات. وفي ساحة الأمويين المركزية، يحتفل الناس بطريقة سلمية للغاية. إنهم يطلقون الألعاب النارية. نعم نسمع بعض طلقات الرصاص، لكنها في الغالب ألعاب نارية".

ويضيف: "ما نشعر به يشبه حقاً ما شعرنا به أثناء الثورة عندما بدأت في عام 2011. هذا استمرار لحلم بدأ في ذلك العام. ويشير إلى أن الجميع في حالة من عدم التصديق لأن كل هذا حدث دون معارك عنيفة أو قتلى. ومع ذلك، يلاحظ أن هناك مخاوف وقلق بشأن المستقبل وما يحمله. لكنه يشعر أن اليوم ليس يوماً للقلق".

"اليوم، سيحتفل كل الشعب السوري فقط. لا أحد يريد التفكير في الغد. نريد فقط أن نحتفل الآن".

وكتبت الناشطة في مجال حقوق الإنسان، ريما فليحان، على صفحتها على فيسبوك "يا إلهي، لا أستطيع التوقف عن البكاء. إني أتخيل اليوم الذي سأعود فيه".

وشهدت سوريا أكبر أزمة لاجئين في العالم، وفقاً للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وتقدر المنظمة أن حوالي 6.6 مليون سوري أجبروا على الفرار من منازلهم منذ عام 2011.

وقال مستخدم آخرعلى فيسبوك "كم هو فريد هذا الشعور بالسعادة عندما نشعر به ونحن جميعا مشتتين في جميع أنحاء العالم".

ومع استمرار وصول الأخبار الجديدة حتى الساعات الأولى من صباح الثامن من ديسمبر/كانون الأول، يقول كثيرون إنهم لا يستطيعون النوم.

يقول أحد مستخدمي فيسبوك: "كيف ينام المرء ووطنه يتحرر".

فيما أعرب كثيرون عن عدم تصديقهم للوتيرة السريعة للأحداث.

ومع وصول قوات المعارضة إلى دمشق، نشر العديد من المستخدمين مقاطع فيديو لأنفسهم وهم يحتفلون، ويذرفون الدموع من الفرح.

واحتفل كثيرون بشكل خاص عندما وردت أنباء عن سيطرة قوات المعارضة على سجن صيدنايا سيئ السمعة بالقرب من دمشق، وإطلاق سراح عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين المحتجزين هناك. وكتب أحد المستخدمين: "هذا هو اليوم الذي انتظرناه جميعًا".

وقال آخر: "سوريا الآن للسوريين"

 تقول ناتاشا هول، خبيرة الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إننا "نشهد نهاية نظام الأسد في سوريا

عندما سُئِلت عن الديناميكيات داخل القوات المعارضة التي يبدو أنها طردت الرئيس الأسد، قالت هول إن الجماعة الإسلامية هيئة تحرير الشام قادت الهجوم وهي "الأكثر انضباطًا وقوة" من بين جميع الجماعات المشاركة.

كما تقول إنهم يبدو أنهم الأكثر استقلالية عن القوات الأجنبية، مع وجود فصائل متمردة أخرى تعمل تحت تأثير تركيا.

"يبقى أن نرى كيف سيتم التنسيق بين هذه الجماعات، وخاصة الجماعات التي يديرها الأكراد في الشمال الشرقي".