وكانت صفحات موالية لـ"النظام" قد نشرت قبل "سانا"، يوم 25 مِن الشهر الجاري، صورةً للضريح بعد سيطرة قوات النظام وميليشياتها على البلدة، ولم تظهر الصور حينها أي آثار للحريق، ما يثبت ويؤكّد أن "النظام" وميليشياته هم مِن سرقوا محتويات الضريح وخرّبوه وأحرقوه.
وتظهر الصور التي نشرتها "سانا"، لـ قبر "عمر بن عبد العزيز" ثامن خلفاء بني أُمية والمُلقب بخامس الخلفاء الراشدين، وقد تعرّض للحرق، كما تعرّض لذلك قبر زوجته "فاطمة بنت عبد الملك بن مروان"، وقبر خادم الضريح الشيخ "أبو زكريا بن يحيى المنصور"، فضلاً عن تخريب المكان بشكل كامل.
ويتوسط الضريح بلدة الدير الشرقي، وحوله مساجد عدّة وساحة عامة، وكان سابقاً مقصداً للسيّاح والزوّار بشكل دوري، وله مكانة مرموقة لدى أهالي المنطقة، الذين حافظوا عليه، في ظل معارك نظام الأسد وحلفائه ضد السوريين، والتي ما تزال مستمرة.
وسبق أن استهدفت الطائرات الحربية الروسيّة، في شهر آب 2019، ضريح الخليفة "عمر بن عبد العزيز" في قرية الدير الشرقي، كما استهدفت مسجد "عمر بن عبد العزيز" القريب مِن بناء الضريح، ما خلّف أضراراً مادية كبيرة فيه.
يشار إلى أن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية والروسيّة المساندة له، عمِلت منذ اندلاع الثورة السورية، في آذار 2011، على استهدافِ المساجد وتدميرها عبر القصف، وحرق أضرحة وقبور الصحابة والخلفاء وتخريبها، في المناطق التي تسيطر عليها، فضلاً عن حرق وتخريب المرافق الأثرية والتاريخية وطمس معالمها.
وكانت قوات النظام وميليشياتها قد سيطرت - بدعم جوي روسي - قبل أيام، على بلدات وقرى الدير الشرقي وتلمنس والغدفة ومعرشمشة القريبة مِن مدينة معرة النعمان، التي تمكّنت مِن السيطرة عليها، مساء أمس الثلاثاء، بعد فرض حصار شبه كامل على المدينة.