المرأة السورية اضطلعت بأدوار قيادية في كل أنحاء سوريا، وفي العملية السياسية التي تقودها هيئة الأمم المتحدة، حيث لعبت دوراً متميّزاً في جهود الإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية، إضافة لدورها في صنع السلام والرعاية الصحية.
تشجيع الأمم المتحدة للنساء السوريات تجلّى في تركيا (التي يقيم فيها أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون من السوريين)، من خلال تشكيل منظمات مجتمع مدني تنهض بمسائل منها تمكين المرأة وتأهيلها ورفع قدراتها للمشاركة في مواقع القرار في سوريا بعد الحرب.
في تركيا لعبت بعض المنظمات التي تُعنى بشؤون المرأة السورية دوراً في التركيز على مقولة: “بناء المجتمع يبدأ ببناء المرأة”، ولهذا ذهبت العديد من المنظمات إلى تبنّي رفع السوية المعرفية والفكرية لدى المرأة، كذلك قامت هذه المنظمات بتدريب نساء من أجل تمكينهن اقتصادياً، فالمرأة المستقلة اقتصادياً قادرة على المساهمة ببناء وطنها، وبتقديم مبادرات عملية لتحسين وضعها ووضع أسرتها الاقتصادي.
التمكين للمرأة السورية في تركيا ارتكز على برامج موجهة للنساء من المنظمات السورية العاملة في الدولة التركية، هذه البرامج لم تقتصر على تمكين المرأة اقتصادياً، بل ذهبت إلى تمكينها سياسياً واجتماعياً، حيث يلعب هذان التمكينان دوراً محورياً في دفع النساء للانخراط بصورة أوسع في شؤون بلادها.
الحرب في سوريا أحدثت تغيرات عميقة في وعي المرأة لدورها ومسؤوليتها في مجتمعها، بما يساعدها في لعب دور بإعادة بناء وإعمار سوريا اجتماعياً وثقافياً، وهذا يعني نشاطها الاجتماعي وفاعليتها خارج نطاق أسرتها.
وحين نقول الدور الاجتماعي للمرأة فنحن نعني مجمل الأعمال التي تقوم المرأة بها بدافعٍ ذاتي يرتكز على وعيها وإحساسها بالمسؤولية أمام مجتمعها.
منظمات المجتمع المدني التي ترتكز على الدور الاجتماعي والمهني الموجه نحو المرأة السورية، يمكن القول عنها، إنها تعمل على إنجاز ما يخدم تطور وضع المرأة السورية في أماكن إقامتها، وهنا يمكن الحديث عن إنجازات حدثت وعن إخفاقات وقعت.
تقول المديرة التنفيذية لمنظمة (أنت الحياة والسلام) فاطمة الحجي: “المنظمات حققت نجاحات كبيرة على صعيد برامج تمكين النساء وحمايتهن وتعليمهن، ولا أستطيع تبني فكرة إخفاقات، بل يمكنني القول إنها لم توطد العلاقة بين رؤيتها وعملها على أرض الواقع، وبين الثقافة المجتمعية والوعي المجتمعي لتبني النساء لقضاياهن، ورفع صوتهن على طريق تحقيق حقوقهن، وهناك كان تحجيم دورها، مع صبغ بعض النشاطات النسائية لبعض المنظمات التي تهتم بشؤون المرأة على أنها مواجهة لأخذ الحقوق وتطبيقها”. لقد أظهرت بعض الدراسات حول النشاطات التي تنخرط بها المرأة السورية في تركيا أن النساء يتزايد إقبالهن على التدرب على مهن وحرف من أجل زيادة الكفاءة لديهن، وتحديداً النساء اللائي يحملن شهادات جامعية، أو ممن يبحثن عن تطوير قدرتهن في الحرف التي يعملن فيها، وهذا التدريب ينعكس لديهن فعاليةً اجتماعية وحتى سياسية لدى بعضهن.
الآنسة بهاء منوّر مسؤولة العلاقات العامة في منظمة (إكليل الجبل)، التي بدأت كمبادرة نهاية عام 2017، وتمّ ترخيصها أواخر عام 2021. تقول: “أهم إنجاز هو حصول المنظمة على ترخيص بسبب الشروط والظروف الصعبة، وإن حصولنا على الترخيص أتاح لنا الحصول على منحٍ بأحجام أكبر، وهو أمرٌ ساعدنا على الانتشار بمجالات أوسع. حيث استطعنا عبر الترخيص أن نكون منظمة لها صفة قانونية، تستطيع أن نوقع اتفاقات شراكة مع منظمات، وتوقيع مذكرات تفاهم ومذكرات تبادل خبرات ومعارف”.
وتضيف الآنسة بهاء: “إن منظمتهم إكليل الجبل استطاعت أن تفعل أشياء نافعة للمجتمع، وأشياء مفيدة للمرأة كالتمكين، هذا التمكين يساعدها على تقوية شخصيتها وانطلاقتها، أما بما يخص الإخفاقات يمكنني القول إنه لا توجد إخفاقات بالمعنى الحرفي للكلمة بل توجد عراقيل وصعوبات، وهذا مرده إلى عدم ديمومة التمويل، ما يضع فريق العمل في حالة مللٍ وتعبٍ، لأن أعضاءه بحاجة إلى مصدر رزق، باعتبار أن العمل في إكليل الجبل تطوعي، وهذا يستتبع تغيّر أعضاء هذا الفريق وهو عقبة أمام نشاط منظمتنا”. لقد نصّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على مبدأ “عدم جواز التمييز، ويعلن أن جميع الناس يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، وأن لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات الواردة في الإعلان المذكور دون أي تمييز بما في ذلك التمييز القائم على الجنس”.
السيدة زهراء العمر المديرة التنفيذية لمنظمة “مسارات العدالة” تقول عن منظمتها أنها تُعنى بالشؤون القانونية والتوعية القانونية في مجال القانون الدولي والتوثيق الجنائي الدولي، الفئات المستهدفة التي تشتغل عليها “مسارات العدالة” هي النساء والفئات المهمّشة والرجال، ونعمل بدون تمييز وفق قواعد المساواة. “إن منظمتنا تعمل على حقوق المرأة باعتبارها تنادي بمنع العنف وتحديداً في الحالة السورية التي شهدت انتهاكات كثيرة بحق المرأة، من أولوياتنا هو العمل على توعية المرأة ومناصرة حقوقها، هناك صعوبات تواجه المنظمات النسوية مثل صعوبة الإدارة، ففي الحالة التي تكون فيها الإدارة منظمة وشفّافة فلا يمكن هضم حقوق المرأة، في منظمتنا هناك مديرة قسم الموارد البشرية ومديرة خاصة بالرقابة والتقييم، الرجال عندنا لهم مناصب توازي مناصب النساء لذلك لا توجد صعوبات، أما بصورة عامة فالمنظمات النسوية تواجه محاربة من المجتمع نتيجة الخلط بالمفاهيم، الجندر مصطلح أجنبي لكنه موجود بشريعتنا الإسلامية في الأحوال القانونية والمدنية، لذلك اهم العراقيل هي المفاهيم التي لدينا تصوّر مسبق عنها وهو يحتاج العمل عليه لتقريب المفاهيم والتوعية بشأنه”. لكن النجاحات التي حققتها المنظمات التي تهتم بالمرأة هي نجاحات ملموسة، سواء في التمكين السياسي أو القانوني أو الاقتصادي أو الاجتماعي.
تقول السيدة معالم عبد الرزاق المديرة التنفيذية لمنظمة “إكليل الجبل”: “النجاحات التي حققتها منظمات المرأة هي الوصول لعددٍ كبير من النساء وبناء قدراتهن في مجالات مختلفة مثل المجال الإداري، والعمل المجتمعي حيث عزّزت دور المرأة في الحياة السياسية، وساهمت في تأمين فرص عمل للنساء، كذلك استطاعت المنظمات الخاصة بالمرأة بإيصال عدد من النساء إلى تسنّم مناصب قيادية سواء في المنظمات أو التجمعات أو في الحركات السياسية الكبيرة ومشاركتها بالمجالس المحلية”.
وتضيف السيدة معالم: “لقد لعبت منظمات المرأة دوراً في بناء قدرات النساء وفي المناصرة وتعزيز وجودهن. أما الإخفاقات فتتركز بعدم قدرة هذه المنظمات على الوصول لكل النساء رغم أن الوصول إليهن كان كبيراً، كذلك من الخفاقات أن هذه المنظمات لم تستطع تحقيق كل أهدافها التي وضعتها لنفسها، وسبب ذلك ضعف التمويل”. لكننا نستطيع رؤية الأمر من زاوية أخرى، فالمنظمات التي عملت على أوضاع المرأة السورية ذهبت إلى شؤون المرأة مباشرة، حيث ساعدت الحملات التوعوية الخاصة بالمرأة على تعريفها بحقوقها، ودفعها للانخراط في تحسين شروط واقعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وفق هذه الرؤية تقول الإعلامية حلا الخطيب: “النجاحات التي حققتها منظمات المرأة السورية هي استهداف النساء بشل مباشر”، فخلال السنوات الماضية قامت بالعديد من الورشات أو الدورات أو الحملات الإعلامية، التي جعلتها تتعرف على حقوقها وتمكينها سواء اقتصادياً أو اجتماعياً، فلو قارنا وضع السورية حالياً مع وضعها قبل عشر سنوات سنجد اختلافا بين الوضعين لصالح وضعها الحالي، وهذا انعكس بصورة غير مباشرة على المجتمع والأسرة السورية من قبل النساء اللائي تمّت استفادتهن من استهداف المنظمات العاملة على شؤون المرأة السورية لهن. لهذا يمكن إجمال نجاحات منظمات المرأة العاملة في تركيا، على أنها حققت نجاحات ملموسة، تظهر في مقدرة النساء اللائي استهدفن بنشاطاتها، على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. أما الإخفاقات فهي محصورة بأمرين اثنين رئيسيين هما الذهنية الذكورية التي لا تزال تلعب دوراً في إحباط تطور وضع المرأة ووعيها ووصولها إلى حقوقها، وكذلك ضعف الدعم المالي الدولي لنشاطات هذه المنظمات.
--------------
تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان”
تشجيع الأمم المتحدة للنساء السوريات تجلّى في تركيا (التي يقيم فيها أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون من السوريين)، من خلال تشكيل منظمات مجتمع مدني تنهض بمسائل منها تمكين المرأة وتأهيلها ورفع قدراتها للمشاركة في مواقع القرار في سوريا بعد الحرب.
في تركيا لعبت بعض المنظمات التي تُعنى بشؤون المرأة السورية دوراً في التركيز على مقولة: “بناء المجتمع يبدأ ببناء المرأة”، ولهذا ذهبت العديد من المنظمات إلى تبنّي رفع السوية المعرفية والفكرية لدى المرأة، كذلك قامت هذه المنظمات بتدريب نساء من أجل تمكينهن اقتصادياً، فالمرأة المستقلة اقتصادياً قادرة على المساهمة ببناء وطنها، وبتقديم مبادرات عملية لتحسين وضعها ووضع أسرتها الاقتصادي.
التمكين للمرأة السورية في تركيا ارتكز على برامج موجهة للنساء من المنظمات السورية العاملة في الدولة التركية، هذه البرامج لم تقتصر على تمكين المرأة اقتصادياً، بل ذهبت إلى تمكينها سياسياً واجتماعياً، حيث يلعب هذان التمكينان دوراً محورياً في دفع النساء للانخراط بصورة أوسع في شؤون بلادها.
الحرب في سوريا أحدثت تغيرات عميقة في وعي المرأة لدورها ومسؤوليتها في مجتمعها، بما يساعدها في لعب دور بإعادة بناء وإعمار سوريا اجتماعياً وثقافياً، وهذا يعني نشاطها الاجتماعي وفاعليتها خارج نطاق أسرتها.
وحين نقول الدور الاجتماعي للمرأة فنحن نعني مجمل الأعمال التي تقوم المرأة بها بدافعٍ ذاتي يرتكز على وعيها وإحساسها بالمسؤولية أمام مجتمعها.
منظمات المجتمع المدني التي ترتكز على الدور الاجتماعي والمهني الموجه نحو المرأة السورية، يمكن القول عنها، إنها تعمل على إنجاز ما يخدم تطور وضع المرأة السورية في أماكن إقامتها، وهنا يمكن الحديث عن إنجازات حدثت وعن إخفاقات وقعت.
تقول المديرة التنفيذية لمنظمة (أنت الحياة والسلام) فاطمة الحجي: “المنظمات حققت نجاحات كبيرة على صعيد برامج تمكين النساء وحمايتهن وتعليمهن، ولا أستطيع تبني فكرة إخفاقات، بل يمكنني القول إنها لم توطد العلاقة بين رؤيتها وعملها على أرض الواقع، وبين الثقافة المجتمعية والوعي المجتمعي لتبني النساء لقضاياهن، ورفع صوتهن على طريق تحقيق حقوقهن، وهناك كان تحجيم دورها، مع صبغ بعض النشاطات النسائية لبعض المنظمات التي تهتم بشؤون المرأة على أنها مواجهة لأخذ الحقوق وتطبيقها”. لقد أظهرت بعض الدراسات حول النشاطات التي تنخرط بها المرأة السورية في تركيا أن النساء يتزايد إقبالهن على التدرب على مهن وحرف من أجل زيادة الكفاءة لديهن، وتحديداً النساء اللائي يحملن شهادات جامعية، أو ممن يبحثن عن تطوير قدرتهن في الحرف التي يعملن فيها، وهذا التدريب ينعكس لديهن فعاليةً اجتماعية وحتى سياسية لدى بعضهن.
الآنسة بهاء منوّر مسؤولة العلاقات العامة في منظمة (إكليل الجبل)، التي بدأت كمبادرة نهاية عام 2017، وتمّ ترخيصها أواخر عام 2021. تقول: “أهم إنجاز هو حصول المنظمة على ترخيص بسبب الشروط والظروف الصعبة، وإن حصولنا على الترخيص أتاح لنا الحصول على منحٍ بأحجام أكبر، وهو أمرٌ ساعدنا على الانتشار بمجالات أوسع. حيث استطعنا عبر الترخيص أن نكون منظمة لها صفة قانونية، تستطيع أن نوقع اتفاقات شراكة مع منظمات، وتوقيع مذكرات تفاهم ومذكرات تبادل خبرات ومعارف”.
وتضيف الآنسة بهاء: “إن منظمتهم إكليل الجبل استطاعت أن تفعل أشياء نافعة للمجتمع، وأشياء مفيدة للمرأة كالتمكين، هذا التمكين يساعدها على تقوية شخصيتها وانطلاقتها، أما بما يخص الإخفاقات يمكنني القول إنه لا توجد إخفاقات بالمعنى الحرفي للكلمة بل توجد عراقيل وصعوبات، وهذا مرده إلى عدم ديمومة التمويل، ما يضع فريق العمل في حالة مللٍ وتعبٍ، لأن أعضاءه بحاجة إلى مصدر رزق، باعتبار أن العمل في إكليل الجبل تطوعي، وهذا يستتبع تغيّر أعضاء هذا الفريق وهو عقبة أمام نشاط منظمتنا”. لقد نصّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على مبدأ “عدم جواز التمييز، ويعلن أن جميع الناس يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، وأن لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات الواردة في الإعلان المذكور دون أي تمييز بما في ذلك التمييز القائم على الجنس”.
السيدة زهراء العمر المديرة التنفيذية لمنظمة “مسارات العدالة” تقول عن منظمتها أنها تُعنى بالشؤون القانونية والتوعية القانونية في مجال القانون الدولي والتوثيق الجنائي الدولي، الفئات المستهدفة التي تشتغل عليها “مسارات العدالة” هي النساء والفئات المهمّشة والرجال، ونعمل بدون تمييز وفق قواعد المساواة. “إن منظمتنا تعمل على حقوق المرأة باعتبارها تنادي بمنع العنف وتحديداً في الحالة السورية التي شهدت انتهاكات كثيرة بحق المرأة، من أولوياتنا هو العمل على توعية المرأة ومناصرة حقوقها، هناك صعوبات تواجه المنظمات النسوية مثل صعوبة الإدارة، ففي الحالة التي تكون فيها الإدارة منظمة وشفّافة فلا يمكن هضم حقوق المرأة، في منظمتنا هناك مديرة قسم الموارد البشرية ومديرة خاصة بالرقابة والتقييم، الرجال عندنا لهم مناصب توازي مناصب النساء لذلك لا توجد صعوبات، أما بصورة عامة فالمنظمات النسوية تواجه محاربة من المجتمع نتيجة الخلط بالمفاهيم، الجندر مصطلح أجنبي لكنه موجود بشريعتنا الإسلامية في الأحوال القانونية والمدنية، لذلك اهم العراقيل هي المفاهيم التي لدينا تصوّر مسبق عنها وهو يحتاج العمل عليه لتقريب المفاهيم والتوعية بشأنه”. لكن النجاحات التي حققتها المنظمات التي تهتم بالمرأة هي نجاحات ملموسة، سواء في التمكين السياسي أو القانوني أو الاقتصادي أو الاجتماعي.
تقول السيدة معالم عبد الرزاق المديرة التنفيذية لمنظمة “إكليل الجبل”: “النجاحات التي حققتها منظمات المرأة هي الوصول لعددٍ كبير من النساء وبناء قدراتهن في مجالات مختلفة مثل المجال الإداري، والعمل المجتمعي حيث عزّزت دور المرأة في الحياة السياسية، وساهمت في تأمين فرص عمل للنساء، كذلك استطاعت المنظمات الخاصة بالمرأة بإيصال عدد من النساء إلى تسنّم مناصب قيادية سواء في المنظمات أو التجمعات أو في الحركات السياسية الكبيرة ومشاركتها بالمجالس المحلية”.
وتضيف السيدة معالم: “لقد لعبت منظمات المرأة دوراً في بناء قدرات النساء وفي المناصرة وتعزيز وجودهن. أما الإخفاقات فتتركز بعدم قدرة هذه المنظمات على الوصول لكل النساء رغم أن الوصول إليهن كان كبيراً، كذلك من الخفاقات أن هذه المنظمات لم تستطع تحقيق كل أهدافها التي وضعتها لنفسها، وسبب ذلك ضعف التمويل”. لكننا نستطيع رؤية الأمر من زاوية أخرى، فالمنظمات التي عملت على أوضاع المرأة السورية ذهبت إلى شؤون المرأة مباشرة، حيث ساعدت الحملات التوعوية الخاصة بالمرأة على تعريفها بحقوقها، ودفعها للانخراط في تحسين شروط واقعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وفق هذه الرؤية تقول الإعلامية حلا الخطيب: “النجاحات التي حققتها منظمات المرأة السورية هي استهداف النساء بشل مباشر”، فخلال السنوات الماضية قامت بالعديد من الورشات أو الدورات أو الحملات الإعلامية، التي جعلتها تتعرف على حقوقها وتمكينها سواء اقتصادياً أو اجتماعياً، فلو قارنا وضع السورية حالياً مع وضعها قبل عشر سنوات سنجد اختلافا بين الوضعين لصالح وضعها الحالي، وهذا انعكس بصورة غير مباشرة على المجتمع والأسرة السورية من قبل النساء اللائي تمّت استفادتهن من استهداف المنظمات العاملة على شؤون المرأة السورية لهن. لهذا يمكن إجمال نجاحات منظمات المرأة العاملة في تركيا، على أنها حققت نجاحات ملموسة، تظهر في مقدرة النساء اللائي استهدفن بنشاطاتها، على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. أما الإخفاقات فهي محصورة بأمرين اثنين رئيسيين هما الذهنية الذكورية التي لا تزال تلعب دوراً في إحباط تطور وضع المرأة ووعيها ووصولها إلى حقوقها، وكذلك ضعف الدعم المالي الدولي لنشاطات هذه المنظمات.
--------------
تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان”