وذكرت المجموعة في ورقة كتبها الباحثان دارين خليفة وجوست هيلترمان أن التطبيع العربي دفع الدول الغربية لتشديد العقوبات، وأن الدول الخليجية لن ترغب في إنفاق مبالغ كبيرة لدعم الأسد فسوريا بعيدة كل البعد عن أولوياتها وهي تقدم عوائد ضعيفة في الاستثمار.
وأشارت الورقة إلى أن الدول العربية لن تأمل في التنافس مع النفوذ الذي بنته إيران خلال سنوات الحرب. بالإضافة إلى ذلك تحد العقوبات الغربية من المكاسب الاقتصادية المحتملة، وتفرض العقوبات الأميركية على وجه الخصوص حواجز قانونية كبيرة وتكاليف سياسية.
قربة مثقوبة
وعن الاستثمار أوضح الباحثان أنه مع بنية تحتية مدمرة، وسكان فقراء مع قوة شرائية معدومة ونظام مفترس وأمن ضعيف في المناطق التي يسيطر عليها اسميا، سيكون ضخ الأموال مثل النفخ في قربة مثقوبة.
وعسكريا ترى الورقة أنه لا يمكن للدول العربية أن تساعد النظام في استعادة شرق الفرات والشمال السوري وبالتالي السيطرة على كامل البلاد. ويعد ذلك الشغل الشاغل للنظام بعد العقوبات التي تعرقل انتعاشه الاقتصادي.
المناطق الخارجية عن سيطرة النظام بحدودها الطويلة مع العراق وتركيا، تستحوذ على معظم الموارد الطبيعية لسوريا - النفط والمياه والقمح - بالإضافة إلى ملايين النازحين وآلاف المقاتلين والمتمردين والجهاديين من مختلف الأطياف.
ويقوم الجنود الأتراك بدوريات في أجزاء منه، ولدى الولايات المتحدة وروسيا قوات على الأرض في أجزاء أخرى. أي محاولة لاستعادة هذه المناطق ستتطلب إما هجوما للنظام مدعوما من روسيا وإيران من شأنه أن يتعارض مع المقاومة التركية والأميركية، أو صفقة تفاوضية بين النظام وتركيا أو قوات سوريا الديمقراطية.
قوضت عملية التفاوض
وأشارت المجموعة إلى زيارة قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي إلى الإمارات في مايو – أيار الماضي كانت محاولة إماراتية على ما يبدو للوساطة. ويبدو أن تركيا من تتخذ نهجا أكثر شرطية للتطبيع من الدول العربية؛ بشكل عام، لا تزال الفجوات بين مواقفها ومواقف النظام واسعة، وليس لدى أنقرة حافزًا كبيرًا لتقديم تنازلات في الوقت الحالي.
ويعتقد الباحثان أن المبادرة العربية لن تفعل الكثير لتغيير المعادلة الجيوسياسية في سوريا لكن قد يكون لها تأثيرات ثانوية. إعادة ضم سوريا إلى جامعة الدول العربية من دون تنازل كبير من النظام قوضت إمكانية وجود عملية تفاوض منسقة.
ويخشى ملايين اللاجئين السوريين من أن تطبيع الدول العربية مع الأسد كان على حسابهم وسيعادون قسراً إليه، لا سيما من لبنان والأردن وقد يواجهون خطر الاعتقال أو الموت من نظام انتقامي.
وختم الباحثان بالقول إنه بينما تُظهر موجة التطبيع فعالية استراتيجية إبقاء النظام، فإن قاعدة دعمه الضيقة وسيطرته غير المكتملة على سوريا والبيئة الجيوسياسية غير المستقرة تشير إلى أنه لن يكون في أي وقت قريب إنهاء تفاوضي للحرب أو إعادة تأهيل حقيقية للنظام.