نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


ماذا تريد إسرائيل




سؤال قد يكون ساذجا بالنظر إلى الصمت الإسرائيلي حتى في الصحافة من القضية السورية وتطورات ما خلا من مواقف دبلوماسية، ما خلا التهديد الإسرائيلي بقصف القصر الرئاسي إذا لم يتخلى بشار عن إيران، وقد يبدو السؤال ساذجا أمام حجم الدول المتدخلة في الشأن السوري وهي الامبراطوريات المتحكمة في العالم، وإن ذهبنا إلى التاريخ والقياس على الغائب، وإلى التحليل والتفسير وقدمنا قراءات للمشهد السوري يصبح السؤال مشروعا وضروريا.


لعل الانطلاق الأول للتحليل هي قراءة التأثير الإسرائيلي في المشهد الإقليمي والدولي، فمن يستطيع إعطاء الكرت الأخضر للروسي للتدخل في سوريا وغيرها من دول العالم، هي إسرائيل ولعل مشهد دخول بوتين على صديقه نتنياهو في تل أبيب العام 2013 ولم يتعب نفسه الأخير حتى بالوقوف لبوتين مشهدا يلخص التأثير الإسرائيلي في القرار الروسي، وكذلك قراءة كتاب بول فندلي من يجرؤ على الكلام يعطي التصورات حول التأثير الإسرائيلي في القرار الأمريكي، وقصة سفينة التجسس الأمريكية ليبرتي التي قصفتها إسرائيل في حرب 1967 وطي الملف، مثالان يعطيان التصورات الكافية لهذا التأثير، وعندها و بعدها لا داعي للسؤال عن موقف أوباما الذي مرغ هيبة أمريكا بوحول الخذلان و الارباك السياسي الذي لا يليق بقوة كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، ويبقى السؤال لماذا تحافظ إسرائيل على بشار الأسد، وهو الشريان الذي يؤمن استمرار حزب الله على حدودها الشمالية، ولماذا وقد فتح سوريا على مصراعيها أمام ميليشيا ايران والحرس الثوري في شمالها الشرقي، ولم يستطع بوتين لجم التوغل المتوحش الإيراني في سوريا، وهل معادلة عدو معلن وصديق مخفي ضعيف، أفضل من صديق معلن وعدو محتمل قوي، وهل نظام ديمقراطي في سوريا يكون شرعيا يجعل التعامل صعبا في مسائل جوهرية، أم أن الأهداف الإسرائيلية تجاوزت الجغرافية بعد أن دمر مجرم دمشق كل شيء، وهل هذه الأهداف تتعلق بتركيا أم الخليج أم ما بعدها، حقيقة مخفيات سياسية يصعب وزنها بالعقل، لأن المشهد جنوني، ويمكن تسميته بالشيزوفرينا السياسية والبحث عن التماثل، ويجادل قائل بأن اللعبة في سوريا تحتاج للقوة الأمريكية لتغيير المعادلة ولإنهاء هذه اللعبة ستصيب إسرائيل بالصواريخ والأذى الصاروخي من سفاح الضاحية الجنوبية في بيروت، ولو كانت هذه الفرضية صحيحة فهل من السياسة تقوية الأفعى الإيرانية أم قطع راسها و أسباب تمددها، وكل الطرق تؤدي إلى رأس بشار الأسد.

إمكانيات المنطقة ومقدرات كبيرة وغنية ومن يقطع شرايينها هو بقاء نظام بشار في قلب المنطقة، وإزالته توفر السلام والرخاء والإنتاج الكبير ينعكس على المنطقة وشعوبها، واستمراره يعني بقاء المنطقة في حالة حرب و احتمالات الحروب، ومن الغباء السياسي الركون إلى حالة الفوضى هذه المهددة باحتمالات خطيرة و كبيرة على دول المنطقة، أو الاطمئنان إلى فرضية أغبى، بإمكانية إعادة تعويم هذا النظام ولو تجاوزنا الابعاد الأخلاقية، فحتى في مفاهيم الانتهازية السياسية يصعب تصور  استمرار مجرم لم يترك بيتا في سوريا من المناوئين والموالين إلا فيه قتيل أو أكثر و أكثر من نصف مليون مفقود، في دمشق كاريكاتور حاكم يصعب استعادته لأنه في الأساس ليس حقيقا و لا شكل و صورة له، فالرهانات السياسية غبية، والمماطلة في التعامل مع قوى جديدة فاعلة، و يزداد الأمر فيما لو وزناها بالمعايير الأخلاقية، عندها بأي وجه سيظهر أي زعيم عالمي وما هي عمليات التجميل التي سيجرها زعماء العالم ليأخذوا صورة معه، وكم من أجيال ستمر حتى ينسى الناس.

ويبقى احتمال، وتبقى فرضية رؤية الصراع كما هو وهي الفرضية التي تقول أن روسيا تعود من جديد على أشلاء ودماء البشر من أوكرانيا إلى سوريا وربما إلى عوالم أخرى، وأنها أعيت أمريكا التي تنادي بحل سياسي و لا تفعل شيء لهذا الحل وإنما تنتظر من منافسها أن يقدم حلا، وأن أمريكا تترك التفاعلات الإقليمية والدولية والمحلية تأخذ مجارها، لكن هذا المشهد الذي نعايشه ينقصه تغييرُ في السيناريو ومن أقدر من الكاتب الاسرائيلي ليقوم بهذا التغيير وكل ما يحتاجه الكاتب والمخرج الأمريكي والمنفذ الروسي و الكومبارس إلى جرأة وتحرر وإعادة قراءة السيناريو العفن الموضوع، فحتمية التاريخ تعترف بالشجعان والتاريخ لا يقوده الأغبياء والمجرمين والمراهنين عليهم، وهنا الحقيقة التي نجهل أصحابها ونعلم ما هو معلن فيها، فالمراهنون على الغباء والإجرام روسيا وإيران والمشكلة بالمتخفين خلفهما.
-------------
موقع المجلس العسكري السوري


ياسر بدوي
الخميس 4 غشت 2022