ركزت وزارة الداخلية البريطانية على القادمين على متن قوارب صغيرة، لكن الخبراء يقولون إن عدد طالبي اللجوء الذين يصلون جوا من المرجح أن يكون أعلى.
كان محمد يقف على مكتب أمني في مطار فيينا، يراقب ضابطا يتصفح جواز سفره الفرنسي المزيف. وكان الشاب الإيراني قد ترك عائلته قبل بضعة أسابيع، ودفع لمهرب 10 آلاف يورو للوصول به إلى بريطانيا. كانت هذه هي المرحلة الأخيرة من رحلته: رحلة إيزي جيت بقيمة 20 جنيها إسترلينيا من فيينا إلى بريستول، كان محمد يعلم أن غطاءه يمكن أن ينفضح في أي لحظة. وبينما كان يقف هناك، طرح الضابط سؤالا لم يفهمه، أجاب "أنا لا أتحدث الإنجليزية".
بدأ رحلته من طهران وبعد التفتيش، سمح له الضابط بالمرور. الأصدقاء الثلاثة الذين مروا عبر الأمن معه لم يحالفهم الحظ وقد أوقفوا جميعا واحتجزوا.
وبعد ساعات قليلة، كان محمد على الأراضي البريطانية ، وطرح قضية اللجوء على الضباط بعد وصوله إلى مطار بريستول.
وقال الأسبوع الماضي "لم يكن لدي أي فكرة أنه سيكون من السهل جدا الوصول الى المملكة المتحدة لم يكن الأمر بهذه السهولة لأي شخص آخر أعرفه".
هذه هي الطريقة التي يمكن بها لآلاف طالبي اللجوء أن يصلوا إلى المملكة المتحدة كل عام: من خلال مبنى المطار.
بعد وصوله إلى فيينا، عاش محمد في ظروف قاسية مع ثلاثة شبان آخرين يخططون أيضا لطلب اللجوء في المملكة المتحدة .
مثل هذه المشاهد من الدراما الخاصة المؤلمة لا تقدمها لحظات نشرة الأخبار، مثل القوارب المحملة فوق طاقتها من المهاجرين.
ومع ذلك من المرجح أن يصل عدد طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة جوا أكثر بكثير من عدد الذين يصلون عن طريق البحر، وفقا لمقابلات مع المهاجرين والمهربين والخبراء في الهجرة والمنظمات غير الحكومية ومنظمي الحملات والمسؤولين ومحامي الهجرة.
وتظهر إحصاءات وزارة الداخلية أن 36 ألف شخص طلبوا اللجوء في المملكة المتحدة العام الماضي - أي حوالي نصف عدد الذين طلبوا اللجوء قبل 20 عاما.
ومن بين هؤلاء 36 ألفا، وصل حوالي 8,500 على متن قارب صغير عبر القناة. وقال خبيران في إحصاءات الهجرة إن 6500 آخرين سجلوا طلباتهم "في الميناء"، وهي فئة تتكون إلى حد كبير من الأشخاص الذين يتقدمون بطلب اللجوء عند وصولهم إلى مطارات المملكة المتحدة.