تحتوي الدراسة على تحليل مفصل لخلفية وتطور الأزمة السورية. يتم النظر في عمل مختلف الآليات الثنائية والمتعددة الأطراف القائمة على تسويتها. وهنا تُخص بالذكر قرارات مجلس الأمن الدولي ونشاط مجموعة الدعم الدولية لسوريا بالرئاسة الروسية الأمريكية. تتم على حدة مناقشة العمل على المسار الثنائي. وهذا يخص بالدرجة الأولى الصيغة الروسية الأمريكية التي لم تؤد فقط إلى نزع السلاح الكيميائي من سوريا في عام 2013 في ظل الرقابة الدولية، بل وإلى اتفاق على إدخال نظام وقف الأعمال العدائية أيضا في سوريا في عام 2016.
وتؤكد ماريا خودينسكايا-غولينيشّيفا أنه " للأسف لم يتم تنفيذ اتفاقيات وقف إطلاق النار هذه بشكل كامل بسبب عدم كفاية درجة النفوذ الأمريكي على الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة في سوريا".
"تطورت الأحداث شرق حلب بشكل أكثر دراماتيكي (حيث تم احتلال الجزء الشرقي من المدينة من قبل مقاتلين من الجماعات المناهضة للحكومة) وتواصل الكاتبة بأن المفاوضات الصعبة بين الوفود الروسية والأمريكية حول سبل تسوية الوضع في شرق حلب استمرت في جنيف طوال عام 2016. تم التوصل في سبتمبر 2016 بصعوبة إلى اتفاق لحل القضية من خلال انسحاب متماثل من طريق كاستيلو الدائريللقوات المسلحة السورية والوحدات الموالية للحكومة من ناحية والمسلحين من ناحية أخرى. ضمنت روسيا ثلاث مرات تنفيذ القوات الحكومية للاتفاقيات. لكن لم يتمكن الاميركيون من اقناع القادة الميدانيين بسحب القوات الخاضعة لسيطرتهم من الطريق".
وحسب ما قالته ماريا خودينسكايا-غولينيشّيفا فإن هذا الفشل دفع الجانب الروسي إلى فهم الحقيقة الأهم والتي أثرت على كامل نشاط موسكو الدبلوماسي اللاحق وأصبحت نوعا ما كنقطة تحول "فكرية" في الأحداث السورية والتي تحولت بعد ذلك إلى نقطة تحول "على الأرض". وأكدت ماريا خودينسكايا-غولينيشّيفا: "لقد أدركت العاصمة الروسية أنه على الرغم من حقيقة تمتع واشنطن بثقل جيوسياسي مهم، إلا أن الولايات المتحدة ليس لديها نفوذ كاف على الجماعات المسلحة". ولهذا فقد قررت موسكو في نهاية عام 2016 الاعتماد على دول المنطقة - عندما يتعلق الأمر بحل قضايا محددة "على الأرض" بما في ذلك التفاعل مع القوى المتعارضة الحاملة للأسلحة. حسب ماريا خودينسكايا-غولينيشّيفا ، "سرعان ما أثبت هذا القرار نجاعته: بالفعل في ديسمبر 2016 - يناير 2017، في اتصالات مع تركيا، تم الاتفاق على إجلاء مسلحين متشددين من شرق حلب إلى إدلب برفقة الشرطة العسكرية الروسية. نالت هذه الاتفاقات دعماً من قبل الأمم المتحدة. سارت الأمور على ما يرام، ولم يؤمن عناصر الشرطة العسكرية الروسية والذين معظمهم من المسلمين، سلامة القافلة فحسب، بل وصلوا إلى جانب السوريين أثناء التوقف ".
وأغلقت قضية شرق حلب في فترة قصيرة للغاية.
نما التفاعل الروسي التركي إلى ما يسمى بمثلث أستانا الذي يضم كل من روسيا، تركيا، إيران. ومرة أخرى، اثبتت مراهنة روسيا الدبلوماسية على دول المنطقة نجاعتها بالكامل: تم التوصل عن طريق صيغة أستانا عام 2017 إلى أهم الاتفاقيات بشأن وقف إطلاق النار على مستوى البلاد (والتي، على عكس الاتفاقات الروسية الأمريكية المماثلة، نجحت وأثمرت)، بالإضافة إلى إنشاء أربع مناطق خفض تصعيد، كانت في ذلك الوقت تحت سيطرة الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة: الغوطة الشرقية، حماة / حمص ، الجنوب - أجزاء من محافظات السويداء، درعا، القنيطرة). وقد أتاح ذلك تقليص الأعمال العدائية وتكثيف العملية السياسية لحل الأزمة.
وفقا لما قالته ماريا خودينسكايا-غولينيشّيفا، جرى في الكتاب التطرق ولأول مرة بدقة لتفاصيل غير معروفة بالنسبة لكثيرين ومرتبطة بعمل المفاوضين العسكريين الروس مع القادة الميدانيين في مناطق خفض التصعيد، وكذلك في عدد من المناطق الأخرى (قلمون الشرقية مثالا)، وهو عمل نتج عنه انتقال 3 من أصل 4 مناطق (عدا إدلب) إلى سيطرة الحكومة السورية. ويضيف المؤلف "وها نحن نرى مجددا إخراج قادة ميدانيين إلى إدلب بمرافقة الشرطة العسكرية التي أثبتت جدارتها بالفعل. هذه الجهود جرت بتعاون وثيق مع بلدان عربية خليجية لديها تأثير على التنظيمات المسلحة غير الشرعية". إغلاق مناطق خفض التصعيد على التوازي مع توجيه ضربات ضد داعش (وفق التنسيق غير المعلن بين روسيا والولايات المتحدة على ضفتي الفرات) أفضى إلى وضع مغاير تماما عما كان في السابق. وتنهي الكاتبة سردها قائلة "لقد تم تفادي انهيار سوريا كدولة، فيما روسيا والدول الأخرى المنخرطة في حلحلة الأزمة حصلت على خبرة قل نظيرها في مجال التعاون الدبلوماسي".
النسخة الإلكترونية الكاملة من هذه الدراسة ستصبح متاحة على موقع أمازون بدءا من شهر يونيو/حزيران من العام القادم.
وتؤكد ماريا خودينسكايا-غولينيشّيفا أنه " للأسف لم يتم تنفيذ اتفاقيات وقف إطلاق النار هذه بشكل كامل بسبب عدم كفاية درجة النفوذ الأمريكي على الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة في سوريا".
"تطورت الأحداث شرق حلب بشكل أكثر دراماتيكي (حيث تم احتلال الجزء الشرقي من المدينة من قبل مقاتلين من الجماعات المناهضة للحكومة) وتواصل الكاتبة بأن المفاوضات الصعبة بين الوفود الروسية والأمريكية حول سبل تسوية الوضع في شرق حلب استمرت في جنيف طوال عام 2016. تم التوصل في سبتمبر 2016 بصعوبة إلى اتفاق لحل القضية من خلال انسحاب متماثل من طريق كاستيلو الدائريللقوات المسلحة السورية والوحدات الموالية للحكومة من ناحية والمسلحين من ناحية أخرى. ضمنت روسيا ثلاث مرات تنفيذ القوات الحكومية للاتفاقيات. لكن لم يتمكن الاميركيون من اقناع القادة الميدانيين بسحب القوات الخاضعة لسيطرتهم من الطريق".
وحسب ما قالته ماريا خودينسكايا-غولينيشّيفا فإن هذا الفشل دفع الجانب الروسي إلى فهم الحقيقة الأهم والتي أثرت على كامل نشاط موسكو الدبلوماسي اللاحق وأصبحت نوعا ما كنقطة تحول "فكرية" في الأحداث السورية والتي تحولت بعد ذلك إلى نقطة تحول "على الأرض". وأكدت ماريا خودينسكايا-غولينيشّيفا: "لقد أدركت العاصمة الروسية أنه على الرغم من حقيقة تمتع واشنطن بثقل جيوسياسي مهم، إلا أن الولايات المتحدة ليس لديها نفوذ كاف على الجماعات المسلحة". ولهذا فقد قررت موسكو في نهاية عام 2016 الاعتماد على دول المنطقة - عندما يتعلق الأمر بحل قضايا محددة "على الأرض" بما في ذلك التفاعل مع القوى المتعارضة الحاملة للأسلحة. حسب ماريا خودينسكايا-غولينيشّيفا ، "سرعان ما أثبت هذا القرار نجاعته: بالفعل في ديسمبر 2016 - يناير 2017، في اتصالات مع تركيا، تم الاتفاق على إجلاء مسلحين متشددين من شرق حلب إلى إدلب برفقة الشرطة العسكرية الروسية. نالت هذه الاتفاقات دعماً من قبل الأمم المتحدة. سارت الأمور على ما يرام، ولم يؤمن عناصر الشرطة العسكرية الروسية والذين معظمهم من المسلمين، سلامة القافلة فحسب، بل وصلوا إلى جانب السوريين أثناء التوقف ".
وأغلقت قضية شرق حلب في فترة قصيرة للغاية.
نما التفاعل الروسي التركي إلى ما يسمى بمثلث أستانا الذي يضم كل من روسيا، تركيا، إيران. ومرة أخرى، اثبتت مراهنة روسيا الدبلوماسية على دول المنطقة نجاعتها بالكامل: تم التوصل عن طريق صيغة أستانا عام 2017 إلى أهم الاتفاقيات بشأن وقف إطلاق النار على مستوى البلاد (والتي، على عكس الاتفاقات الروسية الأمريكية المماثلة، نجحت وأثمرت)، بالإضافة إلى إنشاء أربع مناطق خفض تصعيد، كانت في ذلك الوقت تحت سيطرة الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة: الغوطة الشرقية، حماة / حمص ، الجنوب - أجزاء من محافظات السويداء، درعا، القنيطرة). وقد أتاح ذلك تقليص الأعمال العدائية وتكثيف العملية السياسية لحل الأزمة.
وفقا لما قالته ماريا خودينسكايا-غولينيشّيفا، جرى في الكتاب التطرق ولأول مرة بدقة لتفاصيل غير معروفة بالنسبة لكثيرين ومرتبطة بعمل المفاوضين العسكريين الروس مع القادة الميدانيين في مناطق خفض التصعيد، وكذلك في عدد من المناطق الأخرى (قلمون الشرقية مثالا)، وهو عمل نتج عنه انتقال 3 من أصل 4 مناطق (عدا إدلب) إلى سيطرة الحكومة السورية. ويضيف المؤلف "وها نحن نرى مجددا إخراج قادة ميدانيين إلى إدلب بمرافقة الشرطة العسكرية التي أثبتت جدارتها بالفعل. هذه الجهود جرت بتعاون وثيق مع بلدان عربية خليجية لديها تأثير على التنظيمات المسلحة غير الشرعية". إغلاق مناطق خفض التصعيد على التوازي مع توجيه ضربات ضد داعش (وفق التنسيق غير المعلن بين روسيا والولايات المتحدة على ضفتي الفرات) أفضى إلى وضع مغاير تماما عما كان في السابق. وتنهي الكاتبة سردها قائلة "لقد تم تفادي انهيار سوريا كدولة، فيما روسيا والدول الأخرى المنخرطة في حلحلة الأزمة حصلت على خبرة قل نظيرها في مجال التعاون الدبلوماسي".
النسخة الإلكترونية الكاملة من هذه الدراسة ستصبح متاحة على موقع أمازون بدءا من شهر يونيو/حزيران من العام القادم.