نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


غاستون باشلار ..قصائد، صلوات، وأغانِ من بستان الهنود الحمر




يشكل الاهتمام المعاصر بمسألة تعدد الثقافات عاملاً مهماً في الدفق الحالي للاهتمام بالآداب التقليدية والمعاصرة لهنود أميركا. يرى البعض أن ذلك الاهتمام ينم عن اعتراف بالقيمة التعبيرية الحاضرة في النصوص. ولا شك أن أعداداً متنامية من القراء غير الهنود الحمر باتوا يلمون بالتشكيلة الواسعة للتعبير الجمالي كما التحديات النصية والنظرية الكامنة في هذا النوع المهمش من صنوف الأدب.
ولا بد من الإشارة الى أن التعبير الفني لطالما قُدر عالياً في ثقافات السكان الأصليين عبر العالم. يقول الشاعر والقاص الأميركي جوزيف براتشاك في مقدمة كتابه «إعادة الهدية: شعر ونثر من المهرجان الأول لأدباء الهنود الحمر في أميركا الشمالية» (1994):
حين يوضع أدب السكان الأصليين المعاصر خارج السياق المصطنع والمقنن «للتحف الأوروبية» وينظر إليه في المقابل ضمن نطاق التعددية الثقافية وأدب العالم، فهو لن يقف على رجليه فقط بل يبرز ويتعملق». ومن جهة أخرى ثمة تأثير محفز للموروث الأدبي للسكان الأصليين ولآداب كل من أميركا الحديثة، وأوروبا، وآسيا وإفريقيا على إبداع أدباء الهنود الحمر المعاصرين، ولا سيما الشعراء حيث إن معظم الأدباء المعاصرين من السكان الأصليين الأميركيين بدأوا مسيرتهم الإبداعية كشعراء من مثل ن.


 سكوت موماداي، ليسلي مارمون، جيمس ولش، لينيدا هوغان ولويز إردريتش.
والشعر بطبيعته الإيقاعية والعاطفية هو الأقرب من أي نوع ادبي كتابي آخر للأغاني والأناشيد والصلوات التي تشكل جزءاً متمماً للتقليد الشفاهي والاحتفالي والشعائري. يقول ن. سكوت موماداي الذي سُميَ ذات يوم عميد النهضة الأدبية المعاصرة للهنود الحمر والذي نال جائزة بوليتزر عن روايته «بيت مصنوع من الفجر»: «الشعر هو أعلى أشكال التعبير».
يغشى الأغاني التقليدية والأناشيد الخاصة بالسكان الأصليين الأميركيين، الهنود الحمر، فهم ناضج للعلائق بين البشر وبين بقية العالم الطبيعي. وروح المكان التي تملأ حتى بعض الشعر المعاصر إنما تأتت من الرؤى الثقافية الموروثة التي ما فتئ الشعراء الهنود المعاصرون يتغنون بها.
لقد أثر أدب السكان الأصليين في أميركا على الأدبين البريطاني والأميركي، الناطق بالإنكليزية، على مدار ما يقرب من خمسة قرون. لأن المؤرخين الأدبيين البريطانيين والأميركيين أهملوا الى حد بعيد هذا التأثير بل عمدوا الى إسقاط أدب السكان الأصليين من الهنود الحمر من دائرة الشعر الرؤيوي.
[هي التي تشفي
أمي، إسمعيني
أغنية تهوّن ألمي،
تشفي عظامي المكسورة،
أعيدي العافية ثانية.
تناولي أولادي
حين يولدون،
ترنمي بأغنية موتي
علّميني كيف أنوح.
دلّيني على دواء
الأعشاب الشافية،
على قيمة الروح،
علّميني كيف أؤدي دوري لدى جماعتي.
أمي إشفي فؤادي
لأتمكن من رؤية
عطاياك
التي ستبقى من خلالي.
الشاعر غير معروف
[ الصخرة
تقبع الصخرة في الجوار
فيما النور يأتي ويذهب
لا تفعل الصخرة سوى أن تنوجد
يقال إنها لا تملك روحاً
لا يمكن للصخرة أن تحزن
لا تفهم الزمن ولا تواليه
ليس لها حياة لترعاها
لا يمكنها الشعور بالحب
وحين نبدي إعجابنا بها
تبقى صامتة
لكنها وبطريقتها الخاصة
تراقب وتتأمّل
لويد كارل أُول (من الشيروكي)
[أصوات تجمّل الأرض
يا الصوت الذي في الأعلى،
صوت الرعد،
تكلّم من وسط السحب الداكنة؛
يا الصوت الذي في الأسفل،
صوت الجندب،
تكلّم من وسط إخضرار البنات؛
لتغدو الأرض جميلة.
الشاعر غير معروف
[أغنية حب لقبيلة الشوشون
بديع النجم الأبيض للغسق،
والسماء أكثر صفاء عند نهاية النهار؛
لكن الأكثر جمالاً، والعزيزة أكثر، هي.
هي، توأم فؤادي!
النجوم القصية والجميلة تنعطف نزولاً،
النجوم الخفيضة لنار الموقدة ومعها دخان الخشب ترتفع،
قبرة المرج حطت في عشها، صقر الليل جنّح في طيرانه،
مسترشداً الى منزله بأشعة النجم يتقدم الصياد مدندناً،
بديع النجم الأبيض للغسق،
فيما القمر يجول
باتجاه طرف السماء،
لكنها أجمل، وأكثر استحقاقاً بالحب،
هي، توأم فؤادي.
[صلاة لقبيلة الدهوك
أواه، يا الروح العظيمة، خالقة كل شيء،
من بشر، وأشجار، وعشب، ونبات العليق،
ساعدينا، وإشملينا برأفتك.
إجعلينا سعداء على الأرض
ساعدينا لنأخذ بأيدي أبنائنا
صوب حياة جيدة وعمر مديد.
وهؤلاء أفراد قبيلتنا، إمنحيهم عقولاً كثيرة
ليحب واحدهم الآخر.
أواه، يا الروح العظيمة،
كوني رؤوفة بنا
إمنحي هؤلاء الناس بركة
رؤية الأشجار الخضراء،
العشب الأخضر، والأزهار، والعليق
مع الربيع القادم،
ليتاح لنا جميعاً الالتقاء ثانية.
أواه، يا الروح العظيمة،
إنما نطلب منك وحدك أنتِ.
[يا الروح العظيمة
يا الروح العظيمة،
إمنحينا الأفئدة لنفهم،
لئلا نأخذ من جمال الخلق أكثر مما نُعطي
لئلا ندمّر بفجور في الهنا والهناك لطمعنا
لئلا نمتنع عن المساهمة بأيدينا في بناء جمال الأرض؛
لئلا نأخذ منها ما لا نستطيع استعماله.
إمنحينا قلوباً لندرك ونستوعب
ان تدمير موسيقى الأرض معناه خلق اضطراب؛
ان تخريب منظرها معناه اصابتنا بالعمل تجاه الجمال؛
ان تلويث شذاها بتعنّتنا مثابة تشييد بيت نتن؛
وأننا بمقدار ما نهتم بها تهتّم بنا وترعانا.
لقد نسينا من نكون، جذورنا،
وسعينا وراء سلامتنا فقط.
حققنا الإنجازات لأغراضنا الخاصة.
قمنا بتشويه معارفنا المتراكمة.
أسأنا استعمال قوتنا.
أيتها الروح العظيمة، التي أراضيها الجافة تشكو العطش،
ساعدينا على إيجاد السبيل لإنعاش أراضيك.
يا الروح العظيمة التي يختنق ماؤك بالركام والتلوث،
ساعدينا على إيجاد طريقة لتنظيف مياهك.
يا الروح العظيمة، التي أُتخمت أرضك الجميلة بإساءة الاستعمال،
ساعدينا لاستعادة الجمال الذي كانت تصنعه يداكِ.
يا الروح العظيمة، التي طال الخراب مخلوقاتك،
ساعدينا لسدّ نقص ما قضى منها.
يا الروح العظيمة، التي ضاعت عطاياها لنا
بين الأنانية والفساد،
ساعدينا لنستعيد إنسانيتنا.
[الرئيس القبّرة الصفراء
(صلاة لقبيلة لاكوتا)
أيتها الروح العظيمة التي أسمع صوتها في الرياح،
والتي تهب أنفاسها الحياة لكل العالم،
إسمعيني! إني صغير وضعيف.
أحتاج الى قوتك وحكمتك.
إجعليني أرفل وسط الجمال، وإجعلي عينيّ
تبرقان أبداً بالغروب الأحمر والأرجواني.
حثي يديّ على احترام الأشياء التي ابتدعتها إنتِ،
واجعلي أذنيّ حادتي السمع لالتقاط صوتك.
إجعليني عاقلاً لأتمكن من فهم
الأشياء التي قد تعلّميني إياها.
إجعليني أتعلم الدروس التي خبأتها أنتِ
في كل ورقة شجر وصخرة.
إجعليني أبحث عن القوة، ليس لأكون أقوى من أخي
لكن لأقاتل عدوي الأكبر، ذاتي.
إجعليني دائماً مستعداً للقدوم إليكِ
بيدين غير ملوثتين وعينين غير زائغتين.
لذا حين تخبو الحياة كما المغيب،
تؤوب روحي إليك دون خجل أو شعور بالعار
----------------------
المستقبل - فيسبوك .

ترجمة وتقديم فوزي محيدلي
الاربعاء 1 ديسمبر 2021