"عنف الساعات"
مات الجميع.
ماتت دونيا أنطونيا،
بصوتها الأجش،
من كانت تصنع خبزاً رخيصاً في البلدة.
مات القس سانتياغو،
من كانت تمتّعه تحية الشبان والبنات له،
مجيباً على الجميع، دون تمييز
صباح الخير يا خوسيه، صباح الخير يا ماريّا!
ماتت تلك الشابة الشقراء، كارلوتا،
تاركة وراءها طفلاً له شهور،
مات كذلك، بعد ثمانية أيام من موت أمه.
ماتت عمتي ألبينا،
من اعتادت على التغني بأيام وعادات المزرعة،
ريثما كانت تحيك في الممرات من أجل إيسيدورا،
الخادمة المحترفة والمرأة بالغة الاستقامة.
مات عجوز أعور، لا أذكر اسمه،
لكنه كان يغفو تحت شمس الصباح،
جالسا أمام باب السمكري على الناصية.
مات رايو،
الكلب الذي كان في طولي،
بطلقة رصاص لا أحد يعرف من أطلقها.
مات لوكاس، صهري في سلام الخصور،
من أتذكره حينما تمطر وليس ثمة أحد في تجربتي.
ماتت أمي بمسدسي،
أختي بقبضة يدي
وأخي في أحشائي النازفة،
الثلاثة مشدودون لنوع حزين من الحزن،
في شهر أغسطس من سنوات متعاقبة.
مات الموسيقار مينديث، الطويل والثمل تماماً،
من كان يعزف على الكلارينيت أنغاما سوداوية،
على ألحانه كانت تنام دجاحات حيّنا،
قبل أن تغيب الشمس بكثير.
ماتت أبديتي وها أنا ساهر على جثمانها
-----------
موقع قصائد للحياة.
-----------
موقع قصائد للحياة.