رأى كوكبيرن أن تغيّرات سياسية كبرى تختمر في الشرق الأوسط بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، مقارناً الوضع الراهن بذلك الذي سبق إبرام اتفاقية سايكس-بيكو في 1916، عندما اتفقت بريطانيا وفرنسا على تقسيم الإمبراطورية العثمانية.
واعتبر كوكبيرن أننا الآن إزاء تقسيم جديد، مشيراً إلى توغّل الجيش الإسرائيلي في الجولان واحتلاله جزءا من المنطقة منزوعة السلاح والتي كانت في السابق خاضعة للجيش السوري.
واحتلت إسرائيل جزءا من جبل الشيخ، والذي من قمّته يمكن رؤية دمشق على مسافة 64 كيلومتراً.
ونوّه الكاتب إلى أن اتفاقات قديمة كانت تحافظ على السلام بين إسرائيل وسوريا بعد حرب 1973 تمّ تجاهلها؛ حيث لم تعُد تعكس ميزان القوى الحقيقي.
ورأى كوكبيرن أن مَن يحكم سوريا في المستقبل، أياً كانت توجّهاته، سيجد دولة منتهَكة بدرجة كبيرة؛ حيث لا تقيم إسرائيل اعتبارا لحدود سوريا في الجنوب، وكذلك تفعل تركيا مع الحدود السورية في الشمال.
وقال كوكبيرن إن أحداً لا يمكنه أن يتنبأ بشكل الشرق الأوسط الجديد، بعد انهيار ميزان القوى الذي كان قائما فيه، وهزيمة خصوم واشنطن الرئيسيين في المنطقة (إيران وروسيا).
وأكد الكاتب أنه من السهل تحديد المنتصرين والخاسرين في المنطقة؛ فقد خسرت كل من روسيا وإيران نفوذهما الخارجي؛ وتعرّض الفلسطينيون وحزب الله والشيعة للهزيمة. وفي المقابل، أصبحت إسرائيل وتركيا قوتين مهيمنتين في المنطقة. كما أصبحت الولايات المتحدة تهيمن وحدها بلا منازع بعد خسارة روسيا حليفها الأساسي في المنطقة.
ولفت كوكبيرن إلى التنوّع الطائفي في سوريا، واصفاً إياه بالـ "فسيفساء الرائعة والقاتلة في ذات الوقت"، مشيراً إلى أن كل طائفة تحظى برعاية من خارج البلاد.
ونوّه الكاتب إلى استيلاء الأغلبية العربية السُنيّة في سوريا على السُلطة من العلويين - الأقلية الشيعية التي تنتمي إليها عائلة الأسد ومعظم النُخبة السورية.
وتعيش في سوريا أقليات أخرى عديدة، وهذه لن تنتظر لكي ترى كيف سيعاملها النظام الإسلامي الجديد في دمشق. وثمة مَثَل كُردي قديم يقول: "إذا قررت الجري، فلتُعجّل بذلك"، بحسب الكاتب.