كما فرضت المواجهات حالة من حظر التجوال، وأفرغت المدارس من طلابها حرصًا على سلامتهم.
قيادي محلي في المدينة (طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية) قال لعنب بلدي إن الحاج علي “عميل للأمن العسكري وعلاقته مباشرة بالعميد لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري في درعا”.
وأوضح القيادي أن المداهمة جاءت بعد تماهي المجموعة لصالح الأمن العسكري، و”العمل على تنفيذ أجنداتها في المدينة”.
وقال موقع “تجمع أحرار حوران ” المحلي، إن الحاج علي بإيعاز من قيادة الأمن العسكري استطاع إحداث “شرخ عشائري” في المدينة، وتسبب بحدوث مواجهات عشائرية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بين الطرفين.

سيطرة شكلية للنظام

رغم وجود مقر للأمن العسكري في المركز الثقافي بمدينة جاسم، تعد السيطرة الفعلية بيد الفصائل المحلية، التي يقودها قياديون سابقون وعناصرهم احتفظوا بسلاحهم الخفيف بعد “التسوية” في تموز 2018.
وسبق أن قال قياديون لعنب بلدي، إن سيطرة النظام في جاسم لا تتعدى حدود “المركز الثقافي”، في حين يعتمد النظام على خلايا أمنية تنفذ أجنداته بعيدًا عن تدخله المباشر في المدينة.
وبعد سيطرة النظام على المدينة عام 2018، أوكلت مهمة إدارة المدينة أمنيًا لفرع “أمن الدولة”، الذي انسحب من المدينة في نيسان 2022، بعد إخفاقه في مداهمة أماكن مقاتلين في المدينة، بعد مواجهات أسفرت عن إعطاب خمس آليات ومقتل خمس عناصر لقوات النظام، ليتسلم فرع الأمن العسكري مبنى المركز الثقافي مقر القيادة الأمنية في المدينة.
وتعرض مبنى المركز الثقافي لحصار من قبل مقاتلي المدينة أكثر من مرة خلال الأعوام التي تلت “التسوية ” على خلفية اعتقال سيدات أو أشخاص من المدينة على حواجز قوات النظام خارج المدينة، الأمر الذي كان يجبرهم على الإفراج عنهم.

توتر أمني مستمر

انفجرت عبوتان ناسفتان بآليات عسكرية لقوات النظام أمس السبت، بينما تمكنت الأخيرة من العثور على عبوة ثالثة معدة للتفجير، ولم تعرف حجم الأضرار الناجمة عن الاستهدافات المتفرقة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، أن الاستهداف الأول وقع على طريق الكرك- الغارية، وطال عربة عسكرية تتبع لـ”المخابرات الجوية”، دون تفاصيل عن حجم الأضرار.
وعقب الاستهداف سارعت القوات الأمنية للانتشار بالمنطقة وأغلقت الطرقات المحيطة، ومنعت السيارات المدنية من المرور، تزامنًا مع حركة لسيارات الإسعاف شهدتها المنطقة.
وعُثر أمس السبت على جثة قائد مجموعة كانت تتبع للفرقة “الرابعة”، فادي الزيتون على الطريق الواصل بين بلدتي عدوان والشيخ سعد في ريف درعا الغربي.
وعملت هذه المجموعة في أثناء وجودها في درعا عام 2021، مع المكتب الأمني للفرقة بحسب ما قاله عناصر سابقون كانوا من ضمن ملاك “الفرقة الرابعة” في درعا لعنب بلدي.
في أيلول الماضي عززت قوات النظام السوري وجودها في محيط مدينة جاسم، وقطعت الطرقات الزراعية، وعززت التلول المحيطة بدبابات ومدفعية وعناصر، كما أحدثت بعض النقاط الجديدة في الطرق الزراعية التي تربط مدينة جاسم بمدينة نوى من جهة الجنوب.
وفي تشرين الأول من عام 2022، بينما كانت الفصائل تحارب خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” نفذت قوات النظام حصارًا مشابهًا على المدينة بحجة ملاحقة خلايا تنظيم “الدولة”.
وفي تشرين الأول من عام 2021، طالبت قوات النظام بتسليم المدينة ما يقارب 200 قطعة سلاح تحت التهديد بقصف المدينة من التلول المحيطة.
وتحيط بمدينة جاسم مجموعة من التلول أبرزها تل الحارة شمال المدينة، وتل الهش وتل أم حوران جنوبها.