فهرس البحث:
ملخص – مقدمة – القسم الأول: المبادئ الأساسية لحرب العصابات( مفهوم رجال حرب العصابات المسلحة – المبادئ الاستراتيجية لحرب العصابات)
القسم الثاني: تكتيك حرب العصابات (الكمين- الاغارة )
القسم الثالث: أسلوب تنفيذ الاغارة – الخاتمة والاستنتاجات.
ملخص: ونظراً للفارق الكبير بالإمكانيات العسكرية والاقتصادية والتكنلوجية والسياسية، كان لابد من تسليط الضوء ودراسة الصراع بين قوى الاستكبار العالمي المتسلط، والحكومات العسكرية الدكتاتورية، وبين الشعوب المقهورة والمغلوب على امرها، التي تناضل للحصول على حقوقها المشروعة في حياة كريمة، يسودها الامن والسلام والعدل والاستقرار وركزنا على أفضل الطرق والأساليب التكتيكية التي يجب ان تتبعها الجماعات المسلحة المدعومة شعبياً، لإجبار القوى المحتلة او المتسلطة او الحكومات المستبدة من الاستماع لمطالب هذه الجماعات، وتحقيق أهدافها سياسياً.
مقدمة:
بعد انتهاء الحرب الباردة بانهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي، أدى ذلك الى تغيير في شكل النظام الدولي، وموازين القوى العالمية، حيث برز دور الولايات المتحدة الامريكية كقطب وحيد تهيمن على العلاقات الدولية، وتجلى ذلك الدور في حرب الخليج الثانية، وشن الحرب على العراق وأفغانستان والصومال، وتبنّي الحرب على الإرهاب، ونتيجة الخسائر الفادحة والتكلفة المادية الضخمة التي تكبدتها القوات الغازية، من الضربات التي تلقتها من قوى ثورية صغيرة وضعيفة، وقوات تسليح بسيط وخفيف، أدى ذلك الى تحول في الفكر الاستراتيجي العسكري، مفاده انه مهما بلغت القوى العسكرية، لا تستطيع فرض الامر الوقاع على شعوب قوامة للحرية والكرامة، تستخدم أسلوب حرب العصابات، للحصول على حقوقها المشروعة.
مما سبق نستطيع التوصل الى تعريف حرب العصابات:
هي شكل غير تقليدي من أشكال القتال، تدور بين مجموعات قتالية صغيرة، يجمعها هدف واحد وعقيدة راسخة، ضد محتل خارجي، او قوات نظامية، فهي أسلوب عسكري يلجأ اليه الطرف الأضعف بالقوى والوسائط، للتغلب على خصم قوي، عندما يجد ان المواجهة العسكرية المباشرة ليست بمصلحته، فيتبع أسلوب المباغتة والسرعة الحركية العالية، وضرب العدو في عارك صغيرة وعديدة على مساحات واسعة لاستنزاف العدو، واجباره على البقاء بجاهزية كاملة، وتكبيده خسائر فادحة بجهد قليل، واجباره بالنهاية للرضوخ لمطالب المقاتلين الثائرين، وحسم الصراع سياسياً.
القسم الأول: المبادئ الأساسية لحرب العصابات:
أولاً: مفهوم رجال حرب العصابات المسلحة:
وفقاً للقانون الدولي، بالاعتماد على اتفاقية جنيف الثالثة لعام ١٩٤٩، يعد من رجال العصابات، كل مقاتل ضمن قوات غير نظامية مقاتلاً شرعياً في نزاع مسلح شريطة ان يحقق الشروط التالية:
- ان يكون للعصابات المسلحة نظام قيادة قادر على الالتزام بقوانين الحرب.
- ان يرتدي شارة مرئية واضحة تشير الى انه عسكري.
- ان يحمل سلاحه بشكل علني، ليدل الاخرين الى انه عسكري، وليتميز عن السكان المحليين.
- ان يلتزم بقوانين الحرب، حسب الاتفاقيات الدولية.
ثانياً: المبادئ الاستراتيجية لحرب العصابات:
بما ان الاستراتيجية تتأثر بالواقع، وبما ان واقع حرب العصابات يبدأ بمجموعات صغيرة، تؤمن بمبدأ وعقيدة فليس الا ان تتسلح بمبادئ استراتيجية، تستطيع من خلالها حسم الحرب لصالحها، وهذه المبادئ هي:
- العمل وفق تنظيم عقائدي:
حرب العصابات تعتمد أساسا على رجال باعوا أنفسهم واموالهم في سبيل تحقيق هدف سياسي معين، ولا سبيل لتحقيق هذا الهدف الا بالالتزام بمركزية التخطيط والتنفيذ بقيادة تنظيم عسكري وسياسي، متفهم لطبيعة الصراع، ويحقق الأسلوب الأفضل لتحقيق هدف الحرب وبأقل الخسائر، وبدون الالتزام بقيادة موحدة، سيتحول عمل الثوار وتضحياتهم الى جهود مبعثرة في معارك جانبية غير مؤثرة، وقد تتحول الى صراعات داخلية، لتحقيق مكاسب مادية شخصية وتنحرف عن الهدف الأساسي الذي حمل السلاح من أجل تحقيقه.
- كسب الحرب بالطرق السياسية بالاعتماد على النجاحات العسكرية:
نظراً للفارق الكبير بالقوة العسكرية والاقتصادية والتكنلوجية للدول المستعمرة المهيمنة، او الحكومات العسكرية المستبدة المرتبطة بالخارج، فمن الصعوبة بمكان لمجموعات صغيرة مسلحة بأسلحة خفيفة، تحقيق حسم عسكري، لذا يعتمد على الحسم السياسي، ولتحقيق ذلك يجب إطالة الصراع بأي ثمن، واشغال العدو باستمرار، وضرب العدو بأماكن غير متوقعه، واستغلال ذلك إعلاميا وسياسياً.
- المرحلة في الصراع حتى تحقيق الأهداف:
يمكن تقسيم مراحل حرب العصابات الى ثلاثة اقسام رئيسية:
- مرحلة التأسيس (مرحلة دفاعية):
تبدا هذه المرحلة بتأسيس الجماعات المسلحة، حيث يتم جمع وتنظيم القوى البشرية المقاتلة، وتجهيز كل ما يلزم لبدء العمليات الحربية، من تأمينات لوجستية ومادية، مع التركيز على كسب الحاضنة الشعبية، والدعاية بين صفوف الجماهير لمبادئ واهداف وتطلعات الثوار، وجذب الشباب الصادق المؤمن بالقضية، يكون الطابع العام للعمليات العسكرية طابع دفاعي بحت، هدفه مشاغلة العدو وامتصاص وصد ضربات العدو، وتكبيده خسائر فادحة، مع القيام ببعض الضربات الصغيرة في أماكن ضعيفة ومتفرقة، ويتحتم على الثوار في هذه المرحلة الصمود والتضحية وتقديم المثل والقدوة الحسنة لكسب التأييد الشعبي، وتوسيع الحاضنة الشعبية.
- مرحلة الحشد (مرحلة هجومية):
تبدأ هذه المرحلة فور استكمال القوى البشرة والمادية والعتاد العسكري اللازم، حيث يبدأ الثوار بالإغارات والكمائن، واعمال التفجير للأهداف العسكرية الهامة على طرق تحركها، وفي امكان تعسكرها وانتشارها ان أمكن، واغتيال الشخصيات العسكرية المؤثرة، والقيادات الأمنية الفاعلة، لبث الذعر والفوضى بين صفوف العدو، واجباره على اتخاذ وضعيات دفاعية، وشل حركته ومناورته، والاضرار باقتصاده الداعم للعجلة العسكرية.
- مرحلة الحسم السياسي:
يزداد الضغط العسكري المركز على العدو، وذلك بتنفيذ هجمات واسعة وضخمة على أهداف عسكرية هامة ذات تأثير معنوي كبير وخاصة المطارات العسكرية، وقواعد الصواريخ ومرابض المدفعية، ومقرات القيادة والسيطرة، وعقد الاتصال.
نتيجة هذا الضغط العسكري تولد قناعة راسخة لدى العدو انه امام حرب لا نهاية لها، الا إذا تنازل عن عناده السياسي، واقر بالمطالب المحقة للثوار، وتحقيق اهداف وتطلعات الحراك الشعبي والعسكري.
- الحرص على تأييد الحاضنة الشعبية:
لا يمكن لحرب العصابات ان تقوم وتنجح الا بحاضنة شعبية مؤيدة ومناصرة، وما يوسع القاعدة الشعبية، هي تلازم مبادئ واهداف الثوار، الى أمال وتطلعات الحاضنة الشعبية، وان يلتزم الثوار بأخلاق وحسن السلوك، والقدوة الحسنة، والتضحية في سبيل تحقيق الهدف المنشود وبما ان الهدف الأساسي للحرب تحقيق اهداف سياسية، إذا لا بد من قاعدة شعبية عريضة مؤيدة، ينفذ بها ومن أجلها البرنامج السياسي المطلوب تحقيقه.
- العمل على كسب التأييد الدولي:
للمساهمة في تحقيق اهداف الحراك المسلح، لا بد من تأييد دولي، يتيح لهم ويساعدهم في العمل السياسي، وخاصة انهم يواجهون عدو منظم، يمتلك عمق سياسي ، وعلاقات دولية كثيرة، ولتحقيق ذلك لابد من انشاء حكومة مؤقتة، لها كلمة الفصل في توجيه دفة الحراك المسلح في الداخل، والقدرة على إيصال صوت ومطالب الثوار الى مختلف دول العالم، ويمكن أيضا فتح مكاتب سياسية في مختلف دول العالم للغرض ذاته.
القسم الثاني: تكتيك حرب العصابات:
على الرغم من اختلال ميزان القوى، ضد مصلحة الثوار على المستوى الاستراتيجي، فإنهم يسعون الى تأمين التفوق على المستوى التكتيكي، وذلك بتطبيق أساليب قتال تناسب امكانياتهم، مثل الكمائن والاغارات والقنص وحرب الألغام والتفخيخ والمتفجرات والاغتيالات وان هذه الأساليب تكون فعَّالة ومؤثرة، تعمل على استنزاف الخصم مادياً وبشرياً.
وسنتطرق في هذا البحث الى اهم نوعين من تكتيك حرب العصابات وبشكل مختصر، وهما الكمين والاغارة.
اولاً: الكمين:
يستخدم الكمين في كافة الاعمال القتالية من قبل الجيوش النظامية او العصابات المسلحة، وينفرد الثوار بالاستخدام الواسع لهذا الأسلوب، نظراً للفارق الكبير بالإمكانيات مع العدو.
- تعريف الكمين:
هو التخفي المستور لمجموعة قتالية على الطرق والمحاور المحتملة لتحرك العدو، ثم الانقضاض المفاجئ عليه، بغية تدميره وخطف أسرى او وثائق، والحصول على أسلحة واعتده، والعودة بها الى مراكز الانطلاق.
- اهداف الكمين:
- تدمير قوى العدو الحية، ووسائطه النارية.
- اسر عناصر من العدو، والحصول على وثائق عسكرية ومعلومات.
- إيقاف هجوم وتقدم العدو، وارباك خططه.
- بث الرعب والفوضى في صفوف العدو.
- اغتنام أسلحة واعتده قتالية.
- التأثير على معنويات العدو، ورفع الروح المعنوية والقتالية لدى الثوار، والحاضنة الشعبية.
- اقسام قوة الكمين:
تختلف قوة الكمين واقسام هذه القوة حسب القوى والوسائط المتوفرة، وقوة وقوام العدو المستهدف، وطبيعة الأرض لكن بشكل عام تقسيم قوة الكمين الى ثلاثة اقسام:
- قسم الاستطلاع، وقطع الطريق:
- تخصص هذه المجموعة لمراقبة تحرك العدو، وتحديد اتجاه طرق ومحاور تقدمه، وتدقيق المعلومات عن قوام وقوة العدو وترتيب تحركه، ومنع العدو من الانسحاب اثناء تنفيذ العملية، ومنع وصول الامدادات الى العدو المُهاجَم.
- تختار هذه المجموعة من المقاتلين شديدي الملاحظة، والذين يتقنون الرمي على مسافات كبيرة.
- تسلح هذه المجموعة بمناظير رؤية متطورة، ووسائط اتصال، ورشاشات، وقواذف م/د مضادة للدروع ومتفجرات والغام.
- مجموعة الاقتحام:
- تخصص هذه المجموعة للهجوم على العدو وتدمير قواه الحية وسائطه النارية، واختطاف أسرى والحصول على وثائق عسكرية، واغتنام أسلحة واعتده.
- تختار هذه المجموعة من العناصر الذين يتميزون باللياقة البدنية والقوة الجسمية، والشجاعة والاقدام.
- تسلح هذه المجموعة بالبنادق الالية، والرشاشات الخفيفة والقنابل اليدوية والحراب.
- مجموعة التغطية والدعم الناري:
- تخصص هذه المجموعة لتدمير قوى العدو الحية، ووسائطه النارية، وتقديم الدعم الناري لمجموعة الاقتحام اثناء تنفيذها مهامها، وتأمين انسحابها بعد تنفيذ مهامها.
- تختار هذه المجموعة من العناصر الذين يتقنون القنص ودقة إصابة الأهداف المعادية.
- تسلح بقناصات ورشاشات خفيفة ومتوسطة، وقواذف وصواريخ مضادة للدروع، وهاونات خفيفة ان أمكن.
- أساليب تنفيذ الكمائن:
- تتحرك أولا مجموعة الاستطلاع على المحاور المحدودة، الى أماكن مدروسة مسبقاً، تؤمن لها الاخفاء عن انظار ومراقبة العدو، والمراقبة والرمي بسهولة، وتكون الأقرب الى جهة تحرك العدو.
- عند تقدم العدو، تقوم بالمراقبة والاعلام الفوري في المرحلة الأولى، وتسمح للعدو بالوصول الى المنطقة المخصصة لتنفيذ الكمين، وفي حال تقدم قوة مؤازرة اثناء اقتحام العدو من قبل قوة الاقتحام، تشتبك معه وتمنعه من تحقيق هدفه او تأخر تقدمه.
- تبدأ مجموعة التغطية بفتح النار على العدو بكافة الوسائط النارية المتوفرة، بعد وصوله الى المنطقة المحددة، وتدمر قواه الحية، ووسائطه النارية، وتمنعه من التقدم والانسحاب، وتحدث الذعر والفوضى بصفوفه.
- في الوقت المحدد، وبإشارة من القائد، تبدأ مجموعة الاقتحام المتمركزة بأقرب مكان من منطقة التنفيذ، او المنطلق من الخلف، بالهجوم على العدو واكمال تدميره، وتحقيق هدف الكمين، ثم الانسحاب تحت تغطية مجموعة التغطية الى منطقة الازدلاف المخططة مسبقاً.
- تقوم مجموع السطع بتدمير العدو الذي يحاول الانسحاب، ثم تقوم بالانسحاب الى منطقة الازدلاف.
- تتابع مجموعة التغطية بالرمي على العدو، ثم تنسحب بالتتابع بالتغطية المتبادلة، او دفعه واحدة حسب الظروف، الى منطقة الازدلاف المخططة.
- في منطقة الازدلاف، يتم تقييم مدى نجاح عملية الكمين، بعد تفقد العناصر والتأكد من سلامتهم.
- ثم تنسحب مجموعات الكمين من محاور مختلفة الى المناطق المحددة او مناطق التعسكر.
ثانياً: الاغارة:
تعد الاغارة من أكثر الطرق التكتيكية فعالية في تدمير العدو وبث الفوضى والهلع بين صفوفه وابقائه بحالة جاهزية كاملة باستمرار.
- تعريف الاغارة:
هي التقدم المخفي والمستور الى هدف محدد ومدروس مسبقاً، ثم الهجوم المفاجئ عليه، بغية تدميره، او الحصول على أسرى او وثائق وأسلحة واعتدة، او لإزعاج العدو وارهابه وبث الفوضى بصفوفه.
- الهدف من الاغارة:
- تدمير مراكز ومعسكرات العدو وتدمير القوى الحية والوسائط النارية فيها.
- الحصول على أسرى او وثائق عسكرية، وأسلحة واعتدة وذخائر.
- تدمير حواجز العدو العسكرية، ونقاطه الأمنية المنتشرة على محاور التحرك، ومداخل المدن.
- بث الذعر والفوضى بين صفوف العدو.
- رفع الروح المعنوية للثوار، والحاضنة الشعبية.
- اقسام قوة الاغارة:
- تختلف قوة الاغارة في قوامها وتسليحها واقسامه، استناداً لطبيعة الهدف المهاجم، وقوته وقوامه، وتحصيناته الهندسية، وطبيعة الأرض، وإمكانية مساندته نارياً او بالقوات، وتوفر القوى والوسائط، ومستوى التدريب للقائمين بالإغارة.
- يمكن تقسيم قوة الاغارة الى ثلاثة أقسام رئيسية.
- مجموعة الرصد وعزل الهدف المهاجم:
- تخصص لرصد العدو، وتحديد وتدقيق أماكن توزع قواته، وتمركز أسلحته وأنواعها، وإمكانية تقديم الدعم الناري او بالقوات من القوات القريبة من الهدف المخطط مهاجمته، وطرق ومحاور تقدمها المحتملة، وتحديد أماكن الكمائن والتفخيخ والتلغيم على الطرق المحتملة لتقرب العدو لمؤازرة هدف الاغارة.
- تسلح هذه المجموعة بمناظر رؤية، ووسائط اتصال، واسلحة خفيفة من بنادق ورشاشات، وقواذف مضادة للدروع، ومتفجرات، وقناصات متطور.
- مجموعة التغطية والدعم الناري:
- تخصص هذه المجموعة لتأمين تقدم وهجوم وانسحاب وتأمين انسحابها وتقديم الدعم الناري لها عند الضرورة، بالإضافة الى تدمير قوى العدو ووسائطه النارية في منطقة الهدف المهاجم.
- تسلح هذه المجموعة، برشاشات خفيفة ومتوسطة، وقناصات وهاونات خفيفة، وقواذف وصواريخ مضادة للدروع.
- مجموعة الاقتحام:
- تخصص هذه المجموعة لاقتحام الهدف المدد للإغارة، وتدمير قواه الحية ووسائطه النارية، وتحقيق الهدف والغاية من تنفيذ الاغارة.
- تسلح بأسلحة خفيفة من بنادق ورشاشات خفيفة، وقواذف مضادة للدروع وقنابل يدوية.
القسم الثالث: أسلوب تنفيذ الإغارة:
- فور اتخاذ قرار تنفيذ الإغارة، تبدأ مجموعة السطع عملها وحسب الوقت المتوفر، باستطلاع العدو وتحديد قوام العدو، ووسائطه النارية، وأماكن تمركزها، تقوم مجموعة السطع بعملها، متخذه كافة التدابير للحيلولة دون لفت انظار العدو.
- وفي حال توفر الوقت والظروف المناسبة، يقوم القادة بإجراء استطلاع شخصي لهدف الإغارة.
- في الوقت المحدد تجتمع قوة الإغارة في منطقة الازدلاف، وهي منطقة بعيدة عن وسائط استطلاع العدو، ومحمية من وسائط تأثيره النارية، وتتلقى امر القتال الذي أمر بتنفيذ الإغارة.
- في الوقت المحدد تتحرك أولاً مجموعة الاستطلاع، وتتمركز في أماكنها المحددة، وتقوم برصد العدو، والابلاغ المباشر للقائد عن أي مشاهدة.
- تتحرك بعدها مجموعة التغطية في الوقت المحدد، وتأخذ أماكن انتشارها المحددة، أقرب ما يمكن من الهدف، وتقوم بفتح النار بشكل مفاجئ وغزير، وتدمر قوى العدو الحية، ووسائطه النارية، وتمنعه من الحركة والمناورة.
- تتحرك قوة الاقتحام خلف مجموعة التغطية في الوقت المحدد، بقيادة قائد مجموعة الاقتحام، وممكن ان يقودها مباشرة قائدة مجموعة الاغارة، وتقتحم العدو، وتدمر ما تبقى من قوة العدو، وتنفذ الهدف من الاغارة، ثم تنسحب بسرعة على المحور المحدد الى منطقة الازدلاف.
- ثم تنسحب مجموعة الاستطلاع، بأمر قائد قوة الاغارة على المحور المحدد، الى منطقة الازدلاف.
- أخيرة تنسحب مجموعة التغطية بالتتابع، وبالتغطية المتبادلة فيما بينها، او دفعة كاملة، وذلك حسب القدرة النارية للعدو على المحور او المحاور المحددة، الى منطقة الازدلاف.
- بعد وصول كافة المجموعات الى منطقة الازدلاف، يتم تفقد المقاتلين والتأكد من سلامتهم ومدى تحقيق هدف الاغارة، ثم يتم الانسحاب الى أماكن التعسكر او أي منطقة أخرى مخططة.
الخاتمة والاستنتاجات
-
يعد موضوع استراتيجية حرب العصابات من أهم القضايا التي يتناولها الفكر العسكري، ولا سيما بعد التطور السريع في وسائط الصراع الحديثة، والحرب العالمة على الإرهاب.
-
لذلك سعى هذا البحث الى دراسة تكتيك حرب العصابات، وتحليل دوافعها وعقائدها وأساليب تنفيذها.
-
وقد توصل البحث الى حقيقة مفادها، ان استراتيجية حرب العصابات بمتطلباتها البسيطة، أصبحت أداة للمواجهة بين قوة ضعيفة بإمكانياتها العسكرية والمادية، متسلحة بعقيدة، امام قوى عالمية كبرى تمتلك القدرات العسكرية والاقتصادية والتكنلوجية.
-
ومن خلال هذا البحث يمكن الخروج بمجموعة من الاستنتاجات:
-
ان حرب العصابات هي الأداة الفعَّالة لتحقيق أهداف وتطلعات المجتمعات الضعيفة والمقهورة.
-
اهم ما يميز حرب العصابات هي عقيدة المقاتلين، الذين يبذلون الغالي والرخيص لتحقيق أهدافهم.
-
من الصعوبة بمكان تحقيق حسم عسكري بحرب العصابات، ويجب الاعتماد على الحسم السياسي.
-
لا يمكن ان تنجح حرب العصابات الا بحاضنة شعبية واسعة ومؤيدة.
-
لابد لحرب العصابات لتحقيق أهدافها من مساندة ودعم من قوى دولية.