وأكدت الشبكة قبول ترشيح "أحمد وسنا" إلى جانب قرابة 118 طفلاً وطفلة من حول العالم، وهما الطفلان الوحيدان المرشحان عن سوريا، وإلى جانب طفلة من لبنان هم فقط المرشحون من الوطن العربي، آملة أن تسهم جهود أحمد وسنا في تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية التي يمر بها أطفال سوريا.
ووفق الشبكة، يعيش الأخوان سنا وأحمد الزير، اللذان تتراوح أعمارهما بين 15 و17 عاماً، في مدينة إدلب، ويلتزمان بتمكين نفسيهما ومجتمعهما من خلال مشاريع مبتكرة. طورت سنا "العصا الذكية للمكفوفين"، وهي أداة محسَّنة مزودة بأجهزة استشعار وآليات تنبيه لمساعدة الأفراد ضعاف البصر. كما أطلقت "مشروع الشجرة الذكية" وألَّفت كتاب "العلم يبني الأمم"، الذي عرض في معرض إدلب للكتاب عام 2023، لإلهام الأطفال نحو التعليم. كما ابتكر أحمد تطبيق الهاتف الذكي (نحول) للأطفال المصابين بالسكري لإدارة أدويتهم وطوَّر مشروعي "Smart Motor Track" و"Camera Roll 360"، مما عزز التطبيقات الميكانيكية والبرمجية للاستخدامات التعليمية والعملية. لقد جلبت لهم إنجازاتهم اهتمام وسائل الإعلام وألهمت الكثيرين في مجتمعهم.
أحمد تميَّز بتحقيق المركز الثالث في الأولمبياد العبقري في منهاج التفكير المنطقي (IQ) وكذلك في الحساب الذهني باستخدام منهج SD MATH. كما شارك في معرض البرمجة والروبوتات الذي أقيم في مدينة إدلب، من خلال مشروع "المسار الذكي للسيارات"، والذي قام فيه بتجميع وبرمجة سيارات تعمل تلقائياً أو باستخدام أدوات تحكم مختلفة.
أمَّا سنا، فقد حصلت على المركز الأول في الأولمبياد العبقري في منهاج التفكير المنطقي عندما كانت في الصف السادس، والمركز الثاني في الحساب الذهني باستخدام منهج SD MATH. كما فازت بالمركز الأول في اللغة الإنجليزية ضمن نفس الأولمبياد في الصف السابع.
و "جائزة السلام الدولية للأطفال" هي جائزة تمنح لتكريم الأطفال الذين أظهروا شجاعة وإيجابية في مواجهة الصعاب. يتم ترشيح الأطفال بناءً على أعمالهم في مجال حقوق الطفل. وتمنح سنوياً لطفل ناضل من أجل الدفاع عن حقوق الأطفال، ويتم تسليمها من قبل جمعية الفائزين بجائزة نوبل، وقد أُطلقت هذه الجائزة منذ عام 2005 من قبل مارك دولايرت رئيس منظمة حقوق الطفل العالمية خلال مؤتمر القمة العالمي للحائزين على جائزة نوبل للسلام في روما.
وتوفر الجائزة منصة للأطفال للتعبير عن أفكارهم ومشاركتهم الشخصية في الدفاع عن حقوق الطفل. وقد أظهر جميع الفائزين بهذه الجائزة التزاماً في مكافحة المشكلات التي تواجه ملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم، وتحرص الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان في كل عام على بذل جهود كبيرة لترشيح أطفال من سوريا لجائزة السلام الدولية، وذلك في إطار التزامها المستمر بدعم حقوق الطفل وتسليط الضوء على معاناتهم جراء النزاع المسلح والانتهاكات المستمرة في سوريا.
وتسعى الشَّبكة من خلال هذه الترشيحات إلى لفت انتباه المجتمع الدولي إلى الظروف الصعبة التي يعيشها الأطفال السوريون، والعمل على تحقيق العدالة لهم وضمان حمايتهم من الانتهاكات التي يتعرضون لها.
وأكدت "الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان" أنها تدعم ترشيح الطفلين أحمد وسنا الزير للحصول على جائزة السلام الدولية للأطفال لعام 2024، فهما يستحقان هذا التكريم نظراً لكل ما بذلاه من جهود استثنائية على الرغم من الصعوبات والأهوال التي تعرضا لها، كما ندعو المنظمات الشريكة السورية والدولية، ووسائل الإعلام إلى دعم هذا الترشيح، ونأمل أن يحقق أحمد وسنا الفوز بالجائزة هذا العام.
وكانت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان قد قامت سابقاً بترشيح الطفلة السورية الكردية سيرين مظلوم نعسان لنفس الجائزة في عام 2022، والطفل محمد عزيز أسمر في عام 2021، والطفلة أنار الحمراوي في عام 2020. ولم يتم تقديم أي ترشيحات من قبل الشَّبكة في عام 2023؛ نتيجة للكارثة الإنسانية الناجمة عن الزلزال الذي ضرب تركيا وشمال سوريا في 6/ شباط/ 2023.