كما يتضمن الفيلم شهادة ريكاردو انييبا تيريكو، والذي قرر بعد بلوغه الثمانين من العمر الكشف عن سر ظل يحتفظ به لفترة طويلة من أجل إنقاذ حياته: القيام بعمل نسخة مصورة من يوميات جيفارا في بوليفيا والمسار المعقد الذي سلكته تلك النسخة لتصل في النهاية بسلام إلى هافانا.يؤكد فرويلان الدافع وراء قيام عميل للاستخبارات المركزية الأمريكية بخيانة الأمريكان "كان هناك وعي كبير وإدراك للإهانة المستمرة والازدراء الذي تمارسه الولايات المتحدة بحق البوليفيين، مما كون لديه شعور بأهمية استرداد الكرامة".
كان فرويلان رئيس جهاز المخابرات في نظام الجنرال الإنقلابي رينيه بارينتوس، وكان يتعاون مع السي آي إيه، بحكم موقعه كمسؤول عن المكتب الفني في العاصمة لاباز، والتي كانت متخفية تحت واجهة شركة أبحاث المعادن " Research Metal Company ". وحينما أوكلت إليه مهمة تصوير مذكرات جيفارا قام بعمل نسختين، سلم إحداها لوزير الداخلية أنطونيو أرجيداس، والذي بدوره سلمها للصحفي فيكتور زانيير لكي يتولى مهمة توصيلها إلى كوبا.
خبأ زانيير الميكروفيلم في غطاء أسطوانة موسيقى فلكلورية بوليفية، وسافر إلى تشيلي، حيث خبأ الأسطوانة والميكروفيلم في علبة موسيقى شعبية تشيلية، وسلمها للصحفي التشيلي ماريو دياز، بمجلة "النقطة الأخيرة" ليتولى تسليمها إلى هافانا عن طريق المكسيك. وبمجرد وقوع اليوميات بين يدي فيدل كاسترو، انطلق سباق محموم من أجل تسريع عملية نشرها. وعلى مدار أسبوع كامل، قام فيدل بعزل فريق من المحررين في بيت سري آمن بأحد أحياء العاصمة الكوبية للعمل بسرية تامة وبسرعة فائقة لإنجاز المهمة، ولم يكن يسمح لأي منهم على الإطلاق بالخروج من المكان طوال المدة.
ظهرت الطبعة الأولى من كتاب "يوميات التشي في بوليفيا" للنور في الأول من تموز/ يوليو عام 1968، ووزعت أكثر من مليون نسخة مجانية في كوبا وحدها.
في شهادته التي تظهر في الفيلم الوثائقي "عملية الأرشيف" يقول رولاندو رودريجز، المدير السابق للمعهد الوطني للكتاب الكوبي "شعرت السي آي إيه بأنها خدعت هذه المرة من العملية التي نفذت بسرية تامة لأننا تمكنا من التوصل إلى المذكرات دون أن يتسرب إليهم أي شيء عن الأمر".
يتضمن تمهيد الطبعة الأولى تعليقا من فيدل كاسترو يوضح "لا يمكن الإفصاح الآن عن الطريقة التي وصلت بها إلينا تلك اليوميات". ومع ذلك فإن هذه الطبعة ينقصها 13 صفحة من المذكرات، إلا أنه بالنظر لتواريخ الأحداث، لا تعتبر تفاصيلها مؤثرة. استعيدت الصفحات المفقودة عام 1984 وأضيفت إلى النسخة التي طبعت عام 1988.
وهكذا ظهرت للنور الملاحظات التي كان التشي يدونها في مفكرة ذات غلاف جلدي بلون بني داكن مطبوع عليها "عام 1967"، وكان يحتفظ بها في حقيبة ظهر من القماش باللون الأخضر الزيتوني، وكان يحتفظ معها أيضا بمفكرة أخرى غلافها أحمر وبكعب سلك كان يدون فيها ملاحظاته المهمة وتعليماته لفريق المحاربين المرافق له.
"اليوم بداية مرحلة جديدة"، هكذا استهل جيفارا الملاحظات التي دونها في يومياته عن معاركه الميدانية، والتي تشمل الفترة بين السابع من تشرين ثان/ نوفمبر 1966 وحتى السابع من تشرين أول/ أكتوبر 1967، وهو التاريخ السابق على يوم المعركة التي جرح ووقع في الأسر خلالها.
في الثامن من تشرين أول/ أكتوبر 1967 نفذ حكم الإعدام في المناضل الأرجنتيني بأمر من الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس، وكان الجلاد يدعى ماريو تيران رقيب بالجيش البوليفي، وكان قد طلب منه إطلاق النار على تشي، استنادا إلى حقيقة أن ثلاثة من أصدقائه يدعون "ماريو" من الفرقة (ب)، قد قتلوا في وقت سابق من قبل عصابة جيفارا المسلحة خلال الاشتباكات. لجعل الأعيرة النارية متسقة مع القصة التي كانت الحكومة تخطط بنشرها للجمهور أمر بإطلاق النار بعشوائية حتى يبدو أن جيفارا قد قتل خلال اشتباك مع الجيش البوليفي.
بل إعدامه سألوه إذا كان يفكر في حياته والخلود، فأجاب "لا، أنا أفكر في خلود الثورة" ثم قال التشي لجلاده " أنا أعلم أنك جئت لقتلي أطلق النار يا جبان إنك لن تقتل سوى رجل". فتردد تيران، ثم أطلق النار من بندقيته النصف آلية، لتصيب جيفارا في الذراعين والساقين، ليتهاوى الجسد على الأرض وعلى ما يبدو قضم رباط معصميه ليتجنب الصراخ، ثم أطلقت عدة أعيرة أخرى، مما أدى إلى إصابة قاتلة في الصدر . تلقى جسده تسعة أعيرة نارية، من بينها خمسة في الساقين، وطلقة واحدة في كتفه الأيمن والذراع الأيمن، وفي الصدر، وفي الحلق.
حرص القتلة على التقاط صورة للجثمان بعد أن فارقته الروح والإسراع بنشرها لتأكيد نهاية مغامرته، إلا أن مشهد الجثمان المسجى تحول إلى مصدر إلهام زاد من غضب الثائرين الحالمين بالحرية في العالم إيمانا بقضية جيفارا ورثاه كثيرون في العالم وكان من أبرزهم الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم في قصيدته الشهيرة "جيفارا مات"، والتي غناها الراحل الشيخ إمام عيسى.
أنهى إعدامه المغامرة التي بدأها التشي في أمريكا اللاتينية من بوليفيا ليحول الفضاء الذي كانت تعتبره الولايات المتحدة فنائها الخلفي يؤرا فيتنامية أخرى تقض مضجعها.
خبأ زانيير الميكروفيلم في غطاء أسطوانة موسيقى فلكلورية بوليفية، وسافر إلى تشيلي، حيث خبأ الأسطوانة والميكروفيلم في علبة موسيقى شعبية تشيلية، وسلمها للصحفي التشيلي ماريو دياز، بمجلة "النقطة الأخيرة" ليتولى تسليمها إلى هافانا عن طريق المكسيك. وبمجرد وقوع اليوميات بين يدي فيدل كاسترو، انطلق سباق محموم من أجل تسريع عملية نشرها. وعلى مدار أسبوع كامل، قام فيدل بعزل فريق من المحررين في بيت سري آمن بأحد أحياء العاصمة الكوبية للعمل بسرية تامة وبسرعة فائقة لإنجاز المهمة، ولم يكن يسمح لأي منهم على الإطلاق بالخروج من المكان طوال المدة.
ظهرت الطبعة الأولى من كتاب "يوميات التشي في بوليفيا" للنور في الأول من تموز/ يوليو عام 1968، ووزعت أكثر من مليون نسخة مجانية في كوبا وحدها.
في شهادته التي تظهر في الفيلم الوثائقي "عملية الأرشيف" يقول رولاندو رودريجز، المدير السابق للمعهد الوطني للكتاب الكوبي "شعرت السي آي إيه بأنها خدعت هذه المرة من العملية التي نفذت بسرية تامة لأننا تمكنا من التوصل إلى المذكرات دون أن يتسرب إليهم أي شيء عن الأمر".
يتضمن تمهيد الطبعة الأولى تعليقا من فيدل كاسترو يوضح "لا يمكن الإفصاح الآن عن الطريقة التي وصلت بها إلينا تلك اليوميات". ومع ذلك فإن هذه الطبعة ينقصها 13 صفحة من المذكرات، إلا أنه بالنظر لتواريخ الأحداث، لا تعتبر تفاصيلها مؤثرة. استعيدت الصفحات المفقودة عام 1984 وأضيفت إلى النسخة التي طبعت عام 1988.
وهكذا ظهرت للنور الملاحظات التي كان التشي يدونها في مفكرة ذات غلاف جلدي بلون بني داكن مطبوع عليها "عام 1967"، وكان يحتفظ بها في حقيبة ظهر من القماش باللون الأخضر الزيتوني، وكان يحتفظ معها أيضا بمفكرة أخرى غلافها أحمر وبكعب سلك كان يدون فيها ملاحظاته المهمة وتعليماته لفريق المحاربين المرافق له.
"اليوم بداية مرحلة جديدة"، هكذا استهل جيفارا الملاحظات التي دونها في يومياته عن معاركه الميدانية، والتي تشمل الفترة بين السابع من تشرين ثان/ نوفمبر 1966 وحتى السابع من تشرين أول/ أكتوبر 1967، وهو التاريخ السابق على يوم المعركة التي جرح ووقع في الأسر خلالها.
في الثامن من تشرين أول/ أكتوبر 1967 نفذ حكم الإعدام في المناضل الأرجنتيني بأمر من الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس، وكان الجلاد يدعى ماريو تيران رقيب بالجيش البوليفي، وكان قد طلب منه إطلاق النار على تشي، استنادا إلى حقيقة أن ثلاثة من أصدقائه يدعون "ماريو" من الفرقة (ب)، قد قتلوا في وقت سابق من قبل عصابة جيفارا المسلحة خلال الاشتباكات. لجعل الأعيرة النارية متسقة مع القصة التي كانت الحكومة تخطط بنشرها للجمهور أمر بإطلاق النار بعشوائية حتى يبدو أن جيفارا قد قتل خلال اشتباك مع الجيش البوليفي.
بل إعدامه سألوه إذا كان يفكر في حياته والخلود، فأجاب "لا، أنا أفكر في خلود الثورة" ثم قال التشي لجلاده " أنا أعلم أنك جئت لقتلي أطلق النار يا جبان إنك لن تقتل سوى رجل". فتردد تيران، ثم أطلق النار من بندقيته النصف آلية، لتصيب جيفارا في الذراعين والساقين، ليتهاوى الجسد على الأرض وعلى ما يبدو قضم رباط معصميه ليتجنب الصراخ، ثم أطلقت عدة أعيرة أخرى، مما أدى إلى إصابة قاتلة في الصدر . تلقى جسده تسعة أعيرة نارية، من بينها خمسة في الساقين، وطلقة واحدة في كتفه الأيمن والذراع الأيمن، وفي الصدر، وفي الحلق.
حرص القتلة على التقاط صورة للجثمان بعد أن فارقته الروح والإسراع بنشرها لتأكيد نهاية مغامرته، إلا أن مشهد الجثمان المسجى تحول إلى مصدر إلهام زاد من غضب الثائرين الحالمين بالحرية في العالم إيمانا بقضية جيفارا ورثاه كثيرون في العالم وكان من أبرزهم الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم في قصيدته الشهيرة "جيفارا مات"، والتي غناها الراحل الشيخ إمام عيسى.
أنهى إعدامه المغامرة التي بدأها التشي في أمريكا اللاتينية من بوليفيا ليحول الفضاء الذي كانت تعتبره الولايات المتحدة فنائها الخلفي يؤرا فيتنامية أخرى تقض مضجعها.