وقد احتجزت حماس ما يتراوح بين 150 إلى 200 شخص كرهائن خلال هجومها القاتل يوم السبت الماضي. وأبلغ الجيش الإسرائيلي حتى الآن عائلات 120 رهينة بأن أحبائهم محتجزون في قطاع غزة.
في وقت لاحق الجمعة، نشرت حماس شريط فيديو دعائي يظهر أعضائها وهم يحتجزون أطفالا إسرائيليين في كيبوتس في جنوب إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي، في محاولة واضحة للتهوين من هجومها.
ويظهر في الفيديو المسلحون وهم يأخذون عددا من الأطفال من المنازل في كيبوتس حوليت. ويظهر أحد المقاطع المسلحين وهم يقدمون كوبا من الماء لطفل، بينما أظهر مقطع آخر المسلحين وهم يهزون طفلا في عربة الأطفال.
ولا يظهر أهل الأطفال في مقاطع الفيديو. ولم يتضح على الفور ما إذا كان الأطفال من بين الذين يتم احتجازهم كرهائن في غزة.
هناك أدلة واضحة تظهر أن المسلحين الفلسطينيين قتلوا العديد من الأطفال الصغار خلال هجومهم في نهاية الأسبوع الماضي. (قام وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، في تل أبيب يوم الخميس، بفهرسة بعض ما أسماه “أعمال الإرهاب التي لا تعد ولا تحصى التي تقوم بها حماس في سلسلة من الوحشية واللاإنسانية”، محددا، “ذبح الأطفال، وتدنيس الجثث، وإحراق الشباب أحياء، واغتصاب النساء، إعدام الأهل أمام أطفالهم، وأطفال أمام أهاليهم).
وجاءت العمليات في غزة في الوقت الذي حذرت فيه إسرائيل المدنيين في شمال قطاع غزة بضرورة إخلاء منازلهم، حيث يبدو أنها ستكثف هجماتها على أهداف في منطقة مدينة غزة وربما شن غزو بري ردا على هجوم حماس في جنوب البلاد.
وقال هغاري إن سكان مدينة غزة بدأوا بالتحرك جنوبا، وأضاف في مؤتمر صحفي إن “سكان مدينة غزة بدأوا بالتحرك جنوبا بشكل كبير من أجل حماية أنفسهم”.
وحثت حماس السكان على البقاء.
ودعت الحركة الفلسطينيين إلى “الثبات في بيوتكم والثبات في وجه هذه الحرب النفسية المقززة التي يشنها الاحتلال”، بحسب بيان صادر عن هيئتها لشؤون اللاجئين.
ووصف بيان على الموقع الإلكتروني للحركة إسرائيل بـ”الواهمة” لاعتقادها أن الناس سيهربون.
عائلات فلسطينية تهرب مع ممتلكاتها بعد أن أمرها الجيش الإسرائيلي بمغادرة منازلها والانتقال جنوبا قبل هجوم بري وقالت الحركة إن “مشاهد الهجرة والنزوح أصبحت شيئا من الماضي ولن تتكرر إلا بعودة شعبنا منتصرا إلى أرضنا المحتلة”.
ووسط انتقادات دولية للأمر الذي أصدره الجيش الإسرائيلي، قال البيت الأبيض إن القيام بذلك سيكون “مهمة صعبة”، لكن الولايات المتحدة تدرك أن إسرائيل تحاول إعطاء “تحذير عادل” للمدنيين.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي لشبكة سي ان ان “نحن نفهم ما يحاولون القيام به… هذه مهمة صعب. الحديث يدور عن مليون شخص، وفي بيئة حضرية ومكتظة للغاية. إنها منطقة قتال بالفعل. لذا أنا لا أعتقد أن هناك من يقلل من شأن التحدي هنا المتمثل في تنفيذ عملية الإخلاء هذه”.
حالة من الذعر في غزة أثار أمر الإخلاء الذي أصدره الجيش الإسرائيلي في شمال غزة موجة من الذعر، بحسب روايات من داخل القطاع.
وقالت إيناس حمدان، المسؤولة في وكالة اللاجئين الفلسطينية التابعة للأمم المتحدة في مدينة غزة، لوكالة “أسوشييتد برس” وهي تمسك بكل ما استطاعت وضعه في حقائبها بينما كان بالإمكان سماع صرخات أقاربها المذعورين من حولها “هذه فوضى، لا أحد يفهم ما يجب فعله”، وأضافت أنه تم إبلاغ جميع موظفي الأمم المتحدة في مدينة غزة وشمال غزة بالتوجه جنوبا إلى رفح.
وقالت نبال فرسخ، وهي متحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة غزة، إنه لا توجد طريقة يمكن من خلالها نقل أكثر من مليون شخص بأمان بهذه السرعة.
وقال فرسخ، التي انهارت باكية: “انسوا الطعام وانسوا الكهرباء وانسوا الوقود. القلق الوحيد الآن هو ما إذا كنت ستنجو، ما إذا كانت ستبقى على قيد الحياة”.
وتساءلت: “ماذا سيحدث لمرضانا؟ لدينا مصابين، ولدينا مسنين، ولدينا أطفال في المستشفيات”، وقالت فرسخ إن العديد من الأطباء يرفضون إخلاء المستشفيات والتخلي عن المرضى. وأضافت أنهم بدلا من ذلك اتصلوا بزملائهم لتوديعهم.
وقال مراسل قناة “الجزيرة” صفوت الكحلوت إن أقاربه يحاولون معرفة أين يمكنهم الذهاب حتى إذا انتقلوا جنوبا. “أكثر من مليون فلسطيني مذعورون ومرتبكون، وليس لديهم خطة، ولا يفهمون ماذا يفعلون. والآن يسألني أطفالي: إلى أين نذهب؟ فقلت: لا أعرف”.
هغاري قال إن حماس ستكون مسؤولة عن أي أذى يلحق بالمدنيين الذين لا يتم إجلاؤهم من الجزء الشمالي من قطاع غزة.
“إن حماس تستغل سكان قطاع غزة، وتجلب الكارثة عليهم وتدعو سكان قطاع غزة في هذا الوقت أيضا إلى عدم الاستماع لتوصيات الجيش الإسرائيلي”.
وأضاف: “المسؤولية على ما قد يحدث لأولئك الذين لا يقومون بالإخلاء تقع على عاتق حماس”.
صواريخ بعيدة المدى في الوقت نفسه، واصلت حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل، بما في ذلك صاروخ استهدف شمال إسرائيل، وقصف الجيش عشرات الأهداف في غزة.
وقالت حماس في بيان لها إنها أطلقت صاروخ من طراز “عياش 250” – الذي يُزعم أن مداه يصل إلى 250 كيلومترا – من قطاع غزة على شمال إسرائيل، مما أدى إلى إطلاق صافرات الإنذار في الجليل الأعلى والأوسط، بما في ذلك صفد.
وقال مصدر عسكري إن منظومة الدفاع الجوي متوسطة المدى “مقلاع داود” اعترضت الصاروخ بعيد المدى. وكان هذا أول استخدام لمقلاع داود خلال الحرب الجارية.
وبحسب الشرطة وخدمات الإطفاء والإنقاذ، اندلع حريقان نتيجة سقوط شظايا على منطقة الاعتراض، دون وقوع إصابات.
ويبدو أن هذا هو أبعد موقع في إسرائيل استهدفته حماس منذ بدء القتال في نهاية الأسبوع الماضي. أطلقت حماس صاروخ عياش 250 باتجاه مدينة إيلات الجنوبية في جولة قتال في مايو 2021. وقبل هذا الإطلاق، كان يُعتقد أن نطاق صواريخ الحركة يصل إلى 160 كيلومترا كحد أقصى.
وفي هذه الأثناء، استمرت الرشقات الصاروخية على جنوب إسرائيل طوال يوم الجمعة، مما أدى إلى إلحاق أضرار بعدة منازل في سديروت وأشكلون.
يوم الجمعة أيضا، سقط صاروخ أطلق من غزة على مدينة رحوفوت بوسط إسرائيل على منطقة سكنية، مما أدى إلى إصابة امرأة في الثلاثينيات من عمرها بجروح متوسطة، حسبما ذكرت منظمة “نجمة داوود الحمراء” لخدمات الإسعاف.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف العشرات من مواقع إطلاق الطائرات المسيرة في قطاع غزة والتي كانت تقع على أسطح المباني السكنية.
وأضاف في بيان: “هذا مثال آخر على كيفية استخدام حركة حماس الإرهابية لمواطني قطاع غزة كدروع بشرية”.
ولقد زعمت حماس أنها أطلقت عدة طائرات مسيرة على إسرائيل منذ بدء القتال في نهاية الأسبوع الماضي.
ونشر الجيش لقطات لضربات طائرات مسيرة ضد “مواقع إطلاق طائرات مسيرة معادية”. وأضاف الجيش أن “الجيش الإسرائيلي سيواصل نشاطه الهجومي المكثف، وسيعمل على تدمير مجموعة الطائرات المسيرة التابعة لحماس بشكل كامل”.
ويُنظر إلى القصف الإسرائيلي على أنه جزء من الاستعدادات لهجوم بري محتمل، حيث قد يضطر الجيش الإسرائيلي إلى الانخراط في حرب مدن وحشية.
وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع عن نيتهما “محو حماس من على وجه الأرض”، حيث يُعتقد أن الحركة لديها بنية تحتية عسكرية راسخة في جميع أنحاء القطاع.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن 1799 فلسطينيا قُتلوا وأصيب 6388 آخرين في الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ بدء القتال في 7 أكتوبر.
وقال الجيش أيضا إنه قتل حوالي 1500 مسلح فلسطيني في الأراضي الإسرائيلية.