كتب الصحفي القدير السيد وضاح محي الدين :
في زيارتي السابقة لحي الفرافرة بحلب مررت بشارع
قناق آل الكيخيا خلف مدرسة الزهراوي
تذكرت بيت الحاج أديب خضير رحمه الله وشاهدت المنزل وهذه الصور المرفقة
الحاج أديب خضير من كبار تجار القطن بحلب ورثه ابنه المرحوم يحيى الذي أدخل وطور صناعة المنسوجات التراثية ومازالوا آل خضير شيوخ هذه الحرفة المتميزة
هذا البيت شهد موجز تاريخ مدينة حلب من الإبداع الفني التراثي كان مضافة لكل من دخله ومستضاف
الحاج أديب خضير له مجلس مضارية أسبوعي كل سبت لقراءة القرآن الكريم والسيرة النبوية والمدائح
زاره عبد الباسط عبد الصمد والحصري أشهر قراء القرآن
صدح فيه صباح فخري ومحمد خيري ومصطفى ماهر وبكري الكردي وحسن الحفار وصبري مدلل ومعظم كبار فنانو وموسيقي حلب خلال ال80 سنة الماضية
الحاج أديب خضير رحمه الله مثالاً للحلبي الأصيل سلوكاً وحضارةً
كانت البيت مقصد كل رجالات حلب وسهراته المتميزة
# الآن البيت دمر وسرق وتاريخ شوهته الحرب
الرحمة لروح الحاج أديب خضير وأبنائه.
وكتب حفيده المهندس أديب عبد الكريم خضير :
وزد على ذلك أيضاً من الضيوف الدائمين، مؤذن جامع حلب الكبير لأكثر من ٥٠ سنة الحاج صبري مدلل والحج كامل بصال مؤذن جامع السبيل والحاج أبو قدري دلال إبنه قدري أحسن عازف عود في الوطن العربي وكان أستاذ الموسيقى لي مع فطين في صقر قريش مدرستي الإعدادية ، وأنا حضرت الشيخ القارئ إسماعيل الحصري من مصر وعبد الباسط عبد الصمد .
ومن العازفين الحفناوي الكمان وصالح عبد الحي المطرب والملحن المصري، وعازف القانون وراء أم كلثوم والذي أمات من عزفه عصفور كان يغرد بالمنافسة معه في السهرات الخالدة، وهدى شمس الدين وكثير من أصحاب الفن الراقي.
وأذكر المنشد الأول في مصر والعالم العربي والإسلامي السيد الخورشيد وكثير من المنشدين من صبحي أبو قوس لاحقاً صباح فخري الذي كان يؤذن في جامع بانقوسا واديب الدايخ .
وأذكر محمد خيري و مصطفى ماهر وحتى أبو عبدو القهواتي الذي كان يصرعنا من قهوة البرتقان من سوق الموازين ، عمر البطش الذي أعطى صباح فخري أعظم كتاب في ألحان كل الترات الحلبي وبكري الكردي وفخري البارودي وغيره ، وكثير ممن أكل وشرب من علماء ورؤساء وزارة رشدي كيخيا جارنا في الحي، وحج نديم وفائي جاره والشيخ معروف الدواليبي بيته أمام بيت جدي تماماً قبل الخراب ، وبني بناية طلال ابن عمي ولد فيها الطابق الأرضي ،والرئيس ناظم القدسي الذي ولد في بيت جدي سابقاً ثم جدنا إشتراه من أبوه ياحيف على حلب ، وكذلك من العلماء الكبار الشيخ الرفاعي زعيم الطريقة القادرية الرفاعية وكثير مما شربتُ الماء بيدي أنا وكنت بعمر ولدي عمر وقدمت بيمناي كأس ماء بارد مع ماء الزهر الطرابلسي في أيام الحر الصيف لم يأخذ جدي إجازة في حياته يعني عطلة صيفية أو حتى في أي وقت في حياته ، كان بيته مفتوح تصور للقاصي والداني يوم السبت المهم أن تأتي بعد العشاء وتدخل بأمان وأدب وتسلم على من حضر ويكون لديك أدب السمع للقرآن الكريم كبداية ثم الدعاء ثم ذكر المضارية بكتيب صغير من أشعار الحسن البصري أعظم مداح بالشعر للرسول صلى الله عليه وسلم وعندي كتاب لكل شعره ،ونهج البردة لأمير الشعراء أحمد شوقي وكذلك أناشيد دينية فيها كل المقامات والموشحات والقدود الحلبية ولكن بأدب شعري ديني وهذا كان يتعلمه المنشدين على التسلسل ببلاش ، ويكون حسن الختام بصوت جدنا رحمه الله وأحسن إليه عندما يكون مسلطن ينشد قصيدة طب بطه من روائع المديح النبوي، وطبعاً عشاء المقربين وقهوة عربية محمصة بيده بعد العصر من كل سبت وأركيلة تنباك عجمي مو حموي من إيد أبو أسعد وبعدين أبو العبد القهواتي ، غزل بنات في رمضان وشاي عد الدور ياحج يحيى عمي رحمة الله عليه وكذلك أبونا حج عبد الكريم وحج صالح وحج طاهر كلهم خدموا الناس الحاضرين وأيام الصيف بوظة كريم دق مع القرفة من باب النصر هيطلية ومبطن ورز بحليب وبالوظة كله كان بعمله ، ومشي على الأقدام يعمله لوحده ويحضره جدنا العظيم لا لشيء إلا لوجه الله تعالى . فرجيني مين قادر على ذلك اليوم .في صغري كنت أمضي كل صيفية زائراً عنده في بيت جدنا ومعه دائماً أتعلم منه مكارم الأخلاق علمني:
كم عالمٍٍ عاملٍ لايملكُ إلا الثرى
وجاهل غيرَ عاملٍ يملكُ قصوراً وقرىٰ