ناصر الظاهري
مرة.. في المقهى الفرنسي وحديقته الصغيرة، بكراسيها التي تخبيء بقايا من ندى الفجر، فليبينية تتثاءب بدمع بارد، ومحاسب بجفون منتفخة متوثباً بشكل مبكر لغلة اليوم، ورائحة الخبز التي تشبه عطر الريف، والقهوة تعطي للمكان دفئها، وحدك مبكراً هذا الصباح الذي لن يقول لك أحد فيه: صباح الحب!
- مرة.. في المطار، وبالتحديد في إحدى قاعات المغادرة الباردة، كنت مغادراً دونما رجعة، تعانق الصمت وخواء الصدر، وجهتك جزيرة في المتوسط، لا يُضجر الصباح إلا ألماني فيه بقايا من سكرة الليل، والرعب الذي يخلقه علو الطائرات، يشبه الكاتب غونتر غراس في شيخوخته، بغليونه الذي يحرق شاربه، في ذاك الصباح لم يكن هناك أحد ليقول لك: صباح الحب!
- مرة.. في صباح فندقي، تفتح الستائر مستقبلاً أول شعاع الشمس المبهر بدفئه الذي يرعد البدن بقشعريرة لذيذة، فيجرك الضؤ مستدركاً عذابات ليل كان طويلاً، وصريخاً كان يفزع الجدران الملونة، ونواح غيرة ترسلها نساء حاقدات من الحب، تجلس في الشرفة البحرية تراقب الحبر الأزرق لتكتب على ورق أبيض "L'air du Temps " وقصة واحدة لا تريد أن تقول لك: صباح الحب!
- مرة.. في صباح يوم يبغضه الذين قست قلوبهم، تستيقظ قبل المدينة، وقبل أن يبل بائع الورد زهوره، وقبل أن تستقبل صاحبة المخبز أول زبائنها الجائعين، وقبل أن يأوي آخر مخموري المدينة لمأواه، وقبل أن يغبش"حسن كافاندم" السمسار الإيراني نحو رزق العقارات في دائرة باريس الخامسة عشرة، وقبل كل العجائز اللآي نومهن متقطع، ويتبرجن في الرابعة صباحاً لعشاق إما ماتوا، وإما شاخوا على مقاعدهم، يفرحن بيوم مشمس على كراسي الحديقة العامة، بكرت قبل الكل لتسند زهرة توليب تسكن شرفة، صاحبتها غائبة، ولن تقول لك: صباح الحب!
- مرة.. كنت مطارداً بالوطنية وبكلمات شرف الرجال، وبزهو العروبة وبقيم إنسانية، كنت في قرية جبلية لبنانية، كنت تعشق مدينتك، ولا يساويها في الحب إلا امرأة واحدة لا تتعب من الحب لبكرها، كنت تعشق الأولين وصبرهم وكلمتهم التي تقلط على الشارب واللحية، كنت يومها بريئاً باتجاه القرية الجبلية، لكن لم يكن هناك من يقول لك:صباح الحب!
- مرة.. كنت تحمل هدايا اليوم الجميل، فرحاً بحب جديد، وعيد سعيد، ذهبت تطرق باب من كنت تعدها غالية، فوجدت الباب من حديد، وقفله نحاس، وقدامه رماح وعبيد.. كنت تريد فقط أن تقول لها: صباح الخير.. صباح الحب!
- مرة.. في المطار، وبالتحديد في إحدى قاعات المغادرة الباردة، كنت مغادراً دونما رجعة، تعانق الصمت وخواء الصدر، وجهتك جزيرة في المتوسط، لا يُضجر الصباح إلا ألماني فيه بقايا من سكرة الليل، والرعب الذي يخلقه علو الطائرات، يشبه الكاتب غونتر غراس في شيخوخته، بغليونه الذي يحرق شاربه، في ذاك الصباح لم يكن هناك أحد ليقول لك: صباح الحب!
- مرة.. في صباح فندقي، تفتح الستائر مستقبلاً أول شعاع الشمس المبهر بدفئه الذي يرعد البدن بقشعريرة لذيذة، فيجرك الضؤ مستدركاً عذابات ليل كان طويلاً، وصريخاً كان يفزع الجدران الملونة، ونواح غيرة ترسلها نساء حاقدات من الحب، تجلس في الشرفة البحرية تراقب الحبر الأزرق لتكتب على ورق أبيض "L'air du Temps " وقصة واحدة لا تريد أن تقول لك: صباح الحب!
- مرة.. في صباح يوم يبغضه الذين قست قلوبهم، تستيقظ قبل المدينة، وقبل أن يبل بائع الورد زهوره، وقبل أن تستقبل صاحبة المخبز أول زبائنها الجائعين، وقبل أن يأوي آخر مخموري المدينة لمأواه، وقبل أن يغبش"حسن كافاندم" السمسار الإيراني نحو رزق العقارات في دائرة باريس الخامسة عشرة، وقبل كل العجائز اللآي نومهن متقطع، ويتبرجن في الرابعة صباحاً لعشاق إما ماتوا، وإما شاخوا على مقاعدهم، يفرحن بيوم مشمس على كراسي الحديقة العامة، بكرت قبل الكل لتسند زهرة توليب تسكن شرفة، صاحبتها غائبة، ولن تقول لك: صباح الحب!
- مرة.. كنت مطارداً بالوطنية وبكلمات شرف الرجال، وبزهو العروبة وبقيم إنسانية، كنت في قرية جبلية لبنانية، كنت تعشق مدينتك، ولا يساويها في الحب إلا امرأة واحدة لا تتعب من الحب لبكرها، كنت تعشق الأولين وصبرهم وكلمتهم التي تقلط على الشارب واللحية، كنت يومها بريئاً باتجاه القرية الجبلية، لكن لم يكن هناك من يقول لك:صباح الحب!
- مرة.. كنت تحمل هدايا اليوم الجميل، فرحاً بحب جديد، وعيد سعيد، ذهبت تطرق باب من كنت تعدها غالية، فوجدت الباب من حديد، وقفله نحاس، وقدامه رماح وعبيد.. كنت تريد فقط أن تقول لها: صباح الخير.. صباح الحب!