ويمتاز الفلّ بلونه الأبيض في حين يكون الياسمين أبيض مائلا إلى اللون الوردي
صناعة المشموم وتجارته تزدهر في الصيف وفي الأفراح
تزدهر صناعة المشموم، التي تعدّ من أعرق الحرف التقليدية في تونس، منذ بداية فصل الصيف وحتى نهايته أي في أوج فترة إزهار الفل والياسمين.
ويتهافت السياح الذين يتوافدون على تونس بأعداد كبيرة خلال هذا الفصل على شراء المشموم الذي تجاوزت شهرته تونس وأصبح يصدّر إلى عدة دول أوروبية.
وأول ما يطلبه السياح عند وصولهم إلى تونس المشموم، لذلك تستقبلهم كثير من المطارات والموانئ التونسية بهذه الهدية.
ولا يفارق المشموم أفراح التونسيين التي تكثر صيفا (أعراس،خطوبات،حفلات ختان..) إذ يحرص الجميع على شراء باقات كبيرة منه لالتقاط صور تذكارية بها.
وأصبح من شبه المستحيل أن يعقد في تونس حفل زفاف لا يحمل فيه العروسان، كل منهما في يده، مشموم فلّ من الحجم الكبير حتى يكونا متميزين عن بقية الحضور. ويحمل العريس عادة مشموما أكبر حجما من مشموم العروس.
كما يقبل عامة الناس على شراء الياسمين في المقاهي وعند التنزّه مساء في شوارع المدن التونسية. وتخيّر الغالبية وضع المشموم فوق الأذن أو في جيب القميص.
المشموم علامة ثقافية وسياحية تونسية
ويحظى مشموم الفل والياسمين بمكانة خاصة لدى التونسيين المعروفين بتفضيلهم لهاتين الزهرتين على سائر أصناف الزهور والورود.
ويحفل الموروث الشعري والموسيقي التونسي بعديد القصائد والأغاني التي يتغنى أصحابها بالمشموم الذي تحوّل في السنوات الأخيرة إلى علامة ثقافية وسياحية تميّز تونس دون غيرها.
وقد تجاوزت شهرة المشموم الحدود التونسية إذ أصبح يسافر يوميا وخلال أشهر الصيف إلى فرنسا حيث تقيم جالية تونسية كبيرة ( حوالي 800 ألف تونسي).
وبحسب تقديرات غير رسمية فإن تونس تصدر يوميا خلال فصل الصيف 150 ألف مشموم إلى فرنسا وحدها.
مهرجان خاص بالمشموم
تعدّ مدن الصقالبة والحمامات ورادس ومنّوبة وباردو وسكّرة التي تنتشر فيها بساتين الياسمين والفلّ من أشهر المدن التونسية في صناعة المشموم.
وقد بلغ شغف أهالي مدينة الصقالبة /100 كلم جنوب العاصمة تونس/ بالمشموم إلى حد إطلاق مهرجان سنوي للاحتفاء بصناعة المشموم وفنونه أطلق عليه اسم "مهرجان فنون الياسمين بالصقالبة".
ويعتبر عبد القادر بن عثمان (40 عاما) مؤسس ومدير المهرجان أن المشموم "ثاني رمز لتونس بعد علم البلاد".
وقال بن عثمان في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ):"تم إطلاق مهرجان فنون الياسمين بالصقالبة منذ 10 سنوات للاحتفاء بالمشموم الذي ورثه أهل مدينتنا أبا عن جد وتفننوا في صناعته".
وأوضح أن الدورة العاشرة من المهرجان تنتظم في الفترة ما بين 8 و10 آب /أغسطس المقبل وأنها تتضمن عدة فقرات أبرزها مسابقات أجمل مشموم التي يتنافس فيها أمهر صانعي المشموم وورشات لتعليم الهواة فنون صناعة المشموم.
وقد تحوّل المشموم إلى رمز لمدينة الصقالبة التي أنشأت بلديتها ساحة أطلقت عليها اسم "مدار الياسمين" ركّزت في وسطها مشموما اصطناعيا ضخما.
المشوم التونسي في موسوعة جينيس للأرقام القياسية
ودخلت مدينة رادس التي تنتشر فيها زراعة الياسمين سنة 2007 موسوعة جينيس للأرقام القياسية بأكبر مشموم ياسمين في العالم صنعه شيخ تونسي (63 عاما) باستعمال أكثر من 23 ألف زهرة ياسمين و10 كيلوجرام من نبتة الحلفاء و4500 متر من الخيوط.
ومن المنتظر أن تصنع مدينة الحمامات مشموما أكبر لتحطيم الرقم القياسي الذي سجلته منافستها مدينة رادس .
جني الفل والياسمين منذ الفجر
تتمثل أولى مراحل صناعة المشموم في جني زهور الفل والياسمين التي لم تتفتح بعد من البساتين. وتبدأ عملية الجني يوميا منذ ساعات الفجر الأولى. ويبيع الفلاحون المحصول المجمّع بالكيلوجرام الواحد إلى صنايعية المشموم.
والفل أغلى ثمنا من الياسمين إذ يتجاوز سعر الكيلو أحيانا 20 دينارا (حوالي 15 دولارا) فيما لا يتعدى سعر كيلو الياسمين 15 دينارا (11 دولارا).
ويمكن صناعة 100 مشموم متوسط انطلاقا من كيلوجرام واحد من الياسمين أو الفل.
ويتحدّد سعر المشموم بحجم كمية الفل أو الياسمين المستخدمة في صناعته وبتميز شكله.
ويصل سعر المشموم العادي إلى دينار واحد في المناطق غير السياحية وإلى دينارين اثنين في المناطق السياحية أي أن البائع المحظوظ يمكنه أن يبيع في اليوم ما قيمته 100 دينار من المشموم (حوالي 75 دولارا).
ويدرّ مشموم الأعراس والمناسبات السعيدة وهو اكبر حجما (10 أضعاف حجم المشموم المتوسط) أرباحا أوفر إذ يصل سعر الواحد منه إلى 20 دينارا.
ويكون مشموم العروس والعريس أكبر حجما وأجمل شكلا. ويشتري كل تونسي يوم زفافه مشموم فل كبير له وآخر لزوجته لالتقاط صور تذكارية بهما. ولا يصنع الحرفيون المشاميم الكبيرة إلا بعد تأكيد الطلبيات ودفع ثمنها مسبقا.
كما يتهادى العشاق خلال فصل الصيف مشاميم الفل والياسمين التي تعبر عن مشاعر الحب المتبادلة.
البيع برخصة
وتوفر صناعة المشموم وتجارته مورد رزق صيفي لكثير من العائلات التونسية. ويقبل طلاب المدارس والجامعات على صناعة المشموم وبيعه خلال عطلة الصيف التي تستمر ثلاثة أشهر.
ولا تسمح السلطات ببيع المشموم في المناطق السياحية إلا للحاصلين على رخصة تصدرها البلدية مقابل 120 دينارا في السنة (حوالي 90 دولارا) ويجب تجديدها كل عام.
وللفت أنظار السياح وجلبهم يرتدي بعض باعة المشموم الزي التقليدي التونسي المتمثل في الجبّة والشاشية (عمامة تونسية حمراء اللون) ويرشقون فوق آذانهم مشموم فل أو ياسمين .
ويحرص الباعة على الإسراع في بيع ما لديهم من بضاعة لان المشموم يذبل بعد نحو 6 ساعات من صناعته جراء ارتفاع حرارة الطقس في الصيف. وقد يصادف أن تباغت أمطار صيف نادرة باعة المشموم فتتلف بضاعتهم.
وقد تحولت صناعة المشموم خلال السنوات الأخيرة إلى هواية يملأ بها كثير من التونسيين أوقات الفراغ.
صعوبات
يخشى حرفيو المشموم من اندثار هذه الحرفة في المستقبل نظرا لتقلص مزارع الفل والياسمين في البلاد بفعل التوسع العمراني العشوائي. وقد دعا حرفيون في أكثر من مناسبة إلى التوسع في زراعة هذين الزهرتين للحفاظ على صناعة المشموم التي تعد رمزا ثقافيا أصيلا لتونس.
واقترحت إحدى الجمعيات البيئية التونسية مؤخرا زراعة الياسمين والفل في كل الحدائق التونسية سواء بالمنازل أو بالمؤسسات التابعة للحكومة أو للخواص من اجل الحفاظ على النبتتين.
كما يعتبر العمل في صناعة المشموم موسميا إذ لا يتعدى عادة أشهر الصيف الثلاثة.
ولحل هذا الإشكال ابتكر "وليد الحاكم " وهو شاب في العقد الثالث من العمر متخرّج من المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجية طريقة جديدة لزراعة الياسمين والفل تحت البيوت المكيفة مكّنت من تمديد موسم المشموم بشهرين إضافيين.
وأعلن الشاب مؤخرا أن تجربته كانت ناجحة وأنه سيزيد من تطويرها حتى يتواجد مشموم الفل والياسمين على مدار العام في تونس التي يطلق عليها الأجانب اسم "بلد الفل والياسمين".
صناعة المشموم وتجارته تزدهر في الصيف وفي الأفراح
تزدهر صناعة المشموم، التي تعدّ من أعرق الحرف التقليدية في تونس، منذ بداية فصل الصيف وحتى نهايته أي في أوج فترة إزهار الفل والياسمين.
ويتهافت السياح الذين يتوافدون على تونس بأعداد كبيرة خلال هذا الفصل على شراء المشموم الذي تجاوزت شهرته تونس وأصبح يصدّر إلى عدة دول أوروبية.
وأول ما يطلبه السياح عند وصولهم إلى تونس المشموم، لذلك تستقبلهم كثير من المطارات والموانئ التونسية بهذه الهدية.
ولا يفارق المشموم أفراح التونسيين التي تكثر صيفا (أعراس،خطوبات،حفلات ختان..) إذ يحرص الجميع على شراء باقات كبيرة منه لالتقاط صور تذكارية بها.
وأصبح من شبه المستحيل أن يعقد في تونس حفل زفاف لا يحمل فيه العروسان، كل منهما في يده، مشموم فلّ من الحجم الكبير حتى يكونا متميزين عن بقية الحضور. ويحمل العريس عادة مشموما أكبر حجما من مشموم العروس.
كما يقبل عامة الناس على شراء الياسمين في المقاهي وعند التنزّه مساء في شوارع المدن التونسية. وتخيّر الغالبية وضع المشموم فوق الأذن أو في جيب القميص.
المشموم علامة ثقافية وسياحية تونسية
ويحظى مشموم الفل والياسمين بمكانة خاصة لدى التونسيين المعروفين بتفضيلهم لهاتين الزهرتين على سائر أصناف الزهور والورود.
ويحفل الموروث الشعري والموسيقي التونسي بعديد القصائد والأغاني التي يتغنى أصحابها بالمشموم الذي تحوّل في السنوات الأخيرة إلى علامة ثقافية وسياحية تميّز تونس دون غيرها.
وقد تجاوزت شهرة المشموم الحدود التونسية إذ أصبح يسافر يوميا وخلال أشهر الصيف إلى فرنسا حيث تقيم جالية تونسية كبيرة ( حوالي 800 ألف تونسي).
وبحسب تقديرات غير رسمية فإن تونس تصدر يوميا خلال فصل الصيف 150 ألف مشموم إلى فرنسا وحدها.
مهرجان خاص بالمشموم
تعدّ مدن الصقالبة والحمامات ورادس ومنّوبة وباردو وسكّرة التي تنتشر فيها بساتين الياسمين والفلّ من أشهر المدن التونسية في صناعة المشموم.
وقد بلغ شغف أهالي مدينة الصقالبة /100 كلم جنوب العاصمة تونس/ بالمشموم إلى حد إطلاق مهرجان سنوي للاحتفاء بصناعة المشموم وفنونه أطلق عليه اسم "مهرجان فنون الياسمين بالصقالبة".
ويعتبر عبد القادر بن عثمان (40 عاما) مؤسس ومدير المهرجان أن المشموم "ثاني رمز لتونس بعد علم البلاد".
وقال بن عثمان في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ):"تم إطلاق مهرجان فنون الياسمين بالصقالبة منذ 10 سنوات للاحتفاء بالمشموم الذي ورثه أهل مدينتنا أبا عن جد وتفننوا في صناعته".
وأوضح أن الدورة العاشرة من المهرجان تنتظم في الفترة ما بين 8 و10 آب /أغسطس المقبل وأنها تتضمن عدة فقرات أبرزها مسابقات أجمل مشموم التي يتنافس فيها أمهر صانعي المشموم وورشات لتعليم الهواة فنون صناعة المشموم.
وقد تحوّل المشموم إلى رمز لمدينة الصقالبة التي أنشأت بلديتها ساحة أطلقت عليها اسم "مدار الياسمين" ركّزت في وسطها مشموما اصطناعيا ضخما.
المشوم التونسي في موسوعة جينيس للأرقام القياسية
ودخلت مدينة رادس التي تنتشر فيها زراعة الياسمين سنة 2007 موسوعة جينيس للأرقام القياسية بأكبر مشموم ياسمين في العالم صنعه شيخ تونسي (63 عاما) باستعمال أكثر من 23 ألف زهرة ياسمين و10 كيلوجرام من نبتة الحلفاء و4500 متر من الخيوط.
ومن المنتظر أن تصنع مدينة الحمامات مشموما أكبر لتحطيم الرقم القياسي الذي سجلته منافستها مدينة رادس .
جني الفل والياسمين منذ الفجر
تتمثل أولى مراحل صناعة المشموم في جني زهور الفل والياسمين التي لم تتفتح بعد من البساتين. وتبدأ عملية الجني يوميا منذ ساعات الفجر الأولى. ويبيع الفلاحون المحصول المجمّع بالكيلوجرام الواحد إلى صنايعية المشموم.
والفل أغلى ثمنا من الياسمين إذ يتجاوز سعر الكيلو أحيانا 20 دينارا (حوالي 15 دولارا) فيما لا يتعدى سعر كيلو الياسمين 15 دينارا (11 دولارا).
ويمكن صناعة 100 مشموم متوسط انطلاقا من كيلوجرام واحد من الياسمين أو الفل.
ويتحدّد سعر المشموم بحجم كمية الفل أو الياسمين المستخدمة في صناعته وبتميز شكله.
ويصل سعر المشموم العادي إلى دينار واحد في المناطق غير السياحية وإلى دينارين اثنين في المناطق السياحية أي أن البائع المحظوظ يمكنه أن يبيع في اليوم ما قيمته 100 دينار من المشموم (حوالي 75 دولارا).
ويدرّ مشموم الأعراس والمناسبات السعيدة وهو اكبر حجما (10 أضعاف حجم المشموم المتوسط) أرباحا أوفر إذ يصل سعر الواحد منه إلى 20 دينارا.
ويكون مشموم العروس والعريس أكبر حجما وأجمل شكلا. ويشتري كل تونسي يوم زفافه مشموم فل كبير له وآخر لزوجته لالتقاط صور تذكارية بهما. ولا يصنع الحرفيون المشاميم الكبيرة إلا بعد تأكيد الطلبيات ودفع ثمنها مسبقا.
كما يتهادى العشاق خلال فصل الصيف مشاميم الفل والياسمين التي تعبر عن مشاعر الحب المتبادلة.
البيع برخصة
وتوفر صناعة المشموم وتجارته مورد رزق صيفي لكثير من العائلات التونسية. ويقبل طلاب المدارس والجامعات على صناعة المشموم وبيعه خلال عطلة الصيف التي تستمر ثلاثة أشهر.
ولا تسمح السلطات ببيع المشموم في المناطق السياحية إلا للحاصلين على رخصة تصدرها البلدية مقابل 120 دينارا في السنة (حوالي 90 دولارا) ويجب تجديدها كل عام.
وللفت أنظار السياح وجلبهم يرتدي بعض باعة المشموم الزي التقليدي التونسي المتمثل في الجبّة والشاشية (عمامة تونسية حمراء اللون) ويرشقون فوق آذانهم مشموم فل أو ياسمين .
ويحرص الباعة على الإسراع في بيع ما لديهم من بضاعة لان المشموم يذبل بعد نحو 6 ساعات من صناعته جراء ارتفاع حرارة الطقس في الصيف. وقد يصادف أن تباغت أمطار صيف نادرة باعة المشموم فتتلف بضاعتهم.
وقد تحولت صناعة المشموم خلال السنوات الأخيرة إلى هواية يملأ بها كثير من التونسيين أوقات الفراغ.
صعوبات
يخشى حرفيو المشموم من اندثار هذه الحرفة في المستقبل نظرا لتقلص مزارع الفل والياسمين في البلاد بفعل التوسع العمراني العشوائي. وقد دعا حرفيون في أكثر من مناسبة إلى التوسع في زراعة هذين الزهرتين للحفاظ على صناعة المشموم التي تعد رمزا ثقافيا أصيلا لتونس.
واقترحت إحدى الجمعيات البيئية التونسية مؤخرا زراعة الياسمين والفل في كل الحدائق التونسية سواء بالمنازل أو بالمؤسسات التابعة للحكومة أو للخواص من اجل الحفاظ على النبتتين.
كما يعتبر العمل في صناعة المشموم موسميا إذ لا يتعدى عادة أشهر الصيف الثلاثة.
ولحل هذا الإشكال ابتكر "وليد الحاكم " وهو شاب في العقد الثالث من العمر متخرّج من المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجية طريقة جديدة لزراعة الياسمين والفل تحت البيوت المكيفة مكّنت من تمديد موسم المشموم بشهرين إضافيين.
وأعلن الشاب مؤخرا أن تجربته كانت ناجحة وأنه سيزيد من تطويرها حتى يتواجد مشموم الفل والياسمين على مدار العام في تونس التي يطلق عليها الأجانب اسم "بلد الفل والياسمين".