نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان

هل يشعل العراق حرباً إقليمية؟

09/11/2024 - عاصم عبد الرحمن


( هذه هي مكانة "حزب الله" لدى النظام الإيراني )





"حزب الله" ليس مجرد قوة جانبية بالوكالة بالنسبة الى النظام الإيراني، بل هو الذراع القوية للنظام في المنطقة وأداة تعزيز مكانته في توازن القوى الإقليمي والدولي. راهن كل من الخميني وخامنئي توالياً على "حزب الله" بشكل شامل لما يقرب من أربعة عقود. في مقابلة خاصة


 ومفصلة مع مجلة "مسیر"، التابعة لمكتب نشر مؤلفات خامنئي، شرح حسن نصرالله بالتفصيل عملية تشكيل "حزب الله" ونموه.
قال نصرالله:"بعد انتصار الثورة في إيران، وفي ظل احتلال إسرائيل أكثر من 40٪ من أراضي لبنان، ذهب تسعة لبنانيين، من بينهم عباس الموسوي، إلى إيران والتقوا المسؤولين الإيرانيين، بمن في ذلك الخميني، وقالوا له: "نحن نؤمن بولایتكم وإمامتكم وقيادتكم، ولكن على أي حال، أنتم لديكم الكثير من المهام وأعماركم تقدمت، ولذلك لا نستطيع أن نزعجكم باستمرار بشأن القضايا المختلفة. لذلك نطلب منكم أن تعينوا ممثلًا عنكم لنتشاور معه في هذه الأمو. وعين الخميني الإمام خامنئي، الذي كان حينها رئيسًا للجمهورية، وقال للوفد: "السيد خامنئي هو ممثلي.".
منذ بداية علاقتنا بآية الله علي خامنئي، كنت أقول له في أدبياتي: "السيد القائد". كان مجلس حزب الله في عهد رئاسة السيد القائد يزوره بانتظام، وكان يخصص له وقتاً جيداً.
بعد وفاة الخميني بفترة قصيرة، ذهبنا إلى إيران لتقديم تعازينا برحيله، وقابلنا السيد القائد. كان لا يزال في مقر رئاسة الجمهورية، وكان يستقبل الناس هناك. بايعناه بشكل مباشر وشخصي. في اللقاءات مع السيد القائد، كنت أتحدث بالفارسية، وكان هو يتحدث بالعربية بطلاقة، ولم نواجه أي مشكلة في التواصل".
محسن رفيق دوست، وزير الحرس الثوري السابق، شرح في مقابلة له بتاريخ 28 أيلول (سبتمبر) 2017، بداية تأسيس "حزب الله" قائلاً: "بعد تحرير خرمشهر عام 1982، هاجمت إسرائيل لبنان، وذهبنا لمساعدة لبنان وسوريا، وأخذنا معسكرات وجلبنا معدات من إيران وزودناهم بها. ثم تقرر بقاء 200 شخص، من بينهم أحمد متوسليان، للتدريب هناك. وهكذا بدأت عمليات التدريب في لبنان".
وزير الدفاع الإيراني السابق الحرسي حسين دهقان قال إن اسم "حزب الله" تم اختياره بناءً على شعار "الحزب فقط حزب الله، والزعيم فقط روح الله".
منذ البداية، قام "حزب الله" بتنفيذ عمليات بالوكالة عن النظام الايراني. على سبيل المثال، في 23 تشرين الاول (أكتوبر) 1983، تم تنفيذ تفجيرين متزامنين في مقري القوات الفرنسية والأميركية في بيروت، ما أسفر عن مقتل 241 جنديًا أميركيا و58 جنديا فرنسيا. قال محسن رفيق دوست، وهو أحد قادة الحرس الثوري في ذلك الوقت: "المواد المتفجرة (TNT) لهذه العملية جاءت من طهران".
لذلك، من الواضح لماذا كانت أولوية النظام، حتى في ظل الضغوط المالية، هي "حزب الله"، ومن ثم باقي وكلائه. قال حسن نصر الله مرة: "موازنة تکلفة الطعام، الصواريخ، والأسلحة كلها تأتي من جمهورية إيران الإسلامية. طالما أن إيران لديها المال، فلدينا المال. هل أوضح أكثر؟ الأموال المخصصة لنا تأتي مباشرة وليس عن طريق المصارف. كما أن الصواريخ التي نهدد بها إسرائيل هي من إيران. لا يوجد قانون يمكن أن يمنع وصول هذه الأموال إلينا. ليس لدينا أي مشاكل مالية".
تُقدّر معظم وسائل الإعلام الموثوقة أن المساعدات المالية السنوية من إيران الى "حزب الله" تتجاوز 800 مليون دولار، وقد تصل إلى مليار دولار.
قال شاطري، وهو أحد أعضاء الحرس الثوري الإيراني ومسؤول إعادة إعمار جنوب لبنان: "النظام قام بإعادة بناء الدمار الناتج من الحرب فوراً. على سبيل المثال، عالجنا مشكلة الكهرباء في 73 قرية وفي بيروت في أقل من أسبوعين. وفي غضون 45 يوما، بنينا 45 مدرسة في الضاحية. في المجمل، كان لدينا 2280 مشروعا إنشائيا في بيروت خلال بضعة أشهر....".
ومن الجدير بالذكر أن كل هذه المشاريع كانت تُنفذ في وقت كان فيه كثيرون من الشعب الإيراني بلا مأوى، ويعيشون في المقابر أو الأنابيب أو يفترشون الشوارع.
في المجال العسكري، يتم تزويد "حزب الله" بكل أسلحته من النظام الإيراني، وحتى أن النظام أنشأ له إمكانية تصنيع الصواريخ في لبنان. كان يحضر دائما جنرال من الحرس الثوري في نظام القيادة الى "حزب الله"، مثل قاسم سليماني ومحمد رضا زاهدي الذي قُتل في قصف القنصلية الإيرانية في دمشق وعباس نيلفروشان الذي قُتل إلى جانب حسن نصر الله.
وبسبب القيود الدولية المفروضة على النظام، كان يقود العديد من خططه عبر "حزب الله" في العراق واليمن وفلسطين. لذلك، كان "حزب الله" مميزا عن بقية القوات الوكيلة للنظام.
لذلك، لا يمكن اعتبار "حزب الله" مجرد قوة بالوكالة في لبنان، بل يمكن القول إنه جزء أساسي من قوات الحرس الثوري الإيراني وأداة رئيسية في إشعال الحروب.
وجود أعلى قادة الحرس الثوري في مجلس "حزب الله" المركزي يدل بوضوح الى أن كل النشاطات العسكرية وغير العسكرية للحزب تتم تحت إشراف الحرس الثوري، وحتى قرار العملية العسكرية يتخذه أعلى قادة الحرس الثوري. ويمكن القول إن القائد الحقيقي لمجلس "حزب الله" كان أحد قادة الحرس الثوري الإيراني.
لهذا السبب، فإن مكانة حسن نصر الله بالنسبة الى خامنئي كانت أكبر بكثير من مكانة قاسم سليماني، لدرجة أنه عندما توفي، أقام خامنئي مراسم عزاء خاصة له وأعلن الحداد لمدة خمسة أيام.
لقد قلنا لسنوات إن بقاء النظام يعتمد على ركيزتين: القمع الداخلي والحروب والأزمات الخارجية. في هذا الفهم الاستراتيجي، "حزب الله" مهم للنظام بقدر أهمية الحرس الثوري. لذلك، ضرب "حزب الله" يعادل ضرب النظام بأكمله.
-----------------
( النهار العربي )

موسى أفشار
الاحد 20 أكتوبر 2024