إذاً, الأمر أكبر من استهداف وتحرش إيراني لطالما تعرضت له قوات التحالف سابقاً, وبعض المصادر نقلت عن التحالف الدولي أنه يراقب المنطقة, ويراقب التحركات التي بدأت بعد قمة طهران الثلاثية والتي خرجت بأحد بنودها بتوافق روسي, تركي, إيراني على الطلب بمغادرة الولايات المتحدة الأمريكية للأراضي السورية باعتبارها قوة احتلال ووجودها لا يحمل الشرعية, هذا التوافق السياسي بين الأطراف الثلاثة انعكس تفاهمات واتفاق عسكري بعد اجتماع عقد في قاعدة حميميم بعيداً عن الأتراك وحضره كلاً من قائد القوات الروسية في سوريا الجنرال إلكسندر تشايكو, ونائب وزير الدفاع الإيراني اللواء مهدي فرحي, ونائب رئيس أركان جيش الأسد اللواء مفيد حسن, وهناك قرروا تشكيل قوة عسكرية تحت إسم “هيئة الاستعداد القتالي” تتكون من نخبة قوات من الحرس الثوري الإيراني, وطليعة مقاتلة من الفرقة 25 التي يقودها العميد سهيل الحسن وتعمل بالأجندة الروسية وتتبع لقاعدة حميميم, وبعض عناصر الوحدات الخاصة الروسية, وبدعم لوجيستي وبأعمال الاستطلاع من القوات الروسية, على أن تكون إيران رأس الحربة بتلك القوات ويلعب الجانب الروسي بالخطوط الخلفية دون الظهور, وأن تكون قيادة تلك القوات دورية كل ثلاثة أشهر من إحدى الدول الثلاث المشاركة, وعين فوراً اللواء الإيراني من الحرس الثوري أمير الدين زادة قائداً أول لتلك القوات, التي سيكون مقر قيادتها في المتحف الوطني في دير الزور على أن يرفع على تجمعاتها العسكرية ومقرات قيادتها العلم الروسي تجنباً للقصف بالطائرات الإسرائيلية أو طائرات التحالف الدولي, وعلى أن تكون مهمة تلك القوات وهدفها العام التحرش بقوات التحالف الدولي وتصعيب الوجود الأمركي والدخول معهم بحرب استنزاف تدفعهم بالنهاية للخروج من سوريا, ومن ثم التفرد لتطبيق توافقات أستانا وتفاهمات قمة طهران بإيجاد حل في سوريا تحدثت عنه تركيا مؤخراً من خلال مصالحة مع نظام الأسد تتبعها حكومة وحدة وطنية يتصدرها بشار الأسد ومن ثم الدعوة لعودة المهجرين والنازحين وقبض أموال الإعمار وتوزيعها بين أطراف استانا التي أعطت التفويض لنفسها بحل قضية السوريين على طريقتهم وبما يحقق أهدافهم بالدرجة الأولى.
إيران المتحمسة جداً للتحرش بالقوات الأمريكية وإعادة السيناريو العراقي الذي أنهته بقرار أمريكي بالانسحاب من العراق وتريد تكراره في سوريا, للسيطرة على السلة الاقتصادية السورية التي انفرد بها قسد بحماية الأمريكان, والتي تمنع روسيا وايران من السطو عليها أو استخدامها لدعم نظام الأسد اقتصادياً, إيران تحركت وبدأت قصفاً في البداية على قاعدة التنف عبر 6 مسيرات أٌسقطت معظمها من مضادات التحالف الدولي ووصلت واحدة وانفجرت داخل القاعدة لكن دون اصابات في صفوف مغاوير الثورة, لحقت إيران ذلك بهجوم آخر طال حقل العمر النفطي وأطراف معمل كونيكو, وحينها خرج الامريكان بتصريح أنهم محتفظون بحق الدفاع عن النفس ,ونامت إيران وميليشياتها وحلفائها في دمشق وقاعدة حميميم ملء الجفون باعتبارهم سجلوا نقطة ثمينة برصيد المواجهة مع الوجود الأمريكي في سوريا.
الولايات المتحدة الأمريكية التي قرأت ما صدر عن قمة طهران, وعلمت بما حصل في قاعدة حميميم, ومصادر استطلاعها رصدت تغيرات مسرح الأعمال القتالية في محيط الميادين ودير الزور وكامل الضفة الغربية للفرات, وعيونها الاستخباراتية نقلت لها الحشود التي بدأت إيران بنقلها للمنطقة, وكيف أبعدت إيران كل ميليشيات الأسد عن المنطقة, حتى ميليشيات الدفاع الوطني قامت بحلها واتباعها لميليشياتها, لتصبح كامل المنطقة الشرقية خالصة للحرس الثوري الإيراني ومن يعمل تحت رايته, وتنتشر فيها فقط ميليشيات من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله العراقي واللبناني, كتائب سيد الشهداء, كتائب الإمام علي, حركة النجباء, أبو الفضل عباس, لواء فاطميون ولواء زينبيون.
إيران التي أرادت بتحرشاتها المدعومة من موسكو إيصال رسالة لواشنطن بما يخص المفاوضات الشائكة في فيينا حول الملف النووي الإيراني, بالقول أنها قادرة على فتح جبهات متعددة ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل كما حركت حركة الجهاد الإسلامي, اليوم تحرك جبهات شرقي سوريا, وجنوب لبنان بالأساس هي على درجة عالية من التسخين لبدء حرب بين حزب الله وإسرائيل بأي لحظة كما نقلت وكالة رويتر بالقول: (الاستعداد للحرب على الجبهة الشمالية لإسرائيل قد بدأت, مع أنباء عن رصد شبكات اتصال لحزب الله تطلب من عناصرها الدخول بحالة تأهب قصوى), وأرادت إيران بنفس الوقت تحقيق الأهداف السياسية لقمة طهران والأهداف العسكرية لاجتماع قاعدة حميميم.
صبيحة يوم الأربعاء كانت الميليشيات الإيرانية على موعد مع قصف جوي مزلزل للتحالف الدولي عبر غرفة عمليات “العزم الصلب” وشاركت فيه 4 طائرات إف16 و3 مسيرات إضافة لقوات جوية من فرنسا وبريطانيا, قامت بتدمير مستودعات عياش التي تٌعتبر أكبر مستودعات عسكرية إستراتيجية لإيران في سوريا وتضم 80 مبنى محصن, ثم دمرت طائرات التحالف معسكر الصاعقة إضافة لمدرسة داخل دير الزور جعل منها الحرس الثوري الإيراني مقراً له, ثم قصف مراكز قيادية وأسلحة إيرانية في حويجة صكر قرب دير الزور. وأهداف أخرى, بضربات ساحقة هزت جذور الوجود الإيراني الذي حاول الرد بقصف من بعض راجمات الصواريخ عبر مجموعة شيخون, فعاد طيران التحالف وحوامات الأباتشي ليحصدها ويدمرها مع أهداف أخرى كانت ضمن بنك أهداف التحالف الدولي.
الولايات المتحدة الأمريكية أصدرت بيانات تهديد لإيران تقول فيها أن ردودها ستكون أقسى وأقوى لكل من يتعدى حدود مناطق النفوذ الأمريكي في سوريا, ولا تطبيع مع نظام دمشق, ولا رفع للعقوبات عن مجرميه ومن يطبع معه, ولا أموال إعمار لأي حل سياسي يكون خارج قرارات مجلس الأمن, وعلى إيران عدم الخلط بين ملفات المنطقة ومفاوضات الملف النووي الإيراني في فيينا.
عمليات قصف التحالف الدولي الموجعة لميليشيات إيران, ترافقت مع قصف إسرائيلي مدمر في منطقة مصياف بأرياف حماه وقرب الساحل, حيث استهدف الطيران الإسرائيلي مراكز البحث العلمي ومراكز خطوط إنتاج وتصنيع الصواريخ الإيرانية في مركز قرية الزاوي ومعسكر الطلائع في منطقة الشيخ غضبان, محدثاً دماراً كبيراً في المنطقة واشتعال للحرائق امتد لأكثر من 6 ساعات بعد جهود مضنية لمديريات الدفاع المدني في ثلاثة محافظات هي طرطوس وحماه واللاذقية, وقوة الدمار نجمت عن انفجار أكثر من ألف صاروخ كانت قد جمعتهم إيران في تلك المستودعات كرصيد استراتيجي لها في سوريا.
اللافت في ضربة إسرائيل لمصياف أنها العملية الخامسة على التوالي وخلال فترة قصيرة في منطقة الساحل وقريباً منها, كانت الأولى والثانية في ساحات الشحن بميناء اللاذقية, ثم عملية قصف أخرى في منطقة الحميدية على الحدود مع لبنان, ثم عملية قصف ستة شاحنات كانت تنقل أجهزة حساسة لصواريخ حزب الله في قرية أبو عفصة بريف طرطوس ثم ضربة مصياف التي لن تكون الأخيرة بالتأكيد, واللافت بتلك العمليات أيضاً أنها تتم على مرأى ومسمع الروس في قاعدة حميميم وقاعدة جول جمال في طرطوس, وتحت أمدية منظومات صواريخهم من الإس300 والإس400كل وسائط كشفهم, والواضح أن جعجعات التصريحات الروسية التي تبدي امتعاضها من الضربات الإسرائيلية وأحيانا تهدد بتفعيل منظومات النظام المجمدة, ليست سوى تصريحات للاستهلاك الإعلامي, وإن المعادلة الروسية الإسرائيلية تقول: الروس يصرحون إعلامياً بما يشاؤون وإسرائيل تقصف عملياً ما تشاء.
هناك من قال أن كل الضربات الإسرائيلية لمواقع إيران سواءاً بالساحل السوري أو في مناطق أخرى استندت لتسريبات وإحداثيات وصلت لغرف العمليات الجوية الإسرائيلية في حيفا وكان الروس مصدرها, وأن دفع قاعدة حميميم إيران لمواجهة مع الأمريكان والتحالف الدولي في شرقي الفرات كان المقصود منه إضعاف الميليشيات الإيرانية في سوريا في فترة انشغال الروس بالحرب الأوكرانية,كي تتفرغ لها موسكو لاحقاً وتقص جذورها في سوريا لإبقاء قرار دمشق بعهدة سيد الكرملين؟؟
فهل غدرت روسيا بحليفها الإيراني؟؟
احتمال وارد, ومن باب الاحتياط وجب تذكير بقية حلفاء الروس بالمثل الشعبي القائل: إذا حلق جارك بل دقنك … فالروس لا يؤمن جانبهم
----------
وكالة ثقة – خاص.
إيران المتحمسة جداً للتحرش بالقوات الأمريكية وإعادة السيناريو العراقي الذي أنهته بقرار أمريكي بالانسحاب من العراق وتريد تكراره في سوريا, للسيطرة على السلة الاقتصادية السورية التي انفرد بها قسد بحماية الأمريكان, والتي تمنع روسيا وايران من السطو عليها أو استخدامها لدعم نظام الأسد اقتصادياً, إيران تحركت وبدأت قصفاً في البداية على قاعدة التنف عبر 6 مسيرات أٌسقطت معظمها من مضادات التحالف الدولي ووصلت واحدة وانفجرت داخل القاعدة لكن دون اصابات في صفوف مغاوير الثورة, لحقت إيران ذلك بهجوم آخر طال حقل العمر النفطي وأطراف معمل كونيكو, وحينها خرج الامريكان بتصريح أنهم محتفظون بحق الدفاع عن النفس ,ونامت إيران وميليشياتها وحلفائها في دمشق وقاعدة حميميم ملء الجفون باعتبارهم سجلوا نقطة ثمينة برصيد المواجهة مع الوجود الأمريكي في سوريا.
الولايات المتحدة الأمريكية التي قرأت ما صدر عن قمة طهران, وعلمت بما حصل في قاعدة حميميم, ومصادر استطلاعها رصدت تغيرات مسرح الأعمال القتالية في محيط الميادين ودير الزور وكامل الضفة الغربية للفرات, وعيونها الاستخباراتية نقلت لها الحشود التي بدأت إيران بنقلها للمنطقة, وكيف أبعدت إيران كل ميليشيات الأسد عن المنطقة, حتى ميليشيات الدفاع الوطني قامت بحلها واتباعها لميليشياتها, لتصبح كامل المنطقة الشرقية خالصة للحرس الثوري الإيراني ومن يعمل تحت رايته, وتنتشر فيها فقط ميليشيات من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله العراقي واللبناني, كتائب سيد الشهداء, كتائب الإمام علي, حركة النجباء, أبو الفضل عباس, لواء فاطميون ولواء زينبيون.
إيران التي أرادت بتحرشاتها المدعومة من موسكو إيصال رسالة لواشنطن بما يخص المفاوضات الشائكة في فيينا حول الملف النووي الإيراني, بالقول أنها قادرة على فتح جبهات متعددة ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل كما حركت حركة الجهاد الإسلامي, اليوم تحرك جبهات شرقي سوريا, وجنوب لبنان بالأساس هي على درجة عالية من التسخين لبدء حرب بين حزب الله وإسرائيل بأي لحظة كما نقلت وكالة رويتر بالقول: (الاستعداد للحرب على الجبهة الشمالية لإسرائيل قد بدأت, مع أنباء عن رصد شبكات اتصال لحزب الله تطلب من عناصرها الدخول بحالة تأهب قصوى), وأرادت إيران بنفس الوقت تحقيق الأهداف السياسية لقمة طهران والأهداف العسكرية لاجتماع قاعدة حميميم.
صبيحة يوم الأربعاء كانت الميليشيات الإيرانية على موعد مع قصف جوي مزلزل للتحالف الدولي عبر غرفة عمليات “العزم الصلب” وشاركت فيه 4 طائرات إف16 و3 مسيرات إضافة لقوات جوية من فرنسا وبريطانيا, قامت بتدمير مستودعات عياش التي تٌعتبر أكبر مستودعات عسكرية إستراتيجية لإيران في سوريا وتضم 80 مبنى محصن, ثم دمرت طائرات التحالف معسكر الصاعقة إضافة لمدرسة داخل دير الزور جعل منها الحرس الثوري الإيراني مقراً له, ثم قصف مراكز قيادية وأسلحة إيرانية في حويجة صكر قرب دير الزور. وأهداف أخرى, بضربات ساحقة هزت جذور الوجود الإيراني الذي حاول الرد بقصف من بعض راجمات الصواريخ عبر مجموعة شيخون, فعاد طيران التحالف وحوامات الأباتشي ليحصدها ويدمرها مع أهداف أخرى كانت ضمن بنك أهداف التحالف الدولي.
الولايات المتحدة الأمريكية أصدرت بيانات تهديد لإيران تقول فيها أن ردودها ستكون أقسى وأقوى لكل من يتعدى حدود مناطق النفوذ الأمريكي في سوريا, ولا تطبيع مع نظام دمشق, ولا رفع للعقوبات عن مجرميه ومن يطبع معه, ولا أموال إعمار لأي حل سياسي يكون خارج قرارات مجلس الأمن, وعلى إيران عدم الخلط بين ملفات المنطقة ومفاوضات الملف النووي الإيراني في فيينا.
عمليات قصف التحالف الدولي الموجعة لميليشيات إيران, ترافقت مع قصف إسرائيلي مدمر في منطقة مصياف بأرياف حماه وقرب الساحل, حيث استهدف الطيران الإسرائيلي مراكز البحث العلمي ومراكز خطوط إنتاج وتصنيع الصواريخ الإيرانية في مركز قرية الزاوي ومعسكر الطلائع في منطقة الشيخ غضبان, محدثاً دماراً كبيراً في المنطقة واشتعال للحرائق امتد لأكثر من 6 ساعات بعد جهود مضنية لمديريات الدفاع المدني في ثلاثة محافظات هي طرطوس وحماه واللاذقية, وقوة الدمار نجمت عن انفجار أكثر من ألف صاروخ كانت قد جمعتهم إيران في تلك المستودعات كرصيد استراتيجي لها في سوريا.
اللافت في ضربة إسرائيل لمصياف أنها العملية الخامسة على التوالي وخلال فترة قصيرة في منطقة الساحل وقريباً منها, كانت الأولى والثانية في ساحات الشحن بميناء اللاذقية, ثم عملية قصف أخرى في منطقة الحميدية على الحدود مع لبنان, ثم عملية قصف ستة شاحنات كانت تنقل أجهزة حساسة لصواريخ حزب الله في قرية أبو عفصة بريف طرطوس ثم ضربة مصياف التي لن تكون الأخيرة بالتأكيد, واللافت بتلك العمليات أيضاً أنها تتم على مرأى ومسمع الروس في قاعدة حميميم وقاعدة جول جمال في طرطوس, وتحت أمدية منظومات صواريخهم من الإس300 والإس400كل وسائط كشفهم, والواضح أن جعجعات التصريحات الروسية التي تبدي امتعاضها من الضربات الإسرائيلية وأحيانا تهدد بتفعيل منظومات النظام المجمدة, ليست سوى تصريحات للاستهلاك الإعلامي, وإن المعادلة الروسية الإسرائيلية تقول: الروس يصرحون إعلامياً بما يشاؤون وإسرائيل تقصف عملياً ما تشاء.
هناك من قال أن كل الضربات الإسرائيلية لمواقع إيران سواءاً بالساحل السوري أو في مناطق أخرى استندت لتسريبات وإحداثيات وصلت لغرف العمليات الجوية الإسرائيلية في حيفا وكان الروس مصدرها, وأن دفع قاعدة حميميم إيران لمواجهة مع الأمريكان والتحالف الدولي في شرقي الفرات كان المقصود منه إضعاف الميليشيات الإيرانية في سوريا في فترة انشغال الروس بالحرب الأوكرانية,كي تتفرغ لها موسكو لاحقاً وتقص جذورها في سوريا لإبقاء قرار دمشق بعهدة سيد الكرملين؟؟
فهل غدرت روسيا بحليفها الإيراني؟؟
احتمال وارد, ومن باب الاحتياط وجب تذكير بقية حلفاء الروس بالمثل الشعبي القائل: إذا حلق جارك بل دقنك … فالروس لا يؤمن جانبهم
----------
وكالة ثقة – خاص.