نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


مشروع سورية الإيراني يبدأ التخبُّطَ








لقد قامت إيران بتقليص نشاطها في منطقة مطار دمشق، وخفَّضت عدد أفراد الميليشيات المدعومة من طهران الموجودين هناك، لذا على إسرائيل أن تشكر روسيا بشكل أساسي على هذا الصنيع.


لقد وقعت الهجمات الجوية الأخيرة المنسوبة لإسرائيل في سورية، واحدة منها كانت نهاية الأسبوع الماضي، في وسط وشمال البلاد. وكان الغائب عن خريطة هجمات هذا العام هو هدفاً رئيسياً لسلاح الجو جرى استهدافه في السنوات الأخيرة وهو المطار الدولي في دمشق. لا يوجد شيء عشوائي في هذا، فمنذ أن بدأت إسرائيل في اتخاذ إجراءات (وفقاً لتقارير أجنبية في الغالب) ضدّ الوجود الإيراني في سورية، في أواخر عام 2017، حدث العديد من التعديلات هناك. ففي مطلع عام 2019، أفادت صحيفة "هآرتس''، عن قيام الإيرانيين بإجلاء قواتهم من منطقة مطار دمشق في أعقاب الهجمات الإسرائيلية العديدة. وعادوا إلى هناك بعد عام ولكن قاموا بتقليص وجودهم في هذه المنطقة مؤخراً مجدداً.

إن التغيير ناجم عن ضغوط الروس والسوريين على الإيرانيين. فبالنسبة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، كانت الضربات الإسرائيلية على المطار، والتي كانت مرئية على نطاق واسع في العاصمة وحولها مصدر إحراج. وبفضل المساعدة الروسية الكبيرة، بدأت قبضة النظام القاتل تستقرّ مرّة أخرى. وأظهرت الهجمات أن الأمور ليست كلّها على ما يرام. ففي أعقاب الضغط، ركّزت إيران مرّة أخرى الكثير من نشاطها في قاعدة "T-4" الجوية، شرق حمص وهي أبعد بكثير عن حدود إسرائيل. كما أن هذا ليس التغيير الوحيد في نشاطهم. 

حيث إن مصادر استخبارات غربية مختلفة تُقدّر أن عدد رجال الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في سورية قد انخفض إلى النصف، من 20.000 إلى 10.000. كما تواجه طهران صعوبة في تمويل مشروعها السوري، حتى بعد ارتفاع أسعار النفط، الذي وصل هذا الشهر إلى 80 دولاراً للبرميل، بعد أن هبط إلى الصفر في بداية الوباء.

ويميل الناطقون الرسميون الإسرائيليون عموماً إلى رسم صورة للتهديد من جانب إيران في جميع أنحاء المنطقة، من أجل التأكيد على الخطر الذي تشكله تلك الدولة. لكن يبدو، في الواقع، أن تغيراتٍ في اتجاهات مختلفة حدثت في هذه التوجُّهات على مرّ السنين. فقد واجهت إيران صعوبات ملموسة تتعلق بإيران كـ "دولة"، لا سيما منذ اغتيال الولايات المتحدة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني ، في كانون الثاني (يناير) 2020.

بالتزامن مع ذلك، هناك محاولة جارية لتطبيع العلاقات بين العالم العربي والنظام السوري. حيث إن ذوبان الجليد في العلاقات بين سورية والأردن، والذي من المُحتمل أن يشمل فتح المعابر الحدودية بين البلدين، يهدف إلى تعزيز اقتصاد البلدين. فالوضع في الأردن مُقلِق.

 والملك عبد الله يواجه انتقادات داخلية في أعقاب فضح ثروته الخاصة وفساده في وثائق "باندورا"، وبسبب الزيادة الحادة في البطالة في البلاد. حيث ما يقرب من ربع القُوَى العاملة ونصف السكان الشباب عاطلون عن العمل. وكما هي العادة في حالات الأزمات، قام الملك بتغيير حكومته للمرة الرابعة خلال عام.

فاليوم عمّان في حاجة ماسّة إلى المساعدة من إسرائيل. ولهذا اتخذ الأردن هذا الأسبوع خطوة غير عادية بالتلاعب بموافقة إسرائيل على زيادة حصة المياه التي تزوّد البلاد بها. وقد قام رئيس الوزراء السابق نتنياهو بمهاجمة بينيت بسبب ضعفه في مواجهة الأردن، حيث قال: "إنه يمنحهم الماء، ويتركهم ينقلون النفط إلى إيران."

لكن يجب أن يعرف نتنياهو أكثرَ من أي واحد منّا مدى مساهمة الأردن في أمن إسرائيل. ويكفي التذكير بآخِر ما أوردته وسائل الإعلام العربية من أن الطائرات التي قصفت منطقة قرب حمص وصلت من الجنوب بمعنى أنها حلَّقت في الأجواء الأردنية. ومع ذلك يواصل نتنياهو إظهار موقف غير مسؤول تجاه الأردن، والذي يرجع جزئياً إلى علاقاته الطويلة السيئة مع الملك.

في لبنان الخاضع للنفوذ الإيراني المُكثَّف، تستمر عملية الانهيار الداخلي. ويبدو أنه ثمة انخفاض جديد في إنتاج الكهرباء في بداية الأسبوع عندما توقفت شبكة الكهرباء الوطنية عن العمل ليوم واحد. ويقوم حزب الله إلى حدٍّ مَا  بمحاولة استغلال الفراغ الحاصل بمادة الوَقود عن طريق ما يصل من هذه المادة عَبْر ناقلات النفط من إيران. ومع ذلك، سارت الأمور من سيئ إلى أسوأ وانفجرت بيروت يوم الخميس مع بعض أعمال العنف الطائفي الأسوأ منذ عقود.

وقُتل ستة أشخاص على الأقل وأُصيب العشرات خلال احتجاج نظّمه حزب الله وحلفاؤه ضد رئيس التحقيق في انفجار العام الماضي بميناء المدينة.

وقد قام أحد السوريين في المنفى هذا الأسبوع بالتغريد للحديث عن التباين الشديد بين القوة العسكرية التي يخطط لها حزب الله، مع مخزونه من الصواريخ وتهديداته العلنية ضد إسرائيل، والوضع القاتم في البلاد، حيث الاقتصاد ومؤسسات الدولة بالكاد تعمل.

 فقد كتب كمال ثابث في حسابه على "تويتر":

إن الوضع يبدو كما لو أن إنساناً يعيش في وضع مُزْرٍ وسط القمامة والدمار، ويقوم ذلك الشخص بتسليح نفسه وتخبئة السلاح وسط القمامة المنتشرة حوله".
---------------

هآرتس - ندا بوست


ترجمة: عبدالحميد فحام
الاحد 24 أكتوبر 2021