ويحمل المسجد اسم "غوريه"، ويعود تاريخه إلى عام 1825 عندما كان منزلاً لشخص مسيحي، وتبرّع به لصالح المسلمين الذين كانوا يشكلون أقلية في الجزيرة.
واستغرق تحويل ذلك المنزل إلى مسجد، على يد مسلمي الجزيرة 40 عاماً، حيث افتتح رسميا للعبادة بحلول عام 1892.
ويناشد الأهالي تركيا لترميم وتوسيع المسجد لعدم قدرته على استيعاب كافة المصلين في المنطقة، وليغدو واحدا من المعالم الأثرية الهامة في الجزيرة.
ويتسع المسجد حالياً لـ 100 شخص، إلا أنه يواجه مخاطر الانهيار بسبب التآكل، فيما يعمل سكان الجزيرة للحفاظ عليه عبر طرق بدائية ومؤقتة.
** "يونسكو" لم تتدخل لترميمه
يقول رئيس بلدية غوريه، أوغوستين سنغهور للأناضول، إنه "من غير المتوقع أن يصمد المسجد أكثر أمام التآكلات".
ويضيف أن "المسجد الذي يعد رمزا هاما من رموز فترة العبيد، لم يخلُ من المرتادين منذ افتتاحه للعبادة وحتى الوقت الحاضر"، مشيرا إلى أنه "بحاجة إلى صيانة، وترميم وتوسيع".
ويردف سنغهور، أن الجزيرة "مصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، وأن المسجد المذكور جزء من المعالم التي كانت شاهدة على حقبة العبيد في المنطقة".
ويشير إلى أنه "رغم ذلك إلا أن (يونسكو) لم تقدم أي دعم مادي للمسجد رغم أنه ضمن منطقة مدرجة على قائمة التراث العالمي"، لافتا إلى أن "الموارد المالية اللازمة لاحتياجات المسجد، يتم تأمينها من قبل البلدية وتبرعات المتطوعين".
** مناشدة عاجلة
ووجّه سنغهور نداء إلى "جميع بلدان العالم الإسلامي وخاصة تركيا لتقديم المساعدة بترميم مسجد الجزيرة وحمايته من الانهيار"، لافتا إلى أنه " بحاجة إلى ترميم عاجل وفي أقرب وقت".
وإلى جانب ترميم وتوسيع المسجد دعا سنغهور، إلى المساعدة "في تشييد مبنى بجانبه، ليكون مركزاً علمياً لأبناء الجزيرة".
** المسلمون ثلث سكان غوريه
ويشكّل المسلمون ثلث سكان الجزيرة البالغ عددهم 1800 نسمة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان قد زار جزيرة غوريه سابقا، وتجوّل فيما يعرف "بدار العبيد" التي كانت المحطة الأخيرة للعبيد ممن كان يتم إحضارهم من مختلف مناطق القارة السمراء، قبل ترحيلهم إلى أوروبا والأمريكيتين للعمل لدى الأثرياء البيض.
وبدأ التوطين في جزيرة غوريه مع بناء البرتغاليين كنيسة صغيرة عليها عام 1450، وخضعت لسيطرة الفرنسيين في 1677، واستمرت حتى حصول السنغال على استقلالها عام 1960.
واشتهر اسمها مع بناء "بيوت العبيد" عام 1780، غير أنها خسرت دورها في تجارة الرقيق مع إلغاء الرق في فرنسا عام 1848، وتحولت إلى قاعدة بحرية دفاعية.
** تركيا والسنغال
وفور إعلان السنغال استقلالها عن الاحتلال الفرنسي عام 1960، انطلقت العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة ودكار، وبدأت الزيارات الرسمية المتبادلة على صعيد الزعماء ورؤساء الحكومة والوزراء، وفتحت كل دولة سفارتها في أراضي الأخرى.
وتعدّ وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" واحدة من المؤسسات التركية التي ساهمت في تعزيز العلاقات بين أنقرة ودكار، وذلك عبر نشاطها في السنغال.
ويعدّ مكتب "تيكا" التنسيقي في دكار، أول مكتب للوكالة في منطقة غرب افريقيا، والثالث على صعيد القارة بعد مكتبي السودان وأثيوبيا.
وفتحت "تيكا" مكتبها في السنغال عام 2007، لتبدأ بعدها مباشرة ببناء وترميم دور العلم والجامعات والمدارس المختلفة في أنحاء السنغال.
-------------
الأناضول