ذوو العسكريين الروس في حرب الكرملين الحالية على أوكرانيا يتسقطون المعلومات من البيانات الرسمية الأوكرانية والرسائل النصية من مواطنين أو مواقع أوكرانية عن مكان ومصير أقربائهم وتخمين خريطة جبهات القتال. كان من العبث البحث في الإعلام الروسي عن حقيقة ما يدور منذ حوالي أسبوعين من شائعات عن إنسحاب جزئي للقوات الروسية من سوريا. الحذر من وظيفة البروباغندا الموازية للوظيفة الرئيسية للإعلام أثناء الحروب، فرضت بعض التردد في الأخذ بما ينشره الإعلام الأوكراني الناطق بالروسية عن إنسحاب للقوات الروسية من سوريا. وكان منذ مدة يفيض بالتعليقات والتحليلات حول هذا الإنسحاب وأسبابه وتأثيره على موازين القوى في الحرب، وكذلك في سوريا والشرق الأوسط ككل.
موقع صحيفة ذا موسكو تايمز الناطق بالإنكليزية وجزئياً بالروسية (توزع مجاناً في المقاهي وأمكنة تجمع الشبيبة الروسية)، والتي تصدرها جمعية هولندية وحظرت في روسيا الشهر المنصرم ، نشر في 6 من الجاري نصاً مقتضباً بعنوان ” بدأت روسيا نقل القوات من سوريا إلى أوكرانيا”. يرى الموقع أن بوتين إضطر لتقليص العملية في سوريا لتسريع الحملة المتوقفة من أجل ضم الدونباس. وقد بدأت روسيا عملية نقل قواتها المسلحة من سوريا وتجميعها في ثلاثة مطارات قبل إرسالها إلى الجبهة الأوكرانية. وتنقل روسيا القواعد الجوية التي تغادرها إلى الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
يقول الموقع بأن العدد الحالي الدقيق لأفراد الوحدة العسكرية الروسية في روسيا ليس معروفاً. لكن معطيات وزارة الدفاع الروسية تشير إلى أن هذا العدد سبق أن كان 63 ألف عسكري، يشكل الضباط حوالي النصف منهم.
ويشير الموقع إلى أن القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا خاض الحرب السورية، ووضع أمامه بوتين مهمة تحقيق النصر قبل 9 أيار/مايو، يوم النصر على ألمانيا النازية. لكنه يرى بأن هذا الهدف بعيد المنال حالياً. فخلال ثلاثة أسابيع على بدء المرحلة الثانية من الحرب على أوكرانيا يبدو تقدم الجيش الروسي في الحد الأدنى بطيئاً “بأحسن الأحوال”.
الموقع الأوكراني يو ان ان نشر في 11 من الجاري نصاً بعنوان “فشل الحرب في أوكرانيا وصعوبات الأمور اللوجستية: خبير يحدد أسباب إنسحاب القوات الروسية من سوريا”. ينقل الموقع عن الخبير قوله بأن روسيا مضطرة لسحب قواتها من سوريا، ليس فقط بسبب فشل الحرب في أوكرانيا والحاجة إلى قوات إضافية، بل وبسبب الصعوبات اللوجستية في خدمة هذه القوات. وإذا سحبت 6 آلاف من قواتها، سوف تبقى في كل الأحوال القاعدة البحرية العسكرية والقاعدة الجوية، مما يعني بقاء عدد محدد من القوات لخدمتها. ليس الوضع في سوريا وضع هزيمة، بل هي الحاجة للقوات على جبهة أخرى. بالطبع، يمكن القول بأن هذا يحدث بسبب الفشل في الحرب في أوكرانيا، لكن هذا ليس هزيمة. والخبير على اقتناع بأن إقفال المضائق والأجواء التركية بوجه السفن والطيران العسكري الروسي يضاعف مرات كلفة الخدمات اللوجستية لروسيا، مما يضطرها لتخفيض وجودها في الشرق الأوسط.
أما بشأن ما يتركه الإنسحاب من تأثيرات على الوضع في الشرق الأوسط، يفترض الخبير بأن نفوذ إيران في سوريا سوف يتصاعد، ويستدل على ذلك بمحادثات الأسد مع الإيرانيين في زيارته الأخيرة. وتستمر صعبة العلاقات بين إيران وروسيا، وذلك لإدعاء تفردها في الإنتصار بسوريا، الذي يعود الفضل الرئيسي فيه للإيرانيين في الحقيقة.
يرى الخبير أن روسيا تراوغ في ترك الأخرين يتحزرون بشأن انسحابها من سوريا، وهي تريد بذلك إرسال إشارة قوية إلى اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط بأنها لا تستطيع التعاون بفعالية معهم. لكن الوضع ليس كذلك، فهي ستحتفظ برأس جسر هناك، وكل من القوى لديه مجال نفوذ ضئيل الإرتباط بروسيا. فالشمال السوري تسيطر عليه تركيا، بينما إسرائيل تنشط في مجابهة الوجود الإيراني. أي أن قرار موسكو الإنسحاب من سوريا حوله ما يكفي من الشكوك.
وفي ما يتعلق بوقوع “حرب كبيرة” قريباً في الشرق الأوسط كما يتوقع محللون كثيرون، يرى الخبير أن الأمر يتوقف على عوامل متعددة. أول هذه العوامل هو نتيجة الإنتخابات اللبنانية شديدة الأهمية لفهم ما سوف يحدث في الشرق الأوسط. ثانيها هو مستقبل التحالف الإسرائيلي الذي قد يؤدي ضعفه إلى إنتخابات مبكرة وانغماس إسرائيل بالوضع الداخلي، وبالتالي صعوبة تخصيص موارد للعمليات الخارجية. أما العامل الثالث فهو مصير الإتفاقية النووية الإيرانية وما إن كان سيتم التوقيع عليها وردة الفعل الأميركية التي تجعل تطور الوضع في المنطقة غامض الإتجاه. والخبير على ثقة أن وضع المنطقة إثر الإنسحاب الروسي سيشهد فترة حبس أنفاس في توقع الأحداث التي يمكن أن تعقبه.
صحيفة البرافدا الأوكرانية نشرت في 10 من الجاري نصاً بعنوان “خطوة إضطرارية لبوتين: لماذا تسحب روسيا قواتها من سوريا، وما هي العواقب المترتبة على ذلك”. ترى الصحيفة أن مشاركة روسيا في الحرب السورية كانت برهاناً على عودتها إلى “نادي الدول العظمى”. فقد أسقطت محاولات الغرب إزاحة الديكتاتور بشار الأسد، وأجبرت الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل على أن يحسبوا حسابها.
ترى الصحيفة أن نقل كل القوات الروسية من سوريا إلى أوكرانيا لن يغير ميزان القوى لصالح روسيا، وسوف يصبح موضع شك مصير قاعدتها العسكرية الوحيدة خارج الحدود السابقة للإتحاد السوفياتي. كما ترى أنه سيتعين على روسيا التخلي نهائياً عن وضعها أكبر من قوة إقليمية.
تقول الصحيفة أن إنسحاب روسيا من سوريا سوف يغير كلياً كل الأجندات في الشرق الأوسط. فقد نقلت الصحيفة عن مصادر سورية معارضة أن العسكريين الروس ينقلون قسماً من قواعدهم في سوريا إلى حزب الله والفصائل الأخرى الموالية لإيران. والمعروف حتى الآن أن الروس جمعوا وحداتهم في قاعدة حميميم تمهيداً لإجلائها.
وفي الوقت عينه سيطر الإيرانيون على مطار حلب وعشرات القرى والبلدات حوله، وكذلك مطار تدمر ومستودعات ذخيرة في حمص. ومن اللافت أن عملية نقل القواعد والمطارات مستمرة منذ حوالي الشهر، إلا أن المصادر الروسية لم تأت على ذكرها.
تقول الصحيفة أن المعلقين الموالين للأسد يشيعون أنه، بعد الإنتصار في أوكرانيا، سوف تعود روسيا إلى سوريا أقوى مما كانت عليه. لكن هذا الكلام يخفي وراءه الخوف من البقاء بمواجهة المعارضين والتنظيمات الموالية لتركيا بدون تغطية جوية.
موقع صحيفة ذا موسكو تايمز الناطق بالإنكليزية وجزئياً بالروسية (توزع مجاناً في المقاهي وأمكنة تجمع الشبيبة الروسية)، والتي تصدرها جمعية هولندية وحظرت في روسيا الشهر المنصرم ، نشر في 6 من الجاري نصاً مقتضباً بعنوان ” بدأت روسيا نقل القوات من سوريا إلى أوكرانيا”. يرى الموقع أن بوتين إضطر لتقليص العملية في سوريا لتسريع الحملة المتوقفة من أجل ضم الدونباس. وقد بدأت روسيا عملية نقل قواتها المسلحة من سوريا وتجميعها في ثلاثة مطارات قبل إرسالها إلى الجبهة الأوكرانية. وتنقل روسيا القواعد الجوية التي تغادرها إلى الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
يقول الموقع بأن العدد الحالي الدقيق لأفراد الوحدة العسكرية الروسية في روسيا ليس معروفاً. لكن معطيات وزارة الدفاع الروسية تشير إلى أن هذا العدد سبق أن كان 63 ألف عسكري، يشكل الضباط حوالي النصف منهم.
ويشير الموقع إلى أن القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا خاض الحرب السورية، ووضع أمامه بوتين مهمة تحقيق النصر قبل 9 أيار/مايو، يوم النصر على ألمانيا النازية. لكنه يرى بأن هذا الهدف بعيد المنال حالياً. فخلال ثلاثة أسابيع على بدء المرحلة الثانية من الحرب على أوكرانيا يبدو تقدم الجيش الروسي في الحد الأدنى بطيئاً “بأحسن الأحوال”.
الموقع الأوكراني يو ان ان نشر في 11 من الجاري نصاً بعنوان “فشل الحرب في أوكرانيا وصعوبات الأمور اللوجستية: خبير يحدد أسباب إنسحاب القوات الروسية من سوريا”. ينقل الموقع عن الخبير قوله بأن روسيا مضطرة لسحب قواتها من سوريا، ليس فقط بسبب فشل الحرب في أوكرانيا والحاجة إلى قوات إضافية، بل وبسبب الصعوبات اللوجستية في خدمة هذه القوات. وإذا سحبت 6 آلاف من قواتها، سوف تبقى في كل الأحوال القاعدة البحرية العسكرية والقاعدة الجوية، مما يعني بقاء عدد محدد من القوات لخدمتها. ليس الوضع في سوريا وضع هزيمة، بل هي الحاجة للقوات على جبهة أخرى. بالطبع، يمكن القول بأن هذا يحدث بسبب الفشل في الحرب في أوكرانيا، لكن هذا ليس هزيمة. والخبير على اقتناع بأن إقفال المضائق والأجواء التركية بوجه السفن والطيران العسكري الروسي يضاعف مرات كلفة الخدمات اللوجستية لروسيا، مما يضطرها لتخفيض وجودها في الشرق الأوسط.
أما بشأن ما يتركه الإنسحاب من تأثيرات على الوضع في الشرق الأوسط، يفترض الخبير بأن نفوذ إيران في سوريا سوف يتصاعد، ويستدل على ذلك بمحادثات الأسد مع الإيرانيين في زيارته الأخيرة. وتستمر صعبة العلاقات بين إيران وروسيا، وذلك لإدعاء تفردها في الإنتصار بسوريا، الذي يعود الفضل الرئيسي فيه للإيرانيين في الحقيقة.
يرى الخبير أن روسيا تراوغ في ترك الأخرين يتحزرون بشأن انسحابها من سوريا، وهي تريد بذلك إرسال إشارة قوية إلى اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط بأنها لا تستطيع التعاون بفعالية معهم. لكن الوضع ليس كذلك، فهي ستحتفظ برأس جسر هناك، وكل من القوى لديه مجال نفوذ ضئيل الإرتباط بروسيا. فالشمال السوري تسيطر عليه تركيا، بينما إسرائيل تنشط في مجابهة الوجود الإيراني. أي أن قرار موسكو الإنسحاب من سوريا حوله ما يكفي من الشكوك.
وفي ما يتعلق بوقوع “حرب كبيرة” قريباً في الشرق الأوسط كما يتوقع محللون كثيرون، يرى الخبير أن الأمر يتوقف على عوامل متعددة. أول هذه العوامل هو نتيجة الإنتخابات اللبنانية شديدة الأهمية لفهم ما سوف يحدث في الشرق الأوسط. ثانيها هو مستقبل التحالف الإسرائيلي الذي قد يؤدي ضعفه إلى إنتخابات مبكرة وانغماس إسرائيل بالوضع الداخلي، وبالتالي صعوبة تخصيص موارد للعمليات الخارجية. أما العامل الثالث فهو مصير الإتفاقية النووية الإيرانية وما إن كان سيتم التوقيع عليها وردة الفعل الأميركية التي تجعل تطور الوضع في المنطقة غامض الإتجاه. والخبير على ثقة أن وضع المنطقة إثر الإنسحاب الروسي سيشهد فترة حبس أنفاس في توقع الأحداث التي يمكن أن تعقبه.
صحيفة البرافدا الأوكرانية نشرت في 10 من الجاري نصاً بعنوان “خطوة إضطرارية لبوتين: لماذا تسحب روسيا قواتها من سوريا، وما هي العواقب المترتبة على ذلك”. ترى الصحيفة أن مشاركة روسيا في الحرب السورية كانت برهاناً على عودتها إلى “نادي الدول العظمى”. فقد أسقطت محاولات الغرب إزاحة الديكتاتور بشار الأسد، وأجبرت الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل على أن يحسبوا حسابها.
ترى الصحيفة أن نقل كل القوات الروسية من سوريا إلى أوكرانيا لن يغير ميزان القوى لصالح روسيا، وسوف يصبح موضع شك مصير قاعدتها العسكرية الوحيدة خارج الحدود السابقة للإتحاد السوفياتي. كما ترى أنه سيتعين على روسيا التخلي نهائياً عن وضعها أكبر من قوة إقليمية.
تقول الصحيفة أن إنسحاب روسيا من سوريا سوف يغير كلياً كل الأجندات في الشرق الأوسط. فقد نقلت الصحيفة عن مصادر سورية معارضة أن العسكريين الروس ينقلون قسماً من قواعدهم في سوريا إلى حزب الله والفصائل الأخرى الموالية لإيران. والمعروف حتى الآن أن الروس جمعوا وحداتهم في قاعدة حميميم تمهيداً لإجلائها.
وفي الوقت عينه سيطر الإيرانيون على مطار حلب وعشرات القرى والبلدات حوله، وكذلك مطار تدمر ومستودعات ذخيرة في حمص. ومن اللافت أن عملية نقل القواعد والمطارات مستمرة منذ حوالي الشهر، إلا أن المصادر الروسية لم تأت على ذكرها.
تقول الصحيفة أن المعلقين الموالين للأسد يشيعون أنه، بعد الإنتصار في أوكرانيا، سوف تعود روسيا إلى سوريا أقوى مما كانت عليه. لكن هذا الكلام يخفي وراءه الخوف من البقاء بمواجهة المعارضين والتنظيمات الموالية لتركيا بدون تغطية جوية.