نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


قبلات المراهقات والمراهقين المغاربة بين دعاوى التشهير وقيود المجتمع




الرباط - أصل الحكاية قبلة جمعت بين مراهقين وثقت بصورة نشرت على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، تطور الأمر من لحظة صفاء مشاعر بين قاصرين إلى دعوة قضائية حركتها جمعية حقوقية محلية: المنظمة المتحدة لحقوق الإنسان والحريات العامة بالمغرب، بمدينة الناظور (شمال شرق المغرب) متهمة إياهما بـ "الإخلال بالحياء العام". أثار احتجاز المراهقين نقاشا محتدما على صفحات التواصل الاجتماعي بين متعاطفين ومدينين لهما. "هفيما يلي آراء شابات مغربيات حول مصير القاصرة التي ظهرت في الصورة.


قبلات المراهقات والمراهقين المغاربة بين دعاوى التشهير وقيود المجتمع
نعمة بن تهامي، 25 سنة، شابة تشتغل مضيفة استقبال بإحدى الشركات العقارية الكبرى بالمغرب، ترى أن تلك الطفلة هي ضحية تشهير وقد يترتب عن ذلك عواقب نفسية سلبية، لأن المجتمع لا يتسامح مع المرأة كما الرجل. "رغم الانفتاح الذي أصبح متاحا بفضل وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن الذكر يبقى مقدسا ومدللا في الأسر بخلاف الأنثى، توضح نعمة مؤكدة على أن جل شباب المغرب يقومون بسلوكات مماثلة لكنها تبقى حبيسة السرية وبعيدة عن أنظار المجتمع، مضيفة: "لم يتخلص المجتمع من العقلية الذكورية، لذلك ستتعرض الفتاة إلى كل أشكال الاحتقار ولن تسلم من وصفها بأبشع النعوت".
وتعتبر نعمة أن مثل هذه القبلة العلنية هي منافية للتقاليد والأعراف وكذلك الإسلام الذي يدين به جل المغاربة، وبالتالي لن يكون هناك تسامح مع المراهقين وخصوصا الفتاة. "يجب أن تبقى الفتاة عفيفة في نظر المجتمع إلى حين زواجها".

مباشرة بعد اعتقال المراهقين في مدينة الناظور، شرع نشطاء في كتابة عبارات التضامن معهما وسط رفض شباب آخرين للقبلة العلنية، وتلت كل عبارة تضامن هاشتاق Freeboussa# (قبلة حرة)، إلى أن اتفق عدد من النشطاء على القيام بوقفة تضامنية السبت الماضي أمام مبنى البرلمان بالرباط، أسموها بـ kiss-in .

ابتسام لشكر طبيبة نفسانية وناشطة بالحركة البديلة من أجل الحريات الفردية المعروفة اختصارا بـ "مالي"، شاركت رفقة خطيبها في وقفة تضامنية مع المراهقيْن، وعزت كل عبارات الشتم التي نعتت بها قبل وأثناء وبعد الشكل التضامني مرتبطة بكونها امرأة. تقول ابتسام: "إن جل ما أتعرض له من تضييق وسب مرده إلى السلطة الأبوية التي لا زالت متحكمة في المجتمع المغربي، الذي لا يقبل أن ترفض المرأة العادات والتقاليد وهذا ما يترجمه هذا الكم الهائل من العنف اتجاهها، وأعطي مثالا على ذلك بالتحرش الجنسي".

يتابع عدد كبير من المغاربة مسلسلات أجنبية مدبلجة إلى العربية أو إلى الدارجة المغربية، ويكون هناك تسامح مع القبل، لكن ما إن انتقلت تلك القبل من مجرد لقطة عابرة في مسلسل أو فيلم إلى سلوك واقعي أثار ذلك حفيظة عدد من المواطنين في حين اعتبره آخرون سلوكا عاديا.

آسية مزيان، 19 سنة ، طالبة بالأقسام التحضيرية للمهندسين، تعتبر أن كل امرأة شاركت في تلك الوقفة التضامنية أو قبلت بالقبل العلنية فهي تحدت الخطوط الحمراء للإسلام، مضيفة: " المشاركات في kiss-in هن لسن أكثر من نساء يجعلن من أنفسهن سلعة، يشيّئن الحب بالقبل العلنية وهذا لا يدخل بتاتا ضمن خانة الحريات الفردية لأنه مس بمشاعر المسلمين".

بين رفض وتقبل القبل العلنية، تبقى المرأة هي أول من يتحمل وزر التقاليد والعادات في مجتمع يرفض التخلي عنها وفي نفس الوقت ينفتح على ثقافات أخرى بفضل التطور التكنولوجي، وضرورة احترام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وأولها الحق في الحب.

وداد الملحاف – هنا أمستردام
الاربعاء 23 أكتوبر 2013