وعلى طول الأراضي المشبعة بالدماء من خط العرض 38 - الذي يرسم تقريبا حدود كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية - ولدت صداقة.
وفي العام التالي، تم قبول تركيا كعضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وحصلت على مزيد من المساعدات من الولايات المتحدة، بهدف التأكد من أن البلدان الأوروبية تطورت اقتصاديا، وغردت خارج سرب موسكو.
وقال التاي أتلي، خبير آسيا في مركز السياسات بجامعة سابانجي في إسطنبول: "لم يكن الأمريكيون متأكدين حقا من قيمة تركيا، لذا كان على تركيا أن تثبت قيمتها للدفاع الجماعي عن التحالف الأطلسي".
وكان الأمر أكثر من المال. كما كانت أنقرة حذرة بشكل متزايد من روسيا، عدوها التاريخي، وأرادت التأكد من أن السوفيت لا يهددون حدودها الشرقية أو ممراتها المائية.
أما الآن، فإن علاقات أنقرة مع واشنطن أصبحت في أدنى مستوياتها وأكثرها توترا منذ عقود، بل إن الحكومة التركية تستكشف إقامة تحالف أوثق مع روسيا.
فقد ألغت الولايات المتحدة وتركيا العديد من خدمات التأشيرات لمواطني كل منهما، كما تصاعد الخطاب ضد بعضهما البعض وسط اتهامات بالخيانة، وادعاءات باحتجاز الرهائن، وقضية جنائية بشأن خرق العقوبات، واتهامات بدعم الجماعات الإرهابية ومخططي الانقلاب.
ويلقي فيلم تركي صدر حديثا نظرة على الماضي، وتحديدا عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية، من خلال عيون جندي شاب. ونوعا ما، فإن الفيلم مناسب للوقت الحالي، حيث يبحث بشكل غير مباشر عن أصول العلاقات التركية الأمريكية.
ويعتبر فيلم "أيلا: ابنة الحرب" المستوحى من قصة حقيقية، مثيرا للعواطف الجياشة، فقد بكى كل من حضر العرض الأول للفيلم في إحدى دور السينما في اسطنبول.
وتدور قصة الفيلم حول دور الجندي التركي سليمان ديلبيرليجي بعيدا عن منزله في أول مغامرة عسكرية خارجية لبلاده خلال ثلاثة عقود، حيث يعثر على فتاة كورية يتيمة وسط المذبحة وكومة من الجثث.
وينجم المزيد من الاضطراب في فوضى الحرب عن عدم وجود لغة مشتركة مع الفتاة، وكذلك مشاكل التواصل بين الأمريكيين وحلفائهم الأتراك، وهي قضية لم يتم النظر فيها بشكل كامل قبل بدء القتال ضد الكوريين الشماليين والصينيين.
وتبنى السيرجنت ديلبيرليجي سريعا الطفلة التي تقطعت بها السبل كأبنة له- وأعطاها الاسم التركي ايلا – وأصبحت تعيش في القاعدة العسكرية معه لمدة عام تقريبا. وعندما انتهت خدمته في كوريا، انفصل عنها بسبب عدم قدرته على اصطحابها معه إلى تركيا.
وبعد مرور 60 عاما تقريبا، يتناول الثلث الأخير من الفيلم الجهود التي يبذلها الصحفيون وجمعية محاربين قدامى بتركيا لجمع شمل "بابا"، أو الأب التركي، وطفلته المفقودة.
ويشير ستيفن كوك، وهو زميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية، مركز أبحاث، إلى مدى التغير الذي حدث منذ أن تم ارسال ديلبيرليجي إلى كوريا.
وقال إن "تركيا لم تعد بنفس القدر من الاهمية، كما كانت في السابق (بالنسبة للولايات المتحدة) والولايات المتحدة ليست مهمة بالنسبة لتركيا لأن التهديد بالحرب الباردة قد انتهى". واضاف "لقد تغيرت السياسة العالمية".
ويتم حاليا توجيه أسئلة متعلقة بقيمة الشراكة بين الولايات المتحدة وتركيا في كلا البلدين، كما كان يحدث قبل عام 1950.
وقال أتلي، الخبير في اسطنبول: "إذا تحدثت عن الحرب اليوم مع أصدقائي الكوريين الجنوبيين، فهي علاقة مثل علاقة الأشقاء، إنها رابطة عميقة.. ولكن لا يمكن أن يقال نفس الشيء عن مدى شعورنا تجاه علاقتنا مع الولايات المتحدة".
وقتل أكثر من 700 جندى تركى فى الحرب الكورية. وأصيب كثيرون آخرون بجروح واعتبروا في عداد المفقودين. وتم تكريم بعضهم بمنحهم أوسمة لشجاعتهم من جانب جنرالات أمريكيين كانوا يقودون المعارك. ومع ذلك، وكما هو الحال في الولايات المتحدة، غالبا ما تهمل الحرب.
وقال أتلي: "في الثقافة الشعبية، قبل /أيلا/ لسنوات عديدة، لم نذكر الحرب. يتم تذكر الحرب في تركيا عندما تكون لحماية الوطن، ولكن المشاركة في الحرب الكورية، كانت نتيجة للسياسة الدولية".
ويقدم فيلم "أيلا"، الذي تشارك به تركيا للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، فرصة لننظر إلى الوراء، عندما القت أنقرة بنفسها في حضن الغرب.
وفي حين أن الحرب الكورية التي استمرت ثلاث سنوات انتهت بوقف إطلاق النار، وليس اتفاق سلام، وأدت إلى تقسيم شبه الجزيرة منذ ذلك الحين، فإن الفيلم يقدم لمحة عن التضحية والرحمة خلال أهوال الصراع.
وفي العام التالي، تم قبول تركيا كعضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وحصلت على مزيد من المساعدات من الولايات المتحدة، بهدف التأكد من أن البلدان الأوروبية تطورت اقتصاديا، وغردت خارج سرب موسكو.
وقال التاي أتلي، خبير آسيا في مركز السياسات بجامعة سابانجي في إسطنبول: "لم يكن الأمريكيون متأكدين حقا من قيمة تركيا، لذا كان على تركيا أن تثبت قيمتها للدفاع الجماعي عن التحالف الأطلسي".
وكان الأمر أكثر من المال. كما كانت أنقرة حذرة بشكل متزايد من روسيا، عدوها التاريخي، وأرادت التأكد من أن السوفيت لا يهددون حدودها الشرقية أو ممراتها المائية.
أما الآن، فإن علاقات أنقرة مع واشنطن أصبحت في أدنى مستوياتها وأكثرها توترا منذ عقود، بل إن الحكومة التركية تستكشف إقامة تحالف أوثق مع روسيا.
فقد ألغت الولايات المتحدة وتركيا العديد من خدمات التأشيرات لمواطني كل منهما، كما تصاعد الخطاب ضد بعضهما البعض وسط اتهامات بالخيانة، وادعاءات باحتجاز الرهائن، وقضية جنائية بشأن خرق العقوبات، واتهامات بدعم الجماعات الإرهابية ومخططي الانقلاب.
ويلقي فيلم تركي صدر حديثا نظرة على الماضي، وتحديدا عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية، من خلال عيون جندي شاب. ونوعا ما، فإن الفيلم مناسب للوقت الحالي، حيث يبحث بشكل غير مباشر عن أصول العلاقات التركية الأمريكية.
ويعتبر فيلم "أيلا: ابنة الحرب" المستوحى من قصة حقيقية، مثيرا للعواطف الجياشة، فقد بكى كل من حضر العرض الأول للفيلم في إحدى دور السينما في اسطنبول.
وتدور قصة الفيلم حول دور الجندي التركي سليمان ديلبيرليجي بعيدا عن منزله في أول مغامرة عسكرية خارجية لبلاده خلال ثلاثة عقود، حيث يعثر على فتاة كورية يتيمة وسط المذبحة وكومة من الجثث.
وينجم المزيد من الاضطراب في فوضى الحرب عن عدم وجود لغة مشتركة مع الفتاة، وكذلك مشاكل التواصل بين الأمريكيين وحلفائهم الأتراك، وهي قضية لم يتم النظر فيها بشكل كامل قبل بدء القتال ضد الكوريين الشماليين والصينيين.
وتبنى السيرجنت ديلبيرليجي سريعا الطفلة التي تقطعت بها السبل كأبنة له- وأعطاها الاسم التركي ايلا – وأصبحت تعيش في القاعدة العسكرية معه لمدة عام تقريبا. وعندما انتهت خدمته في كوريا، انفصل عنها بسبب عدم قدرته على اصطحابها معه إلى تركيا.
وبعد مرور 60 عاما تقريبا، يتناول الثلث الأخير من الفيلم الجهود التي يبذلها الصحفيون وجمعية محاربين قدامى بتركيا لجمع شمل "بابا"، أو الأب التركي، وطفلته المفقودة.
ويشير ستيفن كوك، وهو زميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية، مركز أبحاث، إلى مدى التغير الذي حدث منذ أن تم ارسال ديلبيرليجي إلى كوريا.
وقال إن "تركيا لم تعد بنفس القدر من الاهمية، كما كانت في السابق (بالنسبة للولايات المتحدة) والولايات المتحدة ليست مهمة بالنسبة لتركيا لأن التهديد بالحرب الباردة قد انتهى". واضاف "لقد تغيرت السياسة العالمية".
ويتم حاليا توجيه أسئلة متعلقة بقيمة الشراكة بين الولايات المتحدة وتركيا في كلا البلدين، كما كان يحدث قبل عام 1950.
وقال أتلي، الخبير في اسطنبول: "إذا تحدثت عن الحرب اليوم مع أصدقائي الكوريين الجنوبيين، فهي علاقة مثل علاقة الأشقاء، إنها رابطة عميقة.. ولكن لا يمكن أن يقال نفس الشيء عن مدى شعورنا تجاه علاقتنا مع الولايات المتحدة".
وقتل أكثر من 700 جندى تركى فى الحرب الكورية. وأصيب كثيرون آخرون بجروح واعتبروا في عداد المفقودين. وتم تكريم بعضهم بمنحهم أوسمة لشجاعتهم من جانب جنرالات أمريكيين كانوا يقودون المعارك. ومع ذلك، وكما هو الحال في الولايات المتحدة، غالبا ما تهمل الحرب.
وقال أتلي: "في الثقافة الشعبية، قبل /أيلا/ لسنوات عديدة، لم نذكر الحرب. يتم تذكر الحرب في تركيا عندما تكون لحماية الوطن، ولكن المشاركة في الحرب الكورية، كانت نتيجة للسياسة الدولية".
ويقدم فيلم "أيلا"، الذي تشارك به تركيا للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، فرصة لننظر إلى الوراء، عندما القت أنقرة بنفسها في حضن الغرب.
وفي حين أن الحرب الكورية التي استمرت ثلاث سنوات انتهت بوقف إطلاق النار، وليس اتفاق سلام، وأدت إلى تقسيم شبه الجزيرة منذ ذلك الحين، فإن الفيلم يقدم لمحة عن التضحية والرحمة خلال أهوال الصراع.