نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

الفرصة التي صنعناها في بروكسل

26/11/2024 - موفق نيربية

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني


على الغرب تحديد أولوياته في سوريا





ينبغي أن تدفع المفاوضات العاجلة في مجلس الأمن خلال الأسبوع الماضي، من يطلق عليهم «أصدقاء سوريا» نحو الاستعداد ليوم قريب لن تتمكن فيه منظمة الأمم المتحدة من الإشراف على توصيل المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال غربي سوريا، الخاضعة لسيطرة المتمردين.



لقد استخدمت روسيا حق النقض بمجلس الأمن في 8 يوليو (تموز) في الاعتراض على قرار بتمديد عملية توصيل الأمم المتحدة لعام آخر، وهو ما يعرقل حركة بعض الشاحنات. ويصرّ الروس على ضرورة إرسال مزيد من المساعدات الموجهة إلى شمال غربي سوريا، من مناطق تخضع لسيطرة النظام في سوريا. مع ذلك، يحذر مسؤولون إنسانيون في الأمم المتحدة، مشيرين إلى أن المساعدات الإنسانية المقبلة من تركيا إلى شمال غربي سوريا أكبر من تلك المقبلة من دمشق بمقدار عشرة أمثال.
نحن نعلم الأسباب الرئيسية لهذا الأمر. فنظام الأسد يقيد المساعدات الإنسانية لمعاقبة وإرهاب وترويع المدنيين الذين يعيشون في كنف المتمردين، وهناك مشكلة الفساد الشامل في نظام الأسد. في النهاية، لا تهتم روسيا بالمدنيين السوريين في شمال غربي سوريا، وهم لا يقدمون أي مساعدات إنسانية، بل تهتم موسكو بسلطات الدول ذات السيادة، وليس بحق المدنيين في الفرار من براثن المجاعة. فقط، في 12 يوليو (تموز)، قبلت روسيا تمديد إشراف الأمم المتحدة على المساعدات الإنسانية المقبلة من تركيا إلى شمال غربي سوريا لستة أشهر فقط.
ماذا بعد الأشهر الستة؟ سوف تعارض روسيا مرة أخرى عمليات توصيل المساعدات الإنسانية المقدّمة من تركيا مع بدء فصل الشتاء، وأي التماسات مقدمة إلى الكرملين بشأن الأخلاق ستكون غير مجدية. وقد أقرّ أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، بأن واشنطن لن تحاول الحديث مع موسكو الآن.
ولم تقبل موسكو تمديد العمليات لستة أشهر بسبب ضغوط واشنطن عليها، بل بسبب أنقرة، حيث تحدث الرئيس إردوغان إلى الرئيس بوتين في 11 يوليو، وقبلت موسكو التمديد في اليوم التالي.
ولفهم القوى المحركة للوضع في شمال سوريا، على المرء أن يتذكر أن تركيا لم تفرض حتى هذه اللحظة أي عقوبات على روسيا. كذلك يريد الروس من تركيا قبول نقل المحادثات السياسية السورية من جنيف إلى دولة أخرى لديها علاقات دبلوماسية مع سوريا. وتفضل روسيا ألا تهاجم تركيا كلاً من منبج وتل رفعت، حيث تريد أن يسيطر نظام الأسد على تلك البلدتين.
بوتين لديه إذن أسباب لتقديم تنازل صغير إلى أنقرة في 12 يوليو بالموافقة على ذلك التمديد، وهكذا، يعيش المدنيون السوريون البالغ عددهم مليونين ونصف المليون، ويوجدون في شمال غربي سوريا، ويعتمدون على المساعدات الإنسانية، تحت تهديد أي تراجع خطير في العلاقات بين روسيا وتركيا.
لقد حان وقت استعداد الأميركيين والأوروبيين، بالتعاون مع تركيا، لليوم الذي يرفض فيه الروس تماماً إدارة الأمم المتحدة لعمليات توصيل المساعدات من تركيا إلى شمال غربي سوريا. وقد بدأت المنظمات الخاصة التي تعمل في مجال المساعدات الإنسانية التخطيط لكيفية الاستمرار في توصيل الطعام والمستلزمات والمواد الطبية في ظل عدم وجود دور للأمم المتحدة. وليس لدى المنظمات غير الحكومية حالياً القدرة على إدارة الدعم اللوجيستي والتخطيط، حيث لا يمكنها توفير 800 شاحنة شهرياً مثل تلك المقبلة من تركيا عبر معبر «باب الهوى»، ليتم توزيعها في شمال غربي سوريا. وعلى الحكومات الأوروبية والحكومة الأميركية إصدار توجيهات للمؤسسات العاملة في مجال المساعدات الإنسانية والاقتصادية لديها، ببدء بناء قدرات تلك المنظمات الخاصة فوراً وبشكل عاجل، إذ إن ديسمبر (كانون الأول) قد اقترب.
وهناك تحديان مهمان؛ الأول هو: كيف ستعمل منظمات المساعدات مع جماعة «هيئة تحرير الشام»، التي تم إدراج اسمها على قائمة الإرهاب الأميركية وقائمة الإرهاب الخاصة بالأمم المتحدة، والتي تسيطر على الجزء الأكبر من شمال غربي سوريا؟ الأمم المتحدة تدير حالياً العلاقات مع «هيئة تحرير الشام»، وعلى كل من واشنطن والعواصم الأوروبية إتاحة طريقة قانونية لمنظمات الإغاثة للقيام بالتخطيط وتوزيع المساعدات مع مسؤولين على صلة بـ«هيئة تحرير الشام». كذلك، على تلك الجماعة ضمان سلامة مسؤولي منظمات الإغاثة والتعاون معهم. وستكون الخطوة الأولى هي إرسال المنظمات الخاصة التي تعمل في مجال المساعدات الإنسانية، فريق تخطيط إلى شمال غربي سوريا لمقابلة مسؤولين من حكومة الإنقاذ السورية، التي تسيطر عليها جماعة «هيئة تحرير الشام»، والحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة.
التحدي الثاني أكبر، ويتمثل في كيفية حماية قوافل المساعدات الخاصة بالمنظمات الخاصة من الهجمات الجوية الروسية والسورية، مثل ذلك الهجوم الذي حدث في سبتمبر (أيلول) 2016. لن يتصدى الأميركيون للقوة الجوية الروسية في المجال الجوي لإدلب. لذا، تحتاج وحدات الجيش التركي المنتشرة في شمال غربي سوريا إلى قدرات دفاع جوي لردع الهجمات الجوية الروسية. وسوف يحتاجون إلى دعم عسكري واضح من العواصم الغربية والأوروبية. مع ذلك، فالعلاقات بين أنقرة والعواصم الأوروبية ضعيفة، وكان آخر مثال على ذلك هو تردد الكونغرس الأميركي في بيع طائرات «إف - 16» المقاتلة إلى تركيا.
ولحماية قوافل المساعدات الإنسانية المتوجهة إلى شمال غربي سوريا، سوف يتعين على واشنطن بوجه خاص، جعل توصيل المساعدات الإنسانية، لا مطاردة فلول تنظيم «داعش» ودعم الدويلات السورية الكردية التي تخضع لقيادة «وحدات حماية الشعب» (واي بي جي)، على قائمة أولوياتها في سوريا.
للأسف، لا يوجد في الوقت الحاضر كثيرون في واشنطن يرغبون في تحديد أولويات السياسة الخارجية، سواء كانت أولويات خاصة بالاستراتيجية العالمية، أو أولويات خاصة بملف سوريا الأصغر.
الوقت ضيق، وديسمبر قد اقترب.
-------
الشرق الأوسط: 

روبرت فورد/السفير الأميركي السابق لدى سوريا والجزائر والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن

 

روبرت فورد
الاربعاء 20 يوليوز 2022