تغد هذه السيرة العربية أطول سيرة في التاريخ؛ ذلك أن حجم مخطوطاتها المحفوظة ُّ بمكتبة المتحف البريطاني ومكتبة الدولة ببرلين بألمانيا الغربية يصل إلى ٢٣ ألف صفحة، وتغطي أحداثها لحروب قارية متصلة لأربعة قرون بن العرب المسلمني من جانب، والتحالف الأوروبي البيزنطي، أو كما تسميه السيرة: بالتحالف الرومي من الجانب المقابل، كما تغطي أحداثها حقبة مطلع الإسلام وانتشاره؛ فسيرة الأمرية ذات الهمة تبتدئ أحداثها بأزهى عصور الخلافة الأموية في دمشق، والعصر الذهبي لعبد امللك بن مروان بن محمد، آخر الخلفاء الأمويني، الذي طارده أبو مسلم الخراساني عقب هروبه ً إلى مصر، إلى أن لحقه واغتاله في أبو صري بمصر الوسطى، مرورا بمطلع العصر العباسي وصراع السلطة المحتدم المتبلور في أزمة أو فاجعة البرامكة الفرس؛ حيث تستفيض هذه السيرة التاريخية العملاقة في إعادة سرد تلك النكبة السياسية بني العرب والفرس
و اهم من كتب هذا السيره هو شوقي عبد الحكيم الذي لخص مجلاتها الستة الضخمة في اقل من 200 صفحة لسهوله تقديمها للجيل الحالي .
و اهم من كتب هذا السيره هو شوقي عبد الحكيم الذي لخص مجلاتها الستة الضخمة في اقل من 200 صفحة لسهوله تقديمها للجيل الحالي .
تبدأ الحكاية في سيرة الاميرة ذات الهمة من عهد عبد الملك بن مروان الأموي، بقصة جدها الصحصاح الذي رزق بولدين وهما "ظالم" و"مظلوم" وقد سُميا في السيرة بهذين الاسمين لأن الصحصاح رأى في منامه رؤية تنبئه أنه سيرزق بولدين، وأن الابن الأكبر سوف يوقع الظلم على أخيه الأصغر، فلما ولد له الولدان سمى الأكبر ظالم والآخر مظلوم.
ثم تحققت الرؤية كاملة بعد موت الأب، حيث طغى الأكبر(ظالم) على الأصغر (مظلوم)، واستعان مظلوم بقبيلته لتحكم بينه وبين أخيه، فقررت القبيلة أن يقتسم الأخوان الزعامة، وكذلك أبناؤهما من بعدهما إن كانوا ذكورا.
ولد ظالم ولدا سماه الحارث، أما مظلوم فولد بنتا هي فاطمة، بطلة السيرة، وحين ولد ظالم ولدا أحس بالزهو وحاول معرفة نوع مولود أخيه لكنه لم يعلم أنه أنجب بنتا، لأن مظلوم تكتم الخبر، واستأجر مرضعة لكي تعتني بها خوفا من بطش أخيه.
وسرعان ما كبرت فاطمة وأخذت تظهر عليها إمارات الشجاعة والقوة النادرة في الإناث في هذا الزمن، إلى درجة أن أطلق عليها لقب "ذات الهمة" وبعد ذلك تتكشف لها الحقيقة وتعرف قصة حياتها فتمتلئ غيظا من عمها ظالم وتُكنّ له الانتقام.
تشب ذات الهمة وتقرر أن توهب نفسها للإسلام، لكن تقاليد القبيلة تجبرها على الزواج من ابن عمها فترفض علنا، لكن لا أحد يستجيب فتقرر إتمام الزيجة عاقدة النية على الانتقام من عمها وابنه الحارث (زوجها) متخذة زواجها وقربها منهم سبيلا يسهل عليها عملية الانتقام.
ولدت ذات الهمة ابنها عبد الوهاب، وقررت أن تسافر به إلى منطقة الثغور حتى يشب في ظل الجهاد، ولكن الحارث لم يتركها ترحل دون أن يسيء إليها، وأطلق شائعات تطعن في شرفها، حيث أشاع أن الولد ليس ولده واستند إلى أن الطفل لونه أسود، في الوقت الذي هو نفسه أبيض وأمه بيضاء، لكن فاطمة أو ذات الهمة أخفت هذا السر حتى تدفع عن نفسها هذه التهمة وتكبدت في سبيل ذلك أقسى المشقات، فتركت شهادات البشر العاديين ولجأت إلى العرافين الذين أعلنوا براءتها.
وبعدها بدأت ذات الهمة مرحلة جديدة في الكفاح، واستقرت في منطقة الثغور، المنطقة التى يتجسد فيها الصراع بين العرب، وفي هذا الوقت انتقلت الخلافة من بني أمية إلى بني العباس، فنجحت ذات الهمة في تحسين العلاقة بين قبيلتها وقبيلة بني العباس، وتمكنت من توحيد الصفوف، خصوصا بعد أن قتل عمها ظالم وابنه الحارث في إحدى معارك العرب مع الروم، ومع هذه الحال استقرت ذات الهمة متزعمة قبيلتها في منطقة الثغور واستعدت لأداء رسالتها الكبرى، وهي القضاء على العدو الخارجي الذي كان يهدد حدود الدولة الإسلامية.