نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المهمة الفاشلة لهوكستين

23/11/2024 - حازم الأمين

العالم والشرق الأوسط بعد فوز ترامب

17/11/2024 - العميد الركن مصطفى الشيخ

إنّه سلام ما بعده سلام!

17/11/2024 - سمير التقي

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان


سؤال الأسئلة...هل الحب مرض عقلي ..؟




ذات جلسة لا بأس ان تسميها رومانسية على سبيل المجاز لأن معظم تلك الجلسات بين قيس المفجوع وليلى التائهة كانت تنتهي دوما بالبكاء وكأن العاشقين في مأتم لا ينقطع


سؤال الأسئلة...هل الحب مرض عقلي ..؟
المهم أنه في أحدى تلك المآتم سألت ليلى قيس :هل صحيح انك جننت من أجلي كما تشيع امك ؟ فقال :
قالت جننت على رأسي فقلت لها
الحب أعظم مما بالمجانين
الحب ليس يفيق الدهر صاحبه
وانما يصرع المجنون في الحين
وبعد كل هذه القرون اكتشف العلم الحديث ان مجنون ليلى لم يكن يبالغ حين وضع الحب في مرتبة أعلى من الجنون فهاهو بروفيسور معتبر يضع خلاصة أبحاثه في كتاب ( مرض الحب) الذي يصر فيه على ان الحب نوع من الامراض العقلية وللكتاب عنوان فرعي ينص دون لبس على هذه الحقيقة (( love as mental illness .
والمؤلف هو الدكتور( فرانك تاليس )الذي لم يعتمد على ابحاثه وحدها بل أيضا على ابحاث زملاء من جامعات كندا والولايات المتحدة اثبتت أبحاثهم الجينية والنفسية ان اعراض الحب مثل اعراض الامراض العقلية وان ما يصيب العشاق يعيشه ايضا بطرق اخرى المجانين و مدمنو المخدرات .

لقد أجرى هؤلاء ابحاثا على دماغ العشاق والعاشقات اثناء النظر الى صور من يحبون فوجدوا في تلك اللحظة بالذات ان المناطق الاربع التي تتحرك بالدماغ هي ذات المناطق التي تتحرك عند متعاطي المخدرات والذين يعانون من عدم الاستقرار النفسي والعقلي .

وحسب تحليلات هذه العقليات الباردة فان عدم قدرة العاشق على رؤية سلبيات الحبيب وتحويله الى هاجس لاينقطع وفقدان النوم و القدرة على التمييز حين يتعلق الامر به ما هو الا شكل من اشكال المعاناة العقلية التي تصل في الكثير من حالاتها الى مستوى المرض الذي يقتضي البحث عن علاج .
ولأن كل شئ صار يتعلق بالطبيعة الجينية يغوص هؤلاء بعد علم النفس في الهندسة الوراثية لتحليل حركة الجينيات ورغباتها ومسارها ويخبروننا ان من سنحبه في شبابنا معروف الوصف والرائحة في خرائطنا الجينية منذ الطفولة وغالبا ما يكون قريب الشبه بالام او الاب فكثير من الفتيات يواصلن البحث الى ان يعثرن على رائحة جينية شبيه برائحة الاب الذي تعلقن به .

وهم في هذا المجال يقدمون الأنف على العين والرائحة على النظر اثناء الوقوع في الحب مما يقتضي تغيير مصطلح – الحب من اول نظرة – الى - الحب من اول شمة- ففي العالم الحيواني والانسان حيوان ناطق تكون الرائحة هي محرك الحب ومحرض الجنس والبوصلة التي توجه الغريزة التي يربطها الباحثون بقانوني الخوف والحفاظ على النوع الذي يحدد معظم سلوكيات الحب والرغبات الحسية .

ومع هذه القرائن كلها التي تربط الحب بالمخدرات والامراض العقلية والجينات التي تحكمنا ولا نحكمها ما يزال الذين خبروا طعم الحب يسيرون على خطا قيس ولا يمانعون من الاستمرار فيه حتى وان كان جنونا مثبتا فهذا النوع من الجنون أحلى وألذ من عقل بارد يولد ويموت دون ان يجرب صاحبه لحظة واحدة من تلك اللحظات التي تكثف كل متع العالم في قبلة أو شمة او لمسة او مجرد نظرة تقود من تختاره لملكوت جنونها الى جنان شاسعة من الدفء والاثارة والحنان .

 

محيي الدين اللاذقاني
الخميس 23 أكتوبر 2014