وكان مركز الزلزال الذي وقع بعد الساعة 01:30 بقليل من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي ((التاسعة مساء بتوقيت غرينتش مساء الثلاثاء) بينما كان الناس نائمين، على بعد 44 كيلومترا من مدينة خوست جنوب شرقي أفغانستان.
وأدى الزلزال، الذي بلغت قوته 6.1 درجة على مقياس ريختر، والذي وقع على عمق 51 كم، إلى تدمير مئات المنازل.
ويعد الزلزال الأكثر دموية الذي يضرب أفغانستان منذ عقدين، وتحديا كبيرا لحركة لطالبان، التي استعادت السلطة العام الماضي بعد انهيار الحكومة المدعومة من الغرب.
وقال سام مورت من وحدة اليونيسف في كابول لبي بي سي إن مسؤولي طالبان طلبوا من الأمم المتحدة "دعمهم فيما يتعلق بتقييم الاحتياجات الأساسية والاستجابة الأولية للمتضررين".
وقال الممثل الخاص للمملكة المتحدة في أفغانستان، نايجل كيسي، إن بريطانيا على اتصال بالأمم المتحدة و "مستعدة للمساهمة في الاستجابة الدولية".
وقال المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل إن شهود عيان أكدوا أنهم شعروا بالزلزال القوي في العاصمتين الأفغانية كابول، والباكستانية إسلام أباد
وفي حديث لوكالة رويترز للأنباء ، وصف السكان المحليون مشاهد مروعة للموت والدمار في أعقاب الزلزال الذي وقع في وقت متأخر من الليل.
وقالت إحدى النساء ممن يقطن المنطقة وتدعى فاطمة "صرخت أنا والأولاد" عند وقوع الزلزال. لقد "دمرت إحدى غرفنا. وسمعنا صراخ جيراننا".
وقال ساكن آخر يقال له فيصل "لقد دمرت منازل جيراننا". "عندما وصلنا كان هناك الكثير من القتلى والجرحى. أرسلونا إلى المستشفى. وهناك رأيت العديد من الجثث".
وقال صحفي محلي في ولاية بكتيكا الأكثر تضرراً بالزلزال، لبي بي سي :"في كل شارع تذهب إليه تسمع صوت الناس يبكون القتلى من أحبائهم. فالبيوت مدمرة".
وتسبب الزلازل في الكثير من الأضرار في المناطق القروية، في أفغانستان، لأن أغلب المباني هناك لا تكون قوية بما يكفي لتحمل حتى الهزات الأرضية البسيطة.
وقال صحفي آخر لبي بي سي إن التواصل عقب الزلزال كان صعباً بسبب الضرر الذي لحق بأبراج الاتصالات الخاصة بشبكات الهاتف المحمول، وإن حصيلة القتلى سترتفع أكثر.
وأضاف أن "الكثيرين من الأشخاص لا يعلمون بحالة أقاربهم لأن هواتفهم لا تعمل. شقيقي وعائلته قضوا في الزلزال، وقد علمت بذلك للتو بعد مرور ساعات. الكثير من القرى دُمر تماماً".
ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة في باكستان ، بحسب بي بي سي الخدمة الأردي
______________________________________________________________________________________________________________
حقائق أساسية حول أفغانستان
- حركة طالبان تدير البلاد: استولى الإسلاميون المتشددون على السلطة في أفغانستان العام الماضي، بعد قرابة 20 عاماً على الإطاحة بهم على يد تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة
- توجد أزمة غذائية: أكثر من ثلث السكان لا يستطيعون الحصول على احتياجاتهم الأساسية والاقتصاد يعاني، مع جفاف المساعدات الخارجية والسيولة النقدية عندما استولت طالبان على السلطة
- حقوق المرأة مُقيدة: صدرت أوامر للنساء بتغطية رؤوسهن في الأماكن العامة ولم يُسمح للفتيات في سن المراهقة بالذهاب إلى المدرسة
______________________________________________________________________________________________________________
ودعا مسؤولو طالبان وكالات الإغاثة إلى الإسراع في الوصول إلى المناطق المتضررة في شرقي البلاد.
وكانت عقود الصراع قد جعلت من الصعب على الدولة الفقيرة أن تحسن من إجراءاتها الحمائية في مواجهة الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى- على الرغم من الجهود التي بذلتها وكالات الإغاثة لتقوية بعض المباني خلال السنوات الماضية.
وحتى قبل أن تستولي طالبان على الحكم، كانت خدمات الطوارئ منهكة من التعامل مع الكوارث الطبيعية- في ظل توفر عدد قليل من الطائرات والمروحيات لفرق الإنقاذ.
وقال طبيب من أحد المناطق الأكثر تضرراً في ولاية بكتيكا، في حديثه لبي بي سي، إن عاملين في مجال الرعاية الطبية هم من بين الضحايا.
وقال: "لم يكن لدينا ما يكفي من الأشخاص والمرافق قبل الزلزال، والآن دمر الزلزال القليل الذي لدينا. لا أعلم كم عدد زملائنا الذين ما زالوا على قيد الحياة"
وكان معظم الضحايا حتى الآن في مقاطعتي "غايان" و"بارمال" بولاية بكتيكا، كما قال طبيب محلي لبي بي سي. وأفاد موقع إعلامي محلي بأن قرية بأكملها في مقاطعة "غايان" دُمرت.
وشعر الناس بالزلزال على بعد نحو 500 كيلومتر من مركزه، داخل أفغانستان وباكستان والهند. وأفاد شهود بأنهم شعروا بالزلزال في العاصمة الأفغانية كابول والعاصمة الباكستانية إسلام أباد.
ولكن لم ترد تقارير مباشرة حول وقوع ضحايا أو أي دمار يذكر في باكستان، بحسب خدمة بي بي سي أوردو.
وتُعتبر أفغانستان، عرضة للكثير من الزلازل، لأنها تقع في منطقة نشطة جيولوجيا، وتحتها صدوع أرضية كبيرة بين الصفاح التكتونية، مثل صدع شامان، وصدع هاري، وصدع باداخشان المركزي، وصدع دارفاز.
وبلغت قوة الزلزال الذي ضرب في ساعات الصباح الأولى، 6.1 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزه على عمق 51 كيلومترا، حسب مركز المسح الجيولوجي
الأمريكي.
وخلال السنوات العشر الماضية، لقي ما لا يقل عن 7 آلاف، شخص، مصرعهم، بسبب زلازل في أفغانستان، حسب الإحصاءات التي يصدرها مكتب الأمم المتحدة للتنسيق الإنساني هناك، والذي يضيف أن متوسط الضحايا، بسبب الزلازل سنويا، في البلاد يبلغ 560 شخصا.