فهو يرسم خارطة جديدة للعالم ، يغير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا ، غير عابهٍ. بالمواثيق ولا الخرائط الدولية ، كما يريد ان يضم كندا كولاية أمريكية ، هو لا ينظر اليها كدولة مستقلة ذات سيادة ومقعد وعلم في الامم المتحدة ، كما يريد الاستيلاء على قناة بنما وجزيرة " غرينلاند" ، يفرض على "كولومبيا" شروط اوجاع مواطنيها بشكل مذل ، ولم يكتفي في الارض بل يريد ان يضع علم الولايات المتحدة على سطح المريخ .
اسبوع يمر على دخوله البيت الابيض، وهو يصدر القرارات ليغير وجه العالم .
لم يأمر جيشه بالتحرك ولم يحرك بوارجه وأساطيله البحرية ولا حاملة طائراته ، لكنه فقط أطلق لسانه للتصريحات ، وها هو العالم يدخل في حالة رعب وتكهنات ، بين رافض و منصاع.
رئيسة الوزراء الدنماركية “ ميت فريدريكسن" عرضت على الرئيس الأمريكي مزيداً من التعاون في القواعد العسكرية واستغلال المعادن ، على ان يتخلى ترامب عن فكرة استيلائه على الجزيرة " غرينلاند" ، إلا إنه رفض، فوجهت ندائها للعالم وقالت : " نحن في خطر " .
وأصر على اخذ الجزيرة من الدنمارك بحجة أن «سلامة وأمن غرينلاند مهمان للولايات المتحدة؛ ويدعي ان الصين وروسيا تقومان باستثمارات كبيرة في جميع أنحاء منطقة القطب الشمالي». كما افاد بذلك متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض،
واردف ترامب : «يجب على الدنمارك التخلي عن الجزيرة لأننا بحاجة إليها للأمن القومي». وأضاف: «أنا أتحدث عن حماية العالم الحر،ويضيف " لديك سفن صينية في كل مكان. لديك سفن روسية في كل مكان، لن نسمح بحدوث ذلك».
وهذا يعني ان الصراع قادم ، إذا ما استمرّ الرئيس الأمريكي بهذا النهج .
وهناك مخاوف اوربية كثيرة بشأن ما يخطط له ترامب ، بعد ان وقع على انسحاب واشنطن من معاهدة المناخ ، وهدّد اوربا برفع رسوم البضائع ، فقد رد وزير الخارجية الفرنسي " جان نويل بارو" من أنه "إذا تعرضت مصالحنا للضرر فسوف نرد"، ومن المتوقع ان يشهد العالم علاقات تجارية ودبلوماسية عاصفة بين واشنطن و الاتحاد. الاوربي.
البعض اعتقد ان ترامب يهدد ويحذر الشرق الأوسط ، فقط ، وانه سيكتفي في مواجهة الصين بعد تحييد روسيا وانهاء الحرب الاوكرانية الروسية ، كما وعد في حملته الانتخابية ، لكن ما يخطط له ترامب هو ابعد بكثير مما يتصوره البعض ، فقد حذر بنك «جيه بي مورغان» في مذكرة حديثة، من أن الأسواق الناشئة قد تشهد توقفاً مفاجئاً لتدفقات رأس المال، مع تحفيز سياسات «أميركا أولاً» التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب للاقتصاد الأميركي، مشيراً إلى أن تلك السياسة الحمائية، ستقود إلى سحب الأموال من الدول الأكثر فقراً.
تزامن تحذير بنك الاستثمار الأميركي، مع خطاب الرئيس دونالد ترمب في المنتدى الاقتصادي في دافوس، حيث تحدث عن عدد من القضايا بما في ذلك التعريفات الجمركية والتضخم والعلاقات الدولية.
قال ترامب خلال مشاركته عبر الفيديو في دافوس: «رسالتي لكل شركة في العالم بسيطة للغاية، تعالوا واصنعوا منتجكم في أميركا، وسنقدم لكم إحدى أدنى الضرائب على وجه الأرض، وإذ لم تصنعوا منتجكم في أميركا، وهو حقكم، فبكل بساطة، سيتعين عليكم دفع تعريفة جمركية».
وعلى صعيد روسيا ، التي توقع البعض ان علاقة ترامب بالرئيس الروسي بوتين ستتخذ شكلا آخر نحو الأفضل ، لكنه انعطف ترامب بشكل مفاجئ وهدّد روسيا فيما إذا لم تقبل بالتفاوض مع اوكرانيا وإنهاء الحرب .
وفي رد على سؤال عن إمكانية فرض المزيد من العقوبات على روسيا في حال لم يحضر بوتين إلى طاولة المفاوضات، أجاب ترامب خلال لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض: "يبدو الأمر كذلك".
وفي تصريحات منتقدة لبوتين على غير عادته، أكد ترامب أن الرئيس الروسي يجب أن "يتوصل إلى إبرام اتفاق ، مضيفا أنه "يدمر روسيا " في حال إحجامه عن ذلك.
وهكذا يوسع الرئيس الأمريكي دائرة الصراع ليشمل العالم كله ، فهو يرى العالم من خلال بوابة المال وليس غير المال ، فقد قال في منتدى دافوس انه سيحاور السعودية كي ترفع استثماراتها إلى الترليون بعد ان وافق بدايةً ، بـ 500 مليار لتكون الرياض وجهته الخارجية الاولى ، ثم اعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بانه المملكة العربية السعودية، ستستثمر 600 مليار دولار في الولايات المتحدة ، فسال لعاب سيد البيت الأبيض وطلب ترليون دولار .
ثم تحول للحوار مع ايران ، وان لم يذكرها في خطاب القسم .
خطوات الرئيس وتصريحاته التي ادخلت الذعر للعالم. ، لا تخلو من جدية ولا تخلو من خطر داعم يهدد العالم ، انها خارطة جديدة يود الرئيس ان يرسمها دون سياسة او خطط سرية ، انها خطة علنية وعلى العالم ان يقبلها … و إلا .