في كتابها "الجنس والقلعة: الحياة الجنسية في عالم عربي متغير"، تأخذنا شيرين الفقي في رحلة إلى أكثر المناطق حساسية في مناطق "الربيع العربي". فبينما تتركز عدسات الإعلاميين على التحولات السياسية في الساحات العامة ومراكز صنع القرار، تنظر شيرين إلى التحولات السياسية والاجتماعية ذات العلاقة بالجسد. "العالم العربي كان تاريخياً أكثر انفتاحاً من الغرب في الشؤون الجنسية، والآن تغيرت الأمور"، تقول شيرين التي عملت أيضاً معدة برامج في قناة الجزيرة الإنجليزية، ونائبة الرئيس السابق للجنة الأمم المتحدة العالمية في شؤون فيروس نقص المناعة البشرية والقانون.
كتاب "الجنس والقلعة" صدر باللغة الإنجليزية وتتم ترجمته حالياً إلى اللغة العربية.
في ما يلي حوار صحفي اجراه احد المواقع الالكتروتيه مع الكاتبه
ماذا دفعك لتأليف الكتاب؟
ولدت في بريطانيا لأب مصري وأم بريطانية. تربيت في كندا، بعيداً عن جذوري العربية. أعتبر نفسي مسلمة مؤمنة، وبعد أحداث سبتمبر 11، أخذت أهتم أكثر بالتنقيب عن جذوري العربية. زاد ذلك عندما عملت بعد تخصصي في علم المناعة البشرية كمراسلة في مجلة الايكونوميست، وتم تفويضي لمتابعة الشؤون الصحية. ودفعني تخصصي وجذوري العربية إلى الاهتمام بمدى وجود فيروس ومرض نقص المناعة المكتسبة/الإيدز في العالم العربي.
صحيح أن النسب العامة لفيروس ومرض نقص المناعة المكتسبة تبدو متدنية بشكل عام، ولكن إذا نظرنا إلى مجموعات محددة معرضة أكثر من غيرها لاكتساب الفيروس، سنلاحظ أن النسب عالية جداً في أغلب الدول العربية. هناك فقط منطقتان من العالم يزيد فيهما عدد الإصابات والوفيات بفيروس ومرض نقص المناعة المكتسبة أحدهما هو العالم العربي. لا نستطيع التعامل مع هذا الواقع دون الحديث عن الجنس. أغلب حالات مرض نقص المناعة المكتسبة في بلادنا يتم تناقلها جنسياً، والتكتم على هذه المشاكل لا يساعد في حلها. دفعني كل هذا إلى دراسة الحياة الجنسية في العالم العربي، وأخذت أدرك أكثر فأكثر أن رغبات وتخيلات ومخاوف الأشخاص تعطينا فكرة عن المجتمع بشكل عام. ما يحدث داخل غرف النوم هو غير منفصل عن التحولات الاجتماعية بشكل عام.
هذا الموضوع هو من المحرمات في عالمنا العربي. ما هي اقتراحاتك لمن يود معالجة هذه المواضيع الحساسة؟
من المفارقة أن العالم العربي كان تاريخياً معروفاً بكونه أكثر انفتاحاً من الغرب في هذه المواضيع، والآن تغيرت الأمور. في وقت الرسول (ص) كان هناك انفتاح والمام بهذه الجوانب. ويتضمن تاريخنا العربي والإسلامي كتابات غنية في هذه الشؤون. الآن يتم النظر إلينا وكأننا "منغلقون" على هذه الأمور. فمثلاً هناك كتاب من القرن العاشر يذكر 1083 فعلاً باللغة العربية لوصف العلاقات الجنسية. صورة غلاف النسخة الإنجليزية من كتابي يتضمن بعض الكلمات باللغة العربية التي تشير إلى الجنس، واختفت من قاموس استخداماتنا اليومية. من المفارقة أنه على الرغم من المفردات الغنية في اللغة العربية لوصف مختلف جوانب الحياة الجسدية، يميل الشباب العرب اليوم إلى استعارة كلمات أجنبية من الإنجليزية والفرنسية للإشارة إلى الجنس. أعتقد أن موقع "الحب ثقافة" هو خطوة هامة جداً في هذا السياق.
كيف تنظرين إلى مختلف التأويلات والتحولات في "الجنس والقلعة" بعد الربيع العربي؟
هرم المحرمات في العالم العربي كان دوماً الدين والسياسة والجنس. خط السياسة تم اختراقه بعد 2011. صحيح أن الوضع غير مستقر في مصر، ولكن هناك بعض التحولات التي حدثت في هذا الصعيد. الخط الثاني هو الدين. نلاحظ في السنوات الأخيرة المزيد من النقاش الحي والتأويلات المتعلقة بالدين والمجتمع. الخط الثالث هو الجنس. كتابي هو محاولة بسيطة وتحدي التأويلات التقليدية والضيقة والصور النمطية في الغرب المتعلقة بالجنس في الثقافة العربية. اعتبر أنني أواصل تراثاً غنياً تحدث بانفتاح عبر أكثر من ألف عام، ودمج بين الوصف والفكاهة. في تاريخنا العربي والإسلامي لم نتحدث عن الجنس وكأنه "مشكلة"، وإنما باعتباره مصدراً للمتعة والحياة. تراثنا العربي مليء بكتابات تتضمن المتعة للمرأة أيضاً. آمل أن نبدأ بالتفكير ملياً في هذه الأمور. تحقيق أحلام الربيع العربي يتطلب أن نكون صريحين مع أنفسنا. أترقب أن تعالج النسخة العربية من كتابي مختلف هذه الجوانب.
كتاب "الجنس والقلعة" صدر باللغة الإنجليزية وتتم ترجمته حالياً إلى اللغة العربية.
في ما يلي حوار صحفي اجراه احد المواقع الالكتروتيه مع الكاتبه
ماذا دفعك لتأليف الكتاب؟
ولدت في بريطانيا لأب مصري وأم بريطانية. تربيت في كندا، بعيداً عن جذوري العربية. أعتبر نفسي مسلمة مؤمنة، وبعد أحداث سبتمبر 11، أخذت أهتم أكثر بالتنقيب عن جذوري العربية. زاد ذلك عندما عملت بعد تخصصي في علم المناعة البشرية كمراسلة في مجلة الايكونوميست، وتم تفويضي لمتابعة الشؤون الصحية. ودفعني تخصصي وجذوري العربية إلى الاهتمام بمدى وجود فيروس ومرض نقص المناعة المكتسبة/الإيدز في العالم العربي.
صحيح أن النسب العامة لفيروس ومرض نقص المناعة المكتسبة تبدو متدنية بشكل عام، ولكن إذا نظرنا إلى مجموعات محددة معرضة أكثر من غيرها لاكتساب الفيروس، سنلاحظ أن النسب عالية جداً في أغلب الدول العربية. هناك فقط منطقتان من العالم يزيد فيهما عدد الإصابات والوفيات بفيروس ومرض نقص المناعة المكتسبة أحدهما هو العالم العربي. لا نستطيع التعامل مع هذا الواقع دون الحديث عن الجنس. أغلب حالات مرض نقص المناعة المكتسبة في بلادنا يتم تناقلها جنسياً، والتكتم على هذه المشاكل لا يساعد في حلها. دفعني كل هذا إلى دراسة الحياة الجنسية في العالم العربي، وأخذت أدرك أكثر فأكثر أن رغبات وتخيلات ومخاوف الأشخاص تعطينا فكرة عن المجتمع بشكل عام. ما يحدث داخل غرف النوم هو غير منفصل عن التحولات الاجتماعية بشكل عام.
هذا الموضوع هو من المحرمات في عالمنا العربي. ما هي اقتراحاتك لمن يود معالجة هذه المواضيع الحساسة؟
من المفارقة أن العالم العربي كان تاريخياً معروفاً بكونه أكثر انفتاحاً من الغرب في هذه المواضيع، والآن تغيرت الأمور. في وقت الرسول (ص) كان هناك انفتاح والمام بهذه الجوانب. ويتضمن تاريخنا العربي والإسلامي كتابات غنية في هذه الشؤون. الآن يتم النظر إلينا وكأننا "منغلقون" على هذه الأمور. فمثلاً هناك كتاب من القرن العاشر يذكر 1083 فعلاً باللغة العربية لوصف العلاقات الجنسية. صورة غلاف النسخة الإنجليزية من كتابي يتضمن بعض الكلمات باللغة العربية التي تشير إلى الجنس، واختفت من قاموس استخداماتنا اليومية. من المفارقة أنه على الرغم من المفردات الغنية في اللغة العربية لوصف مختلف جوانب الحياة الجسدية، يميل الشباب العرب اليوم إلى استعارة كلمات أجنبية من الإنجليزية والفرنسية للإشارة إلى الجنس. أعتقد أن موقع "الحب ثقافة" هو خطوة هامة جداً في هذا السياق.
كيف تنظرين إلى مختلف التأويلات والتحولات في "الجنس والقلعة" بعد الربيع العربي؟
هرم المحرمات في العالم العربي كان دوماً الدين والسياسة والجنس. خط السياسة تم اختراقه بعد 2011. صحيح أن الوضع غير مستقر في مصر، ولكن هناك بعض التحولات التي حدثت في هذا الصعيد. الخط الثاني هو الدين. نلاحظ في السنوات الأخيرة المزيد من النقاش الحي والتأويلات المتعلقة بالدين والمجتمع. الخط الثالث هو الجنس. كتابي هو محاولة بسيطة وتحدي التأويلات التقليدية والضيقة والصور النمطية في الغرب المتعلقة بالجنس في الثقافة العربية. اعتبر أنني أواصل تراثاً غنياً تحدث بانفتاح عبر أكثر من ألف عام، ودمج بين الوصف والفكاهة. في تاريخنا العربي والإسلامي لم نتحدث عن الجنس وكأنه "مشكلة"، وإنما باعتباره مصدراً للمتعة والحياة. تراثنا العربي مليء بكتابات تتضمن المتعة للمرأة أيضاً. آمل أن نبدأ بالتفكير ملياً في هذه الأمور. تحقيق أحلام الربيع العربي يتطلب أن نكون صريحين مع أنفسنا. أترقب أن تعالج النسخة العربية من كتابي مختلف هذه الجوانب.