نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( ألم يحنِ الوقتُ لنفهم الدرس؟ )

13/11/2024 - عبد الباسط سيدا*

طرابلس "المضطهدة" بين زمنين

13/11/2024 - د.محيي الدين اللاذقاني

اليونيسيف ومافيا آل كابوني دمشق

12/11/2024 - عبد الناصر حوشان

هل يشعل العراق حرباً إقليمية؟

09/11/2024 - عاصم عبد الرحمن

مؤشرا تركيا الأخطر

04/11/2024 - عدنان عبد الرزاق

تهديد الرجل القوي للديمقراطية

04/11/2024 - د. سامان شالي

طلاق نهائي بين إسرائيل والأسد

04/11/2024 - د. باسل معراوي

‏ أيام الغليان

04/11/2024 - ساطع نورالدين


“الفيل” الجمهوري على خطى “الحمار” الديموقراطي!..




خلال الإنتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت عام 1860 كانت الولايات المتحدة عبارة عن شبه قارة مقسمة بين الشمال والجنوب بسبب اختلاف الآراء حول قضية تحرير العبيد، لكن “أبراهام لينكولن” قرّر خوض غمار الانتخابات تلك السنة أملا في توحيد البلاد أو التقليل من حدة الإنقسام على أقل تقدير، ووضع البلاد على سكة الخلاص.


 
ظهر “الفيل” كشعار للحزب الجمهوري لأول مرة في دعاية سياسية مساندة لـ “لينكولن” في مواجهة “الحمار” الديموقراطي في هذه الإنتخابات التي فاز بها فعلًا، ثمّ تحوّل إلى شعار سياسي للجمهوريين في عام 1870 عندما قام رسام الكاريكاتور الأميركي الشهير “توماس ناست” بالتعبير عن تذمره مما وصفه بخروج الحزب الجمهوري عن قيمه الليبرالية واختصر الحزب في رسم كاريكاتوري لـ “فيل” ضخم مذعور يحطم كل ما تطؤه قدماه وكتب على جسمه عبارة (الصوت الجمهوري)، ومنذ ذلك الحين تحول الفيل إلى شعار للحزب الجمهوري.
هدايا الولاية الأولى
عندما أدرك الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” المنتخب حديثًا لولاية ثانية مغادرته للبيت الأبيض أوائل العام 2021 وأنه لا محالة سيغادر مكتبه مرغمًا، وسيتخلى عنه كارهًا، بعد هزيمته أمام منافسه الديموقراطي “جو بايدن”، أدرك أن عليه التمهيد للعودة بعد أربع سنوات، وعليه أن يُقدّم لـ “اللوبي الصهيوني” المزيد من “الهدايا” لتضاف إلى جملة الهدايا التي قدمها خلال ولايته، ليستثمرها لاحقًا، وهذا ما حدث بالفعل.
دونالد ترامب الذي سخّر فترة ولايته لخدمة المشروع الصهيوني، وحماية الدولة العبرية، وتأييد صديقه المأزوم بنيامين نتنياهو، فقدم لهم أسمى ما يتمنون، وأكثر مما كانوا يحلمون، فأصرّ خلال الأيام القليلة المتبقية له من ولايته السابقة في البيت الأبيض رئيسًا، متمتعًا بكل صلاحياته وامتيازاته، أن يقدم للشعب اليهودي أقصى ما يستطيع من خدمات، مستوحيًا خدماته من الروح الانجيلية التي تملي عليه أن يكون خادماً لليهود، منفذًا رغباتهم، راعيًا مصالحهم، حريصًا عليهم، مضحيًا من أجلهم.
كثيرةٌ هي الخدمات التي قدمها ترامب خلال فترة رئاسته، وفي الأيام القليلة التي سبقت الانتخابات الأمريكية، إلا أنني لا أود هنا تعدادها وسردها، فهي أكثر من أن يشملها مقالي هذا، ولكنني سأكتفي بعرض ما قام به لصالح الكيان الصهيوني:
أولا: كانت أولى هذه الهدايا اعتراف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها، بعد أن أبقى آمال الفلسطينيين في التوصل إلى “صفقة نهائية” لإحلال السلام معلّقة، كما كانت هناك “مواقف استفزازية” من إدارة ترامب، حين أصدر وزير الخارجية آنذاك مايك بومبيو قرارًا يُغيّر قواعد جوازات السفر، ويسمح للأميركيين المولودين في القدس بإدراج “إسرائيل” بدلا من القدس، كمكان ميلاد في جوازاتهم.
ثانيا: أوقفت واشنطن تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي تقدم المساعدة للاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كما قامت بوقف جميع المساعدات الأخرى للفلسطينيين، ومنها 200 مليون دولار تقدمها لدعم السلطة الفلسطينية من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وحوالي 60 مليون دولار لقوات الأمن الفلسطينية، و25 مليون دولار لدعم المستشفيات في القدس الشرقية، و10 ملايين دولار لدعم “جهود التعايش الإسرائيلي الفلسطيني”، كما أمرت الخارجية الأميركية إثر ذلك بإغلاق البعثة الدبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وألغت القنصلية الأميركية في القدس.
ثالثًا: وقع ترامب، في البيت الأبيض، بحضور نتنياهو، مرسوما رئاسيا يعترف بـ”سيادة” إسرائيل على هضبة “الجولان” السوري المحتلة، في خطوة لاقت رفضًا دوليًا واسعًا، لمخالفته لقرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها المتعلقة بالأراضي المحتلة عام 1967، وتأييده المطلق لفكرة ضم إسرائيل لأراضي الضفة الغربية، والتي جعلها نتنياهو “محور” حملات إعادة انتخابه.
رابعًا: قيام إدارة ترامب بـ”عزل إيران” من خلال اعتبارها الاتفاق النووي الإيراني “متساهلا للغاية” -كما أكد على ذلك نتنياهو مرارا- وانسحابها منه في آذار 2018، وصاغ وزير الخارجية الأميركي إستراتيجية “الضغوط القصوى” ضد طهران من خلال عقوبات اقتصادية شديدة، ووضع 12 مطلبًا أمام القادة الإيرانيين وبدت كأنها من صياغة نتنياهو بنفسه، بالاضافة إلى عملية اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني .
----------
الديمقراطية

خالد صالح
السبت 9 نونبر 2024